معرض القاهرة للكتاب.. رخص الكتب المصرية وغلاء العربية وإغلاق أجنحة تعرض كتبًا مزورة

الروايات وكتب السيرة الأكثر توزيعًا.. وإقبال ضعيف على الندوات الفكرية

جانب من المعرض
جانب من المعرض
TT

معرض القاهرة للكتاب.. رخص الكتب المصرية وغلاء العربية وإغلاق أجنحة تعرض كتبًا مزورة

جانب من المعرض
جانب من المعرض

توافد آلاف من المصريين والعرب والأجانب على معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ47، لم تقيدهم برودة الطقس الشديدة أو تثنيهم عن اغتنام الفرصة والاستفادة من الخصومات الكبيرة التي تقدمها دور النشر المشاركة في المعرض والتي يصل عددها إلى 850 ناشرًا من 34 دولة، منها 21 دولة عربية وأفريقية.
«الثقافة في المواجهة» هو شعار المعرض هذا العام، وتجسد فعليا في مبادرة «كتاب ورغيف» التي أطلقتها دار نشر «بتانة» بالتعاون مع وزارة التموين المصرية والتي يحصل بموجبها المواطن المصري حامل البطاقة التموينية على حسم يصل إلى 90 في المائة من سعر الكتب المعروضة في جناح المبادرة.
وبدا من الإقبال الكبير على جناح «كتاب ورغيف» أن الأسر المصرية تفضل «غذاء العقل»، فكما أوضح د. عاطف عبيد، مؤسس مشروع «بتانة» الثقافي، أن الفكرة تكمن في تشجيع الأسر المصرية على اقتناء الكتب في ظل غلاء الأسعار، وتشمل الكتب جميع المجالات ونحاول توفير كتب للأطفال»، مؤكدا أن «الإقبال كبير جدا ويفوق توقعاتنا بمبيعات 10 آلاف كتاب خلال فترة المعرض، وتتراوح المبيعات يوميا من 800 إلى ألف كتاب يوميا، لكن الإحصائيات النهائية سنعلن عنها في نهاية المعرض».
هذه المبادرة كان لها أثر كبير في تشجيع دور النشر المصرية الخاصة بتقديم خصومات كبيرة تصل إلى 50 في المائة على إصداراتها لجذب جمهور المعرض، الأمر الذي عاد بالفائدة على القراء، خصوصا من فئة الشباب.
ورغم محاولات دور النشر لتقديم تخفيضات مرضية لإنقاذ سوق الكتب، فإن ظاهرة «الكتب المزورة» التي تهدد سوق الكتب المصرية حاضرة بقوة في معرض الكتاب هذا العام أيضا، وقد أغلق د. هيثم الحاج علي، رئيس الهيئة العامة للكتاب المنظمة للمعرض، عدة أجنحة تم ضبطها تعرض الكتب المزورة.
الناشر محمد رشاد، صاحب الدار المصرية اللبنانية، ورئيس اتحاد الناشرين العرب، يقول: «إن صناعة النشر في مصر تواجه كثيرا من المشكلات التي أدت ببعض الناشرين إلى التوقف عن النشر، على رأسها تزوير الكتب وتغير عادات القراءة في المجتمع المصري. كما أن مصر ليست من البلدان المنتجة لمستلزمات صناعة النشر، فضلا عن التخبط في سياسات النشر بين المؤسسات والهيئات الثقافية في الدولة وعدم دعم الدولة لدور النشر الخاصة».
يشهد المعرض هذا العام عددا كبيرا من الفعاليات الثقافية المتنوعة، إلا أن الندوات الفكرية والتي تناقش قضايا محورية حول النشر في العالم العربي والسينما والأدب وتجديد الخطاب الديني لم تلقَ الإقبال المنشود من قبل جماهير المعرض، بل انحصر الحضور على فئة المتخصصين والمهتمين بموضوعات الندوات، حتى الندوات التاريخية التي شهدها المعرض طوال 47 عاما والتي تم عرضها مسجلة تحت عنوان «ذاكرة المعرض» لم تلقَ اهتماما جماهيريا، بينما نجحت الفعاليات الفنية من عروض مسرحية وموسيقية وسينمائية وترفيهية في جذب الأسر والعائلات والأطفال والشباب الذين لم تناسبهم أسعار الكتب المبالغ فيها من قبل بعض دور النشر.
وفي ما يشبه التقليد السنوي يطرح الناشرون المصريون عددا من الإصدارات الجديدة في مختلف المجالات، معولين على حفلات التوقيع في رفع نسب المبيعات وتسويق الإصدارات الجديدة التي يدخرونها للمعرض.
أما أجنحة دور النشر العربية والأجنبية فهي الأقل جذبا للمشترين من المصريين نظرا لارتفاع أسعار الكتب بشكل يفوق قدرة القارئ المصري على اقتناء أكثر من كتاب، إذ يتراوح سعر الكتاب ما بين 70 و300 جنيه مصري. يقول سالم السعدي، باحث في مجال العلوم السياسية من صعيد مصر: «أنتظر معرض الكتاب كل عام لاقتناء الكتب المتعلقة بمجال دراستي، خصوصا المترجمة منها، لكن للأسف دور النشر العربية التي تترجم الكتب العلمية القيمة لكبار العلماء والفلاسفة الغربيين تطرحها بأسعار مرتفعة للغاية، حتى مع الحسم لا يمكنني سوى اقتناء كتاب واحد من تلك الدور».
وتحظى أكشاك وخيام «سور الأزبكية» المتخصصة في بيع الكتب المستعملة والقديمة، والتي بلغ عددها هذا عام 118 كشكا، بإقبال كثيف حيث تباع الكتب بسعر جنيه واحد. وقد أثار باعة الكتب استياء كثير من جمهور المعرض بسبب نداءاتهم الفجة «بجنيه وبس وتعالى بص»، مستنكرين التعامل مع الكنوز الفكرية والأدبية والعلمية كالسلع الغذائية في الأسواق الشعبية. تقول سلمى الشايب، من هواة اقتناء الكتب القديمة: «أواظب على زيارة المعرض منذ أكثر من 20 عاما، وفي كل مرة أعثر على كنز من الكتب النادرة والقيمة من أمهات الكتب أو الكتب الممهورة من مؤلفيها من كبار الأدباء المصريين والعرب، إلا أنني هذا العام أشعر بوجود فوضى في أروقة سور الأزبكية، مع وجود زحام شديد من العائلات التي تتخذ من المعرض مجرد نزهة للتسلية وليس فرصة للتنقيب عن الكتب القيمة».
أما عن ذائقة القراء هذا العام فهي لم تختلف كثيرا عن الأعوام الخمسة الماضية، وفقا لعدد من أصحاب دور النشر المصرية المشاركة في المعرض. فلا تزال الروايات المصرية تتربع على عرش مبيعات دور النشر، لا سيما الشبابية والتي تندرج تحت اسم «الأكثر مبيعا»، كذلك الروايات المرشحة لجائزة البوكر هذا العام، تليها كتب الفكر الإسلامي والكتب التي تتناول التطرف والإرهاب والسير الذاتية، تليها كتب التاريخ وأدب الرعب وأدب الرحلات، وأخيرا كتب التنمية البشرية وكتب الطهي.
وحول الإقبال على المعرض هذا العام، يقول مصطفى الشيخ، مدير دار «آفاق» للنشر والتوزيع، لـ«الشرق الأوسط»: «لم أجد اختلافا كبيرا بين الإقبال هذا العام عن العام الماضي، نفس معدل الشراء تقريبا، رغم التخفيضات التي تقدمها دور النشر فإن ارتفاع سعر الدولار أثر بشكل كبير على سوق الكتب وأدى إلى ركود كبير في الفترة الأخيرة، فلم تفلح التخفيضات في تعويض الناشرين عن خسائرهم».
وأشار الشيخ إلى أن «هناك اختلافا في ذائقة القراء التي توجهت هذا العام للخروج من (الحالة الداعشية) وشراء الروايات وكتب الفلسفة والتاريخ والسير الذاتية». ويؤكد أن «السوشيال ميديا تلعب دورا كبيرا في تغيير ذائقة القراء من خلال ترشيحات الأصدقاء أو الصفحات الثقافية التي جعلت جيل الشباب يأتي من أجل كتب محددة». ويشدد على أن «مشكلة تزوير الكتب من المشكلات العصية التي تتطلب تدخلا حاسما وعاجلا من الدولة».
ويرى موسى علي، المسؤول بجناح الدار المصرية اللبنانية، أن «الإقبال عموما يشبه العام الماضي، فلا يزال كثيفا، خصوصا من الشباب، على الروايات وخصوصا الروايات الأكثر مبيعا على مدار السنوات الماضية، منها: «انحراف حاد» لأشرف الخمايسي، و«ربع جرام» و«2 ضباط» لعصام يوسف، كما شهدت الروايات الكلاسيكية المصرية التي أعادت الدار إصدارها مثل روايات إحسان عبد القدوس، وجبران خليل جبران، ومحمد حسين هيكل، ويوسف عز الدين عيسى، إقبالاً كبيرا، وكذلك كتب التاريخ والتنمية البشرية، لافتا إلى أن الدار تقدم هذا العام تخفيضات تصل إلى 50 في المائة في محاولة لتشجيع القراء على اقتناء ما يرغبون فيه من الكتب والروايات.



انطلاق الدورة الـ19 لـ«البابطين الثقافية» بمضاعفة جوائز الفائزين

وزير الثقافة والإعلام عبد الرحمن المطيري ووزير الخارجية عبد الله اليحيا ورئيس مجلس الأمة السابق مرزوق الغانم وأمين عام «مؤسسة البابطين الثقافية» سعود البابطين وضيوف الدورة الـ19 (الشرق الأوسط)
وزير الثقافة والإعلام عبد الرحمن المطيري ووزير الخارجية عبد الله اليحيا ورئيس مجلس الأمة السابق مرزوق الغانم وأمين عام «مؤسسة البابطين الثقافية» سعود البابطين وضيوف الدورة الـ19 (الشرق الأوسط)
TT

انطلاق الدورة الـ19 لـ«البابطين الثقافية» بمضاعفة جوائز الفائزين

وزير الثقافة والإعلام عبد الرحمن المطيري ووزير الخارجية عبد الله اليحيا ورئيس مجلس الأمة السابق مرزوق الغانم وأمين عام «مؤسسة البابطين الثقافية» سعود البابطين وضيوف الدورة الـ19 (الشرق الأوسط)
وزير الثقافة والإعلام عبد الرحمن المطيري ووزير الخارجية عبد الله اليحيا ورئيس مجلس الأمة السابق مرزوق الغانم وأمين عام «مؤسسة البابطين الثقافية» سعود البابطين وضيوف الدورة الـ19 (الشرق الأوسط)

كرمّت «مؤسسة عبد العزيز سعود البابطين الثقافية»، صباح اليوم (الأحد)، الفائزين بجوائز الدورة الـ19 للجائزة، مع انطلاق هذه الدورة التي حملت اسم مؤسس وراعي الجائزة الراحل عبد العزيز سعود البابطين، تخليداً لإرثه الشعري والثقافي.

وأُقيم الاحتفال الذي رعاه أمير الكويت، الشيخ مشعل الأحمد الصباح، في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، بحضور (ممثل أمير البلاد) وزير الإعلام والثقافة وزير الدولة لشؤون الشباب عبد الرحمن المطيري، ومشاركة واسعة من الأدباء والمثقفين والسياسيين والدبلوماسيين وأصحاب الفكر من مختلف أنحاء العالم العربي، كما حضر الحفل أعضاء المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.

جانب من حضور دورة الشاعر عبد العزيز سعود البابطين (الشرق الأوسط)

وقال وزير الثقافة والإعلام الكويتي، عبد الرحمن المطيري، في كلمته، إن هذا الملتقى «الذي يحمل في طياته عبق الشعر وأريج الكلمة، ليس مجرد احتفالية عابرة، بل هو تأكيد على أن الثقافة هي الروح التي تحيي الأمم، والجسر الذي يعبر بنا نحو مستقبل زاخر بالتسامح والتعايش والمحبة».

وأضاف: «إن لقاءنا اليوم ليس فقط تكريماً لمن أبدعوا الكلمة وشيَّدوا صروح الأدب، بل هو أيضاً دعوة لاستلهام الإرث الثقافي الكبير الذي تركه لنا الشاعر الراحل عبد العزيز سعود البابطين (رحمه الله)، والذي كان، وسيبقى، قامة ثقافية جمعت بين جمال الكلمة وسمو الرسالة... رسالة تُعبِّر عن القيم التي تجمع بين الحضارات. ومن هنا جاءت مبادراته الرائدة، التي عرَّف من خلالها الشرقَ بالشعر العربي، وقدَّم للغرب بُعدَه الإنساني، جاعلاً من الشعر جسراً يربط القلوب، ومفتاحاً للحوار بين الثقافات».

رئيس مجلس أمناء «مؤسسة البابطين الثقافية» سعود البابطين يلقي كلمته في افتتاح الدورة الـ19 (الشرق الأوسط)

في حين قال رئيس مجلس أمناء «مؤسسة البابطين الثقافية»، سعود البابطين، إن هذه الدورة تأتي احتفاءً «بالشعر، فن العرب الأول على مر العصور، وتكريماً للمبدعين والفائزين مِنَ الشعراءِ والنقاد، ووفاءً ومحبة لشاعر هذه الدورة (عبد العزيز البابطين) الذي أخلص في رعاية الشعر العربي وخدمة الثقافة العربية بصدق ودأب وتفانٍ طيلة عمره كله، بلا ملل ولا كلل».

وفي خطوة لافتة، قدَّم رئيس مجلس الأمناء، أمين عام المؤسسة السابق، الكاتب عبد العزيز السريع، الذي رافق مؤسس الجائزة منذ نشأتها، ليتحدث عن ذكرياته مع راعي الجائزة الراحل، والخطوات التي قطعها في تذليل العقبات أمام إنشاء المؤسسة التي ترعى التراث الشعري العربي، وتعمل فيما بعد على بناء جسور التواصل بين الثقافات والحضارات.

وأعلن البابطين، في ختام كلمته عن مضاعفة القيمة المالية للجوائز ابتداءً من هذه الدورة، وفي الدورات المقبلة لـ«جائزة عبد العزيز البابطين».

ونيابة عن الفائزين، تحدَّث الأديب والشاعر الكويتي الدكتور خليفة الوقيان، مشيداً بـ«جهود (مؤسسة البابطين الثقافية) في دعمها اللامحدود للفعل والنشاط الثقافي داخل وخارج الكويت».

وأضاف: «في هذا المحفل الثقافي البهيج، يمرُّ في الذاكرة شريط لقاءات تمَّت منذ 3 عقود، كان فيها الفقيد العزيز الصديق عبد العزيز البابطين يحمل دائماً هَمّ تراجع الاهتمام بالشعر، ويضع اللَّبِنات الأولى لإقامة مؤسسة تُعنى بكل ما من شأنه خدمة ذلك الفن العظيم، ثم ينتقل عمل المؤسسة إلى الأفق الدولي، من خلال ما يُعنى بقضية حوار الثقافات والحضارات».

وألقى الشاعر رجا القحطاني قصيدة عنوانها «إشعاع الكويت»، من أشعار الراحل عبد العزيز البابطين.

يُذكر أن فعاليات الدورة الـ19 مستمرة على مدى 3 أيام، بدءاً من مساء الأحد 15 ديسمبر (كانون الأول) إلى مساء الثلاثاء 17 ديسمبر الحالي. وتقدِّم الدورة على مسرح مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي 5 جلسات أدبية، تبدأ بجلسة بعنوان «عبد العزيز البابطين... رؤى وشهادات»، تليها 4 جلسات أدبية يعرض المختصون من خلالها 8 أبحاث عن الشاعر عبد العزيز سعود البابطين المحتَفَى به، و3 أمسيات شعرية ينشد فيها 27 شاعراً.

وزير الثقافة والإعلام عبد الرحمن المطيري ووزير الخارجية عبد الله اليحيا ورئيس مجلس الأمة السابق مرزوق الغانم وأمين عام «مؤسسة البابطين الثقافية» سعود البابطين وضيوف الدورة الـ19 (الشرق الأوسط)

الفائزون:

* الفائز بالجائزة التكريمية للإبداع الشعري الشاعر الدكتور خليفة الوقيان، وقيمة الجائزة 100 ألف دولار.

* الفائزان بجائزة الإبداع في مجال نقد الشعر «مناصفة»، وقيمتها 80 ألف دولار: الدكتور أحمد بوبكر الجوة من تونس، والدكتور وهب أحمد رومية من سوريا.

* الفائزة بجائزة أفضل ديوان شعر، وقيمتها 40 ألف دولار: الشاعرة لطيفة حساني من الجزائر.

* الفائز بجائزة أفضل قصيدة، وقيمتها 20 ألف دولار: الشاعر عبد المنعم العقبي من مصر.

* الفائز بجائزة أفضل ديوان شعر للشعراء الشباب، وقيمتها 20 ألف دولار: الشاعر جعفر حجاوي من فلسطين.