بريطانيا تدرس إلزام المصرفيين المخاطرين برد العلاوات حتى ست سنوات

بهدف منعهم من القيام بمضاربات ومراهنات مالية كبيرة

بريطانيا تدرس إلزام المصرفيين المخاطرين برد العلاوات حتى ست سنوات
TT

بريطانيا تدرس إلزام المصرفيين المخاطرين برد العلاوات حتى ست سنوات

بريطانيا تدرس إلزام المصرفيين المخاطرين برد العلاوات حتى ست سنوات

اقترح بنك إنجلترا المركزي قاعدة تهدف لمنع الإفراط في المخاطرة تلزم المصرفيين الذين يرتكبون تجاوزات في الأداء ورؤساءهم بإعادة العلاوات حتى ست سنوات بعد حصولهم عليها.
وتهدف القاعدة الجديدة التي طرحها البنك للنقاش أمس (الخميس) لمنع المصرفيين من القيام برهانات كبيرة واضعين في اعتبارهم أنه بوسعهم الانتقال إلى وظائف أخرى قبل ظهور أي مشكلات للعلن.
وتمثل القاعدة تشديدا للقواعد الحالية التي لا تسمح إلا بإلغاء أو خفض العلاوات التي منحت ولم يجر صرفها بعد.
وبحسب «رويترز»، كان مشرعون بريطانيون دعوا إلى مثل هذا الإجراء في تقرير بخصوص المعايير المصرفية أعد وسط غضب شعبي من حصول المصرفيين على علاوات ضخمة على الرغم من احتياج بعض البنوك لدعم من الدولة خلال الأزمة المالية في 2007-2009 وعلى الرغم من فرض غرامات على بعض البنوك بسبب سوء الأداء.
وسوف تتطلب القاعدة الجديدة إعادة صياغة عقود الموظفين حتى تكون ملزمة قانونا لكبار المصرفيين برد العلاوات إذا ثبت أنهم أساءوا التصرف حتى إذا تركوا العمل في البنك.
وقال أندرو بيلي نائب محافظ بنك إنجلترا المركزي في بيان إن «السياسة التي نتشاور بخصوصها ستضمن إمكانية استرداد العلاوات من الأفراد بعد حصولهم عليها بالفعل إذا اتضح أنهم عرضوا استقرار شركاتهم للمخاطر أو انخرطوا في أفعال غير مناسبة».
وأضاف بيلي الذي يرأس أيضا الهيئة المشرفة على البنوك البريطانية التابعة للبنك المركزي: «سيبعث هذا برسالة واضحة للأفراد عما هو متوقع منهم وعن عواقب عدم التصرف بشكل لائق».
وقال روب مولتون من شركة المحاماة أشورست إن استرداد العلاوات المدفوعة أمر جذاب سياسيا لكنه صعب من الناحية العملية. وأضاف: «ماذا سيحدث إذا أنفقها المصرفي على الشمبانيا؟.. سيكون الأمر أكثر صعوبة بالنسبة لاسترداد الأموال من شخص غير مسؤول مباشرة عن سوء الأداء لكنه مسؤول تنفيذي».
وتابع: «ربما يتعلق التأثير بالعلاقات العامة أكثر من كونه تأثيرا عمليا. هل أعتقد أن المصرفيين لن يأتوا للعمل في لندن بسبب هذا؟.. لا».
من جهة أخرى، قالت لجنة تقدم المشورة للحكومة البريطانية بشأن الأجور الأربعاء إن من المرجح أن يرتفع حد الأجر في بريطانيا بوتيرة أسرع من التضخم لبضع سنوات قادمة ما دام الاقتصاد يواصل التحسن. ووافقت الحكومة في وقت سابق على توصية من اللجنة لزيادة قدرها 3 في المائة للحد الأدنى للأجور في بريطانيا هذا العام ليصل إلى 5.‏6 جنيه إسترليني (80.‏10 دولار) في الساعة، وهو ما سيكون أول زيادة أعلى من معدل التضخم منذ 2008.
وقال ديفيد نورجروف رئيس اللجنة «تتوقع التوصية زيادات حقيقية تدريجية أخرى في الحد الأدنى للأجور إذا واصل الاقتصاد التحسن بما يجعل عام 2014 إيذانا ببداية مرحلة جديدة من الزيادات الأكبر».
وكان وزير المالية جورج أوزبورن قال في يناير (كانون الثاني) إنه يتطلع إلى أن يرتفع الحد الأدنى للأجر بوتيرة أسرع من التضخم بعد سنوات تراجعت فيها مستويات معيشة البريطانيين بالأسعار الحقيقية.
والتراجع في مستويات المعيشة - الذي استمر العام الماضي رغم انتعاش قوي للنمو والتوظيف - هو الآن أحد الموضوعات الرئيسة لحزب العمال المعارض الذي سينافس حزب المحافظين الذي ينتمي إليه أوزبورن في الانتخابات العامة في مايو (أيار) 2015.
وستطبق الزيادة في الحد الأدنى للأجر في أكتوبر (تشرين الأول). وقال خبراء اقتصاديون إن زيادة بنسبة 3 في المائة ربما تحدد أيضا معيارا قياسيا للاتفاقات التي يجري التفاوض بشأنها حاليا للأجور في القطاع الخاص.
وهبط معدل التضخم إلى 9.‏1 في المائة في يناير ليأتي دون المستهدف الذي يستهدفه بنك إنجلترا المركزي والبالغ 2 في المائة للمرة الأولى منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2009، لكن متوسط الدخل الأسبوعي ارتفع بنسبة 1.‏1 في المائة فقط في الربع الأخير من 2013 مقارنة مع الفترة نفسها من العام السابق.
وعلى مدى السنوات الأربع الماضية زاد الحد الأدنى للأجور بمتوسط 9.‏1 في المائة سنويا مقارنة مع متوسط معدل التضخم البالغ 3.‏3 في المائة في الفترة نفسها.
وقال البنك المركزي إن النمو الحقيقي للأجور بوتيرة أسرع من التضخم ضروري لدعم طلب المستهلكين وتعافي الاقتصاد البريطاني، لكن هذا ينبغي أن يقوم على تحسن الإنتاجية التي تراجعت بعد الأزمة المالية ولم تحقق تعافيا كبيرا حتى الآن.



الأسواق الأميركية تشهد تراجعاً بسبب بيانات اقتصادية محبطة

متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)
متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)
TT

الأسواق الأميركية تشهد تراجعاً بسبب بيانات اقتصادية محبطة

متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)
متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)

انخفضت مؤشرات الأسهم الأميركية، يوم الخميس، في ظل بيانات اقتصادية محبِطة قد تشير إلى تباطؤ في النمو الاقتصادي. وتراجع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 0.2 في المائة خلال التعاملات المبكرة، متجهاً نحو خَسارته الثالثة في الأيام الأربعة الماضية، وهو ما يشير إلى تعثر ملحوظ بعد ارتفاعه الكبير، هذا العام.

وفي المقابل، ارتفع مؤشر «داو جونز» الصناعي بمقدار 23 نقطة، أو 0.1 في المائة، في حين انخفض مؤشر «ناسداك» المركب بنسبة 0.4 في المائة، مقارنةً بأعلى مستوى سجله في اليوم السابق، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

وتأثرت الأسواق بتقرير يُظهر ارتفاعاً في عدد الأميركيين الذين تقدموا بطلبات للحصول على إعانات البطالة، الأسبوع الماضي، بالإضافة إلى تحديث آخر أظهر أن التضخم على مستوى الجملة، قبل أن يصل إلى المستهلكين الأميركيين، كان أعلى من المتوقع في الشهر الماضي.

وعلى الرغم من أن هذه التقارير لا تشير إلى كارثة وشيكة، فإنها تثير القلق بشأن بعض الآمال التي كانت تدعم مؤشرات الأسهم، وخاصة «ستاندرد آند بورز 500» الذي وصل إلى أعلى مستوى له، هذا العام، حيث كانت السوق تُعوّل على تباطؤ التضخم بما يكفي لإقناع بنك الاحتياطي الفيدرالي بمواصلة خفض أسعار الفائدة، مع بقاء الاقتصاد قوياً بما يكفي لتفادي الركود.

ومن بين التقريرين، قد يكون التحديث الأكثر تأثيراً هو الأضعف لسوق العمل، وهو ما يَعدُّه كريس لاركين، المدير الإداري للتداول والاستثمار في «إي تريد» من «مورغان ستانلي»، عاملاً مهماً في حسم مسار السوق. ولفت إلى أن ارتفاع أسعار البيض ربما يكون السبب وراء أرقام التضخم التي جاءت أعلى من المتوقع. وأضاف لاركين أن «أسبوعاً واحداً من البيانات الضعيفة لا ينفي الاتجاه العام القوي لسوق العمل، لكن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيكون حذراً في التعامل مع أي إشارات على ضعف سوق الوظائف».

ويتوقع المستثمرون بشكل شبه مؤكَّد أن يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي بتخفيض سعر الفائدة الرئيسي، في اجتماعه المرتقب الأسبوع المقبل، ما يمثل التخفيض الثالث على التوالي، بعد أن بدأ خفض الفائدة في سبتمبر (أيلول) الماضي، بعدما كانت عند أعلى مستوياتها منذ عقدين. ويأمل البنك أن يسهم هذا التخفيض في دعم سوق العمل المتباطئة مع السعي لتحقيق هدف التضخم البالغ 2 في المائة. إلا أن هذه الخطوة قد تثير أيضاً القلق بشأن تعزيز التضخم في المستقبل.

في سياق مماثل، كان هذا التوجه في السياسة النقدية مواكباً لخطوات مماثلة اتخذتها بنوك مركزية أخرى. فقد قام البنك المركزي الأوروبي بتخفيض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية، كما كان متوقعاً، بينما خفَّض البنك الوطني السويسري سعر الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية، في خطوة حادة تعكس التحديات الاقتصادية العالمية الراهنة. من جانب آخر، أشار البنك المركزي السويسري إلى أن الوضع الاقتصادي العالمي يشوبه عدم اليقين، ولا سيما مع تأثيرات السياسة الاقتصادية المرتقبة تحت إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، إضافة إلى التقلبات في السياسة الاقتصادية بأوروبا.

على صعيد الأسهم، تراجعت أسهم شركة «أدوبي» بنسبة 11.4 في المائة، على الرغم من إعلانها أرباحاً تفوق توقعات المحللين للربع الأخير، حيث قدمت الشركة توقعات لأرباح وإيرادات في سنتها المالية المقبلة التي جاءت أقل قليلاً من تقديرات السوق. في المقابل، ارتفعت أسهم «كروغر» بنسبة 2.9 في المائة، بعد أن أعلنت عودتها لشراء أسهمها مرة أخرى، بعد إلغاء محاولتها السابقة للاندماج مع «ألبرتسونز». ووافق مجلس إدارة «كروغر» على برنامج لإعادة شراء أسهم بقيمة تصل إلى 7.5 مليار دولار، ليحل محل تفويض سابق كان بقيمة مليار دولار فقط.

وفي أسواق الأسهم العالمية، ظلت المؤشرات الأوروبية مستقرة إلى حد ما، بعد قرار البنك المركزي الأوروبي خفض أسعار الفائدة، بينما كانت الأسواق الآسيوية أكثر قوة، فقد ارتفعت مؤشرات الأسهم في هونغ كونغ بنسبة 1.2 في المائة، وفي شنغهاي بنسبة 0.8 في المائة، في حين سجل مؤشر «كوسبي» في كوريا الجنوبية زيادة بنسبة 1.6 في المائة، محققاً ثالث مكاسبه المتتالية، مع تراجع الاضطرابات السياسية التي شهدتها البلاد، الأسبوع الماضي، حين أعلن رئيسها، لفترة وجيزة، الأحكام العرفية.

وفي سوق السندات، ارتفع عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات إلى 4.29 في المائة، مقارنةً بـ4.27 في المائة بنهاية يوم الأربعاء، في حين انخفض عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل عامين إلى 4.15 في المائة، من 4.16 في المائة.