الأزمة المالية تجمع حكومتي بغداد وكردستان

العبادي يلتقي نيجيرفان بارزاني في العاصمة اليوم

الأزمة المالية تجمع حكومتي بغداد وكردستان
TT

الأزمة المالية تجمع حكومتي بغداد وكردستان

الأزمة المالية تجمع حكومتي بغداد وكردستان

ذكرت مصادر كردية مطلعة، أمس، أن وفدًا رفيع المستوى من حكومة إقليم كردستان يترأسه رئيس الحكومة نيجيرفان بارزاني سيتوجه إلى بغداد اليوم للاجتماع، مع رئيس الوزراء العراق حيدر العبادي لبحث المشكلات العالقة بين الجانبين.
وقال القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني ومسؤول العلاقات الخارجية للحزب، هيمن هورامي، على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» إن بارزاني سيجتمع أيضًا مع السفير الأميركي لدى العراق ستيورات جونز.
من جهته، أكد المتحدث باسم الحكومة العراقية، سعد الحديثي، لـ«الشرق الأوسط» أن لقاء سيجمع اليوم العبادي وبارزاني، مشيرا إلى أن اللقاء يأتي «بعد أن دعا اجتماع مجلس الرئاسات الثلاث الذي عُقد قبل أيام إلى تهيئة الأجواء لعقد حوار بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم للبحث في تسوية الكثير من النقاط العالقة بين الطرفين والوصول إلى حلول لها، وتحشيد وتعبئة الجهود باتجاه محاربة الإرهاب ومواجهة الأزمة المالية التي تمر بها البلاد»، لافتًا إلى أن الحكومة الاتحادية تتطلع إلى أن تكون هذه الزيارة خطوة مهمة في هذا المسار. وتابع الحديثي: «الخلاف حول الجانب النفطي وبالتالي الموازنة العامة للبلاد وحصة الإقليم منها، محور أساسي من محاور البحث بين الجانبين بالإضافة إلى التنسيق والتعاون الأمني بين الطرفين فيما يخص الاستعدادات لتحرير الموصل من تنظيم داعش».
بدوره، قال النائب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني في برلمان الإقليم، إن الزيارة كانت مبرمجة قبل نشوء الأزمة المالية في كردستان «لكن بالتأكيد ستكون للأوضاع المالية الصعبة التي يشهدها الإقليم انعكاسًا على هذه المباحثات وستمهد الأرضية للوصول إلى اتفاق مع بغداد».
من جهته، أوضح رئيس الجبهة التركمانية في كردستان، آيدن معروف، أن الأطراف السياسية في الإقليم خلال اجتماعها مع رئيس الإقليم الأسبوع الماضي اتفقت على تطبيع العلاقات مع بغداد، ومراجعة الاتفاقية النفطية المبرمة بين الجانبين بحيث تصب في مصلحة الطرفين.
إلى ذلك، بدأ التدريسيون في مدينة السليمانية في إقليم كردستان أمس إضرابًا عامًا عن العمل، احتجاجًا على عدم تسلمهم الرواتب منذ نحو خمسة أشهر بسبب الأزمة المالية. وأكد مصدر في مديرية تربية محافظة السليمانية «توقف الدوام الرسمي في جميع مراحل الدراستين الابتدائية والثانوية في مدينة السليمانية، باستثناء المراحل النهائية».



سكان قطاع غزة يعدون مخيمات للعائدين إلى الشمال بعد وقف إطلاق النار

نُصبت الخيام البيضاء في منطقة لتستقبل الأسر التي تعتزم العودة للشمال (أ.ف.ب)
نُصبت الخيام البيضاء في منطقة لتستقبل الأسر التي تعتزم العودة للشمال (أ.ف.ب)
TT

سكان قطاع غزة يعدون مخيمات للعائدين إلى الشمال بعد وقف إطلاق النار

نُصبت الخيام البيضاء في منطقة لتستقبل الأسر التي تعتزم العودة للشمال (أ.ف.ب)
نُصبت الخيام البيضاء في منطقة لتستقبل الأسر التي تعتزم العودة للشمال (أ.ف.ب)

أعد فلسطينيون في شمال قطاع غزة مخيمات للأسر النازحة، الخميس، قبل عودتهم المتوقعة بعد يومين إلى مناطق كانت فيها منازلهم وفقاً للجدول الزمني لاتفاق وقف إطلاق النار المتفق عليه بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).

وفي منطقة مفتوحة محيطة ببنايات تم تفجيرها، بدأت مجموعة من الرجال في نصب خيام بيضاء في صفوف لتستقبل الأسر التي تعتزم العودة للشمال يوم السبت عندما تفرج حركة «حماس» عن المجموعة الثانية من الرهائن مقابل إطلاق سراح العشرات من الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية.

ومن المتوقع أن يعود مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة إلى منازل تحولت أطلالاً بعد الحملة العسكرية الإسرائيلية التي استمرت 15 شهراً وحولت أغلب القطاع أنقاضاً وقتلت أكثر من 47 ألفاً من سكانه.

وفي أكتوبر (تشرين الأول)، عادت القوات الإسرائيلية برياً إلى مناطق في الشمال في عملية كبرى ضد عناصر «حماس» ركزت على مخيم جباليا للاجئين قرب مدينة غزة وبيت حانون وبيت لاهيا، وأخلت مناطق كاملة من سكانها وهدمت أغلب البنايات.

تساءل وائل جندية وهو يجهز خيمة لأبنائه الذين سيعودون من منطقة المواصي الساحلية التي لجأوا إليها في الجنوب كيف ستكفيهم مساحات تلك الخيام «هاي الخيمة اللي بنحلم فيها؟ هتكفي 8 أنفار 10 أنفار. هذا لولادنا من الجنوب... هاي مساحة هادي؟»

وتابع قائلاً لـ«رويترز»: «المفروض مساحة أكبر من هيك... طب يوم السبت هييجوا من الجنوب هيغمروا غزة كلها. وين هيروحوا؟ هذا المخيم كام نفر بده ياخد؟ ميه متين؟ طب والباقي. مليون ونص إحنا جايين من الجنوب».

الخيام الجديدة تحيطها الأبنية المدمَّرة جراء الحرب (رويترز)

وشنت إسرائيل حملتها العسكرية على قطاع غزة بعد أن اقتحم مسلحون من حركة «حماس» الحدود في السابع من أكتوبر 2023. وتقول إحصاءات إسرائيلية إن ذلك الهجوم أسفر عن مقتل 1200 واحتجاز أكثر من 250 رهينة.

ونشرت «حماس» بياناً، الخميس، تقول إن عودة الأسر النازحة ستبدأ بعد استكمال التبادل يوم السبت وبمجرد انسحاب القوات الإسرائيلية من الطريق الساحلية إلى الشمال، ومن المتوقع تسليم أربعة رهائن على الأقل لإسرائيل يوم السبت.

وجاء في بيان «حماس»: «من المقرر في اليوم السابع للاتفاق (25 يناير/كانون الثاني 2025) وبعد انتهاء عملية تبادل الأسرى يومها، وإتمام الاحتلال انسحابه من محور شارع الرشيد (البحر)... سيُسمح للنازحين داخلياً المشاة بالعودة شمال دون حمل السلاح ودون تفتيش عبر شارع الرشيد، مع حرية التنقل بين جنوب قطاع غزة وشماله».

وأضاف البيان: «سيتم السماح للمركبات (على اختلاف أنواعها) بالعودة شمال محور نتساريم بعد فحص المركبات».

العودة سيراً على الأقدام

قالت «حماس» إنها ستسمح للناس بالعودة سيراً على الأقدام على طول الطريق الساحلية؛ وهو ما يعني المشي لكيلومترات عدة حتى المنطقة الرسمية في الشمال من حيث يمكنهم محاولة استقلال مركبات سيتم تفتيشها عند نقاط التفتيش.

وشددت الحركة على عدم حمل العائدين أسلحة.

وذكر سامي أبو زهري القيادي الكبير في «حماس» أن الحركة على اتصال بأطراف عربية ودولية عدة للمساعدة في عملية العودة والإغاثة بطرق، من بينها توفير الخيام.

وأضاف أن «حماس» ستبدأ العمل فوراً على ترميم المنازل التي لم تدمر بالكامل.

وقال لـ«رويترز»: «سنقوم بتوظيف كل إمكاناتنا من أجل مساعدة أهلنا، البلديات لديها خطة معدّة لاستقبال العائلات العائدة إلى الشمال وتوفير خيام لهم».

وعاد كثيرون للعيش داخل منازلهم المدمرة في جباليا، أكبر مخيمات اللاجئين الثمانية القديمة في قطاع غزة الذي كان محط تركيز الحملة الإسرائيلية في الأشهر الثلاثة الماضية، وأشعلوا نيراناً محدودة في محاولة لتدفئة أطفالهم.

وقال محمد بدر، وهو أب لعشرة أطفال: «بيقولك هدنة ووقف إطلاق النار وإدخال مساعدات، هاي إلنا تالت يوم مروحين، الماي (المياه) مش لاقيين نشربها، ولا (أغطية) لاقين نتغطى فيه إحنا وأطفالنا، طول الليل نتناوب على أي اشي، على النار، والنار يا ريت عندنا حطب، بنولع بلاستيك، قتلنا خلى معانا أمراض».

وقالت زوجته إنها لا تستطيع أن تصدق حجم الدمار.

وأضافت: «اتصدمت، ولا في دار واحد، كله ردم، مفيش ولا حاجة، الشوارع ما تعرفش تمرق (تسير) منها، كله فوق بعضه، أصلاً انت بتوه هايدي داري ولا مش داري؟ وريحة الجتت والشهداء في الشوارع».