غوارديولا.. مدرب طور في ثقافة الكرة الألمانية

المشككون في قدراته لعدم حصوله على لقب دوري الأبطال مع بايرن ميونيخ عليهم الرجوع للتاريخ

فاز غوارديولا منذ تولى مهمته في بايرن قبل سنتين ونصف بلقبين للدوري
فاز غوارديولا منذ تولى مهمته في بايرن قبل سنتين ونصف بلقبين للدوري
TT

غوارديولا.. مدرب طور في ثقافة الكرة الألمانية

فاز غوارديولا منذ تولى مهمته في بايرن قبل سنتين ونصف بلقبين للدوري
فاز غوارديولا منذ تولى مهمته في بايرن قبل سنتين ونصف بلقبين للدوري

قد تكون فترة الإجازة الشتوية هبة من السماء للاعبين المصابين، والمدربين المنهكين وموظفي الأندية المثقلين بالأعباء، لكن بالنسبة لمشجعي كرة القدم في ألمانيا، هي فترة يتخللها فقط كثير من التزلج والمرح. انتظر ملايين الناس بطول البلاد وعرضها بشغف يوم الجمعة 22 يناير (كانون الثاني) – وهو يوم استئناف مباريات الدوري الألماني «البوندزليغا» أخيرا.
لكن هنالك شخص آخر متلهف للعودة إلى منافسات البوندزليغا، وهو جوسيب غوارديولا، فمرور ستة أسابيع من دون كرة قدم قد يكون وقتا طويلا بالنسبة لرجل كغوارديولا. ولا شك أن مدرب بايرن ميونيخ حصل على وقت كاف لتقييم النصف الأول من الموسم، فيصنع تعديلات وتغييرات ثم يعود إلى لوحة الرسم، وذهنه مشغول بخطته المحكمة من أجل تحقيق النجاح على الصعيدين المحلي والأوروبي. ويمكن القول بثقة إن غوارديولا كان يعد الأيام والساعات حتى انطلاق الدوري يوم الجمعة الماضي. بدأ بايرن ميونيخ النصف الثاني من الموسم برحلة إلى هامبورغ مساء الجمعة سجل فيها روبرت ليفاندوفسكي هدفين ليقود بايرن ميونيخ حامل اللقب للفوز 2 - 1 على مضيفه. وتمثل هذه المباراة بالنسبة إلى النادي ومدربه، البداية لشهور قليلة ستجمعهما معا - حيث يتطلع كل من الطرفين لإنهاء العلاقة بصورة طيبة. سيكون بعض المشككين والمتشائمين جاهزين للقول بأن غوارديولا فشل في مهمته في ميونيخ إذا لم يحصد الفريق لقب دوري الأبطال الأوروبي في مايو (أيار)، لكنهم سيكونون مخطئين جدا للحكم عليه من هذه الزاوية الضيقة.
لقد فاز غوارديولا منذ تولى مهمته في بايرن، قبل سنتين ونصف، بلقبين للدوري، ولقب في كأس ألمانيا، وكأس العالم للأندية، وكأس السوبر الأوروبية، ووصل إلى دور الأربعة في دوري أبطال أوروبا مرتين. وهو سجل مبهر، لكن بالنظر إلى مكانة النادي والمدرب على حد سواء، قد لا يتفق الجميع على أن غوارديولا أدى مهمته على أكمل وجه. يقول منتقدو غوارديولا إن البايرن مرشح للفوز بالدوري والكأس في غالبية المواسم، وهم يشيرون إلى أن قلة من الجماهير هم المقتنعون فعلا بلقبي كأس العالم للأندية والسوبر الأوروبي. إن النجاح بالنسبة لبايرن وعدد قليل آخر من الأندية يقاس بما يحققه الفريق في دوري أبطال أوروبا، بصرف النظر عن صحة هذا التقييم من عدمه. وبالنسبة لقطاع من الجمهور، سيكون الإخفاق في تجاوز دور الأربعة هذا الموسم، بعد أن وصل إليه الفريق في المرتين السابقتين، نوعا من الفشل. لكن الشيء المؤكد أنه لا يمكن لأي مدرب، ناهيك بسمعته وسجله التدريبي، أن يضمن الفوز بدوري أبطال أوروبا. على سبيل المثال حقق جوزيه مورينهو هذا اللقب مع بورتو والإنتر، لكنه كان أقل نجاحا مع ريال مدريد - وهو فريق يحمل من المؤهلات ما يجعله قادرا على حصد البطولة، أكثر من بورتو والإنتر. كما ولم يحقق مورينهو في تشيلسي الإنجازات التي سبقه إليها إفرام غرانت وروبرتو دي ماتيو. كذلك نجح كارلو أنشيلوتي أخيرًا في اقتناص البطولة «العاشرة» في دوري أبطال أوروبا لريال مدريد، لكن بعد أن أخفق من قبل في إحرازها. كما ظل أرسين فينغر، وهو واحد من أبرز المدربين أصحاب الفكر الهجومي الذين عملوا في إنجلترا، يطارد هذا اللقب على مدار عقدين من الزمن في آرسنال. وحتى غوارديولا، الذي فاز باللقب مرتين في 3 مواسم مع برشلونة، لا يضمن أنك ستكون بحاجة لحجز حافلة ذات سقف مفتوح في نهاية مايو للاحتفال باللقب.
وعلى أية حال، فإن غوارديولا حقق 5 ألقاب، ونفس الرقم تقريبا بالنسبة لمعظم المدربين المعاصرين له خلال نفس الفترة، لكن على خلاف كثير من المدربين المرموقين الآخرين، فإن الملعب هو أفضل ما تظهر فيه ثمرات عمله، وليس خزانة الكؤوس. وعلى خلاف البعض الآخر من المدربين، لا يعتمد غوارديولا فقط على الإنفاق الباذخ لتغيير الأمور. لقد كانت أكبر صفقة عقدها الفريق منذ تولى مهمته، هي التعاقد مع ثياغو ألكانتارا، بينما كان الفريق قد انتهى بالفعل من صفقة استقدام ماريو غوتزه من بروسيا دورتموند مقابل 37 مليون يورو. وفي حين أن روبرت ليفاندوفسكي وأرتورو فيدال ودوغلاس كوستا قد يساهمون في تحسين أداء أي فريق يلعبون له، إلا أنه يصعب القول إن البايرن يتعامل بطريقة السعي لاقتناص كل اللاعبين البارزين، كما تفعل الأندية الكبرى الأخرى في هذا العصر الذي يشهد إنفاقا هائلا. إن القدوم إلى ناد فاز لتوه بالثلاثية، وتحت قيادة مدرب مثل يوب هاينكس، يحظى بالاحترام والشعبية على نطاق واسع، كان من الممكن أن يتسبب في مشكلات كبرى. كان يمكن ألا يحقق غوارديولا أي شيء: فإما أن تترك الأمور تأخذ مجراها، ويتم اتهامك بالاعتماد على العمل الشاق للمدرب السابق، أو تحاول أن تبسط نفوذك على الفريق، وحينها يتم اتهامك أيضًا بالمغامرة لمحاولتك تغيير معادلة رابحة. الحكمة تقول: «لا تتدخل لإصلاح شيء ناجح»، وبالفعل لم يسع غوارديولا إلى عمل إصلاح أو تفكيك المعادلة جزءا جزءا، بل قام بضبطها.
لقد أصبح تطبيق مصطلح الفلسفة على أساليب كرة القدم مبتذلا بعض الشيء، لكنه يتناسب مع نوعية من المدربين الذين لديهم أسلوب لعب واضح، بغض النظر عن النتائج. ولا شك أن غوارديولا من هذه النوعية. وسواء اتفقت أم اختلفت مع أفكاره في كرة القدم، إلا أنك تستطيع أن تتعرف على فريق يدربه غوارديولا. بمجرد أن وصلت طائرته إلى ميونيخ كان يتلهف إلى العمل على مجمع «سيبنر شتراس» الخاص بتدريب بارين ميونيخ. وجد غوارديولا غالبية اللاعبين في غاية التقبل لأفكاره، وبدأ غرس خططه التكتيكية فيهم، وحدد لاعبين معينين ليخضعوا لاهتمام خاص. ولم يكن من قبيل المفاجأة أن يمضي البايرن ليفرض هيمنته على البوندزليغا، وإنما كانت المفاجأة في أسلوب اللعب بالتأكيد. وسرعان ما ظهر بوضوح أن مستوى الانسيابية والسلاسة الذي اعتدنا مشاهدته في معقل برشلونة في «كامب نو»، لم يكن من قبيل الصدفة، ولا هو حكر على أبناء أكاديمية برشلونة «لا ماسيا». في أول موسم له في ميونيخ كانت بصمات غوارديولا واضحًا تمام الوضوح على كافة جوانب الفريق.
وكما هو متوقع، كان التركيز على الاستحواذ، لكن هذا لم يكن معناه ببساطة أننا أمام أسلوب «التيكي تاكا»، المعتمد على التمريرات السريعة والقصيرة للاستحواذ على الكرة. بدلا من التمرير من أجل التمرير، استخدم البايرن استحواذه لإنهاك المنافس، واستدراجه لمطاردة الكرة ومشاهدتها وهي تتحرك سريعا من قدم لأخرى، ثم في الوقت المناسب، ينتقل اللعب إلى ملعب الخصم وينطلق الفريق في هجوم شرس. لقد كان البايرن وألمانيا في حاجة إلى غوارديولا، فهو لم يحسن أداء اللاعبين فحسب، بل وضعهم أمام تحد تكتيكي وبدني. وقد نضج اللاعبون ذوو الخبرة من أمثال فيليب لام، وباستيان شفاينشتايغر، ورافينها، بل وأولئك اللاعبين الذين لا يزالون في بواكير مسيراتهم الكروية، مثل كلاوديو بيزارو، نضجوا جميعا كلاعبين، وأضافوا مزيدا من المؤهلات لثقافتهم الكروية.
لقد غير الوقت الذي قضاه غوارديولا في البوندزليغا ثقافة كرة القدم في البلاد. في السنوات الأخيرة، كان المنتخب الألماني يستمد تشكيله الأساسي من صفوف البايرن، وقد ساهم عمل غوارديولا مع لاعبين مثل مانويل نوير وبواتينغ ولام وشفاينشتايغر وتوماس مولر، في صقل أدوات المدرب يواكيم لوف، من دون شك. وبشكل خاص، أظهر لوف بالفعل أنه لا يميل كثيرا للاستفادة من الأدوار المتزايدة التي يؤديها لام كلاعب وسط مدافع، وكلفه بواجبات مشابهة مع المنتخب الوطني. نوير ومولر وبواتينغ ولام هم 4 من 5 كان يعتمد عليهم غوارديولا في معظم الأوقات، واللاعب الخامس، وهو رافينها، سيكون ممتنًا للطريقة التي بث بها غوارديولا الحيوية في أدائه. كان رافينها بالأساس يلعب بديلا للام في مركز الظهير الأيمن في عهد المدرب هاينكيس، لكن أداء اللاعب البرازيلي، وكذلك زميله ديفيد ألابا، شهد انتعاشة في عهد غوارديولا، الذي تميل رؤيته للظهير العصري إلى جعله لاعب ارتكاز مدافع إضافي، يلعب في أي من جانبي محور عمق الملعب، الذي عادة ما يشغله لام أو ثياغو.
ربما لم ينجح غوارديولا في تحقيق المجد الأوروبي لميونيخ إلى الآن، لكن هذا ما زال في إمكانه. غير أنه حتى لو أخفق البايرن في هذا الهدف مجددا هذا الموسم، فإن فترة تولي غوارديولا مسؤولية الفريق فنيا، نقلت النادي والمنتخب الوطني إلى الأمام - وهنا كان نجاحه مدويًا.



خيسوس: طبيعي أن تكون المباراة «مشحونة»

خيسوس خلال المؤتمر الصحفي لنهائي السوبر السعودي (تصوير: مشعل القدير)
خيسوس خلال المؤتمر الصحفي لنهائي السوبر السعودي (تصوير: مشعل القدير)
TT

خيسوس: طبيعي أن تكون المباراة «مشحونة»

خيسوس خلال المؤتمر الصحفي لنهائي السوبر السعودي (تصوير: مشعل القدير)
خيسوس خلال المؤتمر الصحفي لنهائي السوبر السعودي (تصوير: مشعل القدير)

أشار البرتغالي جورجي خيسوس، المدير الفني لفريق الهلال، إلى إمكانية مشاركة البرازيلي مالكوم أمام النصر، في المباراة التي تجمعهما، اليوم السبت في كأس السوبر السعودي.

وقال خيسوس، في المؤتمر الصحافي الخاص بالمباراة: «مجدداً الهلال طرف في نهائي آخر ضد منافس قوي، ستكون مباراة قوية. ستظهر صورة الكرة السعودية التي وصلت إلى المستوى العالي، والعالم يشاهد».

وأضاف: «الفريقان يملكان لاعبين كثراً على مستوى عالٍ من الجودة، وبالطبع نبحث عن أن نظهر الوجه القوي للكرة السعودية».

وتابع: «المباراة ستكون منقولة على مستوى العالم ودول أوروبا والبرازيل، نرغب في أن نظهر أفضل صورة للكرة السعودية، نرغب في أن نظهر ما أظهرناه في الموسم الماضي».

وواصل: «في كل مكان بالعالم النهائيات والديربيات يكون فيها شد ذهني لا يمكن السيطرة عليه بالكامل، المستوى هذا من الصعب أن نتحكم خلاله في ردة الفعل. هناك بعض اللحظات التي يكون فيها شحن وهي طبيعية».

وبسؤاله عن موقف البرازيلي مالكوم من المباراة، أوضح خيسوس: «لقد تدرب مع الفريق اليوم، وبناءً على ذلك سنتخذ القرار الأنسب، كل شيء سيعتمد على التمرين الأخير».

وأردف: «مالكوم من أفضل اللاعبين الموجودين على مستوى الهلال والدوري، وبالنسبة لي بصفتي مدرباً معرفة مالكوم التكتيكية مهمة، وهو حل مهم لنا، يجعل الأمور أسهل».

ورفض خيسوس الحديث عن لاعبه سعود عبد الحميد الذي ارتبط بالانتقال إلى صفوف روما الإيطالي خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية.

وأكد: «الهلال يملك قائمة قوية من اللاعبين، وفترة الإعداد كانت من أجل العمل على استعداد اللاعبين، خصوصاً مثل الموجودين خارج الفريق الموسم الماضي؛ مثل حمد اليامي الذي كان بالشباب، ويملك إمكانات جيدة».

وواصل: «نحن معتادون على حب الجماهير الذي يتحرك معنا، لامسنا هذا الأمر العام الفائت، نحاول أن نمنحهم بطولة أخرى، وقفوا معنا، ودعمونا، ونحن موجودون لأجل إرضاء الجماهير».

وأتم خيسوس حديثه بالإشادة بمهاجمه ميتروفيتش، قائلاً: «إنه محترف على مستوى عالٍ داخل وخارج الملعب، بداية الإعداد كانت رائعة؛ إذ خسر بعض الوزن، ميتروفيتش مثال لنوعية المحترف المثالي».

من جانبه، يأمل الصربي ألكسندر ميتروفيتش، مهاجم الهلال في الفوز بكأس السوبر على حساب النصر.

وقال ميتروفيتش في المؤتمر الصحافي: «ستكون مباراة قوية ضد منافس قوي، لعبنا أمامهم في الموسم الماضي، ونتمنى أن نكون الطرف المنتصر».

وأفاد: «لا يوجد شيء اختلف في الإعداد لمواجهة النصر. إنها مثل أي مباراة أخرى، نركز على أنفسنا وتنفيذ تعليمات المدرب أفراداً ومجموعة».

وأكمل: «ستكون مباراة كبيرة حافلة بالحضور الجماهيري، نحن محظوظون بوجود الجماهير داخل أرضنا وخارجها».

واختتم: «السعادة ستكون أكبر إن انتصرنا مع تسجيلي للأهداف، ولكن الهدف الرئيسي إسعاد الجماهير والفوز باللقب».