داود أوغلو: نعمل مع السعودية لدعم سوريا بكل الإمكانات.. وعلى إيران أن تحترم الشعوب

قال إن أنقرة تعتبر القاهرة من أهم الدول ونعمل على إزالة كافة الخلافات

أحمد داود أوغلو رئيس الوزراء التركي
أحمد داود أوغلو رئيس الوزراء التركي
TT

داود أوغلو: نعمل مع السعودية لدعم سوريا بكل الإمكانات.. وعلى إيران أن تحترم الشعوب

أحمد داود أوغلو رئيس الوزراء التركي
أحمد داود أوغلو رئيس الوزراء التركي

قال أحمد داود أوغلو، رئيس الوزراء التركي، إن بلاده تعمل مع السعودية لدعم المعارضة والشعب السوري، بكل الإمكانات المتاحة، مستدركا بأن المجتمع الدولي لا يتصرف بعدالة تجاه الشعب السوري.
وقال داود أوغلو إن هناك تطابقا في وجهات النظر بين الرياض وأنقرة، حول المواضيع الإقليمية التي تحمل صراعات واشتباكات في داخل بلدان المنطقة؛ في أفغانستان، وسوريا، والعراق، واليمن، ولبنان. وأكد أنه يجب على إيران احترام جميع شعوب الدول المجاورة.
وأوضح داود أوغلو خلال لقائه مع وسائل الإعلام السعودية في مقر إقامته بالرياض، أن هناك تطابقا في الرؤية بين السعودية وتركيا في الموضوع السوري، والعمل ضد الإرهاب والانقسامات الطائفية، والوقوف ضدها، خصوصا في سوريا، وأنه بارك لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، على نجاح اجتماع المعارضة السورية، على حد قوله.
وأشار رئيس الوزراء التركي إلى أن بلاده ستدعم المعارضة السورية المعتدلة، وقال: «نؤمن بأن الشعب السوري هو من سينقذ سوريا، وهناك عدد من اللاجئين في تركيا ودول أخرى، وهدفنا الوحيد هو أن يعود هؤلاء لوطنهم، ونحن سنقف مع السعودية إلى جانب الشعب السوري بكل الإمكانات، كما أننا ضد التدخل الإيراني والروسي في سوريا».
وأضاف: «خمسة أعوام والشعب وقف ضد كل التحديات، ويستحق كل الدعم، حيث المواطنون في إدلب يدافعون عن أراضيهم، وتركيا مهما كان الأمر، لن تترك هذا الشعب لوحده، وسررت أني رأيت نفس الإرادة من السعودية».
وبين داود أوغلو أنه ليس متفائلا بسرعة النتائج في مؤتمر «جنيف3» الذي قبلت المعارضة السورية، أخيرًا، المشاركة فيه، مشيرا إلى أن المجتمع الدولي لا يتصرف بعدالة، حيث إنه في أول يوم عندما اجتمع في «جنيف3»، بدأ القصف على مدينة حلب، مشددا على أنه يجب على المجتمع الدولي أن يظهر إرادته الصميمة قبل كل شي.
وأضاف: «أمامنا آلية مؤتمر جنيف، ونحن أردنا أن تشارك المعارضة في المؤتمر، بحيث لو لم يكن هناك أي دعم من السعودية وتركيا، لما ذهب وفد المعارضة إلى هناك، ونحن أظهرنا إرادتنا ونيتنا الصادقة، ولكن من أجل أن ينجح يجب على المجتمع الدولي والأمم المتحدة أن يتصرفوا بإرادة صادقة، ويجب أن يحترم حق المعيشة للشعب السوري».
وأكد رئيس الوزراء التركي أن السعودية وتركيا تحترمان وحدة الأراضي السورية والعراقية، وقال: «يجب أن يكون هناك تمثيل من أطياف الشعب في الحكومة، ولكن مع الأسف، في العراق وسوريا لا يوجد هناك تمثيل ولا قيادة، والنظام السوري ليس له مشروعية ولا تمثيل، ونحن نقف ضده لأن هؤلاء يتعاونون مع النظام والإرهاب ويصدرونه إلى تركيا، وفي العراق السنة لا يستطيعون أن يأخذوا حقوقهم في القيادة، والجيش العراقي من طائفة واحدة، ونحن نريد أن يعيش الأكراد والسنة والشيعة، ولكن الحكومة المركزية في العراق لم تفعل أي شي».
وأضاف: «أنشأنا معسكرا عند بعشيقة في الموصل، بهدف تدريب العرب الموجودين هناك مع الأكراد في أربيل، للقيام بتحرير مدينة الموصل من تنظيم داعش بأنفسهم».
وحول العلاقة مع مصر قال رئيس الوزراء التركي إن بلاده تعتبر مصر من أهم الدول في المنطقة، وإن تركيا تريد الاستقرار في مصر، وإن وجد بعض الاختلاف في وجهات النظر، وقال: «لم تكن أنقرة تريد التدخل في الشؤون الداخلية للقاهرة».
وأضاف: «موقفنا موحد، ولو حصل مثل ما حصل في مصر، سيكون موقفنا هو نفسه لن يتغير، بحيث في 2009، كانت هناك انتخابات في العراق، وفاز المرشح إياد علاوي، وانهارت علاقتنا مع نوري المالكي لمدة ثلاث سنوات، ونحن دعمنا إياد علاوي، علاوي لم يكن ضمن الإخوان المسلمين ولا السنة، وفي لبنان دعمنا فؤاد السنيورة، وعندما حاصر حزب الله قصره، وقفنا إلى جانبه ودعمناه، والسنيورة من السنة، وهو الشخص المنتخب، وموقفنا من مصر، لأن الرئيس السابق محمد مرسي، انتخب فقط من المصريين، وأتمنى في المستقبل إزالة الخلافات الداخلية في مصر، وأؤمن بأن العلاقات ستتحسن تدريجيًا، وأن علاقة المصريين مع بعضهم أهم من العلاقات التركية المصرية، ونريد أن يكون هناك سلام داخلي في مصر».
وذكر داود أوغلو أن السعودية وتركيا تمثلان الاستقرار في المنطقة، وأن البلدين اتفقا في موضوع الإرهاب وإزالة الطائفية في المنقطة، وإيران جارة لتركيا والسعودية، ونحن نتمنى أن يكون هناك علاقات جيدة، ومن أجل تحقيق ذلك يجب على إيران أن تحترم جميع الأراضي والشعوب للدول المجاورة.
واعتبر العلاقة مع السعودية أهم خطوة في تطوير العلاقات بين تركيا والدول العربية، وقال: «في هذا الإطار نحن نولي أهمية بالغة مع السعودية، وهناك مجلس التعاون الاستراتيجي بين البلدين، وكذلك زيارات متبادلة بين القادة والمسؤولين، وسيقوم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، بزيارة تركيا في أبريل (نيسان) المقبل».
وأضاف: «العلاقات بين السعودية وتركيا، من الصناعة الدفاعية إلى الطاقة، من السياحة إلى الزراعة، من البنية التحتية إلى العقار، وهناك الكثير من الساحات نستطيع أن نتعاون فيها، واقتصادات السعودية وتركيا تستطيع أن تتعاون معًا، والبلدان ينعمان بالاستقرار في المنطقة، وفي المواضيع الإقليمية، عندما ننظر إليها، أمام البلدين حزمة صراعات واشتباكات؛ أفغانستان والعراق وسوريا ولبنان، ونحن يجب علينا أن نعمل مع السعودية للوقوف أمام هذه الاشتباكات ونحل سويا الصراعات».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.