80 ألف جندي روسي على حدود أوكرانيا.. وكييف تتخوف من غزو

البرلمان يتجه لحل المجلس الأعلى للقرم

80 ألف جندي روسي على حدود أوكرانيا.. وكييف تتخوف من غزو
TT

80 ألف جندي روسي على حدود أوكرانيا.. وكييف تتخوف من غزو

80 ألف جندي روسي على حدود أوكرانيا.. وكييف تتخوف من غزو

أعلنت أوكرانيا أمس، التأهب لما سمته بـ«غزو واسع الناطق» تعد له روسيا وجيشت له أكثر من 80 ألف رجل على الحدود، إضافة إلى عشرات الطائرات ومئات الدبابات، على خلفية أزمة إطاحة نظام الرئيس فيكتور يانوكوفيتش وما تلاه من تداعيات سريعة أبرزها إعلان منطقة القرم الأوكرانية استقلالها والاستعداد لتنظيم استفتاء قد يسمح لها بالانضمام إلى الاتحاد الروسي. وأمام الفارق الكبير في موازين القوى على الأرض بالشرق والجنوب الأوكرانيين، ووسط الحماس الملتهب بين الثوار الذين تمكنوا بحراكهم من الإطاحة بنظام يانوكوفيتش والتسبب لاحقا في التدخل الروسي، يريد المسؤولون الأوكرانيون الآن اللجوء إلى «شبان ميدان كييف»، الذين لا يزال بعضهم مرابطا في خيام، من أجل تجنيدهم في قوة أمنية جديدة قوامها 20 ألف رجل وستوكل إليها مهمة الدفاع عن البلاد ضد الغزو الروسي المحتمل. ويعتزم المسؤولون العسكريون والأمنيون مباشرة تقديم التدريبات اللازمة لهؤلاء الشبان ابتداء من اليوم الخميس. وموازاة مع هذه الإجراءات، يستعد البرلمان الأوكراني لعقد جلسة اليوم الخميس أيضا يعتقد كثيرون في كييف أنها ستفضي إلى حل المجلس الأعلى لجمهورية القرم، إثر القرار الذي اتخذه أول من أمس بإعلان المنطقة المتمتعة بحكم ذاتي مستقلة. وتأتي هذه التطورات كمؤشر على فشل المساعي الدبلوماسية لاحتواء الأزمة ورفض موسكو، على ما يبدو، الاستجابة للتحذيرات الأوروبية بفرض عقوبات متعددة الجوانب ضدها.
وقال أمين «مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني» أندريه باروبي، في كييف أمس، إن «أوكرانيا تواجه في الوقت الراهن خطر غزو كامل النطاق من مختلف الاتجاهات»، مضيفا أن «مجموعات واسعة من القوات المسلحة الروسية باتت على الحدود الأوكرانية». وأوضح خلال مؤتمر صحافي حضرته «الشرق الأوسط»، أن عدد هذه القوات الروسية يتجاوز 80 ألف رجل، مدعومين بنحو 270 دبابة و370 نظاما دفاعيا ونحو 140 طائرة مقاتلة و40 طائرة هليكوبتر و19 سفينة حربية وقوارب. وأشار إلى أن القوات الروسية باتت منتشرة على الحدود وعلى بعد نحو ساعتين أو ثلاث ساعات فقط بالسيارة من كييف. وشرح أن الحكومة الأوكرانية كانت تتحسب لمثل هذه الخطوة، منذ أعلنت موسكو بدء تدريبات عسكرية في مناطق قريبة من الحدود وأعقبتها بالقول إن التمارين ستدوم خمسة أيام فقط: «لكن ذلك لم يحدث بل جرى تعزيز القوات»، على حد تعبيره.

وقال: إن الحكومة المركزية في كييف تتواصل بشكل دائم مع القوات المسلحة في القرم «عبر الهاتف ووسائل أخرى»، لضمان تزود الجنود بالمؤونة وبقاء معنوياتهم عالية. وشدد على قدرة القوات الأوكرانية على الدفاع عن البلد، مؤكدا أن سحب الجنود غير وارد ولا يمكن اعتباره خطة «ب» بديلة.

وكشف المسؤول الأمني البارز أنه بموازاة التحركات العسكرية، تسلل نحو 6 آلاف روسي إلى الشرق الأوكراني وباتوا ينتقلون في مدن المنطقة محاولين إحداث عمليات «تخريبية». وقال: إن سلطات تطبيق القانون الأوكرانية ألقت القبض على بعض هؤلاء الأجانب في مناطق دونيتسك ولوغانسك وخيرسون الشرقية، وأحبطت «خططا تخريبية» كانوا يريدون تنفيذها، لكنه لم يقدم تفاصيل حول طبيعة تلك الخطط. وتابع أن هذه العناصر الموجودة في القرم الجنوبية، تنتشر أمام القواعد العسكرية التابعة للأسطول الروسي المتمركز في البحر الأسود. وذكر أن حرس الحدود الأوكراني منع نحو 3700 روسي يشتبه أيضا في كونهم مخربين، من دخول الأراضي الأوكرانية. كما تحدث عن «رصد دخول مبالغ مالية هائلة من الجانب الروسي مخصصة لزعزعة الوضع في شرق أوكرانيا».

وحذر باروبي من التخطيط لتكرار السيناريو الذي جرى في القرم الجنوبية في مناطق الشرق الأوكراني عبر الاستيلاء على المباني الإدارية ثم إعلان مطالب استفتاء للانفصال. وحدد لوهانسك ودونيتسك وأوديسا وخيرسون، باعتبارها أربع مناطق مرشحة لأن تعرف «مخاطر عالية» في المرحلة المقبلة. ولم يفصل في طبيعة تلك المخاطر، لكنه بدا أنه أراد الإشارة إلى احتمال أن تعرف هذه الأقاليم دعوات انفصالية على غرار القرم.

وفي تطرقه للوضع في القرم، عرج باروبي على «مخاوف» تنتاب السكان هناك قبل الاستفتاء المرتقب تنظيمه الأحد المقبل بشأن البقاء ضمن السيادة الأوكرانية أو الانضمام إلى روسيا. وقال: إنه جرى تسجيل 399 نازحا من القرم حتى الآن «يريدون المغادرة بعدما باتوا يشعرون بوجود تهديد لحياتهم». وأضاف أن «هؤلاء يتحركون في مناطق آمنة ونحن نسعى لضمان حمايتهم الدستورية». وقال أيضا إننا «نرصد تزايد أعداد النازحين الذين يريدون الالتحاق بأوكرانيا الأوروبية». ولم يخف المسؤول الأمني والدفاعي بأن السلطات الأوكرانية اتصلت بقادة بلدات جمهورية القرم وطلبت منها عدم التعاطي إيجابيا مع استفتاء الأحد، واعتبار هذا الحدث مجرد «مناورة سياسية» من روسيا والموالين لها في القرم، على حد قوله.

وفي إطار التحسب للأسوأ، باشر قادة الاحتجاجات في «ميدان الاستقلال» بكييف أمس، التعبئة من أجل الانضمام إلى قوة «الحرس الوطني» التي بدئ بتشكيلها مبدئيا الأسبوع الماضي وتسعى الحكومة والبرلمان الآن لإعطائها الإطارين القانوني والسياسي. ويتكون «الحرس الوطني» من 20 ألف شخص، غالبيتهم من مجموعات «الدفاع الذاتي» التي أطاحت باعتصامها في ميدان كييف بنظام يانوكوفيتش. وقال باروبي أمس، إن «الحرس الوطني» سيتشكل في غالبيته من ثوار ميدان الاستقلال، وتوفير التدريبات اللازمة لهؤلاء الشبان سيبدأ (اليوم) الخميس.

سياسيا، يستعد البرلمان الأوكراني لعقد جلسة اليوم ستركز على موضوع مصير القرم. وأشارت مصادر إعلامية في كييف أمس، إلى أن الجلسة تتجه لحل المجلس الأعلى للقرم بعد اتخاذه قرارا بإعلان الجمهورية المتمتعة بحكم ذاتي مستقلة. ويبدو أن مجلس القرم اتخذ هذه الخطوة أول من أمس، استباقا لمنح استفتاء الأحد الشرعية القانونية. ويذكر أن الدستور الأوكراني لا يعد نتائج أي اقتراع قانونية ما لم ينظم في كل أنحاء البلاد.

ويبدو أن هذه المشكلة الدستورية ستواجه حتى الحكومة الأوكرانية التي تعتزم تنظيم انتخابات رئاسية في 16 مايو (أيار) المقبل. وسيتعين على الحكومة المركزية في كييف تنظيم العملية الاقتراعية في كل أنحاء البلاد، بما فيها القرم التي لا تريد التفريط فيها، حتى يكون الاقتراع الرئاسي شرعيا. يذكر أن منطقة القرم ألحقت بأوكرانيا من قبل الاتحاد السوفياتي في عام 1954. لكن موسكو احتفظت بحق استخدام أسطولها العسكري المنتشر في البحر الأسود، في الميناء الرئيسي لمدينة سيفاستوبول القرمية. وتعد هذه المدينة المقر الرئيسي للأسطول الروسي منذ 250 سنة.



«محادثات برلين» تركز على الضمانات و«التنازل» الأوكراني عن أراضٍ

الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يغادران قصر بيلفيو في برلين أمس (إ.ب.أ)
الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يغادران قصر بيلفيو في برلين أمس (إ.ب.أ)
TT

«محادثات برلين» تركز على الضمانات و«التنازل» الأوكراني عن أراضٍ

الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يغادران قصر بيلفيو في برلين أمس (إ.ب.أ)
الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يغادران قصر بيلفيو في برلين أمس (إ.ب.أ)

لم تفضِ الاجتماعات الماراثونية التي شهدتها العاصمة الألمانية برلين إلى اختراق في المفاوضات لإنهاء الحرب في أوكرانيا، رغم أجواء التفاؤل التي أشاعها المشاركون في الاجتماعات بين الوفدين الأميركي والأوكراني.

المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف لدى خروجه من السفارة الأميركية في برلين الاثنين (د.ب.أ)

وبعد جولتين من المفاوضات، الأولى دامت خمس ساعات ونصف الساعة يوم الأحد والثانية قرابة الساعتين صباح الاثنين بين الوفدين الأميركي والأوكراني، بقيت النقاط الأساسية التي ركزت عليها المحادثات عالقة؛ وهي تخلي أوكرانيا عن أراضٍ إضافية وضمانات أمنية تطالب بها كييف، وهذا رغم إعلان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي استعداده للتخلي عن طموح الانضمام إلى حلف شمالي الأطلسي (الناتو). وكانت موسكو قد اشترطت أن تتخلى أوكرانيا عن فكرة الانضمام إلى الحلف الغربي إذا أرادت إنهاء الحرب.

ولكن زيلينسكي بقي متمسكاً بالحصول على ضمانات أمنية أميركية - أوروبية شبيهة بتلك التي يمكن لأوكرانيا الحصول عليها في حال انضمت لحلف «الناتو»، وهو مطلب أيده فيه القادة الأوروبيون الذين توافدوا إلى العاصمة الألمانية في إشارة تضامن مع كييف ودعم لمطالبها أمام الخطة الأميركية التي اعتبرها كثيرون بأنها تميل إلى روسيا.

وبقيت كذلك مسألة تخلي أوكرانيا عن منطقة دونباس عائقاً أمام حصول خرق، وهو ما بقي الطرف الأميركي يقنع زيلينسكي به، بحسب ما نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤولين أوكرانيين. ويعتبر الرئيس الأوكراني التخلي عن دونباس خطاً أحمر، وهو يقترح في المقابل تجميد خطوط القتال كما هي من دون الانسحاب منها.

من جانبه، شدد الكرملين على أن بقاء كييف خارج حلف «الناتو» يشكّل «أساساً» في المفاوضات الرامية لإنهاء الحرب. وشدد الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف في تصريحات للصحافيين الاثنين على أن مسألة بقاء كييف خارج الحلف العسكري الغربي «تعد من بين الأساسيات وتستوجب مباحثات خاصة». وأضاف أن روسيا تنتظر من الولايات المتحدة «إبلاغنا بالمبدأ الذي يجري بحثه في برلين».

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لدى اجتماعه مع الرئيس الفنلندي ألكسندر ستاب في برلين الاثنين (رويترز)

«وساطة» فنلندية

وشكل وصول الرئيس الفنلندي ألكسندر ستاب إلى برلين ليل الأحد - الاثنين، مفاجأة، ويبدو أنه وصل للتوسط بين الوفدين الأميركي والأوكراني ومحاولة تقريب وجهات النظر بينهما. وكسب ستاب سمعة «الهامس الأوروبي» بأذن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بعد أن نجح بصقل علاقة صداقة معه في الأشهر الماضية. وتوطدت علاقتهما من خلال اهتمامهما المشترك بلعبة الغولف، إذ يلعب ستاب رياضة الغولف بشكل محترف، وهو ما يبدو بأنه لاقى إعجاب ترمب الذي استقبله في منتجعه في مارالاغو بفلوريدا للعب الغولف قبل بضعة أشهر. ويعتبر ستاب في المقابل من أشد المدافعين عن أوكرانيا، والعارفين بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحكم موقع بلاده الجغرافي الواقعة على الحدود مع روسيا وتاريخها معها. والتقى ستاب ليل الأحد في فندق أدلون المجاور للسفارة الأميركية في برلين، المبعوثين الأميركي ستيف ويتكوف وجيراد كوشنر قبل أن يلتقي مجدداً صباح الاثنين بالرئيس الأوكراني زيلينسكي في مقر المستشارية التي تحولت إلى مركز للمفاوضات بين الجانبين الأميركي والأوكراني.

ولم يكن واضحاً ما الذي نقله ستاب من الوفد الأميركي إلى الوفد الأوكراني، ولكنه قال في مقابلة لقناة هولندية: «إننا أقرب إلى اتفاق سلام أوكراني من أي وقت مضى». وصدر كلام شبيه عن وزير الخارجية الألماني يوهان فادفول الذي قال في تصريحات لصحف ألمانية: «لم تكن المفاوضات جادة من قبل كما هي الآن». وأوحى كذلك رئيس الوفد الأوكراني المفاوض رستم أوميروف بإيجابية في المفاوضات مع الطرف الأميركي، وكتب على حسابه على منصة «إكس» بعد انتهاء المفاوضات أنه تم تحقيق «تقدم حقيقي» نحو اتفاق سلام دائم، مضيفاً أن الأميركيين «يعملون بشكل بناء لمساعدة أوكرانيا على إيجاد طريق لاتفاق سلام دائم».

المستشار الألماني فريدريش ميرتس يتحدث أمام المنتدى الاقتصادي الألماني الأوكراني في برلين الاثنين (رويترز)

وبعد يوم على وصول زيلينسكي والمبعوثين الأميركيين، توافد الزعماء الأوروبيون إلى برلين من بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر ورئيس المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين من بين آخرين، إضافة إلى أمين عام حلف «الناتو» مارك روته، وانضموا إلى اجتماع زيلينسكي بالمستشار الألماني فريدريش ميرتس مساء. ويبدو أن الثلاثي الأوروبي، ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، حاولوا إقناع الطرف الأميركي بتقديم ضمانات أمنية واضحة لكييف والتوقف عن دفع أوكرانيا للتخلي عن دونباس. وقد وصفت رئيسة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس تسليم دونباس لروسيا بأنه «سيكون البداية» وبأن روسيا ستقرأ ذلك ضوءاً أخضر لكي تستولي على كامل أوكرانيا وتكمل أبعد من ذلك.

ونقلت مجلة «بوليتيكو» عن مسؤول فرنسي أن زيلينسكي رفض، خلال المفاوضات مع الطرف الأميركي، سحب القوات الأوكرانية والروسية من دونباس وإنشاء منطقة اقتصادية حرة منزوعة السلاح هناك. وقبل أيام، نقلت صحيفة «لوموند» أن السلطات الأوكرانية تؤيد فكرة إنشاء منطقة عازلة منزوعة السلاح في دونباس، لكن بشروط. وترى أن ذلك يتطلب انسحاباً متبادلاً للقوات على طول خط المواجهة الحالي. وأشارت الصحيفة إلى أن هذا البند أُدرج في خطة السلام الجديدة المقدمة إلى واشنطن والمكونة من 20 بنداً، وأن أوكرانيا هي من قدمت هذا المقترح بدعم من بريطانيا وفرنسا وألمانيا، وليس الولايات المتحدة.

وكانت واشنطن قد اقترحت الشهر الماضي، خطة سلام من 28 بنداً لإنهاء الحرب في أوكرانيا، ولكن الوثيقة أثارت استياء كييف وشركائها الأوروبيين الذين اعتبروا أنها تتبنى الأفكار الروسية لإنهاء الحرب وقدموا اقتراحات لتعديلها.

مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس خلال جلسة لمجلس الشؤون الخارجية بالاتحاد في بروكسل الاثنين (رويترز)

«أسبوع حاسم» أمام أوروبا

في سياق متصل، أفادت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، الاثنين، بأن الأسبوع الحالي في بروكسل سيكون «حاسماً» بالنسبة لأوكرانيا وتمويل حربها مع روسيا. وقالت كالاس قبيل بدء اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل: «هذا أسبوع بالغ الأهمية» لتمويل أوكرانيا، إذ سيتعين على قادة الاتحاد اتخاذ قرار بهذا الشأن في قمة يعقدونها يومي الخميس والجمعة. وأكدت أن المفاوضات بين الدول الأعضاء الـ 27 بشأن الأصول الروسية المجمدة مستمرة، لكنها «تزداد صعوبة».

وتدرس الدول الأعضاء الـ 27 في الاتحاد الأوروبي استخدام الأصول الروسية المجمدة لتمويل «قرض تعويضات» لأوكرانيا، إلا أن العديد من الدول الأوروبية تبدي تردداً في هذا الموضوع، وعلى رأسها بلجيكا حيث تتركز معظم هذه الأصول الروسية في أوروبا.

وأقرت كالاس بأن «الخيار الأكثر جدوى يتمثل في توفير قرض من أجل تمويل التعويضات، وهذا ما نعمل عليه. لم نصل إلى هذه المرحلة بعد، والأمر يزداد صعوبة». لكنها رددت موقفاً سبق أن أطلقه رئيس المجلس الأوروبي أنتونيو كوستا، قائلة: «لن نغادر الاجتماع (القمة) حتى نتوصل إلى نتيجة، حتى نحصل على قرار بشأن تمويل أوكرانيا».

وإلى جانب استخدام الأصول الروسية المجمّدة، اقترحت المفوضية الأوروبية خياراً آخر يتمثل في تقديم قرض أوروبي، لكنه يصطدم بمعارضة دول أعضاء عدة ولا سيما ألمانيا.

وأكدت كالاس أن هذا الخيار «لا يحظى بالقبول»، مضيفة أن استخدام الأصول الروسية المجمدة يتميز أيضا بأنه لا يُكلف دافعي الضرائب الأوروبيين شيئاً، «وهذا أمر بالغ الأهمية». وأضافت: «إنها تبعث برسالة واضحة: إذا ألحقتم كل هذا الضرر بدولة أخرى، فعليكم دفع تعويضات». وقالت كالاس مجدداً إن قرار استخدام هذه الأصول المجمدة يمكن أن تتخذه أغلبية مؤهلة من الدول الأعضاء، ولكن لا مجال للقيام بذلك من دون بلجيكا. وتابعت: «أعتقد أنه من الضروري إشراكهم، أياً كان قرارنا».


كشف جاسوسة روسية بفضل رقم الشريحة الإلكترونية لقطتها

القطة لويزا
القطة لويزا
TT

كشف جاسوسة روسية بفضل رقم الشريحة الإلكترونية لقطتها

القطة لويزا
القطة لويزا

قاد رقم الشريحة الإلكترونية المثبّتة في قطة أليفة إلى كشف هوية جاسوسة روسية كانت تنشط سرّاً في إيطاليا، بعد سنوات من التخفي ومحاولات التسلل إلى دوائر قريبة من حلف شمال الأطلسي (الناتو). وفقاً لموقع «سيبر نيوز»

فالشريحة الإلكترونية (الميكروشيب)، التي تُعد شرطاً أساسياً لسفر الحيوانات داخل الاتحاد الأوروبي، تحولت إلى الخيط الوحيد الذي مكّن المحققين من تعقّب صاحبة القطة، ليتبيّن لاحقاً أنها عميلة استخباراتية روسية عاشت في إيطاليا لأكثر من عقد متخفيةً بهوية مزيفة.

وحملت الجاسوسة اسم «ماريا أدِيلا كوفيلدت ريفيرا»، وظهرت في المجتمع الإيطالي على أنها صانعة مجوهرات من أصول بيروفية. وخلال سنوات إقامتها، نجحت في نسج علاقات اجتماعية واسعة، شملت صداقات مع زوجات جنرالات في «الناتو»، إضافة إلى علاقات عاطفية مع أشخاص مقرّبين من مقر الحلف في مدينة نابولي، ما أتاح لها الاقتراب من دوائر حساسة والحصول على معلومات ذات طابع أمني.

غير أن نشاطها لم يمر من دون رصد. فبعد أن كشف الصحافي الاستقصائي والمؤلف كريستو غروزيف وفريقه خيوطاً أولية حول حقيقتها، اختفت المرأة فجأة من إيطاليا، تاركةً وراءها لغزاً حيّر المحققين أشهراً طويلة، في ظل غياب أي رابط واضح بين هويتها المزعومة في إيطاليا وحياتها الحقيقية في روسيا.

وفي مقطع فيديو تمهيدي لتحقيق مرتقب، قال غروزيف إن «الخيط الوحيد الذي ربط السيدة البيروفية المزيّفة بالشخص الذي عاد للعيش في روسيا كان قطتها». وأضاف: «جميع أصدقائها في إيطاليا تحدثوا عن تعلقها الشديد بقطتها لويزا».

وبما أن القوانين الأوروبية تفرض على الحيوانات الأليفة حمل شريحة إلكترونية مكوّنة من 15 رقماً ومتوافقة مع معايير «آيزو»، تمكّن فريق التحقيق من الحصول على رقم الشريحة الخاصة بالقطة. وعند مطابقة الرقم مع قواعد بيانات روسية مسرّبة، تبيّن وجود قطة مسجلة بالرقم ذاته لدى عيادة بيطرية في روسيا.

ولم تتوقف المفاجآت عند هذا الحد؛ إذ قاد البحث إلى حساب على شبكة التواصل الاجتماعي الروسية «فكونتاكتي» (VK) لامرأة تُدعى أولغا كولوبوفا، كانت قد وضعت صورة القطة نفسها «لويزا» صورةً لحسابها الشخصي، كما أبدت إعجابها بصفحة العيادة البيطرية ذاتها.

ووفق التحقيق، تُعد كولوبوفا واحدة من مجموعة كبيرة من «العملاء النائمين» الروس، المعروفين سابقاً باسم «غير الشرعيين»، وهم جواسيس يعملون بهويات مزيفة ويندمجون في مجتمعات أجنبية لفترات طويلة، مع تجنب الأنشطة عالية المخاطر، وبناء علاقات هادئة مع شخصيات مؤثرة في السياسة والأكاديميا والمؤسسات العسكرية.

ماريا أدِيلا كوفيلدت ريفيرا

وغالباً ما تبقى هويات هؤلاء العملاء طي الكتمان حتى عن أقرب الناس إليهم. ففي مثال لافت، لم يكتشف أبناء أرتيم دولتسيف وآنا دولتسيفا، اللذين عاشا في سلوفينيا بهوية أرجنتينية مزيفة، أنهم روس إلا أثناء وجودهم على متن طائرة متجهة إلى موسكو، عقب صفقة تبادل أسرى عام 2024.

ويشير مراقبون إلى أن «العملاء النائمين» يمثلون أصولاً استخباراتية بالغة الأهمية بالنسبة للكرملين، خصوصاً بعد تفكيك جزء كبير من شبكة التجسس الروسية في أوروبا عام 2022، في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، ما دفع موسكو إلى الاعتماد أكثر على هذا النوع من العمليات طويلة الأمد.


النيابة العامة الفرنسية لمكافحة الإرهاب تفتح تحقيقاً في هجوم سيدني

أشعل الناس الشموع إحياءً لذكرى ضحايا حادث إطلاق النار على شاطئ بوندي في سيدني بتاريخ 15 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
أشعل الناس الشموع إحياءً لذكرى ضحايا حادث إطلاق النار على شاطئ بوندي في سيدني بتاريخ 15 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
TT

النيابة العامة الفرنسية لمكافحة الإرهاب تفتح تحقيقاً في هجوم سيدني

أشعل الناس الشموع إحياءً لذكرى ضحايا حادث إطلاق النار على شاطئ بوندي في سيدني بتاريخ 15 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
أشعل الناس الشموع إحياءً لذكرى ضحايا حادث إطلاق النار على شاطئ بوندي في سيدني بتاريخ 15 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

أعلنت النيابة العامة الفرنسية لمكافحة الإرهاب، الاثنين، فتح تحقيق في فرنسا، بالتزامن مع تحقيق السلطات الأسترالية، في الهجوم الذي استهدف احتفالاً يهودياً على شاطئ في سيدني وأسفر عن مقتل 15 شخصاً وإصابة 42 آخرين.

أفراد من الجالية اليهودية يُحيون ذكرى ضحايا حادث إطلاق النار في شاطئ بوندي خلال وقفة حداد أقيمت بمركز شاباد بوندي بسيدني في 15 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

ومِن بين ضحايا الهجوم الذي وقع، خلال احتفال بعيد حانوكا (عيد الأنوار اليهودي)، الفرنسي دان إلكيام، وهو مهندس كمبيوتر يبلغ من العمر 27 عاماً، كما أُصيب فرنسي آخر بجروح.

وأوضحت النيابة العامة، في بيان، أن تحقيقها يركز تحديداً على تهمتي «القتل المرتبط بعمل إرهابي»، و«محاولات قتل مرتبطة بمشروع إرهابي».

وأُوكل التحقيق إلى المديرية العامة للأمن الداخلي (دي جي إس إي) وفرع مكافحة الإرهاب في المديرية الوطنية للشرطة القضائية.

وأوضح البيان أن «الهدف الرئيس من هذا التحقيق هو تمكين الضحايا وذويهم المقيمين في فرنسا من الاطلاع على المعلومات المتعلقة بتقدم التحقيقات التي تُجريها السلطات القضائية الفرنسية والأسترالية، إضافة إلى تقديم دعم أو مساعدة أو خبرة تقنية للسلطات القضائية الأسترالية». كما يهدف التحقيق إلى تسهيل استفادة الضحايا وذويهم من آليات الدعم والمساعدة.

كان وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو قد أعلن، الأحد، مقتل إلكيام، واصفاً الهجوم بأنه «اندفاع صادم من الكراهية المُعادية للسامية يجب علينا التصدّي له».

من جهته، قال رئيس المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا (كريف) يوناثان عرفي إنه تواصل، مساء الأحد، مع والدَي الضحية، معرباً باسم المؤسسات اليهودية في فرنسا، عن «تضامننا وتعاطفنا». وكان إلكيام من بين 15 شخصاً سقطوا برصاص رجلين، أب وابنه، أطلقا النار على نحو ألف شخص كانوا متجمعين على شاطئ بوندي في سيدني، للاحتفال بعيد حانوكا.