«أبل» تشهد أول تراجع للمبيعات خلال أكثر من 10 سنوات

رغم أنها سجلت أكبر أرباح فصلية في التاريخ بقيمة 18.4 مليار دولار

«أبل» تشهد أول تراجع للمبيعات خلال أكثر من 10 سنوات
TT

«أبل» تشهد أول تراجع للمبيعات خلال أكثر من 10 سنوات

«أبل» تشهد أول تراجع للمبيعات خلال أكثر من 10 سنوات

سجلت شركة «أبل» أعلى أرباح فصلية لها على الإطلاق وفي تاريخ الشركات، حيث بلغت أرباحها 18.4 مليار دولار خلال الأشهر الثلاثة المنتهية في 26 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، غير أنها أشارت إلى أن الإيرادات قد تتراجع قريبا.
وقد توقعت شركة «أبل» أول انخفاض في إيراداتها خلال 13 عاما، وسجلت أبطأ زيادة على الإطلاق في مبيعات هواتف «آيفون» مع ظهور بوادر ضعف على السوق الصينية الحيوية بالنسبة لها، مما يشير إلى أن فترة النمو المتسارع لشركة التكنولوجيا قد تكون في طريقها للانتهاء.
يأتي هذا التباطؤ متزامنا مع قلق محللي «وول ستريت» من عدم امتلاك الشركة منتجا رائجا يمكن أن يأخذ مكان هواتف «آيفون». ولا تعلن «أبل» عن حجم مبيعات ساعتها «ووتش»، لكن لا يبدو أنها تثبت وجودا بحجم «آيفون» بعد مرور عام على طرحها.
وفي حين وردت أنباء عن انشغال الشركة بصنع سيارة، ظلت الرؤية بشأن ما يمكن أن تفعله في هذا المجال ومتى، غير واضحة.
وتراجعت أسهم الشركة خمسة في المائة هذا العام، لكنها تحسنت بعد الإغلاق ليصل الانخفاض إلى أكثر من 2.6 في المائة.
وقال جيه. جيه. كيناهان، رئيس الاستراتيجيات في شركة «تي دي أميرتريد» لتداول الأسهم «من المخيب للآمال رؤيتهم (أبل) ومعدل مبيعاتهم يتراجع، والحقيقة أنه مع تباطؤ نمو (آيفون) كان يتعين وجود منتج آخر يعتمدون عليه».
وأضاف: «سيستمر الضغط على الأسهم في ظل غياب خطة جيدة واضحة لرفع المبيعات أو ظهور منتج جديد».
وقالت الشركة أول من أمس الثلاثاء إنها باعت 74.8 مليون هاتف «آيفون» في الربع الأول من عامها المالي الذي انتهى في 26 ديسمبر الماضي، وهو أول ربع مكتمل لحصر مبيعات هاتفي «آيفون 6 إس» و«آيفون 6 إس بلس». وكانت نسبة 0.4 في المائة في نمو المبيعات هي أبطأ نسبة منذ طرح المنتج في 2007.
وبحسب «رويترز»، قال تيم كوك، الرئيس التنفيذي للشركة، في مؤتمر عبر الهاتف، مع محللين إن من المتوقع تراجع مبيعات «آيفون» خلال الربع الحالي من العام مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وأضاف أنه رغم ذلك، فإنه لا يزال هناك أمل في النمو؛ إذ سيحرص 60 في المائة من الذين اشتروا هواتف «آيفون» قبل طرح «آيفون 6» على تحديث هواتفهم إلى طراز «آيفون 6» أو «آيفون 6 إس».
وتبقى هواتف «آيفون» هي الأكثر شعبية لدى المستخدمين الأميركيين. وأظهر استطلاع أجرته «رويترز - ابسوس» أن 86 في المائة من مستخدمي «آيفون» من المحتمل، أو يحتمل بشكل كبير، أن يشتروا هاتفا آخر من النوع نفسه.
ومن بين الذين يعتزمون حاليا شراء هاتف جوال، هناك 15 في المائة يسعون لتحديث هواتفهم، و17 في المائة سينتظرون النسخة التالية من «آيفون». وأُجري هذا الاستطلاع في يناير (كانون الثاني) الحالي.
وقال لوكا مايستري، المدير المالي لـ«أبل»، في مقابلة مع «رويترز»، إنه رغم ارتفاع العائدات 14 في المائة في الصين والأراضي التابعة لها خلال الربع الماضي، فإن «أبل» بدأت تستشعر تحولا في الاقتصاد خاصة في هونغ كونغ.
وقال مايستري: «مع اقترابنا من الربع الذي يبدأ في مارس (آذار)، يتضح بشكل أكبر أن هناك بعض علامات على ضعف الاقتصاد. بدأنا نرى شيئا لم نره من قبل».
وتتوقع «أبل» إيرادات في الربع الثاني تتراوح بين 50 و53 مليار دولار، وهي أقل من متوسط توقعات المحللين التي قدرتها بنحو 55.5 مليار دولار. وسجلت «أبل» عائدات عن الربع ذاته من العام الماضي بلغت 58 مليار دولار.



تهديدات ترمب التجارية تضرب الأسواق العالمية قبل توليه الرئاسة

دونالد ترمب يتحدث خلال مؤتمر صحافي في بالم بيتش بفلوريدا 7 يناير 2025 (أ.ب)
دونالد ترمب يتحدث خلال مؤتمر صحافي في بالم بيتش بفلوريدا 7 يناير 2025 (أ.ب)
TT

تهديدات ترمب التجارية تضرب الأسواق العالمية قبل توليه الرئاسة

دونالد ترمب يتحدث خلال مؤتمر صحافي في بالم بيتش بفلوريدا 7 يناير 2025 (أ.ب)
دونالد ترمب يتحدث خلال مؤتمر صحافي في بالم بيتش بفلوريدا 7 يناير 2025 (أ.ب)

من الصين إلى أوروبا، ومن كندا إلى المكسيك، بدأت الأسواق العالمية بالفعل الشعور بتأثير تهديدات دونالد ترمب بزيادة الرسوم الجمركية بمجرد توليه الرئاسة في أقل من أسبوعين. فقد تعهّد ترمب بفرض رسوم جمركية تصل إلى 10 في المائة على الواردات العالمية، و60 في المائة على السلع الصينية، بالإضافة إلى رسوم استيراد إضافية بنسبة 25 في المائة على المنتجات الكندية والمكسيكية، وهي تدابير يقول خبراء التجارة إنها ستعطّل تدفقات التجارة العالمية، وتؤدي إلى رفع التكاليف، وتستدعي ردود فعل انتقامية.

وعلى الرغم من أن نطاق هذه الرسوم وحجمها لا يزالان غير واضحَيْن، فإن الطريق يبدو شائكاً، وفق «رويترز».

فيما يلي نظرة على بعض الأسواق التي تثير الاهتمام:

1. الصين الهشّة

وفقاً لـ«غولدمان ساكس»، فمن المرجح أن تكون الصين الهدف الرئيسي لحروب ترمب التجارية الثانية. وبدأ المستثمرون بالفعل التحوط؛ مما أجبر البورصات والبنك المركزي في الصين على الدفاع عن اليوان المتراجع والأسواق المحلية. وقد بلغ اليوان أضعف مستوى له منذ 16 شهراً؛ إذ تمّ تداول الدولار فوق مستوى 7.3 يوان، وهو المستوى الذي دافعت عنه السلطات الصينية.

ويتوقع بنك «باركليز» أن يصل اليوان إلى 7.5 للدولار بحلول نهاية 2025، ثم يتراجع إلى 8.4 يوان إذا فرضت الولايات المتحدة رسوماً جمركية بنسبة 60 في المائة. وحتى دون هذه الرسوم، يعاني اليوان من ضعف الاقتصاد الصيني؛ مما دفع عوائد السندات الصينية إلى الانخفاض، وبالتالي اتساع الفجوة بين العوائد الصينية والأميركية. ويتوقع المحللون أن تسمح الصين لليوان بالضعف بشكل تدريجي لمساعدة المصدرين في التكيّف مع تأثير الرسوم الجمركية. إلا أن أي انخفاض مفاجئ قد يُثير مخاوف بشأن تدفقات رأس المال؛ مما قد يُعيد تسليط الضوء على هذه المخاوف ويؤدي إلى اهتزاز الثقة التي تضررت بالفعل، خصوصاً بعد أن شهدت الأسهم أكبر انخفاض أسبوعي لها في عامين. بالإضافة إلى ذلك، يشعر المستثمرون في الدول المصدرة الآسيوية الكبرى الأخرى، مثل: فيتنام وماليزيا، بالتوتر؛ حيث يعكف هؤلاء على تقييم المخاطر المحتملة على اقتصاداتهم نتيجة للتقلّبات الاقتصادية العالمية.

2. مزيج سام لليورو

منذ الانتخابات الأميركية، انخفض اليورو بأكثر من 5 في المائة، ليصل إلى أدنى مستوى له في عامين عند نحو 1.03 دولار. ويعتقد كل من «جيه بي مورغان» و«رابوبنك» أن اليورو قد يتراجع ليصل إلى مستوى الدولار الرئيسي هذا العام، بسبب حالة عدم اليقين المتزايدة بشأن التعريفات الجمركية. وتُعدّ الولايات المتحدة الشريك التجاري الأكبر للاتحاد الأوروبي، مع تجارة تُقدّر بـ1.7 تريليون دولار في السلع والخدمات. وتتوقع الأسواق أن يخفّض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة بمقدار 100 نقطة أساس هذا العام لدعم الاقتصاد الأوروبي الضعيف، في حين يتوقع المتداولون تخفيضاً محدوداً بنسبة 40 نقطة أساس من قِبل بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، مما يعزّز جاذبية الدولار مقارنة باليورو. كما أن تأثير ضعف الاقتصاد الصيني ينعكس على أوروبا، حيث يُعد فرض التعريفات على الصين والاتحاد الأوروبي معاً مزيجاً سلبياً لليورو.

3. مشكلات قطاع السيارات

في أوروبا، يُعدّ قطاع السيارات من القطاعات الحساسة بشكل خاص لأي تهديدات بفرض تعريفات جمركية. ويوم الاثنين، شهدت سلة من أسهم شركات السيارات ارتفاعاً مفاجئاً بنحو 5 في المائة، بعد تقرير لصحيفة «واشنطن بوست» أفاد بأن مساعدي ترمب كانوا يستكشفون فرض رسوم جمركية على الواردات الحرجة فقط، لكن هذه الأسهم سرعان ما تراجعت بعد أن نفى ترمب ما ورد في التقرير. هذه التقلبات تسلّط الضوء على مدى حساسية المستثمرين تجاه القطاع الذي يعاني بالفعل من خسارة كبيرة في القيمة؛ إذ فقدت أسهمه ربع قيمتها منذ ذروتها في أبريل (نيسان) 2024، بالإضافة إلى تراجع تقييماتها النسبية.

وقال رئيس استراتيجية الأسهم الأوروبية في بنك «باركليز»، إيمانويل كاو، إن قطاع السيارات من بين القطاعات الاستهلاكية الأكثر تأثراً بالتجارة، وتجب مراقبته من كثب. ولفت إلى أن القطاعات الأخرى المعرّضة لهذه المخاطر تشمل السلع الأساسية، والسلع الفاخرة، والصناعات. وفي هذا السياق، انخفضت سلة «باركليز» من الأسهم الأوروبية الأكثر تعرضاً للتعريفات الجمركية بنحو 20 في المائة إلى 25 في المائة، مقارنة بالمؤشرات الرئيسية في الأشهر الستة الماضية. كما أن ضعف الاقتصاد في منطقة اليورو قد يؤدي إلى تمديد ضعف أداء الأسهم الأوروبية، حيث ارتفع مؤشر «ستوكس 600» بنسبة 6 في المائة في عام 2024، في حين سجّل مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» ارتفاعاً بنسبة 23 في المائة في العام نفسه.

4. ارتفاع الدولار الكندي

يقترب الدولار الكندي من أضعف مستوياته منذ أكثر من أربع سنوات، بعد تراجع حاد إثر تهديد ترمب في نوفمبر (تشرين الثاني) بفرض رسوم جمركية بنسبة 25 في المائة على كندا والمكسيك؛ حتى تتخذا إجراءات صارمة ضد المخدرات والمهاجرين. ومن المرجح أن يواصل الدولار الكندي انخفاضه؛ حيث يعتقد محللو «غولدمان» أن الأسواق لا تُسعّر سوى فرصة بنسبة 5 في المائة لفرض هذه الرسوم، ولكن المحادثات التجارية المطولة قد تُبقي المخاطر قائمة. وفي حال نشوب حرب تجارية شاملة، قد يضطر بنك «كندا» إلى تخفيض أسعار الفائدة أكثر، مما قد يدفع الدولار الكندي إلى مستوى 1.50 مقابل الدولار الأميركي، أي انخفاضاً إضافياً بنسبة 5 في المائة من نحو 1.44 الآن. وتزيد استقالة رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو من تعقيد التوقعات.

5. البيزو المكسيكي المتقلّب

كان البيزو المكسيكي قد شهد بالفعل انخفاضاً بنسبة 16 في المائة مقابل الدولار في عام 2024 عقب انتخاب ترمب، مما جعل الكثير من الأخبار المتعلقة بالعملة قد تمّ تسعيرها بالفعل، سواء كانت تصب في مصلحة الدولار أو تضر بالبيزو. وكان أداء البيزو في 2024 هو الأضعف منذ عام 2008؛ حيث تراجع بنسبة 18.6 في المائة، وذلك في وقت كان يشهد فيه تهديدات من الولايات المتحدة بفرض رسوم جمركية، خصوصاً أن المكسيك تُعد الوجهة التي تذهب إليها 80 في المائة من صادراتها. بالإضافة إلى ذلك، أثر الإصلاح القضائي المثير للجدل في المكسيك أيضاً على العملة.

وبعد إعلان الرسوم الجمركية يوم الاثنين، التي نفى ترمب صحتها لاحقاً، ارتفع البيزو بنسبة 2 في المائة قبل أن يقلّص مكاسبه. ويسلّط هذا التقلب الضوء على احتمالية استمرار التقلبات في السوق، خصوصاً مع استمرار التجارة على طول الحدود الجنوبية للولايات المتحدة بصفتها هدفاً رئيسياً للرئيس المنتخب.