قام المصور الفوتوغرافي ألبرت واطسون، الذي احتلت صوره التي التقطها لألفريد هتشكوك، وستيف جوبز، وغيرهم من المشاهير في مختلف مناحي الحياة أغلفة المجلات، وملصقات الأفلام، والكتب والكتالوجات، بعرض فيلته المكونة من طابقين بأعلى أحد أهم المباني في حي ترابيكا الشهير في مانهاتن بولاية نيويورك الأميركية للبيع.
وقدر سعر الفيلا العلوية بمبلغ 21.5 مليون دولار أميركي، وتتكون من ثلاث غرف وثلاث حمامات بنيت على أرض يشترك سكان العقار في ملكيتها. ورقم الشقة هو 3450 بشارع رقم 101 وارن ستريت، ولها شرفة دائرية تطل على مشهد بانورامي شامل، وتبلغ الأقساط الشهرية للشقة 7.718 دولار، بحسب مجموعة كوركورن العقارية التي تتولى تسويقها.
وكان واطسون وزوجته إليزابيث، التي تعمل في استوديو التصوير الخاص به والتي يعرفها منذ أيام الحضانة في بلدهما اسكتلندا، اشتريا الفيلا في صيف عام 2008 بمبلغ 13.30 مليون دولار من دون تشطيب، ثم قاما بعمل ديكورات ووضعا فيها عناصر صناعية من الخشب والزجاج لتضفي عليها جمالا خاصا.
وتبلغ إجمالي مساحة حوائط الفيلا العلوية، التي تقع في الطابقين الرابع والثلاثين والخامس والثلاثين، 3.800 قدم مربع، وبنيت من حجر الجرانيت الأسود، في حين صنعت الأرضيات من خشب البلوط السيبيري المتراصة على شكل حرف رقم سبعة. تتوسط الأعمدة الخراسانية المكان، ويظهر فيها أسياخ الحديد الناتئة وبالقرب منها الشبابيك التي تمتد من السقف إلى الأرض، لتظهر المنظر الخارجي على امتداد الأفق في جميع الغرف. قام واطسون أيضا بالاستعانة بالمصمم الألماني لعمل خزانة كتب تعتبر فاصلا بين الغرف، لتكون مكتبة منفصلة في الطابق الأول تحوي كتبه الكثيرة عن فن التصوير.
ويشمل الطابق الثاني، الذي يؤدي إليه سلم حلزوني مصنوع من المعدن والزجاج، ثلاث غرف نوم، جرى تحويل إحداها إلى مكتبه أخرى، وتشمل مكانا للعرض الحائطي باستخدام جهاز البروجكتور. ويضم الجناح الأساسي حمامين أحدهما من الرخام الخالص. وعلى امتداد الشقة تنتشر كثير من الخزائن الخشبية، وتوجد حجرة لأدوات المائدة والإفطار في الطابق العلوي ومكان منعزل في ردهة الطابق لعمل القهوة. ووفق واطسون: «في الصباح، عليك السير لمسافة طويلة حتى تصل للمطبخ».
ويوضح واطسون أنه استوحى التصاميم الداخلية للشقة من بيير كيرو، صاحب فكرة البيت الزجاجي العبقرية في باريس، مضيفا: «صمم البيت الزجاجي لأول مرة في باريس عام 1928 وبني كتصميم مستمد من البيئة الصناعية». وتابع قائلا: «أعجبتنا تلك الشقة كثيرا، وعملنا على تحويلها إلى نموذج يحمل حسا صناعيا أكبر ومزيدا من الأناقة».
وتشمل ديكورات المنزل كثيرا من التركيبات الكهربائية، حيث ترى شاشات يابانية تعكس الحياة في القرنين السادس عشر والسابع عشر تزين حوائط غرفة المعيشة والطعام، بالإضافة إلى الأعمال الفنية لفنانين مثل فرانسيس بيكون، وآندي وارهول. ويزين المكان بعض الصور التي التقطها واطسون بعضها للمشاهير والموضة. وتشمل أعماله المعروضة على حوائط الفيلا العلوية ملصقات أفلام، مثل «اقتلوا بيل»، و«ذكريات فتاة جيشا»، و«شفرة دافنشي».
وتزين كراسي كروبزيه والكنبات الحديثة المكتبة بالطابق السفلي، إضافة إلى مقعد واحد من تصميم جوزيف هوفمان موجود في غرفة المعيشة التي تحوي مدفئة تعمل بالغاز. وبغرفة الطعام طاولة ضخمة مصنوعة من المعدن والزجاج. والسعر المطلوب للفيلا لا يشتمل الأثاث والأعمال الفنية ولكنها معروضة للبيع كل قطعة على حدة. وتعتبر المناظر الرائعة خارج الشقة عملا فنيا في حد ذاتها، حيث قال روبي براون من مجموعة كروكان العقارية التي تتولى التسويق مع جينيفر إيرلاند وكريس كين: «أنظر كيف نسبح فوق نيويورك في كل منظر حولنا»، وفي النهرين إلى جوارنا. ويقول واطسون إنه وزوجته وكلبهم ميكي سوف يفتقدون كثيرا تلك المناظر الرائعة لنهري هودسون وإيست، ووسط مانهاتن، ومركز التجارة العالمي الجديد، وحتى غرفة الطعام تطل على مناظر رائعة. وأضاف أن الفيلا العلوية تطل كذلك على طريق يبلغ طوله 1800 قدم مربع يمكن رؤيته من خلال غرفة المعيشة، والمكتبة والمطبخ الذي يشتمل على مناضد من الحجر البركاني.
وقال واطسون: «شعرت كأنني أعيش في فيلم، خاصة في المساء، فالبيئة فاتنة»، مضيفا: «عندما انتقلت أنا وزوجتي إلى هذا المكان، كان لدينا شعور أن أصحاب المكان قد يعودون مجددا، فقد كان من الصعب علينا أن نصدق أن المكان أصبح ملكا لنا. من الصعب جدا التفريط في شقة كهذه».
ونفذ المبنى، الذي يتألف من 35 طابقا و227 شقة سكنية الكائن في 101 شارع وارن، شركة أدواريد جي مينسكوف، وصممته سكيدمور وأونغز وميريل، ويشتمل على مركز للياقة البدنية، ومكان للعب الأطفال وصالة بها شاشة عرض.
وقال واطسون إنه خطط لاستغلال عائدات البيع لإنشاء مؤسسة ومتحف، وكذلك بيت في الساحل الشرقي في اسكتلندا، مع تقليل وجودهم في نيويورك. علما أنه يمتلك شقة «استوديو»، مع مكان يتسع لغرفة نوم، في شارع ليت.. وأنهى الحديث بقوله: «لن أغادر نيويورك بصورة تامة».
* خدمة «نيويورك تايمز» - خاص بـ«الشرق الأوسط»