«داعش» ينشر 250 ألف تغريدة يوميًا عبر «تويتر» و«فيسبوك» لجذب «داعمين» جدد لأفكاره

مرصد الأزهر: راتب المُقاتل بالتنظيم 1300 دولار شهريًا و50 أخرى للزوجة و25 لكل طفل

عنصر داعشي في الرقة السورية («الشرق الأوسط»)
عنصر داعشي في الرقة السورية («الشرق الأوسط»)
TT

«داعش» ينشر 250 ألف تغريدة يوميًا عبر «تويتر» و«فيسبوك» لجذب «داعمين» جدد لأفكاره

عنصر داعشي في الرقة السورية («الشرق الأوسط»)
عنصر داعشي في الرقة السورية («الشرق الأوسط»)

قال الأزهر إن تنظيم داعش الإرهابي ينشر يوميا 250 ألف تغريدة على مواقع التواصل الاجتماعي مثل «تويتر» و«فيسبوك»، مضيفا في تقرير أعده مرصد الأزهر، أن «هذه التغريدات لتوصيل رسالة بأن عدد الداعمين للتنظيم ولأفكارهم في تزايد مستمر في المستقبل»، لافتا إلى أن «داعش» يعتمد اعتمادا كليا على ما يطلق عليهم «الهاكرز» لاختراق حسابات رواد التواصل الاجتماعي لجذب مزيد من المتابعين والتأثير عليهم، كما أن «الهاكرز» يقومون بتصوير الحياة في ظل - مزاعم دولة الخلافة - بأنها حياة طبيعية متجاهلين فيديوهات القتل والذبح والوحشية التي يرتكبها عناصر التنظيم.. فـ«داعش» يمتلك جيشا إلكترونيا لنشر الفيديوهات المصورة عبر دول العالم لزيادة شعبيته، خاصة في الدول الأوروبية.
في غضون ذلك، قال مصدر مطلع في المرصد، إن «التنظيم يغري شباب أوروبا بالراتب الكبير والمناصب بين صفوف التنظيم، والحياة على الأنهار والطبيعة، والتكنولوجيا الحديثة، وتأسيس مسكن راق فضلا عن زوجة»، مضيفا لـ«الشرق الأوسط» أن أغلب عمليات التجنيد للشباب والفتيات تتم عبر «تويتر».
وأوضح تقرير الأزهر أنه رصد أن «أحد مقاطع الفيديو للتنظيم سجلت نحو 15 ألف مشاهدة في 48 ساعة فقط.. مما يؤكد أن التواصل الاجتماعي زراع مهمة للتنظيم للداعية الجهادية لأفكاره التي تستقطب المقاتلين في الغرب للقيام بعمليات انتحارية في دولهم ضد مواطنين».
وقال الأزهر في تقريره إن «المقاتل العربي في صفوف التنظيم يتقاضى نحو 1300 دولار راتبا شهريا، بالإضافة إلى 50 دولارا لزوجته و25 دولارا أخرى لكل طفل، فيما يتقاضى المقاتل الأجنبي نحو 600 دولار، وقد يصل إلى ألف دولار إذا ما كان يشغل منصبا قياديا بالتنظيم».
وأضاف المرصد أن أرباح «داعش» اقتربت حتى الآن من 900 مليون دولار، وأنه ما زال يربح في اليوم نحو 80 مليون دولار عن طريق بيع النفط وجمع الضرائب وأعمال السرقة والسطو على البنوك والشركات وبيع الآثار والأعضاء الآدمية، ويصل إجمالي رواتب المقاتلين نحو 20 مليون دولار في سوريا والعراق، يتم توفيرها لما يقرب من 30 ألف مقاتل، بينما تصل تكلفة الأسلحة أسبوعيا إلى مليون دولار.
تابع التقرير: أنه في آخر إصدار من مجلة «دابق» التابعة للتنظيم حاول التنظيم الاستفادة القصوى من أي شخص قد يكون مقتنعا بنهجه رغم عدم التواصل المباشر بين التنظيم وهؤلاء الأشخاص، وذلك من خلال دعوة التنظيم الأزواج المسلمين في الغرب ليسيروا على خطى منفذي هجوم «سان بيرناردينو» في كاليفورنيا ديسمبر (كانون الأول) الماضي، والذي قام به زوجان قد يكونا من أتباع «داعش».. وهكذا يروج التنظيم الإرهابي لفكره وفي الوقت نفسه يستفيد من أي شخص يقوم بعملية إرهابية سواء أكان على اتصال بالتنظيم أم لا.
وأوضح تقرير المرصد أنه منذ إعلان التنظيم - خلافته المزعومة - وهو يحاول أن يركز على فكرة أنه سينطلق من سوريا والعراق ليشمل العالم بأسره.. ونجد هذه الفكرة التي يحاول التنظيم ترسيخها في أذهان أفراده، خاصة في منشوراته الدعائية التي تحمل دائما عنوان «باقية وتتمدد» في إشارة منهم للخلافة، لافتا إلى أن التنظيم يستغل إعلان بعض الأفراد ولاءهم له هنا وهناك من نشر فوضى خلاقة تصب في صالحه، وفي بعض الأحيان يحاول التنظيم منح انطباع بانتشاره عالميا مستخدما عدة طرق أهمها، إنشاء حسابات مزيفة تدعم التنظيم على مواقع التواصل الاجتماعي، وانتهاز فرصة الاهتمام الإعلامي بأخبار التنظيم حول العالم بنشر أخبار كاذبة أو ادعاء مسؤولية التنظيم عن بعض الأعمال الإرهابية والتخريبية، التي لا علاقة له بها من قريب أو بعيد.
وأشار تقرير الأزهر إلى أن التنظيم الإرهابي بات ينحسر تدريجيا من الأراضي التي يسيطر عليها في سوريا والعراق بعد تضييق الخناق عليه من قوات التحالف الدولي، إلا أنه استفاد من الهجمات التي وقعت في إندونيسيا مؤخرا، ليظهر أنه ينتشر عالميا، موضحا أن التنظيم يحاول جمع الجماعات الأخرى تحت رايته بغض النظر عن اتصاله بها من عدمه، حتى يستفيد من إعلان هذه الجماعات مسؤوليتها عن تنفيذ عمليات إرهابية، لتظهر إعلاميا باسم «داعش».
وعن عدد المقاتلين الأجانب في صفوف «داعش»، قال تقرير المرصد إن «التنظيم لا يدخر جهدا في ضم المقاتلين الأجانب لصفوفه من جميع أنحاء العالم، وقد نجح بالفعل في إقناع كثير من الشباب الغربي بأفكاره المتطرفة.. وأعداد المقاتلين المنضمين له والذين سافروا لسوريا والعراق بنية الانضمام له تتراوح من 27 ألفا إلى 31 ألف مقاتل»، لافتا إلى أن عدد المقاتلين المنضمين لـ«داعش» قد تضاعف نحو ثلاث مرات خلال عام ونصف فقط.
وأضاف: تحتل دول غرب أوروبا المرتبة الثالثة بين أكثر المناطق الجغرافية تصديرا للمتطرفين المنضمين لـ«داعش» بتعداد وصل إلى 5000 مقاتل نهاية عام 2015، بينما تأتي منطقة الشرق الأوسط والمغرب العربي في المرتبتين الأولى والثانية.. أما على مستوى الدول فتأتي تونس كأعلى دولة بتعداد وصل إلى 6000 مُقاتل، ثم روسيا 2400، وتركيا 2100، ومن الأردن وصل العدد إلى ألفي مقاتل.. وعلى مستوى أوروبا الغربية، تأتي فرنسا في المقدمة بتعداد 1700 مقاتل، ثم بريطانيا وألمانيا بتعداد 760 مقاتلا لكل منهما، وتظل تركيا بمثابة معبر لمعظم المهاجرين إلى «داعش» من أوروبا، عدا الشباب الإسباني الذي يمر في كثير من الأحيان عبر مضيق جبل طارق ومنه لشمال أفريقيا ثم لمناطق النزاع.
وأوضح تقرير المرصد أن كثيرا من الدول الغربية تكافح للقضاء على ظاهرة الدعم الداعشي داخل مجتمعاتها والتحاق بعض مواطنيها بالتنظيم، لكنها إذا أرادت أن تقضي على هذه الظاهرة حقا فعليها أن تضع في الحسبان أمرين، أولهما: أن تناقل الأخبار غير الموثقة واعتبار «داعش» مسؤولة عن الهجمات الإرهابية حول العالم يصب في مصلحة التنظيم ويؤدي لاعتقاد البعض بعالميته، رغم أنه لا يملك سلطة فعلية على كشف ممن يقومون بأفعال إرهابية حول العالم، وثانيهما: أن انتشار حسابات مزيفة للتنظيم على مواقع التواصل الاجتماعي، ووقوف الحكومات الغربية مكتوفة الأيدي تجاه هذه الظاهرة يعضد من انتشار أفكاره أو إلهامه للمضطهدين حول العالم، ليحذو حذوه ويستفيد هو في النهاية بما يفعلونه، مؤكدا أن هذه نقاط هامة يجب وضعها في الحسبان إذا كان لدى الحكومات الغربية إرادة حقيقية للقضاء على التنظيم وأذنابه حول العالم.



«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
TT

«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)

ما زال حزب «الجبهة الوطنية» المصري الجديد يثير انتقادات وتساؤلات بشأن برنامجه وأهدافه وطبيعة دوره السياسي في المرحلة المقبلة، خاصة مع تأكيد مؤسسيه أنهم «لن يكونوا في معسكر الموالاة أو في جانب المعارضة».

وكان حزب «الجبهة الوطنية» مثار جدل وتساؤلات في مصر، منذ الكشف عن اجتماعات تحضيرية بشأنه منتصف الشهر الماضي، انتهت بإعلان تدشينه في 30 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وتمحورت التساؤلات حول أسباب ظهوره في هذه المرحلة، وهل سيكون بديلاً لحزب الأغلبية في البرلمان المصري (مستقبل وطن)، لا سيما أن مصر مقبلة على انتخابات برلمانية نهاية العام الجاري.

هذه التساؤلات حاول اثنان من مؤسسي الحزب الإجابة عنها في أول ظهور إعلامي مساء السبت، ضمن برنامج «الحكاية» المذاع على قناة «إم بي سي»، وقال وكيل مؤسسي حزب «الجبهة الوطنية» ووزير الإسكان المصري السابق عاصم الجزار، إن «الحزب هو بيت خبرة هدفه إثراء الفكر وإعادة بناء الوعي المصري المعاصر»، مؤكداً أن الحزب «لا يسعى للأغلبية أو المغالبة، بل يستهدف التأثير النوعي وليس الكمي».

وأضاف: «هدفنا تشكيل تحالف من الأحزاب الوطنية القائمة، إذ لن نعمل وحدنا»، معلناً استعداد الحزب الجديد، الذي لا يزال يستكمل إجراءات تأسيسه رسمياً، للتحالف مع «أحزاب الأغلبية مستقبل وطن وحماة وطن والمعارضة والمستقلين أيضاً بهدف خدمة المصلحة الوطنية»، مستطرداً: «لن نكون أداة لتمرير قرارات، بل أداة للإقناع بها».

وشدد الجزار على أن «الحزب لا ينتمي لمعسكر الموالاة أو للمعارضة»، وإنما «نعمل لمصلحة الوطن».

وهو ما أكده رئيس «الهيئة العامة للاستعلامات» بمصر وعضو الهيئة التأسيسية لحزب «الجبهة الوطنية»، ضياء رشوان، الذي قال: «سنشكر الحكومة عندما تصيب ونعارضها عندما تخطئ»، مشيراً إلى أن «مصر ليس لها حزب حاكم حتى يكون هناك حديث عن موالاة ومعارضة».

الانتقادات الموجهة للحزب ارتبطت بتساؤلات حول دوره في ظل وجود نحو 87 حزباً سياسياً، وفق «الهيئة العامة للاستعلامات»، منها 14 حزباً ممثلاً في البرلمان الحالي، يتصدرها حزب «مستقبل وطن» بأغلبية 320 مقعداً، يليه حزب «الشعب الجمهور» بـ50 مقعداً، ثم حزب «الوفد» بـ39 مقعداً، وحزب «حماة الوطن» بـ27 مقعداً، وحزب «النور» الإسلامي بـ11 مقعداً، وحزب «المؤتمر» بـ8 مقاعد.

ورداً على سؤال للإعلامي عمرو أديب، خلال برنامج «الحكاية»، بشأن ما إذا كان الحزب «طامحاً للحكم ويأتي بوصفه بديلاً لحزب الأغلبية»، قال رشوان: «أي حزب سياسي يسعى للحكم، لكن من السذاجة أن نقول إن حزباً يعمل على إجراءات تأسيسه اليوم سيحصد الأغلبية بعد 8 أو 10 أشهر»، مشيراً إلى أن «الحزب لن يعيد تجارب (الهابطين من السماء)». واستطرد: «لن نسعى للأغلبية غداً، لكن قد يكون بعد غد».

وأضاف رشوان أن «الحزب يستهدف في الأساس إعادة بناء الحياة السياسية في مصر بعد فشل تجربة نظام الحزب الواحد في مصر منذ عام 1952»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إحياء تحالف 30 يونيو (حزيران)»، لافتاً إلى أن «التفكير فيه هو ثمرة للحوار الوطني الذي أثار زخماً سياسياً».

طوال ما يزيد على ساعة ونصف الساعة حاول الجزار ورشوان الإجابة عن التساؤلات المختلفة التي أثارها إعلان تدشين الحزب، والتأكيد على أنه «ليس سُلمة للوصول إلى البرلمان أو الوزارة»، وليس «بوابة للصعود»، كما شددا على أن «حزب الجبهة يضم أطيافاً متعددة وليس مقصوراً على لون سياسي واحد، وأنه يضم بين جنباته المعارضة».

وعقد حزب «الجبهة الوطنية» نحو 8 اجتماعات تحضيرية على مدار الأسابيع الماضي، وتعمل هيئته التأسيسية، التي تضم وزراء ونواباً ومسؤولين سابقين، حالياً على جمع التوكيلات الشعبية اللازمة لإطلاقه رسمياً.

ويستهدف الحزب، بحسب إفادة رسمية «تدشين أكبر تحالف سياسي لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، عبر صياغة تفاهمات سياسية واسعة مع الأحزاب الموجودة»، إضافة إلى «لمّ الشمل السياسي في فترة لا تحتمل التشتت».

ومنذ إطلاق الحزب تم ربطه بـ«اتحاد القبائل والعائلات المصرية» ورئيسه رجل الأعمال إبراهيم العرجاني، حتى إن البعض قال إن «الحزب هو الأداة السياسية لاتحاد القبائل». وعزز هذه الأحاديث إعلان الهيئة التأسيسية التي ضمت رجل الأعمال عصام إبراهيم العرجاني.

وأرجع الجزار الربط بين الحزب والعرجاني إلى أن «الاجتماعات التحضيرية الأولى للحزب كانت تجري في مكتبه بمقر اتحاد القبائل؛ كونه أميناً عاماً للاتحاد»، مؤكداً أن «الحزب لا علاقة له باتحاد القبائل». وقال: «العرجاني واحد من عشرة رجال أعمال ساهموا في تمويل اللقاءات التحضيرية للحزب». وأضاف: «الحزب لا ينتمي لشخص أو لجهة بل لفكرة».

وحول انضمام عصام العرجاني للهيئة التأسيسية، قال رشوان إنه «موجود بصفته ممثلاً لسيناء، ووجوده جاء بترشيح من أهل سيناء أنفسهم».

وأكد رشوان أن «البعض قد يرى في الحزب اختراعاً لكتالوج جديد في الحياة السياسية، وهو كذلك»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إعادة بناء الحياة السياسية في مصر التي يقول الجميع إنها ليست على المستوى المأمول».

بينما قال الجزار: «نحن بيت خبرة يسعى لتقديم أفكار وحلول وكوادر للدولة، ونحتاج لكل من لديه القدرة على طرح حلول ولو جزئية لمشاكل المجتمع».

وأثارت تصريحات الجزار ورشوان ردود فعل متباينة، وسط تساؤلات مستمرة عن رؤية الحزب السياسية، التي أشار البعض إلى أنها «غير واضحة»، وهي تساؤلات يرى مراقبون أن حسمها مرتبط بالانتخابات البرلمانية المقبلة.

كما رأى آخرون أن الحزب لم يكن مستعداً بعد للظهور الإعلامي.

بينما أشار البعض إلى أن «الحزب ولد بمشاكل تتعلق بشعبية داعميه»، وأنه «لم يفلح في إقناع الناس بأنه ليس حزب موالاة».

وقال مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عمرو الشوبكي لـ«الشرق الأوسط» إن «الحزب قدم حتى الآن كلاماً عاماً دون تصور أو رؤية واضحة للإصلاح التدريجي»، موضحاً أنه «من حيث المبدأ من حق أي جماعة تأسيس حزب جديد».

وبينما أكد الشوبكي أن ما عرضه المسؤولون عن الحزب الجديد بشأن «عدم طموحه للحكم لا يختلف عن واقع الحياة السياسية في مصر الذي يترك للدولة تشكيل الحكومة»، مطالباً «بتفعيل دور الأحزاب في الحياة السياسية»، فالمشكلة على حد تعبيره «ليست في إنشاء حزب جديد، بل في المساحة المتاحة للأحزاب».