مكالمة مسربة لأبو مرزوق يهاجم فيها إيران: كل الذي يقولونه عن دعم المقاومة كذب

قال إن الإيرانيين باطنيون ولديهم شروط مقابل المال وأهلكوا العباد في اليمن

وفد حركة حماس في لقاء مع المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي بطهران في فبراير2009 (غيتي)
وفد حركة حماس في لقاء مع المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي بطهران في فبراير2009 (غيتي)
TT

مكالمة مسربة لأبو مرزوق يهاجم فيها إيران: كل الذي يقولونه عن دعم المقاومة كذب

وفد حركة حماس في لقاء مع المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي بطهران في فبراير2009 (غيتي)
وفد حركة حماس في لقاء مع المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي بطهران في فبراير2009 (غيتي)

حصلت «الشرق الأوسط» على مقاطع صوتية مسربة لنائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق، يهاجم فيها إيران بشدة وينفي تصريحات إيرانية بأنها تقدم الدعم للمقاومة الفلسطينية خاصة منذ عام 2009.
ويسمع في المقطع الصوتي الذي نشر لاحقا في وقت متأخر أمس على «يوتيوب» أبو مرزوق وهو يتحدث إلى أحد الأشخاص، معقبًا على تصريحات إيرانية حول دعم المقاومة، ويتحدث عن دور إيراني سيء في اليمن. ويعلق أبو مرزوق في بداية التسجيل على العلاقات الإيرانية - الروسية بالقول: «الآن صحيح في الوقت الحاضر يحاولون عقد اتفاقيات وحلف مع الروس، وهذا كله دهاء من الإيرانيين ونحن ضحايا لهذا الدهاء»، حيث يشير حينها إلى أنه سيوجه رسالة للإيرانيين بشأن العلاقة معهم للعمل على تهدئة الأمور بينهم.
وتحدث القيادي في حماس للشخصية الأخرى بالقول عن دعم حماس: «القصة ليست كما يذكرون، وهؤلاء من أكثر الناس باطنية وتلاعبا بالألفاظ وحذرا بالسياسة.. من 2009 تقريبا ما وصل منهم أي شيء، وكل الكلام الذي يقولونه كذب وكل اللي بيصل لحبايبنا لم يكن من قبلهم، جزء من طرف صديق وأطراف أخرى بسبب الأوضاع في المنطقة وكله بجهد الأنفس.. لم يقدموا شيئًا في هذا المجال وكل ما يقولونه كذب». وأشار أبو مرزوق إلى أن إيران كانت كلما يجري حديث معها عن الدعم تشترط ذلك بتدخل حماس لتحسين علاقات طهران مع دول مثل السودان وغيرها، معتبرًا ذلك جزءًا من العقاب، واصفًا إياهم بالقول: «هم مكذبة وفاتحينها بهذا المجال».
وأشار لما وصفها بأكاذيب الإيرانيين، حول إرسال السفن للمقاومة في غزة بالقول: «من 2011 كل سفينة تضيع منهم يقولوا كانت رايحة إلكم، في سفينة ضاعت بنيجريا قالوا كانت إلكم رايحة، قلت لهم هو احنا فش ولا سفينة بتغلط وبتيجينا كل السفن اللي بتنمسك هي إلنا». وأضاف «يا ريت يكونوا مخلصين مثل ما بقولوا للناس، بعتبرونا خوارج، من 1400 قرن بتصفوا بالدهاء والتورية والباطنية وليسوا بهذه الدرجة من السهولة»، مشيرًا إلى ما افتعلوه من أحداث في اليمن. مضيفًا: «أهلكوا العباد بسبب أحاديثهم الباطنية وطريقة تعاملهم مع الناس». ورفضت مصادر من حماس تحدثت لـ«الشرق الأوسط» تأكيد أو نفي صحة المكالمة المسربة، إلا أنها قالت إن مثل هذه التسريبات إن صحت لا يمكن أن تتم إلا من خلال دول كبيرة تملك قدرات استخبارية مثل إسرائيل وغيرها ممن تستطيع التجسس بسهولة على أي هاتف تريد.
وتقول المصادر، إنه من المعروف أن إيران أوقفت دعمها للحركة منذ الأزمة السورية بسبب خلافات حول ذلك وإن هذه القضية لم تعد تخفى على أحد، مشيرةً في الوقت ذاته، إلى أنها قدمت دعما محدودا في بعض الأحيان للجناح العسكري للحركة، لكنه لم يكن كبيرا وبشكل دائم. وعلمت «الشرق الأوسط» أن حماس حاولت عدم نشر الفيديو والسيطرة عليه. وتحقق في كيفية تسريبه. وأشارت المصادر إلى أن حزب الله حاول كثيرا التوسط من أجل حل الخلافات وما زال يواصل ذلك إلا أنه من الواضح أن الخلافات والفجوة ما زالت عميقة بسبب اشتراطات إيران الكثيرة حول كثير من القضايا والمواقف السياسية التي تطالب بها حماس لإعلانها على العلن. ومن شأن التسريب الخطير أن يفسد ترتيبات كان حزب الله أعدها من أجل لقاء أبو مرزوق نفسه بمسؤولين إيرانيين في لبنان.
وكانت «الشرق الأوسط» نشرت عن بدء حزب الله اللبناني وساطة جديدة بين إيران وحركة حماس في محاولة لرأب الصدع، بعدما فشلت المحاولات الإيرانية الأخيرة بإقناع حماس بإعلان موقف مؤيد لها ضد المملكة العربية السعودية مقابل عودة العلاقات والدعم المالي الكامل. وكان نائب رئيس الحزب نعيم قاسم وجه الدعوة لعضو المكتب السياسي لـ«حماس» موسى أبو مرزوق، لزيارة لبنان بهدف لقاء مسؤولين إيرانيين كبار بينهم ضباط في الحرس الثوري الإيراني موجودين باستمرار في بيروت للتنسيق مع الحزب بشأن العمليات الجارية في سوريا. واختار حزب الله دعوة أبو مرزوق تحديدا، لأنه خاض في لبنان نقاشات كثيرة مع مسؤولين إيرانيين لرأب الصدع، مما سمح بمد جسور جديدة بين طهران وحماس بعدما كانت العلاقات انقطعت تماما بعد موقف حماس من سوريا.
وتأتي محاولات حزب الله الجديدة في ظل استمرار الخلافات بين إيران والمملكة العربية السعودية، ومحاولات إيران استقطاب مواقف سنية إلى صفها، خصوصًا بعدما فشلت إيران في إقناع حماس بذلك، بعد لقاءات جرت في طهران نفسها بين وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف وممثل حماس هناك خالد القدومي. ووجه ظريف عبر القدومي رسالة إلى رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل يشرح فيها ظروف العلاقة مع السعودية بعد التدهور الحاصل وما يجري في المنطقة وتأثيره على القضية الفلسطينية وضرورة اصطفاف الحركة التي تؤثر في المواقف الفلسطينية الداخلية إلى جانب إيران باعتبارها الدولة الوحيدة التي تقف في وجه إسرائيل وضمن محور «المقاومة» في الشرق الأوسط، مقابل استئناف الدعم المالي الكبير. ورفض مشعل العرض الإيراني في ظل هذه الظروف خشية أن يفسر أي تقارب كأنه دعم لإيران في أزمتها ضد السعودية أو في ملفات أخرى في سوريا وغيرها. وكانت إيران أوقفت في السابق الدعم عن حركة حماس بسبب الموقف من سوريا، وأوقفت لاحقًا الدعم عن «الجهاد الإسلامي» بسبب الموقف من الحرب في اليمن.



«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
TT

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)

رحبت حركة «حماس»، اليوم (الخميس)، بإصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، معتبرة أنه خطوة «تاريخية مهمة».

وقالت الحركة في بيان إنها «خطوة ... تشكل سابقة تاريخيّة مهمة، وتصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا»، من دون الإشارة إلى مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة بحق محمد الضيف، قائد الجناح المسلح لـ«حماس».

ودعت الحركة في بيان «محكمة الجنايات الدولية إلى توسيع دائرة استهدافها بالمحاسبة، لكل قادة الاحتلال».

وعدّت «حماس» القرار «سابقة تاريخية مهمة»، وقالت إن هذه الخطوة تمثل «تصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا، وحالة التغاضي المريب عن انتهاكات بشعة يتعرض لها طيلة 46 عاماً من الاحتلال».

كما حثت الحركة الفلسطينية كل دول العالم على التعاون مع المحكمة الجنائية في جلب نتنياهو وغالانت، «والعمل فوراً لوقف جرائم الإبادة بحق المدنيين العزل في قطاع غزة».

وفي وقت سابق اليوم، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت؛ لتورطهما في «جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب»، منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وقال القيادي بحركة «حماس»، عزت الرشق، لوكالة «رويترز» للأنباء، إن أمر الجنائية الدولية يصب في المصلحة الفلسطينية.

وعدّ أن أمر «الجنائية الدولية» باعتقال نتنياهو وغالانت يكشف عن «أن العدالة الدولية معنا، وأنها ضد الكيان الصهيوني».

من الجانب الإسرائيلي، قال رئيس الوزراء السابق، نفتالي بينيت، إن قرار المحكمة بإصدار أمري اعتقال بحق نتنياهو وغالانت «وصمة عار» للمحكمة. وندد زعيم المعارضة في إسرائيل، يائير لابيد، أيضاً بخطوة المحكمة، ووصفها بأنها «مكافأة للإرهاب».

ونفى المسؤولان الإسرائيليان الاتهامات بارتكاب جرائم حرب. ولا تمتلك المحكمة قوة شرطة خاصة بها لتنفيذ أوامر الاعتقال، وتعتمد في ذلك على الدول الأعضاء بها.