5 يحصلون على جائزة الملك سلمان لتاريخ الجزيرة

سعوديان وعراقي منحوا جائزة المتميزين.. وأربع باحثات تقاسمن جوائز الرسائل العلمية

د. إسماعيل بن محمد البشري  -  د. سليمان بن عبدالرحمن الذييب  -  د. خالد بن حمود السعدون
د. إسماعيل بن محمد البشري - د. سليمان بن عبدالرحمن الذييب - د. خالد بن حمود السعدون
TT

5 يحصلون على جائزة الملك سلمان لتاريخ الجزيرة

د. إسماعيل بن محمد البشري  -  د. سليمان بن عبدالرحمن الذييب  -  د. خالد بن حمود السعدون
د. إسماعيل بن محمد البشري - د. سليمان بن عبدالرحمن الذييب - د. خالد بن حمود السعدون

أقرّت الهيئة العليا لجائزة ومنحة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لدراسات وبحوث تاريخ الجزيرة العربية برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أسماء الفائزين والفائزات بالجائزة والمنحة في دورتها السادسة لعام 2015م.
وجاءت الأسماء الفائزة في فروع الجائزة والمنحة من خلال: أولاً؛ جائزة المتميزين من السعوديين، وفاز بها كل من: الدكتور إسماعيل بن محمد البشري مدير جامعة الجوف، وجاء منحه الجائزة لجهوده في التأليف والتحقيق العلمي والدراسة في عدد من الكتب والمجالات العلمية المتعلقة بتاريخ المملكة العربية السعودية والجزيرة العربية، وهو ما دعم المحتوى المعرفي في هذا الجانب، والدكتور سليمان بن عبد الرحمن الذييب، الأستاذ بكلية السياحة والآثار بجامعة الملك سعود، ومنحت له الجائزة نظير جهوده الأكاديمية في تخصص الكتابات العربية القديمة في مجال الآثار داخل المملكة العربية السعودية وخارجها، ودعمه للمكتبة التاريخية بمؤلفات وترجمات عن المصادر الكلاسيكية، ومشاركاته العلمية سواء ببحوث محكمة منشورة باللغة العربية أو باللغة الإنجليزية أو بمراجعة الكتب في مجال تخصصه.
في حين تم منح جائزة المتميزين من غير السعوديين للدكتور خالد بن حمود السعدون (عراقي الجنسية) الأستاذ بجامعة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة، وجاء في حيثيات منحه الجائزة جهوده المتمثلة في خبراته العلمية والأكاديمية في المملكة العربية السعودية التي تضمنت تأليف عدد من المؤلفات التاريخية والبحوث العلمية التي تثري تاريخ الخليج العربي ونشرها، والمشاركة في الدوريات العلمية المتخصصة.
وفاز بجائزة رسالة الدكتوراه من خلال الرسالة العلمية الموسومة بـ(منشآت ومرافق مصادر المياه في الحجاز في القرن الأول حتى نهاية القرن الثالث الهجري) الباحثة الدكتورة بدرية بنت عبد العزيز البصيري من جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، والرسالة العلمية الموسومة بـ(فخار وخزف موقع الربذة الإسلامي) الباحثة الدكتورة الجوهرة بنت عبد العزيز السعدون من جامعة الملك سعود.
وفاز بجائزة رسالة الماجستير عن الرسالة العلمية الموسومة بـ(الزخارف المعمارية في موقع الأخدود) الباحثة رشا بنت إبراهيم الفواز من جامعة الملك سعود، والرسالة العلمية الموسومة بـ(رعاية الفئات المحتاجة في مكة والمدينة خلال العصر المملوكي) للباحثة ريما بنت صالح القرناس من جامعة الدمام.
أما جائزة المقالة العلمية الموسومة بـ(أعمال حكام المغول الخيرية في الحرمين الشريفين خلال القرنين الثامن والتاسع الهجري) فقد فاز بها الباحث الأستاذ الدكتور عبد العزيز بن راشد السنيدي من جامعة القصيم.
كما حصل على المنح البحثية ثلاثة باحثين.
ورفع أعضاء الهيئة العليا شكرهم وعظيم تقديرهم لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - يحفظه الله - رئيس الهيئة العليا لجائزة ومنحة خادم الحرمين الشريفين لدراسات وبحوث تاريخ الجزيرة العربية، على ما تلقاه الجائزة والمنحة بصفة خاصة من الاهتمام والمتابعة والتطوير والدعم وما يحظى به العلم والبحث العلمي والتاريخ الوطني بصفة عامة من الدعم والرعاية لتعزيز قيم المعرفة في المسيرة الوطنية المباركة.



«أمومة مُتعددة» في مواجهة المؤسسة الذكورية

«أمومة مُتعددة» في مواجهة المؤسسة الذكورية
TT

«أمومة مُتعددة» في مواجهة المؤسسة الذكورية

«أمومة مُتعددة» في مواجهة المؤسسة الذكورية

في كتابها «رحِم العالم... أمومة عابرة للحدود» تزيح الكاتبة والناقدة المصرية الدكتورة شيرين أبو النجا المُسلمات المُرتبطة بخطاب الأمومة والمتن الثقافي الراسخ حول منظومتها، لتقوم بطرح أسئلة تُفند بها ذلك الخطاب بداية من سؤالها: «هل تحتاج الأمومة إلى كتاب؟»، الذي تُبادر به القارئ عبر مقدمة تسعى فيها لتجريد كلمة «أمومة» من حمولاتها «المِثالية» المرتبطة بالغريزة والدور الاجتماعي والثقافي المُلتصق بهذا المفهوم، ورصد تفاعل الأدبين العربي والعالمي بتجلياتهما الواسعة مع الأمومة كفِعل وممارسة، وسؤال قبل كل شيء.

صدر الكتاب أخيراً عن دار «تنمية» للنشر بالقاهرة، وفيه تُفرد أبو النجا أمام القارئ خريطة رحلتها البحثية لتحري مفهوم الأمومة العابرة للحدود، كما تشاركه اعترافها بأنها كانت في حاجة إلى «جرأة» لإخراج هذا الكتاب للنور، الذي قادها «لاقتحام جبل من المقدسات، وليس أقدس من الأمومة في مجتمعاتنا ولو شكلاً فقط»، كما تقول، وتستقر أبو النجا على منهجية قراءة نصوص «مُتجاورة» تتقاطع مع الأمومة، لكاتبات ينتمين إلى أزمنة وجغرافيات مُتراوحة، ومُتباعدة حتى في شكل الكتابة وسياقها الداخلي، لاستقراء مفهوم الأمومة وخطابها كممارسة عابرة للحدود، ومحاولة فهم تأثير حزمة السياسات باختلافها كالاستعمارية، والقبلية، والعولمة، والنيوليبرالية، وغيرها.

فِعل التئام

يفتح اختيار شيرين أبو النجا للنصوص الأدبية التي تستعين بها في كتابها، في سياق القراءة المُتجاورة، مسرحاً موازياً يتسع للتحاوُر بين شخصيات النصوص التي اختارتها وتنتمي لأرضيات تاريخية ونفسية مُتشعبة، كما ترصد ردود أفعال بطلاتها وكاتباتها حِيال خبرات الأمومة المُتشابهة رغم تباعد الحدود بينها، لتخرج في كتابها بنص بحثي إبداعي موازِ يُعمّق خبرة النصوص التي حاورت فيها سؤال الأمومة.

يضع الكتاب عبر 242 صفحة، النصوص المُختارة في مواجهة المتن الثقافي الراسخ والنمطي لمنظومة الأمومة، تقول الكاتبة: «الأمومة مُتعددة، لكنها أحادية كمؤسسة تفرضها السلطة بمساعدة خطاب مجتمعي»، وتتوقف أبو النجا عند كتاب «كيف تلتئم: عن الأمومة وأشباحها»، صدر عام 2017 للشاعرة والكاتبة المصرية إيمان مرسال بوصفه «الحجر الذي حرّك الأفكار الساكنة المستكينة لفكرة ثابتة عن الأمومة»، على حد تعبير أبو النجا.

تتحاور الكاتبة مع منطق «الأشباح» وتتأمل كيف تتحوّل الأمومة إلى شبح يُهدد الذات سواء على المستوى النفسي أو مستوى الكتابة، تقول: «في حياة أي امرأة هناك كثير من الأشباح، قد لا تتعرف عليها، وقد تُقرر أن تتجاهلها، وقد تتعايش معها. لكن الكتابة لا تملك رفاهية غض الطرف عن هذه الأشباح»، ومن رحِم تلك الرؤية كانت الكتابة فعل مواجهة مع تلك «الشبحية»، ومحاولة تفسير الصراع الكامن بين الذات والآخر، باعتبار الكتابة فعلاً يحتاج إلى ذات حاضرة، فيما الأمومة تسلب تلك الذات فتصير أقرب لذات منشطرة تبحث عن «التئام» ما، ويُجاور الكتاب بين كتاب إيمان مرسال، وبين كتاب التركية إليف شافاق «حليب أسود: الكتابة والأمومة والحريم»، إذ ترصد أبو النجا كيف قامت الكاتبتان بتنحّية كل من الشِعر والسرد الروائي جانباً، في محاولة للتعبير عن ضغط سؤال الأمومة وفهم جوهرها بعيداً عن السياق الراسخ لها في المتن الثقافي العام كدور وغريزة.

تقاطعات الورطة

ترصد أبو النجا موقع النصوص التي اختارتها ثقافياً، بما يعكسه من خصائص تاريخية وسياسية ومُجتمعية، المؤثرة بالضرورة على وضع الأمومة في هذا الإطار، فطرحت مقاربةً بين نص المُستعمِر والمُستعمَر، مثلما طرحت بمجاورة نصين لسيمون دو بوفوار المنتمية لفرنسا الاستعمارية، وآخر لفاطمة الرنتيسي المنتمية للمغرب المُستعمرة، اللتين تشير الكاتبة إلى أن كلتيهما ما كان من الممكن أن تحتلا الموقع الذي نعرفه اليوم عنهما دون أن تعبرا الحدود المفروضة عليهما فكرياً ونفسياً ومجتمعياً.

كما تضع كتاب «عن المرأة المولودة» للأمريكية إدريان ريتش، صدر عام 1976، في إطار السياق الاجتماعي والقانوني والسياسي الذي حرّض آنذاك على انتقاد الرؤى الثابتة حول تقسيم الأدوار بين الجنسين وبين ما يجب أن تكون عليه الأم النموذجية، ما أنعش حركة تحرير النساء التي خرجت من عباءة الأحزاب اليسارية والحركات الطلابية آنذاك، وتشير إلى أن هذا الكتاب أطلق على الأمومة اسم «مؤسسة» بما يجابه أطراف المؤسسة الذكورية التي ترسم بدقة أدوار النساء في العائلة وصورهن، وصاغت ريتش هذا الكتاب بشكل جعله يصلح للقراءة والتأمل في بيئات مُغايرة زمنياً وجغرافياً، ويخلق الكتاب تقاطعات بين رؤية ريتش مع تجربة شعرية لافتة بعنوان «وبيننا حديقة» للشاعرتين المصريتين سارة عابدين ومروة أبو ضيف، الذي حسب تعبير شيرين أبو النجا، يمثل «حجراً ضخماً تم إلقاؤه في مياه راكدة تعمل على تعتيم أي مشاعر مختلفة عن السائد في بحر المُقدسات»، والذات التي تجد نفسها في ورطة الأمومة، والتضاؤل في مواجهة فعل الأمومة ودورها. تجمع شيرين أبو النجا بين النص الأميركي والديوان المصري اللذين يفصل بينهما نحو 40 عاماً، لتخرج بنص موازِ يُعادل مشاعر الأم (الكاتبة) وانسحاقها أمام صراع بين القدرة والعجز، والهوية وانسحاقها، لتقول إنه مهما تعددت الأسئلة واشتد الصراع واختلفت تجلياته الخطابية انسحبت الكاتبات الثلاث إلى حقيقة «تآكل الذات»، وابتلاع الأمومة للمساحة النفسية، أو بتعبير الشاعرة سارة عابدين في الديوان بقولها: «حروف اسمي تتساقط كل يوم/ لأزحف أنا إلى هامش يتضاءل/ جوار متن الأمومة الشرس».

في الكتاب تبرز نماذج «الأم» المُتعددة ضمن ثيمات متفرقة، فتضعنا الناقدة أمام نموذج «الأم الأبوية» التي تظهر في شكلها الصادم في أعمال المصرية نوال السعداوي والكاريبية جامايكا كينكد التي تطرح الكاتبة قراءة تجاورية لعمليهما، وتتوقف عند «الأم الهاربة» بقراءة تربط بين رواية «استغماية» للمصرية كاميليا حسين، وسيرة غيرية عن الناقدة الأمريكية سوزان سونتاغ، وهناك «الأم المُقاومة» في فصل كرسته لقراءة تفاعل النص الأدبي الفلسطيني مع صورة الأم، طارحة تساؤلات حول مدى التعامل معها كرمز للأرض والمقاومة، فيما تُشارك شيرين أبو النجا مع القارئ تزامن انتهائها من هذا الكتاب مع «طوفان الأقصى» وضرب إسرائيل لغزة، في لحظة مفصلية تفرض سؤالها التاريخي: ماذا عن الأم الفلسطينية؟ أمهات الحروب؟ الأمهات المنسيات؟