وفد المعارضة السورية يصل مساء اليوم إلى جنيف

وفاة 16 شخصًا بسبب الجوع في مضايا المحاصرة

وفد المعارضة السورية يصل مساء اليوم إلى جنيف
TT

وفد المعارضة السورية يصل مساء اليوم إلى جنيف

وفد المعارضة السورية يصل مساء اليوم إلى جنيف

أعلن ناطق باسم الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة من المعارضة السورية أن وفد أكبر مجموعة للمعارضة سيصل مساء اليوم (السبت) إلى جنيف، للمشاركة في المحادثات التي تنظمها الأمم المتحدة لمحاولة إيجاد حل للأزمة في سوريا.
وقال منذر ماخوس، في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية: «سنصل مساء اليوم إلى جنيف» من الرياض، موضحًا أنّ الوفد يضم نحو 15 عضوًا وأنّ نحو 20 ممثلا آخرين عن الهيئة العليا للمفاوضات سيكونون موجودين أيضا.
وأضاف أنّ منسق الهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب سينضم إلى الوفد في وقت لاحق خلال النهار، وستبدأ المحادثات مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ستيفان دي ميستورا «ربما غدًا».
وبعد أربعة أيام من التردد قرّرت الهيئة العليا للمفاوضات في نهاية المطاف، مساء أمس، الانضمام إلى المحادثات التي بدأها دي ميستورا بلقاء وفد للنظام السوري أمس في جنيف.
وتقول المعارضة التي كانت ترفض المشاركة في هذه المحادثات غير المباشرة، بسبب الوضع الإنساني الكارثي في سوريا، إنّها حصلت على ضمانات من الأمم المتحدة حول بعض النقاط، لذلك قرّرت الذهاب إلى جنيف، مكررة في الوقت نفسه أنّها تأتي خصوصًا للتباحث مع دي ميستورا.
ويفترض أن تسمح محادثات جنيف بتحسين الوضع الإنساني والعمل على وقف لإطلاق النار، والبدء في عملية انتقالية سياسية لإخراج سوريا من النزاع الدّامي الذي أسفر عن سقوط أكثر من 260 ألف قتيل خلال نحو خمس سنوات.
وتندرج هذه المفاوضات السورية في إطار قرار صادر عن الأمم المتحدة في ديسمبر (كانون الأول) ينص على تشكيل حكومة انتقالية في غضون ستة أشهر وتنظيم انتخابات في غضون 18 شهرا.
وقرر مبعوث الأمم المتحدة الخاص إجراء محادثات غير مباشرة ينتقل فيها مبعوثون في حركة مكوكية بين وفدي النظام والمعارضة الموجودين في قاعتين منفصلتين.
وترتفع حصيلة القتلى كل يوم، فقد أعلنت منظمة «أطباء بلا حدود»، في بيان اليوم، أنّ 16 شخصًا آخرين توفوا بسبب الجوع في بلدة مضايا المحاصرة من قبل القوات الموالية للنظام في سوريا، منذ أن دخلتها قوافل المساعدات الإنسانية منتصف يناير (كانون الثاني) الحالي.
وقالت المنظمة إنّها تقدر بـ320 عدد حالات سوء التغذية في البلدة «بينهم 33 يعانون من سوء تغذية حاد، ممّا يضعهم تحت خطر الموت في حال لم يتلقوا العلاج السريع والفعال». إلا أن المنظمة الخيرية أكدت أن العدد يمكن أن يكون أكبر.
وذكرت المنظمة، في بيان أرسلته لوكالة الصحافة الفرنسية، أنّها تبلغت بوفاة 46 شخصًا جوعًا منذ الأول من ديسمبر (كانون الأول).
وتخضع بلدة مضايا لحصار من قبل قوات النظام السوري، وهي من بين أربع بلدات شملها اتفاق نادر تم التوصل إليه العام الماضي لوقف القتال والسماح بدخول مساعدات إنسانية.
لكن وعلى الرغم من الاتفاق فإن دخول وكالات الأمم المتحدة وغيرها من منظمات الإغاثة محدود إلى مضايا والزبداني اللتين تسيطر عليهما المعارضة، وبلدتي كفريا والفوعة اللتين تسيطر عليهما الحكومة ويفرض المسلحون حصارًا عليهما.
وقال مدير العمليات في منظمة «أطباء بلا حدود» بريس دو لافين: «من غير المقبول أن يموت الناس من الجوع، وأن تبقى الحالات الطبية الحرجة عالقة في البلدة، على الرغم من ضرورة نقلها لتلقي العلاج منذ أسابيع عدة».
وأكد على وجود حاجة ماسة «لوجود طبي فوري ودائم ومستقل في مضايا، بحيث نتوقع أن يتدهور الوضع الطبي بسبب عدم توفير الرعاية الصحية للأشخاص العالقين».
وتقدر الأمم المتحدة بنحو 486700 عدد السوريين الذين يعيشون تحت الحصار سواء من قبل قوات النظام أو تنظيم داعش.



مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
TT

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في سلطنة عمان، الاثنين، ملفَ التوترات الأمنية في البحر الأحمر، مؤكداً أهمية سلامة الملاحة البحرية وحرية التجارة الدولية، وارتباط ذلك بشكل مباشر بأمن الدول المشاطئة للبحر الأحمر.

وحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أشار عبد العاطي إلى «تأثير تصاعد حدة التوترات في البحر الأحمر على مصر، بشكل خاص، في ضوء تراجع إيرادات قناة السويس».

وأدى تصعيد جماعة «الحوثيين» في اليمن لهجماتها على السفن المارة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بداعي التضامن مع الفلسطينيين في غزة، إلى تغيير شركات الشحن العالمية الكبرى مسارها من البحر الأحمر، واضطرت إلى تحويل مسار السفن إلى طرق بديلة منها مجرى رأس الرجاء الصالح.

وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار (الدولار الأميركي يساوي 50.7 جنيه في البنوك المصرية) خلال العام المالي (2022 - 2023)، إلى 7.2 مليار دولار خلال العام المالي (2023 - 2024)، حسب ما أعلنته هيئة قناة السويس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وخلال لقاء الوزير عبد العاطي مع فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، أشار إلى تقدير مصر الكبير للقيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق، وللدور الإيجابي الذي تضطلع به سلطنة عمان على المستويين الإقليمي والدولي.

وأكد عبد العاطي أهمية التعاون المشترك لتعزيز الأمن العربي، وحرص مصر على التنسيق والتشاور مع السلطنة لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، لا سيما في ظل الاضطرابات غير المسبوقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على عدة جبهات.

وطبقاً للبيان، تناول اللقاء مناقشة عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، على رأسها القضية الفلسطينية واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والجهود المصرية لاحتواء التصعيد في المنطقة، والتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، كما تم تبادل الرؤى حول الأوضاع في سوريا واليمن والسودان وليبيا.

وخلال لقائه مع بدر البوسعيدي، وزير خارجية سلطنة عُمان، في إطار زيارته الرسمية إلى مسقط، ناقش عبد العاطي مجمل العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك حيال القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.

مباحثات سياسية بين وزير الخارجية المصري ونظيره العماني (الخارجية المصرية)

تناول الوزيران، حسب البيان المصري، أطر التعاون الثنائي القائمة، وسبل تعزيز مسار العلاقات بين مصر وسلطنة عُمان، والارتقاء بها إلى آفاق أوسع تنفيذاً لتوجيهات قيادتي البلدين.

وزار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مسقط، في يونيو (حزيران) 2022، بينما زار السلطان هيثم بن طارق القاهرة في مايو (أيار) 2023.

وأكد الوزيران على أهمية التحضير لعقد الدورة السادسة عشرة للجنة المشتركة بين البلدين خلال الربع الأول من عام 2025، لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات.

وشدد عبد العاطي على الأهمية التي توليها مصر لتطوير وتعزيز علاقاتها مع سلطنة عُمان، مشيداً بالعلاقات الوطيدة والتاريخية التي تجمع بين البلدين. وأشار إلى الاهتمام الخاص الذي توليه مصر للتعاون مع أشقائها في الدول العربية في مجال جذب الاستثمارات والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، مستعرضاً برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الجاري تطبيقه في مصر، والخطوات التي تم اتخاذها لتهيئة المناخ الاستثماري وتوفير الحوافز لجذب الاستثمارات الأجنبية.

كما أشار إلى أهمية العمل على تعزيز التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بـالدقم، وكذلك الربط البحري بين ميناءي «الدقم» و«صلالة»، والموانئ المصرية مثل ميناء الإسكندرية وميناء العين السخنة وغيرهما، بما يعزز التبادل التجاري بين البلدين، ويساهم في تعميق التعاون بينهما في مجالات النقل الملاحي والتخزين اللوجستي، في ضوء ما تتمتع به مصر وعُمان من موقع جغرافي متميز يشرف على ممرات ملاحية ومضايق بحرية استراتيجية.

وفيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية في ظل التحديات المتواترة التي تشهدها المنطقة، ناقش الوزيران، وفق البيان المصري، التطورات في سوريا، والحرب في غزة، وكذلك الأوضاع في ليبيا ولبنان، وتطورات الأزمة اليمنية وجهود التوصل لحل سياسي شامل، وحالة التوتر والتصعيد في البحر الأحمر التي تؤثر بشكل مباشر على أمن الدول المشاطئة له، كما تطرق النقاش إلى الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والتطورات في السودان والصومال.

وأكد البيان أن اللقاء عكس رؤيةً مشتركةً بين الوزيرين للعديد من التحديات التي تواجه المنطقة، وكيفية مواجهتها، وأكدا على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين والحرص على تكثيف التشاور والتنسيق بشأن مختلف القضايا، كما اتفق الوزيران على تبادل تأييد الترشيحات في المحافل الإقليمية والدولية.