«بريف»: أول هاتف بنظام التشغيل «آندرويد» من «بلاكبيري»

فاجأت شركة «بلاكبيري» المستخدمين بإطلاقها هاتف «بريف» BlackBerry Priv الذي يعد أول هاتف لها يعمل بنظام التشغيل «آندرويد»، ويجلب خصوصيتها وأمانها المعروفين إلى هذا النظام، مع توفير مزايا متقدمة وتصميم مبهر وأداء سريع وشاشة مميزة وكاميرا عالية الدقة، ليتنافس مع أفضل الهواتف في الأسواق، ولتثبت الشركة أنها مرنة وتستطيع التكيف مع متغيرات الأسواق، ولو كان ذلك بعد محاولات للانتشار بنظام التشغيل الخاص بها في السابق. واختبرت «الشرق الأوسط» الهاتف الذي أطلق أخيرا في المنطقة العربية، ونذكر ملخص التجربة.
* لوحة مفاتيح «ذكية»
يقدم الهاتف ميزة غير متوافرة في الغالبية العظمى في الهواتف التي تعمل بنظام التشغيل «آندرويد» اليوم، وهي القدرة على استخدام لوحة مفاتيح بأزرار حقيقية وليس رقمية، ومن دون خسارة أي بوصة في مساحة الشاشة، ذلك أن الهاتف ينزلق إلى الأعلى، لتظهر تحته لوحة مفاتيح مميزة تسمح للمستخدم خفض نسب الأخطاء المطبعية بشكل كبير.
لوحة المفاتيح ذكية بشكل كبير، إذ إنها تستشعر لمس المستخدم لها من دون الحاجة إلى الضغط عليها، لتعمل كسطح للتفاعل مع محتوى الشاشة، بحيث يمكن تحريك الأصابع فوق الأزرار لتحريك محتوى المتصفح و«تويتر»، و«فيسبوك» بسهولة كبيرة، أو إلى اليسار لحذف كلمة بالكامل، وغيرها من طرق التفاعل المبتكرة. اللوحة ذكية أيضا، لأنها تتعلم تسلسل الكلمات التي يطبعها المستخدم، ولو كانت في عدة لغات، لتقترح على المستخدم الكلمات فور بدء التسلسل. أضف إلى ذلك أنها مريحة أثناء الاستخدام المطول لكتابة البريد الإلكتروني وتحرير الوثائق.
ويستطيع المستخدم التفاعل مع الجهاز من خلال لوحة المفاتيح الرقمية فور إعادة القسم العلوي إلى مكانه. ولن يعرف المستخدم بوجود لوحة مفاتيح في حال كان الجزء العلوي مقفلا، ذلك أن سماكة الهاتف منخفضة للغاية، لكن استخدامها مريح، ولن يقع الهاتف من يد المستخدم لدى فتح الجزء العلوي والكتابة على اللوحة في الجزء السفلي جراء وزن الشاشة، ذلك أن الشركة قامت بإعادة توزيع الوزن للحصول على توازن مريح في الاستخدامات المطولة. ويمكن الكتابة على لوحة المفاتيح في أي وقت، ليبدأ النظام بالبحث عن الكلمات المرتبطة.
* مستويات أمان غير مسبوقة
لا يجب الاعتقاد أن تجربة استخدام الهاتف ستكون مشابهة للهواتف الأخرى، لأنه يعمل بنظام التشغيل «آندرويد»، حيث دمجت «بلاكبيري» تقنيات التشفير والترميز المشهورة بها داخل نظام التشغيل في عدة طبقات، وذلك لحماية خصوصية المستخدم وملفاته. ويمكن مشاهدة ذلك في رسائل البريد الإلكتروني وتشفير المحتوى المسجل داخل الهاتف. ويشتق الهاتف اسمه باستعارة أول أربعة أحرف من كلمة الخصوصية باللغة الإنجليزية Privacy، للدلالة على أهمية هذه الميزة في تجربة استخدام الهاتف. أضف إلى ذلك أن النظام سيفحص ملفات التشغيل في كل مرة يعاد تشغيله فيها، وذلك للتأكد من عدم وجود برمجيات خبيثة تحاول سرقة بيانات المستخدم (من خلال ميزة Verified Boot and Secure Bootchain)، مع توفير ميزة مسح جميع التطبيقات (اسم الميزة «دي تيك» DTEK)، وتحديد ما يحاول الوصول إلى ملفات إضافية أو تشغيل وظائف غير مرتبطة بعمله، مثل تشغيل الكاميرا أو الميكروفون المدمج، أو حتى الوصول إلى ملفات المستخدم ودفتر عناوينه.
وتحدثت «الشرق الأوسط» مع محمد المفلح، مدير إدارة المنتجات بمنطقة الشرق الأوسط في «بلاكبيري»، الذي قال إن مستويات الأمان في هذا الهاتف هي الأعلى، ويمكن ملاحظة ذلك بمعرفة أن كثيرا من رؤساء الدول والمنظمات الحكومية والوزارات وكبرى الشركات العالمية لا تستخدم إلا تقنيات «بلاكبيري» لحماية ملفاتها واتصالاتها. وأضاف أن الشركة دمجت أفضل ما في عالمي «بلاكبيري» و«آندرويد»، لتقديم تجربة استخدام مريحة وآمنة في جميع الأوقات، ومن دون تحميل تطبيقات إضافية مكلفة. وأكد كذلك أن الشركة ستدعم الإصدارات المقبلة لـ«آندرويد» بسرعة، مضيفا أن إصدار «آندرويد6» الملقب بـ«مارشميلو» سيصبح متوافرا على الهاتف قبل النصف الثاني من العام الحالي.
وقال إن الهاتف يرفع الإنتاجية بشكل كبير، بسبب تقدم مزايا أمن وحماية عاليين وسهولة في الاستخدام وتجميع للبيانات في مكان واحد، بالإضافة إلى توفير لوحة مفاتيح بالأزرار وشاشة ذات وضوح ودقة كبيرين وعمر طويل للبطارية، وتوفير منفذ لرفع السعة التخزينية بحجم كبير.
* مزايا مبتكرة
شاشة الهاتف كبيرة، ويبلغ قطرها 5.4 بوصة، وهي تعرض الصور بوضوح ودقة كبيرين، وسنتحدث عن مواصفاتها بعد قليل. وتتميز الشاشة بأنها منحنية من الجانبين وتسمح للمستخدم جلب القوائم الجانبية بمجرد سحبها، الأمر الذي يسمح بمزيد من التفاعل مع التطبيقات ونظام التشغيل. ويمكن كذلك النقر على الشاشة مرتين لإيقاظها والبدء باستخدامها. ونلفت النظر إلى أن جودة الغطاء الخلفي عالية جدا وفاخرة، وهو أمر اعتاد عليه مستخدمو أجهزة «بلاكبيري».
وبالنسبة للكاميرا الخلفية، فهي مبهرة وتلتقط الصور بدقة 18 ميغابيكسل وتتعرف على الأوجه وتعدل مكان التركيز آليا مع استخدام فلاش «إل إي دي» ثنائي، للحصول على صور بألوان أقرب إلى الواقع. أما الكاميرا الأمامية فهي تعمل بدقة 2 ميغابيكسل، لالتقاط صور ذاتية «سيلفي» عالية الدقة أيضًا.
ويستطيع المستخدم الوصول إلى جميع تطبيقات متجر «غوغل بلاي» وتحميلها بشكل عادي، نظرا لأن الهاتف يعمل بنظام التشغيل «آندرويد»، مع القدرة على استخدام تطبيق «بلاكبيري ميسنجر» للتواصل مع الآخرين، ذلك أن الشركة توفر التطبيق على نظام التشغيل «آندرويد». أضف إلى ذلك توافر ميزة «بلاكبيري هاب» BlackBerry Hub التي كانت حصرية على نظام التشغيل «بلاكبيري»، والتي تجمع جميع التنبيهات والرسائل الواردة من البريد الإلكتروني والشبكات الاجتماعية والرسائل النصية، وغيرها، في مكان واحد يسهل التفاعل معها، عوضا عن تشغيل عدة تطبيقات والرد من خلالها بشكل منفصل.
* مواصفات تقنية
وبالنسبة للمواصفات التقنية، يعد الهاتف مبهرا في هذا المجال، حيث يستخدم معالج «سنابدراغون 808» سداسي النواة (نواتان بسرعة 1.8 غيغاهرتز و4 بسرعة 1.44 غيغاهرتز للاستخدامات غير المتطلبة)، مع توفير 3 غيغابايت من الذاكرة للعمل، و32 غيغابايت من السعة التخزينية المدمجة التي يمكن رفعها بـ2 تيرابايت إضافية من خلال بطاقات الذاكرة الإضافية «مايكرو إس دي»، ودعم لتقنية الاتصال عبر المجال القريب Near Field Communication NFC وتقنيات «بلوتوث 4.1»، و«واي فاي» اللاسلكية.
ويستخدم الهاتف بطارية عالية الأداء تبلغ قدرتها 3410 ملي أمبير تستطيع العمل لنحو 24 ساعة من التحدث المستمر، أو 3 أيام من تشغيل الموسيقى، أو 10 أيام في وضعية الانتظار، مع القدرة على شحن أكثر من نصفها في نحو 10 دقائق. أضف إلى ذلك أن دقة الشاشة عالية جدا وتبلغ (1440x2560) بيكسل، وهي تعرض الصورة بكثافة مبهرة تبلغ 540 بيكسل للبوصة الواحدة باستخدام تقنية «أموليد» AMOLED، لعرض الصورة بألوان واقعية للغاية.
ويدعم الهاتف كذلك تجسيم الصوتيات ونظام ميكروفون ثلاثي لإلغاء الضجيج من حول المستخدم، بالإضافة إلى استخدام مكبرات صوت قوية وسماعات عالية الجودة. وتبلغ سماكة الهاتف 9.4 مليمتر، ويبلغ وزنه 192 غراما، وهو يدعم شبكات الجيل الرابع للاتصالات من خلال بطاقة «نانو سيم»، وهو متوافر في المنطقة العربية الآن باللون الأسود وبسعر 2899 ريالا سعوديا (نحو 770 دولارا أميركيا).
* منافسة مع الأفضل
يتنافس الهاتف مباشرة مع أفضل الهواتف الموجودة في الأسواق اليوم، ويتفوق على كثير منها في المواصفات التقنية والمزايا التي يقدمها وراحة الاستخدام. وبالنسبة لـ«آيفون 6 إس بلاس»، فيتراجع من حيث دقة الشاشة (1920x1080) بيكسل وكثافتها (401 بيكسل للبوصة الواحد)، والكاميرا (12 ميغابيكسل)، وقدرة المعالج (ثنائي النواة بسرعة 1.8 غيغاهرتز)، والذاكرة (2 غيغابايت) والبطارية (2750 ملي أمبير)، وتوفير منفذ لإضافة مزيد من السعة التخزينية من خلال بطاقات «مايكرو إس دي». ويتفوق «آيفون 6 إس بلاس» في مجال السماكة، حيث تبلغ سماكته 7.3 مليمتر، والكاميرا الأمامية التي تبلغ دقتها 5 ميغابيكسل، وتوفير وحدة لمسح البصمات، بينما يتساويان في الوزن.
أما بالنسبة لـ«غالاكسي إس 6 إيدج»، فيتراجع في قطر الشاشة (5.1 بوصة) وتوفير منفذ للذاكرة الإضافية، والكاميرا (16 ميغابيكسل). ويتفوق «غالاكسي إس 6 إيدج» من حيث السماكة (7 مليمترات)، والوزن (132 غراما)، ودقة العرض (577 بيكسل للبوصة الواحدة)، والكاميرا الأمامية (5 ميغابيكسل)، والمعالج (ثماني النواة بسرعة 2.1 غيغاهيرتز، و1.5 غيغاهرتز)، وتوفير وحدة لمسح البصمات، ويتساويان في دقة الشاشة والذاكرة.