مصر: مقتل إرهابيين في مواجهات بجنوب القاهرة ووسط سيناء

مصر: مقتل إرهابيين في مواجهات بجنوب القاهرة ووسط سيناء

مصر: مقتل إرهابيين في مواجهات بجنوب القاهرة ووسط سيناء
TT

مصر: مقتل إرهابيين في مواجهات بجنوب القاهرة ووسط سيناء

مصر: مقتل إرهابيين في مواجهات بجنوب القاهرة ووسط سيناء

في حين ألغت محكمة النقض، التي تعد أعلى جهة قضائية في مصر، أمس، أحكاما بإعدام 149 متهما، وسجن حدث عمره عشر سنوات في القضية المعروفة إعلاميا بـ«مذبحة كرداسة»، وقضت بإعادة محاكمتهم من جديد، أسفرت مواجهتان أمنيتان لقوات من الجيش والشرطة عن مقتل ثلاثة عناصر إرهابية في حي المعادي، جنوب القاهرة ووسط شبه جزيرة سيناء.
وتشهد مصر منذ أكثر من عامين أعمال عنف ومواجهات أمنية، أعقبت عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي في يوليو (تموز) 2013. وتشن القوات المسلحة بالتعاون مع وزارة الداخلية حملات أمنية موسعة للسيطرة على الوضع الأمني في البلاد، كما تجري محاكمات للمئات من قيادات وأنصار جماعة الإخوان المسلمين، باعتبارهم متهمين رئيسيين في تلك الأحداث.
وأعلن مصدر أمني رفيع المستوى في وزارة الداخلية أمس عن مقتل اثنين يعدان من أخطر العناصر الإرهابية، خلال تبادل لإطلاق النار مع الشرطة، وذلك بعد ضبطهما بحي حدائق المعادي جنوب العاصمة، موضحا أن «معلومات وردت إلى قطاع الأمن الوطني باختباء اثنين من العناصر الإرهابية الخطرة داخل وكر بالمنطقة، وحيازتهما كمية من الأسلحة النارية، والمواد المتفجرة لتنفيذ عمليات عدائية ضد مؤسسات الدولة، وعدد من رجال الجيش والشرطة».
وأضاف المصدر أنه «تم بالتنسيق مع قطاع الأمن المركزي والعمليات الخاصة توجيه مأمورية لضبط الإرهابيين المذكورين، وأنه بمجرد معرفة الإرهابيين باقتراب القوات بادرا بإطلاق النار، مما اضطر القوات إلى مبادلتهما، فقتلت الإرهابيين».
وأكد المصدر ذاته العثور على كمية من الأسلحة الثقيلة، والمواد المتفجرة داخل شقة الإرهابيين، وهي سلاح «آر بي جي»، وثلاث قذائف، وحزام ناسف، وخمس قنابل «إف1»، وسلاح آلي، وطبنجة وكمية من الذخيرة، مشيرا إلى أن تبادل إطلاق النار أسفر عن إصابة ضابطين من قوات الأمن، تم نقلهما إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم، كما تم اتخاذ كل الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة، وإخطار النيابة العامة لمباشرة التحقيق.
من جهته، أعلن المتحدث العسكري، العميد محمد سمير، أمس، أن قوات الجيش الثالث الميداني تمكنت من القضاء على أحد العناصر الإرهابية، وبحوزته جهاز لاسلكي بمنطقة وادي المطامير وسط سيناء، وذلك في إطار حملة تمشيط ومداهمة مناطق تجمع البؤر والعناصر الإرهابية، مؤكدا «ضبط عدد من الأسلحة والذخائر والطلقات والأعيرة النارية، وهواتف جوالة، ومخزن للمواد الغذائية خاص بالعناصر الإرهابية في عدة مناطق بوسط سيناء».
إلى ذلك، قضت محكمة النقض أمس بإلغاء الحكم الصادر من محكمة الجنايات بإعدام 149 شخصا، وسجن آخر لمدة عشر سنوات، في قضية اتهامهم باقتحام قسم شرطة كرداسة، وقتل مأمور القسم ونائبه، و12 ضابطا وأحد رجال الشرطة، إثر فض اعتصام جماعة الإخوان عام 2013. وأمرت محكمة النقض بإعادة محاكمة المتهمين من جديد أمام إحدى الدوائر المغايرة بمحكمة جنايات الجيزة. وكان 149 شخصا حكم عليهم بالإعدام في القضية، وآخر محكوم عليه بالسجن لمدة عشر سنوات، قد تقدموا بطعون على الأحكام الصادرة بإدانتهم من محكمة الجنايات، وطالبوا بنقض تلك الأحكام وإعادة محاكمتهم من جديد. وسبق أن قضت محكمة جنايات الجيزة في فبراير (شباط) الماضي بمعاقبة 183 متهما بالإعدام شنقا (بينهم هاربون)، ومعاقبة متهم «حدث» بالسجن لمدة عشر سنوات، وبراءة متهمين اثنين، وانقضاء الدعوى الجنائية بحق اثنين آخرين نظرا لوفاتهما قبل الفصل في الدعوى.
وكانت النيابة قد وجهت إلى المتهمين تهمة الاشتراك في «اقتحام مركز شرطة كرداسة»، التي وقعت في أغسطس (آب) 2013، وأسفرت عن مقتل 11 ضابطا من قوة القسم والتمثيل بجثثهم، إلى جانب شخصين آخرين من الأهالي تصادف وجودهما بالمكان. كما أسندت إليهم اتهامات بـ«الشروع في قتل عشر أفراد آخرين من قوة مركز الشرطة، وإتلاف مبنى القسم، وحرق عدد من سيارات الشرطة».



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.