مصرع وإصابة العشرات في حوادث طرق «متكررة» بمصر

لقي ما لا يقل عن 22 شخصا مصرعهم، وأصيب 25 آخرون، في حادثين مروريين أمس بمصر، التي تعد من أعلى معدلات حوادث المرور في العالم، بسبب سوء حالة الكثير من الطرق مع رعونة القيادة للسائقين. ووفقا لآخر الإحصائيات فإن تلك الحوادث تحصد سنويا نحو 14 ألف قتيل و60 ألف مصاب.
وأعلنت وزارة الصحة أمس وفاة 6 مواطنين وإصابة 3 آخرين في حادث تصادم سيارة نقل مع قطار بمزلقان «البليدة» بمدينة العياط (جنوب القاهرة)، في مشهد متكرر من حوادث تصادم السيارات بالقطارات أثناء عبورها المزلقانات، رغم الوعود الحكومية بوضع حلول لتلك الكوارث. وأوضحت الوزارة أنه تم نقل المصابين للمستشفيات وما زالوا يخضعون للعلاج والملاحظة، فيما تنوعت الإصابات ما بين جروح بالرأس وكسور، وكدمات شديدة بالصدر والرأس.
وقال شهود عيان إن الحادث وقع أثناء عبور سائق السيارة بمزلقان «البليدة»، حيث كان المزلقان مفتوحا ولم يتم إغلاقه أثناء عبور القطار، وتصادف مرور القطار والسيارة في الوقت نفسه. لكن بيانا لوزارة النقل أكد أن المزلقان تم تطويره وتحديثه مؤخرا بالأجراس والأنوار، معلنة تشكيل لجنة فنية قانونية برئاسة نائب رئيس هيئة السكك الحديدية للسلامة والجودة للوقوف على أسباب الحادث، على أن ترفع اللجنة تقريرها لجهات التحقيق المختصة فور الانتهاء منه.
من جانبه، وجه شريف إسماعيل رئيس الوزراء، وزير النقل الدكتور سعد الجيوشي، بإعداد تقرير عن تفاصيل الحادث وإجراء تحقيق فوري لتحديد المسؤولين عنه، والأسباب التي أدت إلى وقوعه، كما وجه بالتأكد من الالتزام بكل القواعد والمعايير المنظمة لسير القطارات ومرورها عبر المزلقانات.
وقال السفير حسام القاويش، المتحدث الرسمي لرئاسة مجلس الوزراء، إن رئيس الوزراء وجه وزير الصحة الدكتور أحمد عماد الدين راضي بمتابعة جهود الإنقاذ ونقل المصابين إلى المستشفيات. وشدد على توفير كل سبل الرعاية الصحية للمصابين وإنهاء الإجراءات اللازمة للوفيات.
وأضاف المتحدث الرسمي أن رئيس الوزراء وجه أيضا وزيرة التضامن الاجتماعي غادة والي بصرف مبلغ 10 آﻻف جنيه كمساعدة لأسرة كل متوفى، فضلا عن صرف ألفي جنيه لكل مصاب، وتقديم الرعاية لأسرهم.
وفي حادث آخر، لقي 16 شخصا مصرعهم وأصيب 21 آخرون، إثر تصادم مروع لـ22 سيارة على الطريق الصحراوي الشرقي (الكريمات) بمحافظة بني سويف، أمس، بسبب الشبورة المائية. وقد تم نقل المتوفين والمصابين لمستشفى بني سويف العام والمستشفى الجامعي.
واعتاد المصريون سماع أنباء عن وقوع حوادث مرورية بين الحين والآخر، خاصة على الطرق الصحراوية السريعة وكذلك القطارات. وتعتبر تلك الحوادث وما ينتج عنها من فقد لموارد بشرية ومادية تقدر بملايين الدولارات سنويا من أهم الظواهر التي تواجه مصر، وزاد من خطورتها تزايد أعداد السكان والمركبات مع عدم تطور أطول شبكة طرق بالمنطقة، وتوافر المواصفات الفنية والقياسية في بعض الطرق.
ويصل معدل الوفيات جراء حوادث الطرق في مصر إلى 13.2 في المائة لكل مائة ألف شخص، وفقا لآخر إحصاءات منظمة الصحة العالمية.
وقال سامي مختار، رئيس الجمعية المصرية لرعاية ضحايا الطرق، إن «مصر تحتل المرتبة الأولى عالميا في حوادث الطرق، بنسبة 14 ألف قتيل سنويا، و60 ألف مصاب».
ويرى خبراء أن عوامل ثلاثة، وهي سوء حالة قطاع كبير من شبكات الطرق وتهالك السيارات ورعونة القيادة، تقف وراء تفشي الظاهرة، بينما يؤكد المسؤولون أن العامل البشري مسؤول عن أغلب الحوادث.