مشاهدة المباريات تلفزيونيًا لا تصنع مدربًا

الآراء «التافهة» لمن يسمون أنفسهم خبراء تفسد عقول الجماهير

تدريب الأطفال يحتاج لدراسة أكثر من المهارة
تدريب الأطفال يحتاج لدراسة أكثر من المهارة
TT

مشاهدة المباريات تلفزيونيًا لا تصنع مدربًا

تدريب الأطفال يحتاج لدراسة أكثر من المهارة
تدريب الأطفال يحتاج لدراسة أكثر من المهارة

باستطاعة غالبية المتابعين لكرة القدم في إنجلترا كتابة تحليل مطول حول تأثير قناة مثل «سكاي سبورتس» على كرة القدم. وفي اعتقادي أن الضرر الأكبر الذي سببته مثل هذه القنوات هذا التفشي الكاسح للآراء التافهة وتأثير ذلك بدوره على جهود تدريب الأطفال.
لقد أصبح الآن لدى أي شخص يتابع القنوات الرياضية اعتقاد بأنه خبير بكرة القدم. ورغم أنه من الناحية الظاهرية، أصبح الناس يمتلكون مستوى أفضل من المعلومات بخصوص كرة القدم، فإن هذا الوضع في حقيقته أسهم في استشراء حالة من التغييب الكروي. واللافت أن الأفراد المتابعين للتفاصيل الدقيقة لكرة القدم أصبحوا غافلين تمامًا عن الفكرة الأكبر المرتبطة بكيفية لعب كرة القدم فعليًا والاستمتاع بها.
ورغم أن المقاهي كانت دومًا تعج بالمهووسين بكرة القدم، لكن بالنسبة للكثيرين منهم لم تعد مجرد مسألة المتابعة كافية، حيث أصبح الكثيرون منهم يشعرون بالحاجة لفرض المصطلحات التي اكتسبوها من التلفزيون أو الكومبيوتر على أطفالهم الذين يمارسون كرة القدم. وليس عليك سوى التوجه لأحد المتنزهات يوم أحد وستعاين بنفسك مثل هؤلاء «الخبراء» الجدد يلقون على مسامع مجموعة من الأطفال الذين لا يبدو عليهم الاهتمام بما يقال لهم، خطب ومواعظ حول ضرورة «الضغط بالكرة». وعلى ما يبدو، فإن الحديث عن «الضغط» موضة الموسم الكروي الحالي، حيث كثيرًا ما نسمعه في التلفزيون ليكرره الجميع في اليوم التالي.
ويميل غالبية الصبية الصغار إلى الركض وراء الكرة في مجموعات أشبه بأسراب الأسماك في المياه الضحلة. أما مدربهم فبمقدوره أن يسرد على مسامعك أسماء لاعبي الفريق الأول لبرشلونة جميعًا بطلاقة ويحدد أيهم «لا يروق له». وكثيرًا ما يجلس لمتابعة سرب الأسماك الذي يتولى تدريبه ويهنئ نفسه بقدرة لاعبيه على «الضغط» على الخصم على نحو يجعل غوارديولا ويورغين، اللذين يعتبران بمثابة الأبوين الروحيين لفكرة الضغط على الخصم، يشعران بالفخر به. وقد أخبرني صديق يتولى تدريس الرياضة بإحدى المدارس أنه إذا دفعت بمجموعة من الصبية داخل ملعب لكرة القدم مع بعض الكرات والأصدقاء، فإنه لن يتاح أمامك سوى 60 ثانية كحد أقصى قبل أن تتشتت أنظار اللاعبين الصغار. ومع ذلك، فإنه لدى مرورك صباح الأحد على مثل هذه المجموعات من اللاعبين الصغار، تصل إلى مسامعك توجيهات لا حصر لها موجهة للاعبين.
بعد فترة من الوقت، يدرك الكثير من المدربين أنهم لا يتركون التأثير المطلوب على اللاعبين، وبالتالي يشرعون في الصراخ. ومن الواضح أنه بمجرد أن تبدأ بالصراخ في أوجه صبية صغار فإن إنصاتهم إليك يتوقف على الفور ويتحول انتباههم بعيدًا عنك. وغالبًا ما يدرك المدربون أن لاعبين معينين لا ينصتون لما يقولونه، وعليه يشرعون في توبيخهم. وبصورة عامة، فإنه عندما يصرخ المدرب في وجه أحد الصبية، يتوقف الآخرون عن الإنصات للمدرب على الفور. بيد أن المرعب في الأمر أن غالبية المعنيين بمجال كرة القدم يتورطون في هذا السلوك. والواضح أنه رغم أننا جميعًا كمهتمين ومتابعين لكرة القدم أصبحت لدينا حصيلة ضخمة من الحقائق والعبارات، فإننا ما نزال عاجزين عن تحويلها لجمل بسيطة يمكن لأطفالنا استيعابها، أو حتى تساعدهم على تحسين مستواهم والاستمتاع بكرة القدم. في الواقع، لقد اعتدت لعب كرة القدم، وكان كل شيء على ما يرام. وعندما احتاج الفريق الذي يشارك به ابني للمساعدة، تطوعت للعمل معهم.
وخلال مباراة بين فريقين دون الـ14 من العمر، وبعد واحد من الأحاديث التي وجهها المدرب للاعبيه، سألني إذا كان هناك ما أود إضافته. ورغم أنه ظل يتحدث لمدة 5 دقائق، فإن أحدًا لم يعد ينصت إليه خلال الدقائق الـ4 الأخيرة. وبالطبع كانت الإجابة الصائبة من جانبي هي: «لا». ومع ذلك، فإن هذا لم يفلح في الحيلولة دون انغماسي في استخدام مصطلحات معقدة لدى الحديث إلى الأولاد من عينة «الرغبة» و«العزيمة» و«اختراق صفوف الخصم» و«صنع القرار» و«التنفيذ الدقيق تحت ضغط» و«مساحات اللعب». بعد ذلك، تذكرت مقولة للمعلق الرياضي آندي غراي بأن المباراة عادة ما يحسمها اتجاه انتقال الكرة، فإذا كنت تركل الكرة نحو مرمى الخصم أكثر مما هو يركلها باتجاه مرماك، فإن الاحتمال الأكبر أنك أنت الفائز بالمباراة. وفي لحظة نادرة صفا خلالها ذهني أدركت أن أكثر ما يمكنك الاعتماد على مجموعة من الصبية للقيام به هو ركل الكرة باتجاه مرمى الخصم - ببساطة.
من جانبي، أخشى أنني لن أرى في حياتي فوز إنجلترا ببطولة لكأس العالم أو بطولة الأمم الأوروبية - وسيكون التدريب الرديء واحدًا من الأسباب الرئيسة وراء ذلك. إنني بالفعل أتمنى أن يحدث ذلك في حياتي ولكنني لا أمانع أن يحدث ذلك بعد مماتي. غن الشيء الحقيقي الذي يقلقني أنه عندما أبلغ السبعين من عمري وأصطحب «كلبي» في نزهة إلى الحديقة فإني لن أجد سوى ثلاثة أو أربعة صبية يشاركون في مباراة لكرة القدم أو ثلاثة رجال يشاركون في مباراة للكرة قد أكون مستعدا لمشاهدتهم. ولكني أشك في رؤية أحد من الكبار يشارك في أي مباراة بسبب أنهم كانوا قد ملوا اللعب عندما كانوا صغارا.
إنني أحب أن أرى الناس تلعب كرة القدم، ويتمتعون بالمشاعر الفياضة التي تحيط باللعبة ومشاعر الفوز والخسارة والاستمتاع باللعبة بوجه عام. أتمنى أن تمنحهم اللعبة ما منحتني إياه. عندما كان جيلي يكبر في العمر لم تكن هناك سوى أوقات قليلة لمشاهدة مباريات للكرة على شاشة التلفزيون، وكنا نتشوق لما نراه الآن من ساعات طويلة تبث خلالها أنشطة كرة القدم المختلفة. الغريب أن التغيير الذي حدث أعطانا اليوم كل شيء تمنيناه بل وأكثر. ولكننا نستخدم هذه الأشياء التي تمنيناها لإفساد كل شيء حولنا.



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.