موسكو ترفض تصريحات واشنطن.. وتتهم الغرب بتأزيم الوضع في سوريا

المرصد: مقتل 506 أشخاص بينهم 23 طفلًا في الغارات الروسية * برلماني ألماني: الغارات الروسية على حلب إزدراء للإنسانية

موسكو ترفض تصريحات واشنطن.. وتتهم الغرب بتأزيم الوضع في سوريا
TT

موسكو ترفض تصريحات واشنطن.. وتتهم الغرب بتأزيم الوضع في سوريا

موسكو ترفض تصريحات واشنطن.. وتتهم الغرب بتأزيم الوضع في سوريا

رفضت وزارة الخارجية الروسية، اليوم (الاربعاء)، تصريحات الولايات المتحدة بأن القصف الروسي سبّب أزمة انسانية في سوريا، متهمّة الغرب بتأجيج المشكلة.
وخلال مؤتمر صحافي، قالت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم الخارجية الروسية، إنّ موسكو ترى أن تصريحات واشنطن بأن روسيا تستخدم ذخيرة غير موجهة في سوريا "لا أساس له اطلاقا من الصحة"، ورفضت ما تردد عن أن القصف الروسي في سوريا يدفع باللاجئين إلى أوروبا. كما رفضت أيضًا الاتهامات بأن روسيا سببت انهيار محادثات سوريا، ووصفتها بأنّها "محض كذب".
على الساحة الميدانية السورية، قال المرصد السوري لحقوق الانسان اليوم، إنّ 500 شخص على الاقل قتلوا من جميع الاطراف خلال المعارك بمحافظة حلب منذ بداية هجوم لجيش النظام السوري والقوات المتحالفة معه في أوائل فبراير (شباط). وتابع أنّ هذا الرقم يتضمن مائة مدني على الاقل. ولم يتسن لوكالة رويترز للأنباء التحقق من الارقام بشكل مستقل.
وفي بداية فبراير(شباط)، بدأ جيش النظام السوري هجومًا مدعومًا بضربات جوية روسية لاستعادة حلب والمناطق المحيطة بها حتى الحدود التركية، وقتل ما لا يقل عن 506 أشخاص، بينهم 89 مدنيًا، وفق حصيلة أعلنها المرصد اليوم.
من جانبه، قال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية، "قتل 506 اشخاص على الأقل منذ بدء قوات النظام هجومها بغطاء جوي روسي في ريف حلب الشمالي"، موضحا أنّ بينهم "89 مدنيا، ضمنهم 23 طفلا، قتلوا جراء الغارات الروسية".
وحسب عبد الرحمن، "قتل 143 من قوات النظام والمسلحين الموالين لها ومقاتلين شيعة غير سوريين، بينهم 14 مقاتلا ايرانيا وثلاثة من عناصر حزب الله اللبناني على الاقل، في حين قتل 274 عنصرًا من الفصائل المقاتلة والمتشددة وبينها جبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا)".
ويتوزع القتلى في صفوف الفصائل وفق عبد الرحمن، بين "169 مقاتلا سوريا و105 من عناصر جبهة النصرة وفصائل متشددة اخرى تضم مقاتلين من جنسيات غير سورية".
كما أفاد المرصد اليوم بوقوع اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والفصائل المعارضة في بلدة الطامورة الواقعة جنوب بلدتي نبل والزهراء اللتين تمكنت قوات النظام من فك حصارهما الأسبوع الماضي.
وقال عبد الرحمن إنّ "قوات النظام تحاول السيطرة على البلدة التي تطلق منها الفصائل المقاتلة صواريخ تستهدف نبل والزهراء".
وتعرضت بلدات عدة في ريف حلب الشمالي، ابرزها حريتان وحيان وبيانون ليل الثلاثاء /الاربعاء لضربات روسية كثيفة، وفق المرصد.
أمّا في غرب البلاد فأفاد المرصد بمقتل 15 عنصرًا من جبهة النصرة جراء غارات روسية استهدفت ليلا مناطق في ريف اللاذقية الشمالي.
وتنفذ روسيا حملة جوية في سوريا منذ 30 سبتمبر (أيلول)، مساندة لقوات النظام، مدعية أنّها تستهدف تنظيم "داعش" ومجموعات "ارهابية" اخرى. وتتهمها دول الغرب والفصائل المعارضة باستهداف مجموعات مقاتلة يصنف بعضها في اطار "المعتدلة" أكثر من تركيزها على المتطرفين.
وللمرة الثالثة في أقل من اسبوع، دعت الولايات المتحدة أمس، روسيا إلى وقف غاراتها في حلب عشية مؤتمر دولي بشأن سوريا تستضيفه مدينة ميونيخ الالمانية.
وجه رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الألماني نوربرت روتجن انتقادات حادة للغارات الروسية في سوريا.
وقال روتجن في تصريحات لمجموعة "فونكه" الإعلامية اليوم (الأربعاء): "خلف الغارات على حلب يختبئ تصرف مزدر للإنسانية من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس السوري بشار الأسد ومليشيات حزب الله التي تدعمها إيران".
وذكر روتجن أن الهدف من ذلك على ما يبدو هو التخلص من المعارضة السورية، مضيفاً: "بوتين يراهن الآن على الورقة العسكرية، لكن يتعين عليه أن يعلم أيضاً أنه لا يوجد سوى حل سياسي لسوريا".
يذكر أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اتهمت من قبل روسيا بقصف مدنيين والعمل بذلك على تصعيب محادثات السلام، في حين نفى الكرملين تلك الاتهامات معتبراً إياها ادعاءات لا دليل على صحتها.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.