الموانئ السعودية تستقبل السلع الاستهلاكية بمستوى سعري منخفض بـ5 %

متأثرة بانخفاض أسعار النفط والتباطؤ الاقتصادي

الموانئ السعودية تستقبل السلع الاستهلاكية بمستوى سعري منخفض بـ5 %
TT

الموانئ السعودية تستقبل السلع الاستهلاكية بمستوى سعري منخفض بـ5 %

الموانئ السعودية تستقبل السلع الاستهلاكية بمستوى سعري منخفض بـ5 %

بدأت الموانئ السعودية استقبال السلع الاستهلاكية الأقل سعرًا، متأثرة بانخفاض أسعار النفط خلال الفترة الماضية، ومنها المواد التموينية والمنتجات الغذائية والأجهزة الكهربائية، وقال موردون إن البضائع الواردة إلى الموانئ - حاليا - جاءت بأسعار أقل مما كانت عليه في العام الماضي، مؤكدين أن نسبة الانخفاض تراوح ما بين 3 و5 في المائة، وذلك بسبب تأثيرات التباطؤ الاقتصادي، وهبوط أسعار النفط نتيجة اعتماد الإنتاج الصناعي والنقل على الوقود.
وأوضح إبراهيم العقيلي، رئيس اللجنة الجمركية في غرفة جدة (غرب السعودية) أن «شاحنات جديدة من البضائع الواردة إلى الموانئ سجلت تراجعا في الأسعار نتيجة انخفاض الطلب على السلع محليا منذ بداية هبوط أسعار النفط إلى جانب تأثير الكثير من الاقتصادات بذلك»، مشيرًا إلى أن الكثير من السلع تتأثر بانخفاض النفط، إلا أن ذلك التأثير لا يمكن أن ينعكس على الأسواق والبضائع في فترة قصيرة، وذلك لارتفاع حجم المخزون من السلع لدى الموردين.
وبيّن العقيلي أن ما يحدث من انخفاض للسلع في الوقت الحالي، هو نتيجة طبيعية لهبوط النفط الذي يساهم - أيضًا - في خفض التكاليف على شركات التأمين والنقل البحري والصناعة بشكل عام، مما ينعكس على أسعار السلع.
من جهته، قال الدكتور واصف كابلي؛ عضو اللجنة التجارية الوطنية بمجلس الغرف السعودية: «إن المستهلك بدأ يلمس انخفاضا في الأسعار مع بداية العام الحالي، حيث تتنافس الشركات على تصدير البضائع إلى السعودية بأسعار أقل من الفترة الماضية»، مشيرًا إلى أن السلع الاستهلاكية تشهد دورة اقتصادية يجري تغييرها بعد نفادها من السوق، ومع طلب السلع الجديدة يُبنى السعر على التكلفة الحالية التي يكون النفط عنصرًا أساسيًا فيها. وكانت وزارة التجارة والصناعة قد أكدت في تقرير لها استقرار أسعار السلع الأساسية التموينية في السوق المحلية نتيجة زيادة المعروض، موضحة أن أسواق السعودية تشهد خلال هذه الأيام وفرة في المعروض من المواد الغذائية التموينية الأساسية والاستهلاكية، مما ساهم في انخفاض أسعار بعض أصناف المواد الغذائية الأساسية كالأرز والحليب والسكر والبيض والخضراوات، واستقرار أغلب أسعار السلع التموينية الأخرى مثل الحديد والإسمنت.
وعزت الوزارة استقرار أسعار السلع إثر الزيادة في حجم المعروض من تلك المواد في الأسواق المحلية، إضافة إلى عوامل أخرى تمثلت في الإجراءات التنظيمية في متابعة أسعار السلع التموينية الصادرة من مجلس الوزراء الموقر، إلى جانب التوسع في الطاقة الإنتاجية لعدد من المصانع والشركات، وتعدد الموردين، وهو ما من شأنه تعزيز التنافسية في السوق السعودية.
وتقوم الوزارة برصد أسعار المواد الغذائية والتموينية في مناطق البلاد كافة، لمتابعة أي تطورات أو تغيرات تشهدها الأسواق تؤثر في حركة العرض والطلب، وتعمل الوزارة على رصد أسعار السلع الأساسية في دول مجلس التعاون وبعض الدول المجاورة، وتحليل هذه الأسعار ومراجعة المتغيرات لمعرفة أسباب الزيادة والنقصان في أسعارها.
وتعمل الوزارة على رصد أسعار المواد الغذائية والتموينية في المناطق كافة لمتابعة أي تطورات أو تغيرات تشهدها الأسواق تؤثر في حركة العرض والطلب، إلى جانب رصد أسعار السلع الأساسية في دول مجلس التعاون وبعض الدول المجاورة وتحليل هذه الأسعار ومراجعة المتغيرات لمعرفة أسباب الارتفاع أو الانخفاض.
ووفقًا لتقرير مؤسسة الموانئ السعودية فإنها سجلت خلال السنوات الخمس الماضية ارتفاعًا كبيرًا في معدلات الحركة والتشغيل، وبلغت كميات البضائع المناولة «الواردة والصادرة» بجميع الموانئ السعودية العام الماضي أكثر من 210 ملايين طن وزني، بزيادة أكثر من 56 مليون طن عما كانت عليه قبل خمس سنوات.



مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
TT

مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)

نشرت الجريدة الرسمية في مصر قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، بشأن الموافقة على زيادة حصة البلاد في صندوق النقد الدولي بنسبة 50 في المائة. كما نص القرار على أن الزيادة في الحصة لن تصبح سارية إلا بعد استيفاء شروط التصديق، رابطاً ذلك بموافقة جميع الدول الأعضاء في الصندوق على زيادة حصصهم.

وحسب مراقبين، تهدف زيادة الحصة إلى تعزيز الموارد المتاحة لصندوق النقد لدعم السياسات الاقتصادية والمالية للدول الأعضاء. كما أنها تزيد من القوة التصويتية لمصر في الصندوق.

ويرتبط القرار بالمراجعة العامة الـ16 للحصص، التي تشمل زيادات في حصص الدول الأعضاء، والتي تعتمد على الموافقة الكتابية للدول المشاركة والالتزام بالشروط المالية المحددة. علماً أن نحو 97 في المائة من الدول الأعضاء توافق على الزيادة.

كان مجلس النواب قد وافق في جلسة عامة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، على زيادة حصة مصر في الصندوق بنسبة 50 في المائة. ومن المقرر أن تقوم مصر بإتمام الإجراءات المالية اللازمة لدفع الزيادة في حصتها، والتي ستتم في إطار الزمان المحدد في القرار، حسبما أوضح مسؤولون مصريون.

وأعلن صندوق النقد الشهر الماضي التوصل إلى اتفاق على مستوى الخبراء مع مصر بشأن المراجعة الرابعة لاتفاق تسهيل الصندوق الممدد الذي يستمر 46 شهراً، وهو ما قد يتيح صرف شريحة جديدة تبلغ 1.2 مليار دولار. وقال وزير المالية المصري أحمد كوجك، قبل أيام إن مصر ستحصل على الشريحة هذا الشهر، نافياً طلب مصر توسيع القرض البالغة قيمته 8 مليارات دولار مرة أخرى.

وفي تصريحات إعلامية، أعرب كوجك عن قلقه من حجم الدين الخارجي الذي يتخطى 152 مليار دولار، وأكد تعهد الحكومة بخفضه بما يعادل نحو ملياري دولار سنوياً مع السداد بأكثر من قيمة الاقتراض.

في سياق منفصل، أفادت بيانات من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر بأن التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المدن المصرية تراجع إلى 24.1 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، من 25.5 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني). وهذا هو أدنى مستوى في عامين، ويتماشى ذلك مع ما خلص إليه استطلاع رأي أجرته «رويترز»، وذلك في ظل استمرار تراجع أسعار المواد الغذائية.

وعلى أساس شهري، ارتفعت الأسعار في المدن المصرية 0.2 في المائة، مقارنةً مع 0.5 في المائة في نوفمبر. وانخفضت أسعار المواد الغذائية بنسبة 1.5 في المائة في ديسمبر بعد انخفاضها بنسبة 2.8 في المائة في نوفمبر، مما جعلها أعلى بنسبة 20.3 في المائة مما كانت عليه قبل عام.

وارتفع التضخم في أغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول)، لكنه انخفض في نوفمبر وظل أقل بكثير من أعلى مستوى له على الإطلاق عند 38 في المائة الذي سجله في سبتمبر 2023.

وساعد النمو السريع في المعروض النقدي لمصر على زيادة التضخم. وأظهرت بيانات البنك المركزي أن المعروض النقدي (ن2) نما 29.06 في المائة في العام المنتهي في آخر نوفمبر، وهو ما يقل قليلاً عن أعلى مستوى على الإطلاق البالغ 29.59 في المائة المسجل في العام المنتهي بنهاية سبتمبر.

وبدأ التضخم في الارتفاع بشكل كبير عام 2022 عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو ما دفع المستثمرين الأجانب إلى سحب مليارات الدولارات من أسواق الخزانة المصرية. وسجل التضخم ذروته عند 38 في المائة في سبتمبر 2023، وكان أدنى مستوى له منذ ذلك الحين عندما سجل 21.27 في المائة في ديسمبر 2022.

ووقَّعت مصر في مارس (آذار) الماضي على حزمة دعم مالي مع صندوق النقد الدولي بهدف مساعدتها على تقليص عجز الميزانية وتبني سياسة نقدية أقل تأجيجاً للتضخم، لكنَّ الحزمة تُلزم الحكومة بخفض الدعم على بعض السلع المحلية، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع أسعارها.

ومعدلات التضخم من أهم النقاط التي تراعيها لجنة السياسات النقدية بالبنك المركزي المصري عندما تجتمع لاتخاذ قرارات أسعار الفائدة.

وتتوقع اللجنة استمرار هذا الاتجاه، إذ قالت في محضر آخر اجتماعاتها في 2024: «تشير التوقعات إلى أن التضخم سيتراجع بشكل ملحوظ بدءاً من الربع الأول من عام 2025، مع تحقق الأثر التراكمي لقرارات التشديد النقدي والأثر الإيجابي لفترة الأساس، وسوف يقترب من تسجيل أرقام أحادية بحلول النصف الثاني من عام 2026».

كانت اللجنة قد ثبَّتت أسعار الفائدة في اجتماعاتها الستة الأحدث، إذ لم تغيرها منذ أن رفعتها 600 نقطة أساس في اجتماع استثنائي خلال مارس في إطار اتفاق قرض تمت زيادة حجمه إلى 8 مليارات دولار مع صندوق النقد الدولي. وكان هذا الرفع قد جاء بعد زيادة بلغت 200 نقطة أساس أول فبراير (شباط).