الداخلية البريطانية تتهرب من مسؤولية التمييز العنصري ضد اللاجئين

المعارضة تنتقد كاميرون على خلفية تصريحات اعتبرتها مسيئة للمهاجرين

عناصر من الدرك الفرنسي يوقفون مهاجرين في نقطة تفتيش قرب مدينة دانكرك أمس (رويترز)
عناصر من الدرك الفرنسي يوقفون مهاجرين في نقطة تفتيش قرب مدينة دانكرك أمس (رويترز)
TT

الداخلية البريطانية تتهرب من مسؤولية التمييز العنصري ضد اللاجئين

عناصر من الدرك الفرنسي يوقفون مهاجرين في نقطة تفتيش قرب مدينة دانكرك أمس (رويترز)
عناصر من الدرك الفرنسي يوقفون مهاجرين في نقطة تفتيش قرب مدينة دانكرك أمس (رويترز)

أكد رئيس شركة جوماست المتعاقدة مع وزارة الداخلية، ستوارت مونك، أن الحكومة كانت على علم بإيواء اللاجئين في بيوت أبوابها حمراء خلال جلسة تقصّي الحقائق في البرلمان البريطاني.
وقال رجل الأعمال الثري مخاطبًا اللجنة البرلمانية، إن مفتّشي وزارة الداخلية يقومون بزيارات منتظمة لمساكن اللاجئين في بلدة ميدلسبره، وهم «مدركون تمامًا أن بعض الأبواب كانت مصبوغة باللون الأحمر، لكنهم لم يسألوا عنها». وجاء ذلك بعد نفي وزير الهجرة جيمس بروكنشير علمه بالموضوع الأسبوع الماضي «حتى مؤخّرا»، وأعلن في تصريحات إعلامية عن تكليف أفراد من وزارة الداخلية بالتحقيق في وضعية طالبي اللجوء ومساكنهم بالشمال الشرقي من البلاد. وأضاف حازمًا: «نطالب الشركات التي نتعاقد معها بالحفاظ على أعلى المعايير. وإن وجدنا دليلاً على التمييز العنصري ضد طالبي اللجوء، فسنتخذ إجراءات فورية، ولن يتم التسامح مع هذا النوع من السلوك». وتعليقًا على تصريحات مونك، قال متحدّث باسم وزارة الداخلية البريطانية أمس لـ«الشرق الأوسط»، إن الحكومة لم تكن على علم بنهج جوماست أو شركتها المالكة «جي4 إس» لسياسة تمييز ضد اللاجئين والمهاجرين.
وخلال جلسة تقصي الحقائق بالبرلمان، سأل رئيس اللجنة كيث فاز، مونك، عن سبب إعادة دهن باب أحد اللاجئين بالأحمر بعد أن قام بتغيير لونها إلى الأبيض. وقال فاز: «أعاد هذا اللاجئ دهن بابه باللون الأبيض بعد أن تعرّض للتمييز والإساءات. إلا أن موظّفي شركتك عادوا لطلائها باللون الأحمر.. أتعتبرون ذلك سلوكًا مقبولاً؟». واكتفى مونك بالتعهد بالتحقيق في هذه الحادثة.
ويذكر أن تحقيقًا استقصائيًا نشرته صحيفة «تايمز» الأسبوع الماضي، اتهم سياسة إسكان طالبي اللجوء في بريطانيا بالتمييز العنصري، بسبب إسكانهم في بيوت معظم أبوابها حمراء ببلدة ميدلسبره (شمال بريطانيا)، مما جعلهم هدفًا سهلاً للعنصريين. وأثار التحقيق ضجّة في الأوساط السياسية والحقوقية البريطانية والأوروبية.
من جهة أخرى، وجهت أصابع الاتهام مجددًا، أمس، إلى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بإطلاق تصريحات اعتبرت «صادمة» حيال المهاجرين، بعدما استخدم عبارة «حفنة من المهاجرين» للحديث عمن التقاهم زعيم المعارضة البريطانية جيمي كوربين في كاليه السبت الماضي.
وخلال الجلسة الأسبوعية لتوجيه أسئلة لرئيس الوزراء في مجلس العموم البريطاني، انتقد كاميرون قيام كوربين السبت الماضي بلقاء «حفنة من المهاجرين في كاليه، وقالوا إنه بإمكانهم جميعًا القدوم إلى بريطانيا». أثارت هذه التصريحات موجة غضب في صفوف المعارضة، التي ذكرت أن هذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها كاميرون للمهاجرين.
ففي العام الماضي، اتهم رئيس الوزراء البريطاني بتشبيه المهاجرين بالحشرات، عندما تحدث في يوليو (تموز) عن «سرب» مهاجرين يعبر المتوسط ويريد المجيء إلى بريطانيا. وقال النائب عن حزب العمال دان جارفيس: «أولا (سرب مهاجرين) والآن (حفنة من المهاجرين)»، مشددًا على أن «أزمة المهاجرين مشكلة خطيرة وهذه التصريحات الفظة لا تليق بمنصب رئيس الحكومة».
من جهتها، اعتبرت إيفيت كوبر، إحدى الشخصيات الرئيسية في حزب العمال البريطاني، أن هذه التصريحات «تزرع الشقاق» و«لا تليق بزعيم دولة». وطالبت كوبر من كاميرون التراجع عن تصريحاته أمام البرلمان.
ووصفت صحيفة «ذي غارديان» تصريحات كاميرون بأنها «صادمة»، وأنه حاول «نزع الصفة الإنسانية» عن أشخاص «عبروا قارة بحثًا عن الأمن وحياة أفضل».



ماكرون يدعو أوكرانيا للتحلي بـ«الواقعية»


ماكرون يلقي كلمته خلال اجتماع سفراء فرنسا حول العالم في الإليزيه أمس (رويترز)
ماكرون يلقي كلمته خلال اجتماع سفراء فرنسا حول العالم في الإليزيه أمس (رويترز)
TT

ماكرون يدعو أوكرانيا للتحلي بـ«الواقعية»


ماكرون يلقي كلمته خلال اجتماع سفراء فرنسا حول العالم في الإليزيه أمس (رويترز)
ماكرون يلقي كلمته خلال اجتماع سفراء فرنسا حول العالم في الإليزيه أمس (رويترز)

شغلت أوكرانيا حيزاً أساسياً في خطاب الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أمام الاجتماع السنوي لسفراء فرنسا في العالم، بالإليزيه أمس، موجهاً رسائل بشأنها في اتجاهات عدة.

فقد لمح ماكرون للأوكرانيين بأن وضع حد للحرب لا يمكن أن يتم من غير تنازل كييف عن بعض أراضيها. وقال إن على الأوكرانيين تقبل «إجراء مناقشات واقعية حول القضايا الإقليمية»، أي حول الأراضي.

وخاطب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب قائلاً: «لا يوجد حل سريع وسهل في أوكرانيا»، داعياً إلى «توفير المساعدة من أجل تغيير طبيعة الوضع وإقناع روسيا بالجلوس إلى طاولة المفاوضات». كما حذر من أن أميركا «لا تملك أي فرصة للفوز بأي شيء إذا خسرت أوكرانيا».

وهاجم ماكرون بعنف إيلون ماسك من دون تسميته، عادّاً أنه يشكل خطراً على الديمقراطية ومؤسساتها.