الرياض وأنقرة تبحثان آلية للتصدي للعدوان الإيراني في المنطقة

أكد عادل الجبير، وزير الخارجية السعودي، دعم بلاده الكامل لموقف وفد المعارضة السورية المشارك في محادثات جنيف، مبينًا أن الخيار لهم في حال اختاروا التفاوض مع النظام أم لا، مضيفًا أن المعارضة تلقت ضمانات مكتوبة من الأمم المتحدة لتنفيذ القرار 2254 وإيقاف القصف وفتح الممرات الإنسانية، وهي مسائل ليست قابلة للتفاوض بحسب الهيئة الأممية، إضافة إلى أن مبادئ «جنيف1» واضحة وتنص على حكم انتقالي دون الأسد وإجراء انتخابات رئاسية وتأسيس دستور جديد لسوريا الجديدة.
وأوضح الجبير أثناء مؤتمر صحافي جمعه مع نظيره التركي، مولود جاويش أوغلو، في العاصمة السعودية الرياض، أمس، أن الجانبين بحثا التصدي لعدوان إيران على دول المنطقة وعدم احترامها لمبادئ حسن الجوار، كما جرت مناقشة تأسيس مجلس التنسيق الاستراتيجي بين السعودية وتركيا ووضع النقاط على الحروف فيما يخص سبل التعاون المشترك، وشدد على أن المملكة تدعم موقف تركيا في الدفاع عن أراضيها بالشكل الذي تراه مناسبا.
وذكر أن المجلس المشترك بين الرياض وأنقرة يتعلق بمسارات عسكرية وأمنية لمحاربة الإرهاب، وسياسية لتنسيق المواقف تجاه قضايا المنطقة، خصوصا في ظل تطابق وجهات النظر تجاه العراق وسوريا واليمن والتدخلات الإيرانية، إلى جانب مسارات تجارية تختص بتنمية شعبي البلدين والازدهار الاقتصادي، وجوانب طبية وتعليمية وبحثية.
من جانبه، قال الوزير التركي، إن تدشين المجلس الاستراتيجي سيجري أثناء زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لتركيا، مبينا أنه سيكون آلية فعالة تنعكس على مصلحة البلدين، وطالب إيران بالتراجع عن موقفها الطائفي ضد دول المنطقة، مضيفا أن تركيا ضد الطائفية وتدعم مواقف السعودية وستعمل معها لتعزيز العلاقات بشكل بناء مستقبلا.
وأشار إلى أن بلاده اكتشفت أخيرا خرق مقاتلات روسية لأراضيها، وحذرتها بلغات عدة، من أجل أن تكف عن التعدي على السيادة التركية، وهو تجاوز أيضًا على حلف شمال الأطلسي (الناتو) الذي تعتبره تركيا عضوا فيه، وأضاف أنهم استدعوا السفير الروسي بعد الحادثة، وفي حال تكرارها على الروس أن ينتظروا الرد. وتابع بالقول: «إن موسكو تتصرف بشكل خاطئ رغم رغبتنا بتطبيع العلاقات معها، لكن لا تقوم بما يجب من جانبها».
وأعرب عن دعم أنقرة للمعارضة السورية التي تعرضت - وفق قوله - للضغط قبل الذهاب لمحادثات جنيف، كما تؤيد موقفهم في حال رغبوا بالانسحاب في أي وقت، خصوصا إذا لم تنفذ شروطهم المشروعة والإنسانية.
وفي سياق متصل، قال أوغلو: «إن تركيا تعتبر استقرار مصر أمرا مهما بالنسبة للعالم الإسلامي ومنطقة الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية»، مشيرا إلى أن التدهور السياسي الذي شهدته مصر أضر باقتصادها ولم تخط أنقرة نحوها أي خطوة سلبية، بل تأمل أن تتجاوز مشكلاتها بشكل سلمي.
وذكر أنه تحدث مع نظيره المصري سامح شكري في لقاءات عدة، من بينها مؤتمر الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وعبر عن رغبة تركيا تطبيع العلاقة مع مصر، متمنيًا من القيادة المصرية أن تبادر بمواقف إيجابية تجاه الموقف التركي، مرحبًا بالمسعى الذي تبذله السعودية لتقريب وجهات النظر بين البلدين وطرحها عددًا من الأفكار في هذا الاتجاه.