العاهل المغربي يستقبل رئيس الحكومة الليبية ويبحث معه الوضع الأمني على المستوى الإقليمي.. والمصير المغاربي

استقبل العاهل المغربي الملك محمد السادس أمس في أرفود (جنوب شرق البلاد) رئيس الحكومة الليبية علي زيدان، الذي بدا أول من أمس زيارة للمغرب.
وأفاد بيان للديوان الملكي أن الملك محمد السادس ورئيس الحكومة الليبي أعربا، بهذه المناسبة، عن ارتياحهما للتطور المطرد الذي تعرفه العلاقات الثنائية وتعزيزها لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين.
وأضاف البيان أن العاهل المغربي أكد لرئيس الحكومة الليبية أن المملكة المغربية تتابع باهتمام بالغ مسلسل الانتقال السياسي والمؤسساتي الحالي في ليبيا. وأعرب الملك محمد السادس للمسؤول الليبي عن استعداد المغرب لمواكبة الجهود التي تقوم بها ليبيا، من أجل كتابة صفحة جديدة من تاريخها في إطار الوحدة الوطنية القائمة على مؤسسات قوية.
وخلال هذا الاستقبال، يضيف البيان، جرى التركيز على وحدة المصير المغاربي والأهمية التي ينبغي إيلاؤها لتحقيق اتحاد مغاربي متضامن وفاعل.
وتطرق الملك محمد السادس والمسؤول الليبي أيضا إلى الوضع الأمني على المستوى الإقليمي، وأهمية التحديات التي تواجهها كثير من بلدان الساحل والصحراء، وكذا إيجاد الإجابات الملائمة لها.
وفي ختام هذا الاستقبال، أكد الملك محمد السادس لرئيس الحكومة الليبية دعمه الشخصي ودعم الحكومة، للجهود التي تبذلها ليبيا في هذه المرحلة الهامة من الانتقال، بما يمكن الشعب الليبي من تحقيق مختلف تطلعاته في الاستقرار والتقدم والازدهار.
وكان زيدان قد صرح أن الأوضاع في بلاده: «تتجه نحو الأحسن»، مشيرا إلى وجود مبادرات تهدف إلى بناء مستقبل واعد للشعب الليبي.
وجاءت تصريحات زيدان عقب مباحثات أجراها مع نظيره المغربي عبد الإله ابن كيران، أمس بالرباط.
وأكد الجانبان خلال مباحثاتهما على جودة علاقات الصداقة التي تجمع بين البلدين، واستعرضا مختلف أوجه التعاون الثنائي في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية، وكذا فيما يخص تبادل الخبرات.
كما تطرقا لآفاق بناء اتحاد المغرب العربي، إذ أعرب المسؤولان عن الرغبة المشتركة في تطوير وتجديد دور الاتحاد المغاربي والتعاون للدفع بأدائه خدمة لمصالح شعوب المنطقة وتطلعاتها.
وبحث الجانبان مجموعة من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك لا سيما التنسيق بين البلدين في إطار منظمة دول الساحل والصحراء وسبل تطوير عمل المنظمة. وكان زيدان قد التقى أمس أيضا كريم غلاب، رئيس مجلس النواب المغربي، ووفدا من رجال الأعمال المغاربة بالدار البيضاء.
وفي السياق ذاته، تباحث سعد الدين العثماني وزير الخارجية المغربي، أمس مع محمد عبد العزيز وزير الخارجية والتعاون الدولي الليبي، وذلك في إطار الدورة الثانية للجنة الحوار والتشاور السياسي بين وزارتي خارجية البلدين، التي جرت على هامش زيارة رئيس الحكومة الليبية للمغرب التي تختتم اليوم.
ونوه رئيس الدبلوماسية الليبية بمؤسسات التكوين والجامعات المغربية التي فتحت أبوابها أمام الليبيين وساهمت بالتالي في مسعى بلاده لإدماج شبابها من خلال التدريب والتكوين، مضيفا أن التعاون الثنائي مدعو أيضا ليشمل النقل البحري والجوي وربط القطاعين الخاصين في البلدين.
من جهته، أشار العثماني، في تصريحات مماثلة، إلى أن الدورة الثانية لآلية التشاور السياسي بين الوزارتين شهدت تقييما للعلاقات الثنائية على المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية والقنصلية، مؤكدا على طابع الاستمرارية الذي يميز تبادل وجهات النظر وتنسيق المواقف بين البلدين على هامش الاجتماعات الجهوية والإقليمية والدولية.
ومن المقرر أن يعقد اليوم بالرباط، الاجتماع الموسع بين الوفدين المغربي والليبي برئاسة رئيسي حكومتي البلدين، إلى جانب توقيع الطرفين على مشاريع نصوص.