رئيس المركز الإسلامي في بيروت: إيران تسعى لاختطاف بلادنا.. وطهران وتل أبيب وجهان لعملة واحدة

عريمط لـ«الشرق الأوسط»: موقف «الخارجية» من الاعتداء الإيراني على السفارة السعودية عار على جبين لبنان

خلدون عريمط رئيس المركز الإسلامي للدراسات والإعلام
خلدون عريمط رئيس المركز الإسلامي للدراسات والإعلام
TT

رئيس المركز الإسلامي في بيروت: إيران تسعى لاختطاف بلادنا.. وطهران وتل أبيب وجهان لعملة واحدة

خلدون عريمط رئيس المركز الإسلامي للدراسات والإعلام
خلدون عريمط رئيس المركز الإسلامي للدراسات والإعلام

قال رجل دين وقاضٍ لبناني لـ«الشرق الأوسط»، إن طهران وتل أبيب وجهان لعملة واحدة، مؤكدا أن بيروت لن تسمح للمشروع الفارسي باختطاف بلاده، مشيرا إلى أن موقف وزير خارجية بلاده جبران باسيل، من الاعتداء على السفارة السعودية في إيران، يمثل جزءا من المشروع الإيراني في لبنان ولا يمثل وجهة نظر بلاده.
وقال خلدون عريمط رئيس المركز الإسلامي للدراسات والإعلام التابع لرئاسة مجلس الوزراء في لبنان «إن موقف جبران باسيل وزير الخارجية من الاعتداء الإيراني على السفارة السعودية؛ سواء في اجتماع جامعة الدول العربية، أو في منظمة التعاون الإسلامي، يؤكد ارتباط الوزير المرتبط بالمشروع الإيراني».
وأضاف عريمط، أن تصّرف الوزير باسيل، يمثل الدور العار والدور المرفوض من قبل اللبنانيين، مشيرا إلى أنه عبر عن ذلك عدد من القيادات اللبنانية، منها الرئيس سعد الحريري ورئيس الوزراء تمام سلام والكثير من القيادات مؤكدين أنه لا يعبر إلا عن نفسه.
ولفت عريمط إلى أن اعتداء إيران على السفارة السعودية، لا ينفصل أبدا عن الدور الإيراني المشبوه في سوريا والعراق واليمن والبحرين وفي لبنان، مشيرا إلى أن لبنان الآن مخطوف من المشروع الإيراني التي تعطّل فيه رئاسة الجمهورية، ومجلس الوزراء ومجلس النواب من اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب.
وتابع رئيس المركز الإسلامي اللبناني «بالنسبة لـ(بيروت)، فإنها مع الرياض قلبا وقالبا، ومع الإجماع العربي والتضامن الإسلامي ولا يمكن أن يكون لبنان ورقة بأيدي إيران أو حديقة خلفية لها مهما حمل الآخرون عن الساحة اللبنانية، ولنا مواقف ومقالات وأبحاث ودراسات تؤكد أطماع النظام الفارسي في المنطقة».
وأكد أن الحكومة اللبنانية والمجلس النيابي عبّر بمواقف وتصاريح عن رفضه للموقف الذي اتخذه الوزير باسيل سواء على صعيد الجامعة العربية أو منظمة التعاون الإسلامي، لأن لبنان كما معروف دائما مع الإجماع العربي ولم يحدث في تاريخ لبنان أن انفرد لبنان بموقف يختلف عن موقف أمته العربية والإسلامية على حدّ تعبيره. وقال إن «الاعتداء الإيراني على السفارة السعودية، نقطة أكثر سوادا في التاريخ الأسود في الاعتداء على المقرات الدبلوماسية خاصة على سفارة وقنصلية السعودية في إيران، وتشكل صفحة سوداء من تاريخ الدور الإيراني منذ الثورة التي قادها الخميني التي عليها علامات استفهام كثيرة فنحن قضيتنا واحدة وهي الحفاظ على إسلامنا ودورنا العربي الأصيل في حمل رسالة الإسلام الحقة، دين الإسلام والتسامح والتعاون».
وزاد عريمط الذي يزور الرياض هذه الأيام، كأحد ضيوف مهرجان الجنادرية «إن السعودية، ضربت الرقم القياسي في مساعدتنا واحتضانها للبنان سواء في عهد الملك فيصل أو الملك عبد الله - رحمهما الله - أو الملك سلمان ومنذ زمن المؤسس الملك عبد العزيز فالسعودية لها صفحات بيضاء في تبني القضيتين اللبنانية والفلسطينية، ولذلك فهي لا تستحق هذا التصرف غير المسؤول من وزير محسوب على عروبة وإسلام لبنان».
وعلى صعيد مهرجان الجنادرية 30، قال رئيس المركز الإسلامي للدراسات في لبنان: «جئنا من لبنان من أجل المشاركة في هذا المهرجان الذي يعتبر علامة وصفحة مضيئة في تاريخ السعودية، حيث يتلاقى الكتاب والمفكرون المثقفون من مناطق الوطن العربي والعالم الإسلامي والدول الصديقة كافة وتطرح في هذا المهرجان ندوات متعددة حول دور السعودية الوطني والعربي والإسلامي، وعلاقة الوطن العربي مع دول الجوار، ووسائل التنمية في السعودية وفي البلاد العربية».
ويعتقد رئيس المركز الإسلامي للدراسات في لبنان، أن مهرجان الجنادرية، من أفضل الفرص لإظهار الوجه الحضاري، للدور السعودي على الصعيدين العربي والإسلامي، خاصة في هذا الظرف الدقيق، الذي تتداعى الكثير من القوى لتشويه صورة الإسلام والمسلمين.
ووفق عريمط، فإن الجنادرية، فرصة أيضًا لتصحيح الصورة المعكوسة عن دور العرب والمسلمين في هذه المنطقة من العالم، أمام الحركات المتطرفة من هذا الفريق أو ذاك، خصوصا أن المشروع الصفوي الإيراني يلعب دورا خبيثا وسيئا في تشويه دور العرب ودور الدين الإسلامي الذي أنزله الله على محمد - صلى الله عليه وسلم - للعالم كافة، على حدّ تعبيره.
وقال عريمط: «دورنا في هذا المهرجان العمل على المزيد من التشاور والنقاش، والحوارات للوصول إلى أفضل الصيغ التي تعيننا على القيام بواجبنا العربي والإسلامي على الوجه الأكمل، في إظهار الوجه الحقيقي المشرق للإسلام ووضع حد لهذه المشروعات المقبلة من خارج الوطن العربي لتسيء إلى العرب والإسلام».
وتابع عريمط: «للأسف فإننا نرى خطورة الدور الصفوي الفارسي لا يقل عما تقوم به إسرائيل في فلسطين، حيث إن كلا من المشروعين الصفوي والصهيوني يشكل خطرا كبيرا على العروبة وعلى الإسلام، ودورنا أن نستنفر في كل البلاد العربية وفي كل العالم الإسلام الجهود للدفاع عن عروبتنا وعقيدتنا وإسلام المحبة والتحاور والتسامح والسلام، والتلاقي والتعارف بين الشعوب والأمم».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.