على وقع تحريك الجبهات السورية في أكثر من منطقة ولا سيما تلك التي تقودها روسيا، تتقاطع معلومات عدّة حول تنسيق يحصل على مستويات متقدمة بين قوات النظام ووحدات الحماية الكردية أو ما يعرف بـ«قوات سوريا الديمقراطية» في المناطق التي تسيطر عليها، كان آخرها ما بثته قناة روسية حول وجود مركز مشترك بين الوحدات والنظام، وهو الأمر الذي نفاه مسؤولون أكراد، واضعين هذا الأمر في خانة الحملات الدعائية الممنهجة.
وفي حين نفى ريدور خليل، الناطق باسم الوحدات، تلقيهم الأسلحة من قبل التحالف الدولي، مشددا على أنهم يعتمدون في معاركهم على الإمكانات الذاتية والأسلحة والذخائر التي تم الاستيلاء عليها من تنظيم داعش، وقال في بيان له: «التقرير الذي نشرته قناة تلفزيونية روسية (القناة 1) وادعاؤها أن وحداتنا وقوات النظام السوري لديهم مركز مشترك، ما هو إلا فبركة إعلامية لا أساس لها من الصحة». ورفض المسؤول الكردي إدريس نعسان القول إن هناك تنسيقا مباشرا مع النظام، موضحا في الوقت عينه لـ«الشرق الأوسط» أن «هناك تنسيقا سياسيا مع روسيا ومساعدة عسكرية بالسلاح والذخائر من قبل دول التحالف الدولي»، لافتا «إلى أنّه في هذه المرحلة ليس هناك توجه من قبل النظام لمحاربة ما يعرف بـ(الإدارة الذاتية الكردية)».
وفي هذا الإطار، قال مصدر قيادي في «الجيش الحر» لـ«الشرق الأوسط»، إنّ التنسيق القائم بين النظام والأكراد مرتبط بالحل المتفق عليه بين الأميركيين والروس، بحيث تصبح «قوات سوريا الديمقراطية» و«وحدات الحماية الكردية» جزءا من الجيش السوري الجديد. وأكد «منذ البداية نعلم أنّ هذه الوحدات ليست من المعارضة، بل هي تعمل كسند للنظام وتقاتل إلى جانبه، وهو السبب الذي أدّى إلى رفضنا مشاركتها في مؤتمر الرياض ومن ثم مفاوضات جنيف». وأضاف: «والمفارقة التي تبدو واضحة دائما هي أنّ هذه الوحدات وفي كل مرة نخوض مواجهات مع النظام، تعمل هي على فتح جبهة في المنطقة نفسها مع المعارضة».
وقال نعسان: «لا ننفي التنسيق المباشر مع قوات التحالف الدولي والتنسيق السياسي مع موسكو، حيث سيتم افتتاح منسقية لنا، إنما ننفي أي تنسيق مباشر مع النظام الذي ليس هناك توجه لديه في هذه المرحلة لمحاربتنا». وبعدما كانت معلومات قد أشارت إلى أن اجتماعا عقد الأسبوع الماضي بين مسؤول في حزب البعث هلال الهلال ومسؤولين أكراد قال نعسان: «ما حدث أن مؤتمرا لحزب البعث عقد في الحسكة وحضره معظم قيادات حزب البعث من دون أن تعقد لقاءات مباشرة بين الطرفين».
وكانت لجان التنسيق المحلية في سوريا قد أعلنت عن وصول المزيد من شحنات الأسلحة للقوات الكردية في شمال سوريا ووصول قوات أميركية إلى منطقة عين العرب (كوباني) قرب الحدود مع تركيا. وقالت اللجان إنه عقد اجتماع مساء الأحد بين قيادات من الوحدات الكردية ومسؤولين أمنيين وعسكريين من نظام الرئيس بشار الأسد في المربع الأمني قرب دوار السبع بحرات بمدينة القامشلي شمال شرقي سوريا.
وأشارت اللجان إلى «وصول أربع طائرات شحن تحمل أسلحة وذخائر إلى مطار القامشلي فجر أمس، وهي طائرات عسكرية تابعة للنظام، وهو الأمر الذي استدعى الاجتماع بهدف الاتفاق وتنسيق تسليمها إلى الوحدات الكردية لبدء حملة السيطرة على بلدة الشدادي أحد أهم معاقل تنظيم داعش في ريف الحسكة الجنوبي».
وفي حلب علمت لجان التنسيق المحلية أن اجتماعا «ضم قيادات عسكرية تابعة لنظام الأسد مع قيادات للوحدات الكردية عقد في مدينة عفرين بغية الاتفاق على أن تتجه قوة مقاتلة من قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل الوحدات الكردية القسم الأكبر منها باتجاه قرية منغ (30 كلم شمال حلب) للسيطرة على مطار منغ العسكري».
ولم ينف نعسان إمكانية بدء عملية السيطرة على «الشدادي» موضحا «في سياق معركة منبج والضفة الغربية للفرات قد تتجه، بحسب المستجدات العسكرية، المعركة إلى الشدادي». وأضاف: «الأمر نفسه بالنسبة إلى مطار منغ، بحيث أن أولوياتنا هي توسيع الدائرة نحو القرى المحيطة بعفرين ومنّغ لتأمين هذه المناطق كما في كوباني».
مع العلم، أن لجان التنسيق كانت أيضا قد أعلنت، أن الاجتماع الذي جمع هلال الهلال بقيادات كردية في منطقة القامشلي كان التنسيق في مسألة إدارة الحكم الذاتي لأكراد للأكراد على الحدود مع تركيا شمالا.
وقالت اللجان: «المجتمعون بحثوا أمورًا تتعلق بالتنسيق بين الطرفين حول كيفية إدارة منطقة الحكم الذاتي للأكراد وأن المسؤول البعثي وعد الوحدات الكردية خلال الاجتماع بدعم عسكري بالسلاح والذخيرة بهدف محاربة تنظيم داعش في الريف الجنوبي وإن قوات النظام بصدد تشكيل قوة عسكرية جديدة تتكون من (ألوية التطوع) سوف يشرف حزب الله على تدريبها بغية مساعدة الوحدات الكردية في حربها هناك ضد التطرف»، وفق تعبير المسؤول البعثي.
ويعتبر هلال الهلالي أرفع مسؤول في حزب البعث بعد الرئيس بشار الأسد الذي يترأس البعث بصفته الأمين العام.
تنسيق عسكري بين النظام والأكراد بشهادة موسكو.. و«وحدات الحماية» تنفي
المعارضة تراه تمهيدًا لدمجها مع «جيش سوريا الجديد»
تنسيق عسكري بين النظام والأكراد بشهادة موسكو.. و«وحدات الحماية» تنفي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة
