نايف البكري: مئات المعتقلين من الحوثيين والحرس الجمهوري أقروا بدعم إيران

وزير الشباب اليمني أكد لـ«الشرق الأوسط» أن ضغوطًا دولية مورست على الحكومة الشرعية للتنازل عن مطالبها

نايف البكري
نايف البكري
TT

نايف البكري: مئات المعتقلين من الحوثيين والحرس الجمهوري أقروا بدعم إيران

نايف البكري
نايف البكري

كشف نايف البكري؛ وزير الشباب والرياضة في اليمن، أن هناك ضغوطًا مورست من عدد من الدول، وبعض السفراء على الحكومة الشرعية، للتدخل في صلاحياتها بشأن قبول بعض الاقتراحات والتنازل عن أمور في لقاء جنيف2. ومن ذلك وقف العمليات العسكرية ضد ميليشيا الحوثيين وحليفهم علي صالح.
وقال الوزير اليمني في حواره مع «الشرق الأوسط»: «إن من أبرز المشروعات التي يراد تمريرها في المفاوضات المقبلة فتح المجالات الجوية، والبرية، والبحرية للميليشيا، وهو ما لا يمكن القبول به تحت أي ظرف وفي أي اجتماع»، معتبرا أن الهدف من ذلك كسب الوقت لاسترجاع القوة العسكرية التي فقدتها ميليشيا الحوثيين.
وأشار البكري إلى أن الحكومة اليمنية تلقت عددًا من المقترحات التي قدمتها بعض الدول، ومنها روسيا حول وضع هدنة، ووقف إطلاق النار، واللجوء إلى طاولة الحوار، وتشكيل حكومة مصالحة يمنية، إلا أن الحكومة رفضت كل هذه الحلول التي لا تعتمد على القرار 2216، مشددا على أن الحكومة لن توافق على أي مسودة مشروع دون الرجوع إلى قوات التحالف، وخاصة الحكومة السعودية.
وعن مدى تورط الحكومة الإيرانية في دعم ميليشيا الحوثيين، أكد الوزير اليمني أن هناك الكثير من المعلومات التي أقر بها الضباط المعتقلون من الحرس الجمهوري والحوثيين، الذين أقروا بهذا الدعم المالي والعسكري، إضافة إلى الخبرات العسكرية، وستعمل الحكومة اليمنية على توثيق كل هذه الأعمال والذهاب بها بعيدا، لافتا إلى أن الجيش تمكن من أسر مئات من قيادات الحوثيين والحرس الجمهوري.. فإلى تفاصيل الحوار:

* هل تعاني الحكومة من أزمة مالية؟
- نعم هناك أزمة مالية، والآن سيكون وزير المالية في عدن، وسيعمل مع فريق اقتصادي شامل لوضع خطة ترتكز على موضع الإيرادات العامة للدولة التي تكون عبر الوزارات، التي يمكن الاعتماد عليها في الخطة الاقتصادية، خاصة أن هناك إيرادات كبيرة من الموانئ والطيران والغاز وشركة النفط، وهذه أموال تساعد في حلحلة الأزمة، إضافة إلى دعم الدول، ومنها دول خليجية، وهناك مبلغ متبق يصل إلى نحو ستة مليارات دولار.
* ذكرتم وقف الهدنة الاقتصادية مع الحوثيين.. لماذا؟
- يعود ذلك إلى كثير من عمليات النهب والسطو على مؤسسات الدولة وممتلكات المواطنين، ومنها ما قامت به الميليشيا من سحب أكثر من 128 مليار ريال من البنك المركزي في صنعاء، وعلى خلفية هذه الأعمال أوقفت الهدنة الاقتصادية، فيما تقوم الحكومة على وضع حلول لمحافظ البنك المركزي لسرعة إيجاد بنوك بديلة وعمل مالي بديل، مع الاستفادة من الأصول الثابتة من الخارج، وقد وضعت الوزارات في هذه المرحلة موازنتها للأشهر الستة الأولى من العام الحالي.
* هل توجهت الحكومة للبنك الدولي لمنع تسرب هذه الأموال؟
- الحكومة عقدت لقاءات عدة مع البنوك الدولي، وأوضحت الصورة وأعمال نهب البنك المركزي، إضافة إلى لقاء عدد من سفراء الدول الكبرى، ولد الشيخ المبعوث الأممي لليمن، لإطلاعهم على الموضوع المالي بشكل أكبر، وهناك بعض الخطوات التي ستتبناها الحكومة التي ستصب في استقرار الوضع المالي وسحب البساط من تحت الحوثيين.
* هل تلقت الحكومة اتصالات من بعض الدول لوضع خطة سلام بالتنسيق مع المبعوث الأممي؟
- نعم، تلقت الحكومة اليمنية اتصالات في هذا الجانب من روسيا، وعدد من الدول الكبرى، حول وضع هدنة، ووقف إطلاق النار، واللجوء إلى طاولة الحوار، وتشكيل حكومة مصالحة يمنية، إلا أن الحكومة ممثلة في مجلس الوزراء رفضت كل هذه الحلول وما تقدمت به الدول، ما لم تكن معتمدة على القرار الأممي رقم 2216.
* هل كل الحلول كانت خارج نطاق القرار الأممي؟
- غالبية ما تقدمت به الدول كان ينقصه الكثير من البنود، التي تتمثل في استعادة الدولة ومؤسساتها، ونزع سلاح الميليشيا، وتقديم كثير من قيادات الحوثيين والعسكريين للمحاكمة الدولية، إضافة إلى أنه في حال وجود اتفاق لا بد أن يكون بالتنسيق مع قوات التحالف العربي وتحديدًا السعودية، وهذه البنود كانت غير موجودة فيما قدمته الدول لوقف الحرب بما فيها ذلك الحل الروسي الذي لم يبنَ على القرار 2216.
* ماذا عن جنيف2 وهل هناك نقاط تم الاتفاق عليها؟
- بداية لا بد أن يعي العالم أن الحكومة اليمنية مع السلام الذي يطبق على أساس القرار الأممي 2216، لأن الحكومة لديها مسؤولية تجاه المواطن اليمني، ومسؤولة عن أمن واستقرار البلاد والحفاظ على مؤسساته، إلا أن الحوثيين ذهبوا إلى أبعد من ذلك، في عدم استقرار البلاد والدخول في مواجهات عسكرية وسياسية أخرى كي لا تخرج البلاد من هذا النفق.
* هل هناك من يدعم الحوثيين في مباحثات جنيف؟
- الحكومة تدرك أن الحوثيين، ومن خلفهم الجمهورية الإيرانية، وروسيا، يريدون فقط الذهاب إلى جنيف2، وقبله جنيف1. ولو أرادوا بعد كل هذه المماطلات جنيف3 ستذهب الحكومة لأنها تبحث عن السلام، إلا أن الهدف من هذا يتمحور حول وقف إطلاق النار، وتمرير مشروعات، من أهمها فتح المجالات الجوية، والبرية، والبحرية للميليشيا، وهو ما لا يمكن القبول به تحت أي ظرف وفي أي اجتماع سواء كان في جنيف أو غيرها، كما أنهم يريدون من ذلك كسب الوقت لاسترجاع القوة العسكرية التي دمرت.
* هل تعني أن هذه المشاورات ما هي إلا مناورة؟
- نعم، الحوثيون يسعون من خلال هذه المباحثات لكسب الوقت للمناورة واسترجاع قواهم، إلا أن وفد الحكومة الشرعية بالتنسيق مع قوات التحالف العربي، لديه القدرة والخبرة في عدم تمرير هذه المشروعات، خاصة أن بعض الحكومات الأوروبية لديها مهادنة مع ميليشيا الحوثيين في الوقت الراهن، وهذا أمر مؤسف يدعم ما يذهب إليه الحوثيون في بعض الآراء.
* هل مورست ضغوط على الحكومة اليمنية لتقليص سقف مطالبها؟
- هناك ضغوط من عدد من الدول، وبعض السفراء للتدخل في شأن الحكومة وصلاحياتها والقبول ببعض ما يطرح، ومن ذلك وقف العمليات العسكرية ضد الميليشيا، ونحن في الحكومة ولجنة التفاوض لا يمكن بأي حال من الأحوال الاستجابة لهذه الضغوط التي تفرض علينا، لأن الشعب اليمني يريد أن يكون هناك استقرار وأمن في اليمن، ومن الصعب أن يكون ذلك دون أن تستكمل الأعمال العسكرية لاستئصال هذه الجماعات، وما يقدم من مشروعات أثناء المفاوضات هو دخيل وبعيد كليًا عن المشاورات أو التفاهمات التي نبحث عنها التي يحملها مفاوض الحكومة، بعيدًا عن التنازلات في جميع الجوانب العسكرية أو الاقتصادية.
* كيف ستتعامل الحكومة مع الوضع الأمني في عدن وملاحقة الإرهابيين؟
- هناك خطة أمنية رُفعت لتدارسها مع الإخوة في قوات التحالف العربي، وستنفذ قريبًا لوقف الأعمال الإرهابية، إضافة إلى تأمين بعض المديريات ومنها «المعلا، التواهي، وكريتر»، وتدرك الحكومة اليمنية أن التحدي صعب، في ظل ما يقوم به الرئيس المخلوع علي صالح وميليشياته من أعمال تعتمد على خلق الفوضى، وعدم استقرار الأمن في عدن، من خلال أدوات يملكها علي صالح منهم إرهابيون مرتبطون بالجماعات في إيران بشكل مباشر وقوي، لإدخال البلاد في نفق هذه الأعمال التي لا تنتهي.
* هل تم الكشف عن الخلايا المنفذة لهذه الأعمال؟
- كل الخلايا التي تنفذ هذه الأعمال الإرهابية، مرتبطة بالرئيس المخلوع علي صالح، وذلك وفقا للمعطيات والممارسات السابقة وما جرى الكشف عنه من معلومات، التي تؤكد بصمة هذا الرجل وضلوعه في مثل تلك الأعمال المخلة بالأمن، بالتعاون مع حلفائه في الداخل «الحوثيين» والخارج «الإيرانيين»، ولا بد أن ندرك أن الجماعات الإرهابية بكل مسمياتها مرتبطة ارتباطا وثيقا بالرئيس المخلوع علي صالح.
* وماذا عن الوضع الميداني؟
- العمل العسكري الذي تقوم به الحكومة بالتنسيق مع قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، يحقق في كل يوم مكاسب وانتصارات، ويتقدم الجيش اليمني والمقاومة الشعبية في الجبهات كافة، ومن ذلك قربهم من صنعاء التي تحتلها الميليشيا بقوة السلاح، ووصلت طلائع المقاومة إلى «حشيش»، كما أن القطاع الساحلي مأرب وشبوة، جرى تطهيرهما، وهناك تأمين عسكري لهما، والوضع في الجوف والبيضاء مطمئن مع تقدم الجيش، وهذا التقدم العسكري وتحرير المدن اليمنية، يؤكد أننا لن نرضى إلا بالسلام المعتمد على القرار الأممي وتطبيقه على أرض الواقع.
* هل تعتزم الحكومة إطلاق ألوية جديدة؟
- نعم هناك تجهيز لستة ألوية جديدة خلال الأسبوعين المقبلين، وفق استراتيجية الحكومة في إعادة بناء الجيش الوطني، وهذه الألوية فور تجهيزها ستدخل سريعا في المعارك لمساندة الجيش والمقاومة الشعبية، وستكون هناك معلومات وأخبار في الأيام القليلة المقبلة، ستبعث الفرح لدى الشعب اليمني.
* هل نفذت عملية خاطفة - أخيرا - لملاحقة قيادات حوثية والقبض عليهم؟
- هناك عمليات جرى التنسيق فيها بين المقاومة والجيش من جانب، وقوات التحالف العربي من جانب آخر، التي نفذت خلال الأسبوع الحالي في «ضحيان، وصعدة»، لملاحقة قيادات من ميليشيا الحوثيين التي نجحت في القبض على عدد منهم، إضافة إلى أن هناك مئات المعتقلين من ضباط وقيادات عسكرية حوثية وحرس جمهوري، يجري الاستفادة منهم في المعلومات التي يحصل الجيش عليها، التي تؤكد الدعم الإيراني لهذه الجماعات، من خلال الدعم المباشر، كما جرت مصادرة الكثير من الأسلحة.
* ما مدى تورط إيران في دعم هذه الجماعات؟
- هناك الكثير من المعلومات التي أقر بها الضباط المعتقلون عن عمق التعاون مع الجمهورية الإيرانية، وندرك وبالأدلة مدى هذا التورط في نشر الكثير من أجهزة الاتصالات اللاسلكية الإيرانية بين أفراد الميليشيا وقيادتها، والدعم المالي والعسكري الذي تلقاه الميليشيا، إضافة إلى تواجد مجموعة من الخبراء الإيرانيين في بعض المناطق حيث قاموا بدعم الميليشيا، في أوقات سابقة قبل انهيار الحوثيين في الآونة الأخيرة، وهذه المعلومات وما يجري رصده من القيادات الميدانية تتعامل معه الحكومة بكل احترافية، وستكون الأيام المقبلة حبلى بالكثير من المفاجآت.
* أنت تقود وزارة الشباب.. فما استراتيجيتكم للمرحلة المقبلة؟
- وزارة الشباب والرياضة قدمت خطة للعمل الرياضي اليمني خلال الربع الأول من عام 2016، وأهم هذه الملامح تتمثل في حماية الشباب الذين بلغ عددهم نحو ستة ملايين شاب على مستوى البلاد، الذين تستهدفهم الجماعات الإرهابية والميليشيا، لذا وضعت الوزارة برنامجًا لتوعية الشباب للبعد عن هذه الجماعات والتطرف من خلال التدريب والتأهيل، كما عمدت الوزارة إلى إقامة بطولات وفعاليات شبابية في عدد من المدن «أبين، والطالع، ولج، وعدن»، إضافة إلى لقاءات مع مليوني شاب من أبناء الجالية اليمنية المتواجدة في السعودية، ومشاركتنا في بطولة الصداقة الدولية، وهناك بروتوكولات رياضية من السعودية وقطر، التي تصب في صالح الشباب اليمني، للخروج مما هو فيه ليكون صاحب رؤية وعقلية تخدم بلاده في كل المجالات.



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.