إدانات دولية إثر إطلاق كوريا الشمالية صاروخا بعيد المدى

سيول وواشنطن تبحثان نشر نظام صاروخي دفاعي.. وبكين وموسكو تعارضان

إدانات دولية إثر إطلاق كوريا الشمالية صاروخا بعيد المدى
TT

إدانات دولية إثر إطلاق كوريا الشمالية صاروخا بعيد المدى

إدانات دولية إثر إطلاق كوريا الشمالية صاروخا بعيد المدى

أطلقت كوريا الشمالية، اليوم (الأحد)، صاروخاً بعيد المدى يحمل ما قالت إنه قمر صناعي، مستفزة جيرانها وواشنطن؛ إذ وصفت عملية الإطلاق بـ"اختبار صاروخي يتحدى عقوبات الأمم المتحدة"، وذلك بعد أسابيع من إجراء بيونغ يانغ تجربة نووية.
القيادة الأميركية الاستراتيجية، رصدت الصاروخ أثناء دخوله الفضاء، في حين قال جيش كوريا الجنوبية، إن الصاروخ وضع جسماً في مدار.
وقالت كوريا الشمالية، إن "إطلاق قمرها الصناعي "كوانجميونجسونج-4" الذي يحمل اسم الزعيم الراحل كيم جونج ايل، تم "بنجاح تام"، وإن القمر الصناعي يقوم بالدوران حول الأرض كل 94 دقيقة، وأصدر أمر الاطلاق ابن الزعيم الراحل الزعيم كيم جونج أون، الذي يعتقد أن عمره 33 عاماً.
إطلاق الصاروخ، دفع كوريا الجنوبية والولايات المتحدة إلى إعلان أنهما ستبحثان نشر نظام دفاع صاروخي متقدم للتصدي لما تراه تهديداً من الشمال "في أقرب وقت ممكن"، فيما تعارض الصين وروسيا خطوة نشر النظام الدفاعي.
ونشرت وكالة أنباء كوريا الشمالية الرسمية صورة ثابتة لصاروخ أبيض يشبه إلى حد كبير صاروخا أطلق في السابق وهو ينطلق، وأظهرت صورة أخرى كيم وإلى جانبه مسؤولون عسكريون مبتهجون في مركز للقيادة فيما يبدو.
وكانت آخر عملية إطلاق قامت بها كوريا الشمالية لصاروخ بعيد المدى، في عام 2012 ووضع ما قالت إنه قمر صناعي للاتصالات في المدار، لكن لم ترصد أي إشارة قط من هذا القمر الصناعي.
وقال ديفيد رايت المدير المشارك والعالم الكبير في برنامج الأمن العالمي لاتحاد العلماء المعنيين "إذا تمكنت كوريا الشمالية من الاتصال بكوانجميونجسونج-4، فسوف تتعلم تشغيل الأقمار الصناعية في الفضاء"، مضيفاً أنه "إذا لم يحدث فإنها اكتسبت خبرة الإطلاق وتعلمت المزيد عن إمكانات برامجها الصاروخية".
الصاروخ أطلق حوالى الساعة التاسعة والنصف صباحاً بتوقيت سيول "00:30 بتوقيت غرينتش"، في مسار جنوبي كما هو مقرر، في الوقت الذي أظهرت شبكة تلفزيون فوجي اليابانية شعاعاً من الضوء في السماء التقط بكاميرا على الحدود الصينية مع كوريا الشمالية.
كوريا الشمالية، كانت قد أبلغت وكالات تابعة للأمم المتحدة عزمها إطلاق صاروخ يحمل قمراً صناعياً لمراقبة الأرض، مما أثار معارضة حكومات ترى أنها تجربة لإطلاق صاروخ بعيد المدى.
وفي تطور لاحق، قال دبلوماسيون، إن مجلس الأمن الدولي سيعقد اجتماعاً طارئاً اليوم (الأحد)، بناءً على طلب الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية لمناقشة إطلاق كوريا الشمالية صاروخاً.
وكانت كوريا الشمالية أعطت في البداية إطاراً زمنياً من الثامن إلى 25 فبراير (شباط)، لإطلاق الصاروخ، لكنها غيرت الموعد أمس (السبت) ليصبح من السابع إلى 14 فبراير، للاستفادة فيما يبدو من الطقس الجيد اليوم (الأحد).
من جهة أخرى، وصفت الإدارة الوطنية لتطوير الفضاء في كوريا الشمالية عملية الإطلاق بأنها "حدث تاريخي في قدرة البلاد العلمية والتكنولوجية والاقتصادية والدفاعية من خلال ممارسة الحق المشروع في استخدام الفضاء للأغراض المستقلة والسلمية".
وينظر إلى إطلاق الصاروخ والتجربة النووية التي أجريت في السادس من يناير (كانون الثاني) على أنهما تأتيان في إطار جهود الزعيم الشاب على تعزيز شرعيته بالداخل قبيل مؤتمر الحزب الحاكم في مايو (أيار) المقبل؛ وهو أول مؤتمر منذ عام 1980.
ونقلت وكالة "انترفاكس" الروسية للأنباء عن سفارة كوريا الشمالية في موسكو قولها في بيان، إن "بيونغ يانغ تنوي الاستمرار في إطلاق الصواريخ التي تحمل أقماراً صناعية إلى الفضاء".
بدورها، قالت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة إن نظام الدفاع الصاروخي المتقدم الذي يسمى نظام الدفاع الجوي للارتفاعات العالية "ثاد" إذا نشر في كوريا الجنوبية فسيستهدف فقط كوريا الشمالية. وكانت كوريا الجنوبية مترددة في مناقشة إمكانية نشر النظام "ثاد" علناً.
وقال الجنرال كورتيس سكاباروتي قائد القوات الأميركية، بكوريا الجنوبية في بيان: "تواصل كوريا الشمالية تطوير أسلحتها النووية وبرامجها للصواريخ الباليستية، ومسؤولية تحالفنا الحفاظ على دفاع قوي ضد تلك التهديدات، سيضيف نظام "ثاد" قدرة مهمة في نظام صاروخي فعال ومتعدد الطبقات".
وكررت الصين أكبر شريك تجاري لكوريا الجنوبية التعبير عن "القلق الشديد" ازاء النظام الدفاعي "ثاد" الذي قد يخترق أجهزة الرادار الخاصة به أراضيها".
وقال جيش كوريا الجنوبية، إنه سيجري مناورات عسكرية سنوية "هي الأكثر تطوراً والأكبر" مع قوات أميركية هذا العام، فيما تعارض كوريا الشمالية المناورات وترى أنها مقدمة لحرب تريد أن تشنها الولايات المتحدة من أجل إسقاط نظام بيونغ يانغ".
ولدى الولايات المتحدة قوات يبلغ قوامها نحو 28500 جندي في كوريا الجنوبية.
وقال وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، إن الولايات المتحدة ستعمل مع مجلس الأمن الدولي بشأن اتخاذ "إجراءات مهمة"، لمحاسبة كوريا الشمالية على ما وصفه بانتهاك صارخ لقرارات الأمم المتحدة المتعلقة باستخدام كوريا الشمالية لتكنولوجيا الصواريخ الباليستية.
على إثر ذلك، انتشلت البحرية في كوريا الجنوبية ما تعتقد أنه هيكل يستخدم لحماية القمر الصناعي أثناء رحلته إلى الفضاء في مؤشر على أنها تبحث عن أجزاء الصاروخ أملاً في التوصل إلى معلومات عن البرنامج الصاروخي لبيونغ يانغ، وهو الأمر الذي فعلته بعد عملية الإطلاق السابقة.
وعبرت الصين عن أسفها ودعت كل الاطراف إلى التصرف بحذر والتخلي عن اتخاذ خطوات من شأنها إثارة التوترات.
والصين حليفة رئيسية لكوريا الشمالية على الرغم من أنها تعارض برنامجها للأسلحة النووية.
وقالت روسيا التي وثقت علاقاتها مع كوريا الشمالية في السنوات الأخيرة، إن إطلاق الصاروخ لا يمكن إلا أن يثير "احتجاجاً شديداً"، مضيفة أن بيونغ يانغ أظهرت مرة أخرى تجاهل قواعد القانون الدولي.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان: "نوصي بشدة قيادة كوريا الشمالية بالتفكير فيما إذا كانت سياسة معارضة المجتمع الدولي بأسره تتفق مع مصالح البلاد".
بدوره، دان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، بشدة إطلاق الصاروخ وحث كوريا الشمالية على "وقف أفعالها الاستفزازية".
وقالت رئيسة كوريا الجنوبية، باك جون هاي، إن إطلاق الصاروخ عمل استفزازي لا يغتفر، فيما قال وزير خارجية ألمانيا، فرانك فالتر شتاينماير، إن إطلاق كوريا الشمالية لصاروخ طويل المدى "استفزاز غير مسؤول"، مضيفاً في بيان: "أدين بشدة قيام كوريا الشمالية اليوم بإطلاق صاروخ باليستي. تجاهل هذا البلد مرة أخرى تحذيرات المجتمع الدولي".
وتابع وزير الخارجية الألماني، "إطلاق الصاروخ استفزاز غير مسؤول يتجاهل قرارات مجلس الأمن الدولي الملزمة ويضع الأمن الإقليمي في خطر مرة أخرى".
كما دانت أستراليا ما وصفته بـ"سلوك كوريا الشمالية الخطير"، بينما قال رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، إن إطلاق الصاروخ "غير مقبول على الإطلاق"، لا سيما بعد الاختبار النووي الذي أجرته كوريا الشمالية الشهر الماضي.
وكانت كوريا الشمالية قد قالت إن تجربتها النووية الرابعة كانت لقنبلة هيدروجينية، في الوقت الذي عبرت الولايات المتحدة وحكومات أخرى عن تشكيكها في هذا الزعم، ويعتقد أن كوريا الشمالية تعمل على تطوير رأس حربي نووي مصغر لتضعه على صاروخ، لكن كثيراً من الخبراء يقولون إنها بعيدة عن اتقان هذه التكنولوجيا.
يذكر ان بيونغ يانغ لديها سجل من إطلاق الصواريخ والاختبارات النووية التي كان لها ردود فعل دولية مثير منها:
31 أغسطس (آب) 1998: أطلقت صاروخاً متوسط المدى طراز "تايبودونج1-"، لكنها فشلت في وضع قمر صناعي في مدار بالفضاء.
4 يوليو (تموز) 2006: اختبرت صاروخ "تايبودونج2-" الأكثر تقدماً لكن الاختبار فشل.
9 أكتوبر ( تشرين الأول) 2006: أجرت أول تجربة نووية.
14 أكتوبر 2006: فرض مجلس الأمن الدولي عقوبات تجارية على كوريا الشمالية، ومنعها من استيراد تكنولوجيا الصواريخ الباليستية رداً على تجربتها النووية.
5 أبريل (نيسان) 2009: أطلقت صاروخ "يونها2-" وقالت إنها وضعت قمراً صناعياً في مدار بالفضاء، لكن خبراء في الخارج ذكروا أنه لم يتم رصد أي قمر صناعي.
25 مايو (آيار) 2009: أجرت تجربتها النووية الثانية.
12 يونيو (حزيران) 2009: تبنى مجلس الأمن الدولي بالإجماع فرض عقوبات أكثر صرامة، بينها اعتراض السفن الكورية الشمالية.
13 أبريل 2012: أطلقت صاروخ "يونها3- بعيد المدى ، وانفجر بعد دقائق من إطلاقه.
12 ديسمبر (كانون الأول) 2012: ذكرت كوريا الشمالية أن إطلاق صاروخ آخر "يونها3-" كان ناجحاً ووضعت قمراً صناعياً في مدار بالفضاء.
22 يناير (كانون الثاني) 2013: دان مجلس الأمن الدولي عملية الإطلاق الأخيرة للصاروخ، ووسع من تجميد الأصول وحظر السفر بالنسبة للعديد من المنظمات والأفراد في كوريا الشمالية.
12 فبراير (شباط) 2013: أجرت تجربة نووية ثالثة طبقاً لبيانات خاصة برصد الزلازل، وزعمت بيونغ يانغ أنها استخدمت عبوة نووية مصغرة لكن لم يتم رصد أي إشعاع.
28 نوفمبر (تشرين الثاني) 2013: دفع النشاط المتزايد في منشأة "يونجبيون" بكوريا الشمالية المراقبين الدوليين للاشتباه في أنها تستأنف إنتاج مواد انشطارية.
26 مارس (آذار) 2014: أطلقت صاروخين باليستيين حلقا لنحو 650 كيلومتراً، قبل أن يسقطا في البحر شرق شبه الجزيرة.
8 أكتوبر 2014: ذكرت هيئات استخباراتية أن موقع الاختبار النووي الكوري الشمالي في منطقة "بونجي-ري" أوقف نشاطه مما دفع لتكهنات بشأن إطلاق تجربة نووية رابعة وشيكة لكن لم ترد أنباء بشأن ذلك.
15 سبتمر (أيلول) 2015: ذكرت كوريا الشمالية أنها استأنفت العمليات في المفاعل النووي بمنشأة "يونجبيون" بعد أن أجرت "تجديدات" في المجمع.
6 يناير 2016: أعلنت أنها نجحت في إطلاق قنبلة هيدروجينية، في رابع اختبار نووي من نوعه لكن، شكك خبراء غربيون من أن تكون القنبلة قوية إلى حد الحد.
7 فبراير 2016: أطلقت صاروخاً بعيد المدى، وذكرت أنها نجحت في وضع قمر صناعي لمراقبة الأرض من نوع "كوانجميونجسونج4-" في مدار بالفضاء.



قضاء بنغلاديش يحكم بالإعدام على الشيخة حسينة

المدعي العام محمد تاج الإسلام يتحدث للصحافة بعد صدور الحكم بالإعدام ضد الشيخة حسينة في دكا الاثنين (رويترز)
المدعي العام محمد تاج الإسلام يتحدث للصحافة بعد صدور الحكم بالإعدام ضد الشيخة حسينة في دكا الاثنين (رويترز)
TT

قضاء بنغلاديش يحكم بالإعدام على الشيخة حسينة

المدعي العام محمد تاج الإسلام يتحدث للصحافة بعد صدور الحكم بالإعدام ضد الشيخة حسينة في دكا الاثنين (رويترز)
المدعي العام محمد تاج الإسلام يتحدث للصحافة بعد صدور الحكم بالإعدام ضد الشيخة حسينة في دكا الاثنين (رويترز)

أصدرت محكمة في بنغلاديش، الاثنين، حكماً بالإعدام على رئيسة الوزراء السابقة الشيخة حسينة لإدانتها بارتكاب جرائم ضد الإنسانية على خلفية الحملة الأمنية الدامية ضد الانتفاضة الطلابية التي أطاحتها في أغسطس (آب) 2024، لكنّ المسؤولة السابقة الموجودة خارج بلدها رأت أن ثمة «دوافع سياسية» وراء القرار القضائي. ووجدت محكمة في العاصمة دكا في ختام جلسات المحاكمة التي استمرت 5 أشهر أن حسينة مذنبة بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، من بينها التحريض على القتل والأمر به. وقال القاضي غلام مرتضى موزومدير الذي تولى النطق بالحكم إن «كل العناصر (...) المكوّنة للجريمة ضد الإنسانية متوافرة». وأضاف: «قررنا إنزال عقوبة واحدة بها هي الإعدام».

رئيسة الوزراء البنغلاديشية السابقة الشيخة حسينة (أرشيفية)

وما لبثت الشيخة حسينة التي دأبت على نفي الاتهامات بحقها أن أصدرت بياناً من منفاها الاختياري في الهند رأت فيه أن ثمة «دوافع سياسية» وراء الحكم، معتبرة أنه «متحيز» وصادر عن «محكمة غير قانونية، عينتها وترأستها حكومة غير منتخبة من دون تفويض ديمقراطي». وأضافت: «كان حكم الإدانة مُقرراً سلفاً». وأكدت أنها لا تخشى مواجهة مُتهميها «في محكمة محايدة تنظر في الأدلة بنزاهة».

وسقط 1400 قتيل على الأقل معظمهم مدنيون بحسب الأمم المتحدة، خلال الاحتجاجات الشعبية التي قادها طلاب في يوليو (تموز) وأغسطس (آب) 2024، وأجبرتها على الاستقالة ومغادرة البلد بعد 15 عاماً من إمساكها مقاليد السلطة فيه بيد من حديد. وكانت الأنظار تتجه إلى الحكم المرتقب على الشيخة حسينة وسط التشنّج السياسي الشديد في بنغلاديش، خصوصاً مع اقتراب الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها بعد ثلاثة أشهر.

رجال أمن أمام مقر المحكمة الجنائية الدولية في دكا قبل صدور حكم الإعدام ضد الشيخة حسينة الاثنين (أ.ف.ب)

«كبش محرقة»

وأشاد رئيس الحكومة المؤقتة الحائز جائزة نوبل للسلام محمد يونس بـ«الحكم التاريخي»، وحذر من أي «تصرف غير منضبط» أو «عمل (...) قد يُعدّ مخالفا للقانون». واستنفرت شرطة العاصمة، ونشرت عدداً كبيراً من عناصرها تولّوا إجراء عمليات تفتيش صارمة في محيط المحكمة وأقاموا حواجز في كل المواقع الرئيسية في المدينة، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية.

وفي ختام جلسات المحاكمة، طلب المدعي العام في دكا تاج الدين إسلام الشهر الفائت عقوبة الإعدام للشيخة حسينة. وخاطب يومها هيئة المحكمة قائلاً: «نطالب بأقصى عقوبة. عقوبة الإعدام هي القاعدة في جرائم القتل البسيطة. أما بالنسبة لـ1400 جريمة قتل، فهي تستحق الإعدام 1400 مرة». وأضاف أنها «خبيرة في الإجرام ولم تُبدِ أي ندم على وحشيتها».

محمد أمير حسين المحامي المعين من قبل الدولة للشيخة حسينة يتحدث للصحافة بعد صدور حكم الإعدام ضد موكلته الاثنين (رويترز)

ونفت الشيخة حسينة في بيانها، الاثنين، صحة الأدلة التي قدمها فريق الادعاء ضدها، وأبرزها تسجيلات يُستشَّف منها أنها أذنت باستخدام «أسلحة قاتلة» ضد المحتجين. ووصفت رئيسة الوزراء السابقة هذه التسجيلات «مُجتزَأة ومُفرغة من سياقها». وأكدت أن «مسؤولي بنغلاديش تصرفوا (يومها) بحسن نية متوخين الإقلال إلى أقصى حدّ من الخسائر في الأرواح». كما انتهزت حسينة الفرصة لمهاجمة الحكومة التي يرأسها محمد يونس وتتولى السلطة حتى الانتخابات المقرر إجراؤها في فبراير (شباط) المقبل. وحملَت تحديداً على قرار الحكومة منع حزبها «رابطة عوامي» من المشاركة في الانتخابات. وقالت «هدفهم جعل (رابطة عوامي) كبش فداء لصرف انتباه العالم عن إخفاقاتهم».

أفراد الأمن يحرسون متظاهرين يحاولون هدم منزل الشيخ مجيب الرحمن أول رئيس لبنغلاديش ووالد رئيسة الوزراء الهاربة الشيخة حسينة الاثنين تزامناً مع صدور حكم بالإعدام ضدها (أ.ف.ب)

وطلبت بنغلاديش من الهند تسليمها حسينة التي فرّت إلى نيودلهي بعد الإطاحة بها. وقالت وزارة الخارجية في دكا في بيان: «نحضّ حكومة الهند على تسليم المدانَيْن (حسينة ووزير الداخلية السابق أسد الزمان الذي حُكم عليه بالإعدام) فوراً إلى السلطات البنغلاديشية»، معتبرة أن ذلك «مسؤولية ملزمة للهند». وحذّرت بنغلاديش من أن «منح اللجوء لهذين المدانين سيكون خطوة غير وديّة وإهانة للعدالة». من جانبها، أعلنت وزارة الخارجية الهندية أنها «أحاطت علماً بالحكم» الصادر بحق حسينة. وأضافت الوزارة في بيانٍ لم يتطرق بشكل مباشر إلى احتمال تسليم حسينة: «لا تزال الهند ملتزمة بمصالح شعب بنغلاديش العليا، بما في ذلك السلام والديمقراطية والشمولية والاستقرار».

إدانة وزير سابق

ويُعدّ الحزب الوطني البنغلاديشي الذي كان في المعارضة خلال حكم الشيخة حسينة الأوفر حظاً للفوز في الانتخابات المقبلة. ورأى المحلل في منظمة «مجموعة الأزمات الدولية» غير الحكومية توماس كين أن «احتمال ترتيب الشيخة حسينة عودتها إلى بنغلاديش بات ضئيلاً جداً» عقب هذا الحكم. كذلك قضت المحكمة، الاثنين، غيابياً بإعدام وزير الداخلية السابق أسد الزمان خان كمال الفار من وجه العدالة. أمّا قائد الشرطة السابق شودري عبد الله المأمون الذي أوقِف وأقرّ بالذنب، فحُكِم عليه بالسجن 5 سنوات. ولا تقتصر المشاكل القضائية التي تواجهها الشيخة حسينة على هذه المحاكمة، بل تشمل كذلك شكاوى عدة تتعلق بجرائم القتل والاختطاف التي اتُّهمت بها طوال فترة توليها منصبها من قِبل خصومها السياسيين والمنظمات غير الحكومية. وقدّرت لجنة تحقيق أخيراً بأكثر من 250 عدد الشخصيات المعارضة التي شملتها هذه الجرائم. وجددت الشيخة حسينة، الاثنين، نفيها هذه الاتهامات، مؤكدة أنها «فخورة جداً» بسجلّ حكومتها «في مجال حقوق الإنسان والتنمية».


جيش كوريا الجنوبية يقترح عقد محادثات مع الشمال لتجنّب اندلاع مواجهات

جندي من كوريا الشمالية يقف في مواجهة جندي من كوريا الجنوبية عند خط ترسيم الحدود بين البلدين (أرشيفية - رويترز)
جندي من كوريا الشمالية يقف في مواجهة جندي من كوريا الجنوبية عند خط ترسيم الحدود بين البلدين (أرشيفية - رويترز)
TT

جيش كوريا الجنوبية يقترح عقد محادثات مع الشمال لتجنّب اندلاع مواجهات

جندي من كوريا الشمالية يقف في مواجهة جندي من كوريا الجنوبية عند خط ترسيم الحدود بين البلدين (أرشيفية - رويترز)
جندي من كوريا الشمالية يقف في مواجهة جندي من كوريا الجنوبية عند خط ترسيم الحدود بين البلدين (أرشيفية - رويترز)

اقترح الجيش الكوري الجنوبي، الاثنين، عقد محادثات مع الشطر الشمالي لتجنّب اندلاع مواجهات حدودية، مشيراً إلى التوغلات التي قام بها جنود كوريون شماليون مؤخراً.

وقال نائب وزير سياسة الدفاع الوطنية كيم هونغ - شيول، في مؤتمر صحافي: «من أجل منع وقوع اشتباكات عرضية وتخفيف التوتر العسكري، يقترح جيشنا رسمياً أن يعقد الجانبان محادثات عسكرية بين الكوريتين لبحث إنشاء خط مرجعي واضح لخط ترسيم الحدود العسكرية» عند حدود البلدين، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

كان وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث قد زار الحدود بين الكوريتين، بداية هذا الشهر، في أول زيارة من نوعها لوزير دفاع أميركي منذ ثماني سنوات.

ورافق وزير الدفاع الكوري الجنوبي آن غيو - باك نظيره الأميركي إلى بانمونجوم، المكان الوحيد الذي يقف فيه جنود الكوريتين وجهاً لوجه، وذلك بعدما زارا تلة تُعرف باسم نقطة المراقبة أويليت.


بنغلاديش تطالب الهند بتسليم الشيخة حسينة بعد حكم بإعدامها

رئيسة وزراء بنغلاديش السابقة الشيخة حسينة (أ.ب)
رئيسة وزراء بنغلاديش السابقة الشيخة حسينة (أ.ب)
TT

بنغلاديش تطالب الهند بتسليم الشيخة حسينة بعد حكم بإعدامها

رئيسة وزراء بنغلاديش السابقة الشيخة حسينة (أ.ب)
رئيسة وزراء بنغلاديش السابقة الشيخة حسينة (أ.ب)

قضت محكمة في بنغلاديش، اليوم (الاثنين)، بالإعدام على الشيخة حسينة، رئيسة الوزراء المخلوعة، بعد إدانتها بتُهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، خلال انتفاضة 2024.

وقال القاضي غلام مورتوزا موزومدير، في أثناء تلاوته الحكم داخل محكمة مكتظّة بالحضور في داكا، إن حسينة «أُدينت بثلاث تُهم»؛ بينها: التحريض، وإصدار أوامر بالقتل، وعدم التحرّك لمنع وقوع فظاعات. وأضاف: «قررنا إنزال عقوبة واحدة بها هي الإعدام».

مواطنون في بنغلاديش يبتهجون ويرفعون العَلَم الوطني بعد صدور حكم بالإعدام على رئيسة الوزراء السابقة الشيخة حسينة (أ.ف.ب)

وطلبت بنغلاديش من الهند، الاثنين، تسليم رئيسة الوزراء السابقة، ووزير الداخلية السابق أيضاً أسد الزمان خان كمال، بعد الحكم بإعدامهما، لدورهما في حملة إجراءات صارمة ضد انتفاضة طلابية العام الماضي.

وقالت داكا إن نيودلهي ملزمة بذلك بموجب معاهدة تسليم المطلوبين. وتقيم حسينة التي فرّت إثر احتجاجات طلابية شهدت أعمال عنف خلال العام الماضي، في الهند منذ ذلك الحين.

وخلصت المحكمة، في وقت سابق، وفقاً لوكالة «رويترز»، إلى أن حسينة (78 عاماً) أصدرت أوامر بقمع عنيف لانتفاضة طلابية اندلعت العام الماضي.

وتنفي الشيخة حسينة ارتكاب أي مخالفات، وهي في الهند منذ فرارها إلى هناك بعد الإطاحة بها في أغسطس (آب) من العام الماضي.

ورأت الشيخة حسينة الموجودة خارج بلدها أن ثمة «دوافع سياسية» وراء حكم الإعدام الصادر بحقها. وقالت في بيان: «إن الأحكام الصادرة في حقي أصدرتها محكمة غير قانونية، عيّنتها وترأستها حكومة غير منتخَبة دون تفويض ديمقراطي».

متظاهرون معارضون لرئيسة وزراء بنغلاديش الشيخة حسينة يقتحمون قصرها في داكا 5 أغسطس 2024 (أ.ف.ب)

وأضافت رئيسة وزراء بنغلاديش السابقة: «إنها أحكام متحيزة، ودوافعها سياسية»، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وجرى تشديد الإجراءات الأمنية في أنحاء العاصمة داكا، وفي موطن أجداد حسينة ومعقل حزبها، وفي منطقتَين متجاورتَين، مع نشر أفراد من حرس الحدود لتعزيز السلطات المحلية.

جنود من جيش بنغلاديش بجوار المحكمة الدولية في داكا (أ.ف.ب)

وتمركزت فِرق الشرطة وكتيبة التدخل السريع حول المباني الحكومية والتقاطعات الرئيسية، ليسود الهدوء أجزاء من العاصمة، على غير العادة.

وفي يوليو (تموز) وأغسطس 2024، أجبرت احتجاجات شعبية، قادها طلاب، الشيخة حسينة على الاستقالة بعد 15 عاماً من إمساكها مقاليد السلطة بيدٍ من حديد.

وفي البدء، اتخذت الشيخة حسينة قراراً بقمع الاحتجاجات، وسقط في المواجهات 1400 قتيل، معظمهم مدنيون.