إلياس العماري.. يساري عينه على رئاسة الحكومة المغربية

تقلد مهام وطنية وحقوقية واجتماعية عديدة خلال مسيرته السياسية

إلياس العماري (تصوير: مصطفى حبيس)
إلياس العماري (تصوير: مصطفى حبيس)
TT

إلياس العماري.. يساري عينه على رئاسة الحكومة المغربية

إلياس العماري (تصوير: مصطفى حبيس)
إلياس العماري (تصوير: مصطفى حبيس)

ولد إلياس العماري، الذي انتخب أمس أمينا عاما لحزب الأصالة والمعاصرة المغربي المعارض، وانتخب في سبتمبر (أيلول) الماضي رئيسا لمجلس جهة طنجة - تطوان - الحسيمة، بدوار (كفر) أمنود بمنطقة بني بوعياش بإقليم الحسيمة في يناير (كانون الثاني) 1967 حيث تابع دراسته الأولى والإعدادية.
وانخرط العماري، منذ شبابه الباكر في الحركة الطلابية والعمل السياسي بداية باليسار المغربي، الذي احتضن أولى قناعاته ومبادئه الآيديولوجية، قبل أن تتعدد اهتماماته الجمعوية لينخرط في مراحل مختلفة من حياته بمدن وجدة وفاس وطنجة والرباط والحسيمة في مكونات النسيج الجمعوي على اختلاف القضايا الذي يتبناها.
كما كان للعماري حضور وازن في المجال الحقوقي والاجتماعي، وهو من الفاعلين في مسار هيئة الإنصاف والمصالحة، التي رأت النور في 2004 لدعم الانتقال الديمقراطي بالمغرب، وانخرط كذلك في تأسيس جمعية «أريد» سنة 2004 في أعقاب الزلزال الذي ضرب الحسيمة، حيث ساهم مع ثلة من الجمعويين من أبناء منطقة الريف في دعم المبادرات التنموية والإنسانية بالمنطقة، وساهم بعد ذلك في تأسيس جمعية «ثويزة» و«مؤسسة مهرجان الحسيمة المتوسطي» خدمة لقضايا التنمية الثقافية بشمال المملكة.
كما كان له الفضل في تأسيس جمعية «الصداقة بين الشعوب» لرد الاعتبار لثقافات الشعوب الأصيلة، وخلق جسور التواصل المجتمعي بين مختلف الشعوب والثقافات والحضارات، وهي الجمعية التي ساهمت من موقعها في تعزيز حضور المكون الجمعوي المغربي في عدد من بلدان العالم خاصة في أميركا اللاتينية ودول أفريقية وآسيوية متعددة.
وتقلد العماري، الذي أكد في لقاءات صحافية كثيرة أنه كون نفسه بعصامية كشخص مؤمن بالواقعية السياسية والعمل الجمعوي الميداني الهادف، عدة مسؤوليات وتحمل مهام وطنية كثيرة، إذ عين عضوا بمجلس إدارة المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية يوم 27 يوليو (تموز) 2002 وعضوا بالمجلس الأعلى للاتصال المسموع والمرئي سنة 2003.
وساهم العماري، الذي يعترف له رفقاء دربه بقدرته الكبيرة على التواصل والإقناع والتعامل مع مختلف الشرائح المجتمعية، مع نخبة من السياسيين والجمعويين سنة 2008 في تأسيس «حركة من أجل الديمقراطيين»، ثم بعد ذلك في تأسيس حزب الأصالة والمعاصرة، الذي شكل أول هياكله التنظيمية سنة 2009. ويعد العماري الخصم السياسي اللدود لعبد الإله ابن كيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة الحالية. ويتوقع أن يكون العماري رئيسًا للحكومة المقبلة، إذا تصدر حزبه نتائج الانتخابات التشريعية المزمع تنظيمها في سبتمبر أو نوفمبر (تشرين الثاني) المقبلين.



الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)

أطلقت الجماعة الحوثية سراح خمسة من قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في مناطق سيطرتها، بضمانة عدم المشاركة في أي نشاط احتجاجي أو الاحتفال بالمناسبات الوطنية، وفي المقابل كثّفت في معقلها الرئيسي، حيث محافظة صعدة، حملة الاعتقالات التي تنفّذها منذ انهيار النظام السوري؛ إذ تخشى تكرار هذه التجربة في مناطق سيطرتها.

وذكرت مصادر في جناح حزب «المؤتمر الشعبي» لـ«الشرق الأوسط»، أن الوساطة التي قادها عضو مجلس حكم الانقلاب الحوثي سلطان السامعي، ومحافظ محافظة إب عبد الواحد صلاح، أفضت، وبعد أربعة أشهر من الاعتقال، إلى إطلاق سراح خمسة من أعضاء اللجنة المركزية للحزب، بضمانة من الرجلين بعدم ممارستهم أي نشاط معارض لحكم الجماعة.

وعلى الرغم من الشراكة الصورية بين جناح حزب «المؤتمر» والجماعة الحوثية، أكدت المصادر أن كل المساعي التي بذلها زعيم الجناح صادق أبو راس، وهو عضو أيضاً في مجلس حكم الجماعة، فشلت في تأمين إطلاق سراح القادة الخمسة وغيرهم من الأعضاء؛ لأن قرار الاعتقال والإفراج مرتبط بمكتب عبد الملك الحوثي الذي يشرف بشكل مباشر على تلك الحملة التي طالت المئات من قيادات الحزب وكوادره بتهمة الدعوة إلى الاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بأسلاف الحوثيين في شمال اليمن عام 1962.

قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في صنعاء يتعرّضون لقمع حوثي رغم شراكتهم الصورية مع الجماعة (إكس)

في غضون ذلك، ذكرت وسائل إعلام محلية أن الجماعة الحوثية واصلت حملة الاعتقالات الواسعة التي تنفّذها منذ أسبوعين في محافظة صعدة، المعقل الرئيسي لها (شمال)، وأكدت أنها طالت المئات من المدنيين؛ حيث داهمت عناصر ما يُسمّى «جهاز الأمن والمخابرات»، الذين يقودهم عبد الرب جرفان منازلهم وأماكن عملهم، واقتادتهم إلى معتقلات سرية ومنعتهم من التواصل مع أسرهم أو محامين.

300 معتقل

مع حالة الاستنفار التي أعلنها الحوثيون وسط مخاوف من استهداف قادتهم من قبل إسرائيل، قدّرت المصادر عدد المعتقلين في الحملة الأخيرة بمحافظة صعدة بنحو 300 شخص، من بينهم 50 امرأة.

وذكرت المصادر أن المعتقلين يواجهون تهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل ودول أخرى؛ حيث تخشى الجماعة من تحديد مواقع زعيمها وقادة الجناح العسكري، على غرار ما حصل مع «حزب الله» اللبناني، الذي أشرف على تشكيل جماعة الحوثي وقاد جناحيها العسكري والمخابراتي.

عناصر من الحوثيين خلال حشد للجماعة في صنعاء (إ.ب.أ)

ونفت المصادر صحة التهم الموجهة إلى المعتقلين المدنيين، وقالت إن الجماعة تسعى لبث حالة من الرعب وسط السكان، خصوصاً في محافظة صعدة، التي تستخدم بصفتها مقراً أساسياً لاختباء زعيم الجماعة وقادة الجناح العسكري والأمني.

وحسب المصادر، تتزايد مخاوف قادة الجماعة من قيام تل أبيب بجمع معلومات عن أماكن اختبائهم في المرتفعات الجبلية بالمحافظة التي شهدت ولادة هذه الجماعة وانطلاق حركة التمرد ضد السلطة المركزية منذ منتصف عام 2004، والتي تحولت إلى مركز لتخزين الصواريخ والطائرات المسيّرة ومقر لقيادة العمليات والتدريب وتخزين الأموال.

ومنذ سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد وانهيار المحور الإيراني، استنفرت الجماعة الحوثية أمنياً وعسكرياً بشكل غير مسبوق، خشية تكرار التجربة السورية في المناطق التي تسيطر عليها؛ حيث نفّذت حملة تجنيد شاملة وألزمت الموظفين العموميين بحمل السلاح، ودفعت بتعزيزات كبيرة إلى مناطق التماس مع القوات الحكومية خشية هجوم مباغت.

خلق حالة رعب

بالتزامن مع ذلك، شنّ الحوثيون حملة اعتقالات شملت كل من يُشتبه بمعارضته لسلطتهم، وبررت منذ أيام تلك الحملة بالقبض على ثلاثة أفراد قالت إنهم كانوا يعملون لصالح المخابرات البريطانية، وإن مهمتهم كانت مراقبة أماكن وجود قادتها ومواقع تخزين الأسلحة في صنعاء.

وشككت مصادر سياسية وحقوقية في صحة الرواية الحوثية، وقالت إنه ومن خلال تجربة عشرة أعوام تبيّن أن الحوثيين يعلنون مثل هذه العمليات فقط لخلق حالة من الرعب بين السكان، ومنع أي محاولة لرصد تحركات قادتهم أو مواقع تخزين الصواريخ والمسيرات.

انقلاب الحوثيين وحربهم على اليمنيين تسببا في معاناة ملايين السكان (أ.ف.ب)

ووفق هذه المصادر، فإن قادة الحوثيين اعتادوا توجيه مثل هذه التهم إلى أشخاص يعارضون سلطتهم وممارساتهم، أو أشخاص لديهم ممتلكات يسعى قادة الجماعة للاستيلاء عليها، ولهذا يعمدون إلى ترويج مثل هذه التهم التي تصل عقوبتها إلى الإعدام لمساومة هؤلاء على السكوت والتنازل عن ممتلكاتهم مقابل إسقاط تلك التهم.

وبيّنت المصادر أن المئات من المعارضين أو الناشطين قد وُجهت إليهم مثل هذه التهم منذ بداية الحرب التي أشعلتها الجماعة الحوثية بانقلابها على السلطة الشرعية في 21 سبتمبر (أيلول) عام 2014، وهي تهم ثبت زيفها، ولم تتمكن مخابرات الجماعة من تقديم أدلة تؤيد تلك الاتهامات.

وكان آخرهم المعتقلون على ذمة الاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم أسلافهم في شمال اليمن، وكذلك مالك شركة «برودجي» التي كانت تعمل لصالح الأمم المتحدة، للتأكد من هوية المستفيدين من المساعدات الإغاثية ومتابعة تسلمهم تلك المساعدات؛ حيث حُكم على مدير الشركة بالإعدام بتهمة التخابر؛ لأنه استخدم نظام تحديد المواقع في عملية المسح، التي تمت بموافقة سلطة الحوثيين أنفسهم