قمة مصرية ـ صينية في القاهرة اليوم تتناول تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي

تشي جين بينغ يوجه كلمة إلى العالم العربي من مقر الجامعة العربية

الرئيس الصيني تشي جين بينغ لدى وصوله إلى مطار القاهرة أمس  حيث استقبله الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وبعض المسؤولين (إ.ب.أ)
الرئيس الصيني تشي جين بينغ لدى وصوله إلى مطار القاهرة أمس حيث استقبله الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وبعض المسؤولين (إ.ب.أ)
TT

قمة مصرية ـ صينية في القاهرة اليوم تتناول تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي

الرئيس الصيني تشي جين بينغ لدى وصوله إلى مطار القاهرة أمس  حيث استقبله الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وبعض المسؤولين (إ.ب.أ)
الرئيس الصيني تشي جين بينغ لدى وصوله إلى مطار القاهرة أمس حيث استقبله الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وبعض المسؤولين (إ.ب.أ)

تستضيف القاهرة اليوم (الخميس) قمة مصرية صينية بين الرئيسين عبد الفتاح السيسي وتشي جين بينغ، تركز على وضع خريطة سياسية واقتصادية جديدة للعلاقات بين البلدين، وتدعو للتنسيق على أعلى مستوى في القضايا الإقليمية والدولية والعربية والأفريقية باعتبارها ملفات تحظى باهتمام مشترك. على أن يعلن في ختام المباحثات وثيقة سياسية للعمل من 2016 وحتى عام 2021. كما يعتزم الرئيس الصيني إلقاء كلمة في مقر جامعة الدول العربية تتناول رؤية بلاده لمستقبل التعاون العربي الصيني.
ووصل الرئيس الصيني إلى القاهرة، أمس، ضمن أول جولة له في منطقة الشرق الأوسط منذ توليه المنصب. وسيتم خلال الزيارة توقيع عدد من الاتفاقيات للتعاون بين البلدين في مجالات النقل والكهرباء والإسكان، بالإضافة إلى المرحلة الأولى من مشروع العاصمة الإدارية باستثمارات تقدر بمليارات الدولارات.
من جهته، أكدت جامعة الدول العربية أهمية زيارة الرئيس الصيني لمقرها لتعزيز التعاون بين الجانبين. وقال نائب الأمين العام للجامعة العربية السفير أحمد بن حلي، أمس، إن الزيارة تعد زيارة لقائد عالمي، لافتًا إلى أن الصين الآن هي إحدى القوى العظمى في العالم سواء القوى الاقتصادية أو العسكرية، واعتبر أن وجود الرئيس الصيني في الجامعة العربية رسالة مهمة لتعزيز العلاقات بين الجانبين باعتباره يخاطب العالم العربي من منبر الجامعة العربية ويتحدث عن التعاون المشترك والمستوى الثنائي الذي يشق طريقه بشكل متصاعد بين المجموعة العربية والصين.
وفي السياق ذاته، أكد مستشار الأمين العام للجامعة العربية مدير إدارة آسيا وأستراليا بالجامعة الدكتور خالد الهباس أن زيارة الرئيس الصيني تحظى بقدر كبير من الأهمية انطلاقًا من المكانة الكبيرة التي تحظى بها جمهورية الصين الشعبية على الساحة الدولية، منوها بأن الصين من أهم الدول التي دائما تتخذ مواقف مناصرة للقضايا العربية وفى مقدمتها القضية الفلسطينية.
وأوضح الهباس أن الرئيس الصيني سيلقي كلمة خلال زيارته للجامعة العربية، وسيتم على هامش الزيارة إطلاق «وثيقة السياسات الصينية تجاه الدول العربية»، التي تتضمن الرؤية المستقبلية للعلاقات بين جمهورية الصين الشعبية والدول العربية.
من جهة أخرى، التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس، صابر تشودري رئيس الاتحاد البرلماني الدولي، بحضور كل من الدكتور علي عبد العال رئيس مجلس النواب المصري، وأحمد الجروان رئيس البرلمان العربي.
تناول اللقاء سبل تعزيز أطر التعاون بين الاتحاد البرلماني الدولي ومجلس النواب المصري، وكذلك مع البرلمان العربي. وتطرق اللقاء كذلك إلى مجمل الأوضاع الإقليمية، لا سيما ما يتعرض له العالم العربي من تحديات تؤثر على أمنه واستقراره، وفي مقدمتها الإرهاب والتطرف، وهو الأمر الذي أكد الرئيس على ضرورة التصدي له عن طريق تبني استراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب لا تقتصر على الجوانب الأمنية فقط، مؤكدًا على أهمية الحيلولة دون الاستمرار في الربط الخاطئ بين الإسلام والإرهاب، وهو ما يتطلب تعظيم دور التعليم والخطاب الديني في تصويب المفاهيم المغلوطة، ونشر قيم الإسلام السمحة.
وأوضح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية أن تشودري قدم التهنئة لمصر على إتمام الانتخابات البرلمانية، متشيدًا بحرص مصر على إنجاز استحقاقات خريطة المستقبل التي توافقت عليها القوى الوطنية، كما أشاد بحصول الشباب والمرأة على عدد كبير من مقاعد مجلس النواب المصري الجديد وما يعكسه ذلك من أن التجربة الديمقراطية في مصر تسير في الاتجاه الصحيح.
وثمّن رئيس الاتحاد البرلماني الدولي دور مصر الريادي في تحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة، كما أشار إلى دعمه لعودة مصر إلى عضوية الاتحاد خلال اجتماعه المقبل في مارس (آذار) بالنظر إلى ما سيمثله ذلك من إضافة مهمة لعمل الاتحاد، لا سيما في ظل التحديات الكبيرة التي تمر بها المنطقة العربية.
وأضاف أنه تمت دعوة مجلس النواب المصري للمشاركة أيضًا في اجتماعات الاتحاد التي تُعقد بالأمم المتحدة في نيويورك، في فبراير (شباط) المقبل، فضلاً عن دعوة شباب البرلمانيين المصريين للمشاركة في الاجتماعات التي يُنظمها الاتحاد البرلماني الدولي لتعزيز انخراط الشباب في العمل البرلماني.
وذكر يوسف أن الرئيس أشاد بنشاط الاتحاد البرلماني الدولي كمنبر مهم للدبلوماسية البرلمانية يسهم في تعزيز العلاقات الشعبية بين الدول، ويدعم التفاهم بين شعوبها. كما أكد سيادته حرص مصر على استئناف مجلس النواب المصري لدوره الريادي على الساحة البرلمانية الإقليمية والدولية، معربًا عن تطلعه لاستعادة نشاط مصر الفاعل بالاتحاد البرلماني الدولي.
وعبر الرئيس كذلك عن تقديره لمواقف البرلمان العربي ورئيسه الداعمة لمصر وإرادة شعبها، متشيرًا إلى ما يقوم به البرلمان العربي من دور مهم في دعم جهود توحيد الصف العربي وتحقيق التكاتف في مواجهة ما تتعرض له الأمة العربية من المخاطر.
وأضاف أن علي عبد العال أكد تطلع مجلس النواب المصري للمساهمة بفعالية في الأنشطة البرلمانية بالمحافل الإقليمية والدولية، متشيرًا إلى حرص جميع أعضاء المجلس على العمل معًا لاستعادة البرلمان المصري لدوره الفاعل على الساحة البرلمانية الدولية. كما رحب رئيس مجلس النواب بحرص كل من رئيس الاتحاد البرلماني الدولي ورئيس البرلمان العربي على زيارة مصر والتواصل مع قيادات مجلس النواب فور تشكيله، متشيرًا إلى ما يعكسه ذلك من عمق ومتانة العلاقات التي تربط البرلمان المصري بالمؤسسات البرلمانية الإقليمية والدولية.
وذكر المتحدث الرسمي أن الجروان أكد من جانبه على أن البرلمان العربي يدعم جهود مصر في استعادة مكانتها البرلمانية إقليميًا ودوليًا. كما وجه رئيس البرلمان العربي التهنئة للرئيس على نجاح جهود مصر في إطلاق سراح المصريين المختطفين في ليبيا، مؤكدًا على ما أوضحته تلك الخطوة من حرص مصر على بذل جميع الجهود الممكنة لتأمين أبنائها في الخارج وصون حياتهم وكرامتهم.



الحوثيون يعدون بسداد ديون صغار المودعين خلال 17 عاماً

الحوثيون سيطروا على البنك المركزي وصادروا الدين العام الداخلي والخارجي وأرباحه (أ.ف.ب)
الحوثيون سيطروا على البنك المركزي وصادروا الدين العام الداخلي والخارجي وأرباحه (أ.ف.ب)
TT

الحوثيون يعدون بسداد ديون صغار المودعين خلال 17 عاماً

الحوثيون سيطروا على البنك المركزي وصادروا الدين العام الداخلي والخارجي وأرباحه (أ.ف.ب)
الحوثيون سيطروا على البنك المركزي وصادروا الدين العام الداخلي والخارجي وأرباحه (أ.ف.ب)

أطلقت الجماعة الحوثية التي تختطف العاصمة اليمنية صنعاء ومحافظات أخرى في شمال البلاد، وعداً بسداد جزء من الدين الداخلي لصغار المودعين على أن يتم دفع هذه المبالغ خلال مدة زمنية قد تصل إلى نحو 17 عاماً، وذلك بعد أن صادرت الأرباح التي تكونت خلال 20 عاماً، وقامت بتحويل تلك الودائع إلى حسابات جارية.

وتضمنت رسالة موجهة من فواز قاسم البناء، وكيل قطاع الرقابة والإشراف على المؤسسات المالية في فرع البنك المركزي بصنعاء الخاضع لسيطرة الجماعة، ما أسماه آلية تسديد الدين العام المحلي لصغار المودعين فقط.

وحددت الرسالة المستحقين لذلك بأنهم من استثمروا أموالهم في أذون الخزانة، ولا تتجاوز ودائع أو استثمارات أي منهم ما يعادل مبلغ عشرين مليون ريال يمني (40 ألف دولار)، بحسب أرصدتهم الظاهرة بتاريخ 30 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

عاملة في البنك المركزي اليمني في صنعاء الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية (أ.ف.ب)

وسيتم الصرف - بحسب الرسالة - لمن تقدم من صغار المودعين بطلب استعادة أمواله بالعملة المحلية، وبما لا يتجاوز مبلغ نحو 200 دولار شهرياً للمودع الواحد، وهو ما يعني أن السداد سوف يستغرق 16 عاماً وثمانية أشهر، مع أن الجماعة سبق أن اتخذت قراراً بتصفير أرباح أذون الخزانة قبل أن تعود وتصدر قراراً بتحويل تلك الودائع إلى حسابات جارية، ما يعني حرمان المودعين من الأرباح.

جملة شروط

حدد الحوثيون في رسالتهم التي اطلعت عليها «الشرق الأوسط» موعد تقديم طلب الاستعاضة بدءاً من شهر فبراير (شباط) المقبل، وبشرط الالتزام بالتعليمات، وإرفاق المودع البيانات والتقارير المطلوبة، وضرورة أن يتضمن الطلب التزام البنوك الكامل بتنفيذ التعليمات الصادرة من إدارة فرع البنك المركزي.

وهددت الجماعة بإيقاف الاستعاضة في حال المخالفة، وحمّلوا أي بنك يخالف تعليماتهم كامل المسؤولية والنتائج والآثار المترتبة على عدم الالتزام.

صورة ضوئية لتوجيهات الحوثيين بشأن تعويض صغار المودعين

ووفق الشروط التي وضعتها الجماعة، سيتم فتح حساب خاص للخزينة في الإدارة العامة للبنك لتقييد المبالغ المستلمة من الحساب، ويكون حساب الخزينة منفصلاً عن حسابات الخزينة العامة الأخرى، كما سيتم فتح حسابات خزائن فرعية مماثلة لها في الفروع، على أن تتم تغذيتها من الحساب الخاص للخزينة في الإدارة العامة.

ومنعت الجماعة الحوثية قيد أي عملية دائنة بأرصدة غير نقدية إلى حسابات العملاء بعد تاريخ 30 نوفمبر، إلا بموافقة خطية مسبقة من قبل فرع البنك المركزي بصنعاء.

ويشترط البنك الخاضع للحوثيين تسليمه التقارير والبيانات اللازمة شهرياً أو عند الطلب، بما في ذلك التغيرات في أرصدة العملاء والمركز المالي، وأي بيانات أخرى يطلبها قطاع الرقابة، خلال فترة لا تتجاوز خمسة أيام عمل من بداية كل شهر أو من تاريخ الطلب، مع استمرار الفصل الكامل بين أرصدة العملاء غير النقدية والأرصدة النقدية، وعدم صرف الإيداعات النقدية للعملاء لسداد أرصدة غير نقدية.

ومع ذلك، استثنى قرار التعويض صغار المودعين المدينين للبنك أو الذين عليهم أي التزامات أخرى له.

1.2 مليون مودع

وفق مصادر اقتصادية، يبلغ إجمالي المودعين مليوناً ومئتي ألف مودع لدى البنوك في المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة الحوثية، في حين تقدر عائداتهم بثلاثة مليارات دولار، وهي فوائد الدين الداخلي، لكن الجماعة الحوثية تصر على مصادرة هذه الأرباح بحجة منع الربا في المعاملات التجارية والقروض.

الحوثيون حولوا مقر البنك المركزي في صنعاء إلى موقع للفعاليات الطائفية (إعلام حوثي)

وبحسب المصادر، فإن هذه الخطوة تأتي محاولةً من الجماعة الحوثية للتخفيف من آثار قرارهم بمصادرة أرباح المودعين بحجة محاربة الربا، حيث يعيش القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الحوثيين حالة شلل تام بسبب التنفيذ القسري لقانون منع التعاملات الربوية، والذي قضى على مصداقية وثقة البنوك تجاه المودعين والمقترضين، كما ألغى العوائد المتراكمة لودائع المدخرين لدى البنوك، وعلى الفوائد المتراكمة لدى المقترضين من البنوك.

وأدى قرار الحوثيين بشطب الفوائد المتراكمة على أذون الخزانة والسندات الحكومية إلى تفاقم مشكلة ندرة السيولة في القطاع المصرفي؛ إذ تقدر قيمة أذون الخزانة والسندات الحكومية والفوائد المتراكمة عليها لأكثر من 20 سنة بأكثر من 5 تريليونات ريال يمني، وهو ما يعادل نحو 9 مليارات دولار، حيث تفرض الجماعة سعراً للدولار في مناطق سيطرتها يساوي 535 ريالاً.

كما جعل ذلك القرار البنوك في تلك المناطق غير قادرة على استرداد قروضها لدى المستثمرين، والتي تقدر بنحو تريليوني ريال يمني، والتي كانت تحصل على عوائد منها بما يقارب مليار دولار، والتي تبخرت بسبب قانون منع التعاملات الربوية.