فرنسا تفرض قيودًا على فيلم عن المتطرفين

يتضمن مشاهد عنف وأبواق دعائية للتشدد

فرنسا تفرض قيودًا على فيلم عن المتطرفين
TT

فرنسا تفرض قيودًا على فيلم عن المتطرفين

فرنسا تفرض قيودًا على فيلم عن المتطرفين

أصدر وزير الثقافة الفرنسي، أول من أمس، قرارًا يقضي بأن فيلمًا وثائقيًا جديدًا عن متشددين، غير مناسب للقصر، مشيرًا إلى أنه يتضمن مشاهد عنف «تفوق الاحتمال بعض الأحيان»، ومقابلات مع أعضاء من تنظيم القاعدة، وشخصيات متطرفة أخرى عملت بمثابة أبواق دعائية.
ومن المقرر أن يرافق الفيلم، الذي يحمل اسم «سلفيين»، تحذيرًا بشأن المحتوى. ويظهر بالفيلم أحد القيادات المتطرفة يبدي تأييده لهجمات 11 سبتمبر (أيلول) ضد الولايات المتحدة، بينما يظهر آخر يبرر قطع الأيدي كعقاب. كما يتحدثان بحرية عن معتقداتهما حول دونية المرأة.
جدير بالذكر أن قرار قصر فيلم ما على من هم في الـ18 وما فوقها عادة ما يرتبط بمحتويات إباحية أو مشاهد شديدة العنف، ونادرًا ما تدخل أفلام وثائقية بفرنسا هذه الفئة. المعروف أن فرنسا تبذل جهودًا مضنية لمحاولة التوفيق بين حرية التعبير ومتطلبات الأمن الوطني بعد سلسلة من الهجمات المروعة العام الماضي.
يذكر أن موزعي فيلم «صنع في فرنسا» الذي يتناول قصة خيالية لعدد من المتطرفين الفرنسيين، أعلنوا، هذا الشهر، إلغاء خطط عرضه بدور السينما بسبب مخاوف أمنية.
يبدأ الفيلم الوثائقي بجولة داخل تمبكتو بمالي في ظل احتلال عناصر متطرفة لها عام 2012، وينتهي بصور دعائية لـ«داعش» تنتمي للعام الماضي. وقد استوحى الفيلم الصور من فيلم تمبكتو من إخراج عبد الرحمن سيساكو، الذي فاز بترشيحه لجائزة أوسكار لأفضل فيلم أجنبي.
من ناحيته، قال فرنسوا مارغولين، الذي تولى إخراج الفيلم بالتعاون مع ليمين أولد سالم، صحافي من موريتانيا: «لقد رغبنا في توضيح كيف تبدو الحياة في ظل التشدد عندما بدأنا مشروع الفيلم، ثم ظهر (داعش) واضطررنا إلى ضمه للفيلم».
يذكر أن «سلفيون» كان من بين الأفلام المقرر عرضها بمهرجان البرامج المسموعة والمرئية «إف آي بي إيه» في بياريتز بجنوب غربي فرنسا، وذلك قبل أن يجري المركز الوطني للسينما، المعني بتحديد تصنيفات الأفلام، لقاء بمسؤولي المهرجان، وإخبارهم بأن الفيلم الوثائقي «يحط من الكرامة الإنسانية»، لأنه يظهر صور ضابط شرطة قتل في الهجوم على صحيفة «شارلي إيبدو» الساخرة، العام الماضي. واستجابة لذلك، قصرت إدارة المهرجان عرض الفيلم على المتخصصين، مثل الصحافيين والنقاد.
كما أوصى المركز بتصنيف الفيلم باعتباره يناسب فقط من الـ18 وما فوقها، مع وضع رسالة تحذيرية معه. من ناحيتهما، اقتطع مارغولين وأولد سالم المشهد سالف الذكر، وقدما النسخة الجديدة من الفيلم، الثلاثاء الماضي.
ومع ذلك، فإنه بعد مشاهدته النسخة الجديد، اتفق وزير الثقافة فلور بيليران الذي يتولى الإشراف على تصنيفات الأفلام، في الرأي مع المركز الوطني للسينما في وجهة نظره بأن الفيلم لم يطرح أي وجهة نظر مضادة للمتطرفين، الذين دعا بعضهم لقتل اليهود والمسيحيين.
في المقابل، قال مارغولين إنه لم يكن يتوقع أن يجري تصنيف الفيلم لفئة عمرية معينة، مضيفًا أن «المقابلات تشرح آيديولوجية هؤلاء الأشخاص، وتكشف الصور الدعائية كيفية تطبيق أفكارهم على أرض الواقع. أعتقد أن الناس أذكياء بما يكفي لأن يتفهموا التضاد».
من ناحية أخرى، خلال العرض الأول للفيلم في باريس، مساء الثلاثاء، انقسمت آراء الجمهور حول الفيلم، حيث رأى البعض أنه امتلك شجاعة «مواجهة الشر»، بينما رأى آخرون أنه يمثل مجرد مادة دعائية.
* خدمة «نيويورك تايمز»



قتال عنيف... القوات الروسية تقترب من مدينة رئيسية شرق أوكرانيا

عسكري أوكراني يحتمي أمام مبنى محترق تعرَّض لغارة جوية روسية في أفدييفكا (أ.ب)
عسكري أوكراني يحتمي أمام مبنى محترق تعرَّض لغارة جوية روسية في أفدييفكا (أ.ب)
TT

قتال عنيف... القوات الروسية تقترب من مدينة رئيسية شرق أوكرانيا

عسكري أوكراني يحتمي أمام مبنى محترق تعرَّض لغارة جوية روسية في أفدييفكا (أ.ب)
عسكري أوكراني يحتمي أمام مبنى محترق تعرَّض لغارة جوية روسية في أفدييفكا (أ.ب)

أعلنت القيادة العسكرية في أوكرانيا أن هناك قتالاً «عنيفاً للغاية» يجري في محيط مدينة باكروفسك شرق أوكرانيا، التي تُعدّ نقطة استراتيجية، وذلك بعد هجوم روسي استمر شهوراً، مع تقديرات تشير إلى أن القوات الروسية أصبحت على بُعد بضعة كيلومترات من المدينة.

وأفادت الأركان العامة الأوكرانية في تقرير ميداني، يوم الخميس، بأن القوات الأوكرانية تصدَّت لنحو 40 محاولة روسية لاقتحام الدفاعات حول باكروفسك خلال الـ24 ساعة الماضية.

وتواجه الدفاعات الأوكرانية في دونيتسك ضغوطاً كبيرة منذ بداية هذا العام، تحت هجوم روسي شرس للاستيلاء على منطقة دونباس في شرق أوكرانيا، بالكامل. وتحاول القوات الروسية تجاوز دفاعات أوكرانيا بأعداد ضخمة من الجنود وقنابل انزلاقية قوية تدمر التحصينات.

وتعدّ باكروفسك، التي كان عدد سكانها نحو 60 ألفاً قبل غزو روسيا الكامل في فبراير (شباط) 2022، واحدة من أهم القلاع الدفاعية لأوكرانيا ومركزاً لوجيستياً رئيسياً في منطقة دونيتسك. وسيهدد الاستيلاء عليها قدرات أوكرانيا الدفاعية وطرق الإمداد، وسيقرِّب روسيا من هدفها المعلَن، وهو الاستيلاء على كامل منطقة دونيتسك.

هجوم واسع على قطاع الطاقة

بالتزامن، شنَّت روسيا هجوماً جوياً واسع النطاق على أوكرانيا باستخدام العشرات من المسيَّرات وصواريخ «كروز». وصرّح وزير الطاقة الأوكراني غيرمان غالوشينكو، عبر صفحته على موقع «فيسبوك»، بأن الجيش الروسي استهدف شبكات الطاقة الأوكرانية، مضيفاً أن «العدو يواصل ما يقوم به من إرهاب».

قال غالوشينكو إنّ «العدو يستمر في إرهابه. يتعرَّض قطاع الطاقة مجدداً في جميع أنحاء أوكرانيا لهجوم هائل»، بينما أعلنت شركة الطاقة الوطنية أنّها ستقطع التيار الكهربائي في بعض المناطق؛ للحفاظ على استقرار الشبكة، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وذكر سلاح الجوي الأوكراني أن العشرات من المسيَّرات الروسية أُطلقت على أوكرانيا الليلة الماضية، أعقبتها رشقات من صواريخ «كروز». وأضاف أن روسيا أطلقت أيضاً صواريخ باليستية من طراز «كينجال» على مناطق في غرب أوكرانيا.

روسيا تعلن الرد على صواريخ «أتاكمز»

من جهتها، قالت وزارة الدفاع الروسية، الجمعة، إنَّ البلاد نفّذت هجوماً واسع النطاق على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا؛ رداً على استخدام كييف صواريخ «أتاكمز»، التي حصلت عليها من الولايات المتحدة، وفق وكالة «رويترز» للأنباء. وأضافت الوزارة أن أسلحة دقيقة بعيدة المدى يتم إطلاقها من الجو والبحر، وطائرات مسيَّرة استُخدمت في مهاجمة «منشآت حيوية للبنية التحتية للوقود والطاقة في أوكرانيا تدعم المجمع الصناعي العسكري».