موسكو ترفض تصريحات واشنطن.. وتتهم الغرب بتأزيم الوضع في سوريا

رفضت وزارة الخارجية الروسية، اليوم (الاربعاء)، تصريحات الولايات المتحدة بأن القصف الروسي سبّب أزمة انسانية في سوريا، متهمّة الغرب بتأجيج المشكلة.
وخلال مؤتمر صحافي، قالت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم الخارجية الروسية، إنّ موسكو ترى أن تصريحات واشنطن بأن روسيا تستخدم ذخيرة غير موجهة في سوريا "لا أساس له اطلاقا من الصحة"، ورفضت ما تردد عن أن القصف الروسي في سوريا يدفع باللاجئين إلى أوروبا. كما رفضت أيضًا الاتهامات بأن روسيا سببت انهيار محادثات سوريا، ووصفتها بأنّها "محض كذب".
على الساحة الميدانية السورية، قال المرصد السوري لحقوق الانسان اليوم، إنّ 500 شخص على الاقل قتلوا من جميع الاطراف خلال المعارك بمحافظة حلب منذ بداية هجوم لجيش النظام السوري والقوات المتحالفة معه في أوائل فبراير (شباط). وتابع أنّ هذا الرقم يتضمن مائة مدني على الاقل. ولم يتسن لوكالة رويترز للأنباء التحقق من الارقام بشكل مستقل.
وفي بداية فبراير(شباط)، بدأ جيش النظام السوري هجومًا مدعومًا بضربات جوية روسية لاستعادة حلب والمناطق المحيطة بها حتى الحدود التركية، وقتل ما لا يقل عن 506 أشخاص، بينهم 89 مدنيًا، وفق حصيلة أعلنها المرصد اليوم.
من جانبه، قال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية، "قتل 506 اشخاص على الأقل منذ بدء قوات النظام هجومها بغطاء جوي روسي في ريف حلب الشمالي"، موضحا أنّ بينهم "89 مدنيا، ضمنهم 23 طفلا، قتلوا جراء الغارات الروسية".
وحسب عبد الرحمن، "قتل 143 من قوات النظام والمسلحين الموالين لها ومقاتلين شيعة غير سوريين، بينهم 14 مقاتلا ايرانيا وثلاثة من عناصر حزب الله اللبناني على الاقل، في حين قتل 274 عنصرًا من الفصائل المقاتلة والمتشددة وبينها جبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا)".
ويتوزع القتلى في صفوف الفصائل وفق عبد الرحمن، بين "169 مقاتلا سوريا و105 من عناصر جبهة النصرة وفصائل متشددة اخرى تضم مقاتلين من جنسيات غير سورية".
كما أفاد المرصد اليوم بوقوع اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والفصائل المعارضة في بلدة الطامورة الواقعة جنوب بلدتي نبل والزهراء اللتين تمكنت قوات النظام من فك حصارهما الأسبوع الماضي.
وقال عبد الرحمن إنّ "قوات النظام تحاول السيطرة على البلدة التي تطلق منها الفصائل المقاتلة صواريخ تستهدف نبل والزهراء".
وتعرضت بلدات عدة في ريف حلب الشمالي، ابرزها حريتان وحيان وبيانون ليل الثلاثاء /الاربعاء لضربات روسية كثيفة، وفق المرصد.
أمّا في غرب البلاد فأفاد المرصد بمقتل 15 عنصرًا من جبهة النصرة جراء غارات روسية استهدفت ليلا مناطق في ريف اللاذقية الشمالي.
وتنفذ روسيا حملة جوية في سوريا منذ 30 سبتمبر (أيلول)، مساندة لقوات النظام، مدعية أنّها تستهدف تنظيم "داعش" ومجموعات "ارهابية" اخرى. وتتهمها دول الغرب والفصائل المعارضة باستهداف مجموعات مقاتلة يصنف بعضها في اطار "المعتدلة" أكثر من تركيزها على المتطرفين.
وللمرة الثالثة في أقل من اسبوع، دعت الولايات المتحدة أمس، روسيا إلى وقف غاراتها في حلب عشية مؤتمر دولي بشأن سوريا تستضيفه مدينة ميونيخ الالمانية.
وجه رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الألماني نوربرت روتجن انتقادات حادة للغارات الروسية في سوريا.
وقال روتجن في تصريحات لمجموعة "فونكه" الإعلامية اليوم (الأربعاء): "خلف الغارات على حلب يختبئ تصرف مزدر للإنسانية من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس السوري بشار الأسد ومليشيات حزب الله التي تدعمها إيران".
وذكر روتجن أن الهدف من ذلك على ما يبدو هو التخلص من المعارضة السورية، مضيفاً: "بوتين يراهن الآن على الورقة العسكرية، لكن يتعين عليه أن يعلم أيضاً أنه لا يوجد سوى حل سياسي لسوريا".
يذكر أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اتهمت من قبل روسيا بقصف مدنيين والعمل بذلك على تصعيب محادثات السلام، في حين نفى الكرملين تلك الاتهامات معتبراً إياها ادعاءات لا دليل على صحتها.