طلاب «الإخوان» يصعدون ضد الأمن في جامعة المنصورة ويتظاهرون أمام منزل «الطيب»

الجيش يقتل سبعة ويوقف 69 «تكفيريا».. و«الداخلية» تضبط «خلية إرهابية»

طلاب «الإخوان» يصعدون ضد الأمن في جامعة المنصورة ويتظاهرون أمام منزل «الطيب»
TT

طلاب «الإخوان» يصعدون ضد الأمن في جامعة المنصورة ويتظاهرون أمام منزل «الطيب»

طلاب «الإخوان» يصعدون ضد الأمن في جامعة المنصورة ويتظاهرون أمام منزل «الطيب»

أعلنت وزارة الداخلية المصرية، أمس، ضبط خلية إرهابية تستهدف قوات الشرطة والجيش في محافظة الدقهلية (بدلتا بمصر)، وقالت مصادر أمنية إن «أعضاء الخلية اعترفوا بانتمائهم إلى جماعة الإخوان المسلمين واستهدافهم رقيب الشرطة المكلف حراسة عضو اليمين بمحاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي». بينما أصيب ستة أشخاص، بينهم ثلاثة من رجال الشرطة المصرية، في اشتباكات عنيفة وقعت أمس بين طلاب جماعة الإخوان والشرطة في جامعة المنصورة، وتظاهر العشرات من طلاب «الإخوان» أمام منزل شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب بحي مصر الجديدة (شرق القاهرة)، في موجة غضب جديدة حسب مراقبين.
في غضون ذلك، واصلت القوات المسلحة، من جهتها، عملياتها الأمنية في شبه جزيرة سيناء للقضاء على البؤر الإرهابية والمتشددين. وأعلن العقيد أحمد محمد علي، المتحدث العسكري، أمس، مقتل سبعة وضبط 69 «تكفيريا».
وأحرق طلاب غاضبون، يعتقد أنهم ينتمون إلى جماعة الإخوان المصنفة رسميا وقضائيا كـ«منظمة إرهابية»، ثلاث سيارات وثلاث درجات بخارية داخل جامعة المنصورة، بينما أصيب ثلاثة من رجال الشرطة عقب دخول الشرطة الحرم الجامعي، إثر قيام الطلاب بافتعال أعمال شغب وتجمهر، مما تسبب في اشتباكات مع قوات الأمن، وقال مصدر أمني، لـ«الشرق الأوسط»، إن «عددا من طلاب (الإخوان) أصيبوا في الأحداث وجرى ضبط 13 طالبا»، بينما أمر النائب العام المستشار هشام بركات، النيابة العامة بالمنصورة بفتح تحقيق موسع في أحداث العنف التي وقعت داخل حرم جامعة المنصورة وخارج أسوار الجامعة.
وتظاهر طلاب جامعة القاهرة وعين شمس وحلوان في العاصمة، كما تظاهر طلاب جامعات الزقازيق، والمنصورة، والدقهلية، (في دلتا مصر)، احتجاجا على حكم قضائي بعودة الحرس الجامعي.
وقررت السلطات أمس، بدء الدراسة في جامعة الأزهر السبت المقبل. وشهدت جامعة الأزهر أعنف المواجهات بين الطلاب وقوات الأمن خلال الشهور الماضية، وقال مصدر مسؤول في الجامعة لـ«الشرق الأوسط»، إنه «جرى إقرار صلاحيات جديدة لرئيس الجامعة أسامة العبد لفصل طلاب الإخوان المشاغبين ومنع المظاهرات نهائيا»، بينما قال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط»، إن «طلاب جامعة الأزهر، تظاهروا أمس أمام منزل شيخ الأزهر، للمطالبة بالإفراج عن الطلاب المعتقلين».
ومنذ عزل مرسي، زاد الاستقطاب السياسي في البلاد واندلعت أعمال عنف وقتل، بين مؤيديه من جهة، ورجال شرطة ومواطنين من جهة أخرى. وكشفت وزارة الداخلية أمس عن ضبط خلية إرهابية بالدقهلية استهدفت رجال الشرطة والجيش، بحسب وصف الجهات الأمنية.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».