«داعش» يواصل تقدمه في دير الزور والمخطوفون نُقلوا خارج المدينة

تجدد المعارك في محيط المطار العسكري ودمشق تدعو الأمم المتحدة للإدانة

«داعش» يواصل تقدمه في دير الزور والمخطوفون نُقلوا خارج المدينة
TT

«داعش» يواصل تقدمه في دير الزور والمخطوفون نُقلوا خارج المدينة

«داعش» يواصل تقدمه في دير الزور والمخطوفون نُقلوا خارج المدينة

واصل تنظيم داعش، أمس، تقدمه في مدينة دير الزور، حيث سيطر على مبنى الإذاعة وجامعة الجزيرة، وأجزاء من مستودعات الأسلحة التابعة لقوات النظام في منطقة عياش في غرب المدينة، في وقت غابت أي أنباء عن المخطوفين الـ400 الذين احتجزهم التنظيم السبت الماضي، وسط معلومات عن أن «داعش» نقلهم خارج مدينة دير الزور.
وقالت مصادر سورية معارضة لـ«الشرق الأوسط» إن تنظيم داعش نقل رهائنه من سكان دير الزور المخطوفين إلى قرى غرب دير الزور، مثل بلدة معدان في محافظة الرقة التي تعد معقل التنظيم، في وقت تواصلت المعارك العنيفة التي غاب عنها سلاح الجو، بحسب ما ذكر مناصرة التنظيم في موقع «تويتر»، قائلين إنها «بسبب العاصفة الرملية التي تضرب المدينة».
وقالت المصادر إن التنظيم «واصل تقدمه في دير الزور، وسط تراجع مستمر لقوات النظام»، رغم أن القوات الحكومية دفعت بتعزيزات ناهزت الـ300 مقاتل إلى المدينة، الأحد الماضي. وتشير الوقائع، بحسب المصادر، إلى أن التنظيم «يتجه للسيطرة على كامل الأحياء الغربية للمدينة، ومن ضمنها القطع العسكرية ومستودعات السلاح، لافتًا إلى أن النظام في المدينة «بات محاصرًا من الغرب والشرق، ولم يبق له أي منفذ من غرب المدينة، إلا عبر المطار العسكري». وقالت المصادر إن الهجوم «فاجأ النظام وأربكه، كما أن حجمه يعتبر غير مسبوق على المدينة منذ محاصرتها قبل أكثر من عام».
وذكرت وكالة «أعماق» الناطقة باسم «داعش» أن التنظيم «سيطر على كتيبتي الصاعقة والصواريخ في محيط اللواء 137»، متحدثة عن «انهيارات في صفوف قوات النظام المدافعة»، فيما أفادت صفحات إلكترونية يديرها مناصرون للنظام السوري في «فيسبوك»، مقتل العميد في قوات النظام سامر أمين الذي يتحدر من طرطوس، إضافة إلى ضابطين برتبة ملازم، خلال الاشتباكات مع «داعش».
وأكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» سيطرة «داعش» على منطقة الإذاعة في الجهة الجنوبية من حي البغيلية ومبنى جامعة الجزيرة الخاصة في الجهة الغربية من الحي، كما سيطر على معسكر الصاعقة في بلدة عياش، وعلى أجزاء من مستودعات عياش، عقب معارك عنيفة مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها.
وأشار المرصد إلى أن أطراف جمعية الرواد وأطراف حي البغيلية «شهدت معارك عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، وعناصر التنظيم من طرف آخر، حيث قام الأخير باستهداف تل الحجيف بمنطقة عياش، في حين لا تزال قوات النظام تسيطر على اللواء 137 وجزء من مستودعات عياش».
وأكد ناشطون في دير الزور أن مناطق سيطرة قوات النظام تعرضت لقصف مكثف بقذائف مدفعية وقذائف الهاون، بينما تجددت المعارك في محيط مطار دير الزور العسكري، حيث شهدت منطقة حويجة صكر عند أطراف مدينة دير الزور وقرة الجفرة القريبة من المطار، قصفًا من قوات النظام. ولفت المرصد إلى أن التنظيم «نقل جثث عناصر قوات النظام التي تمكن من سحبها، إلى قرى ريف دير الزور الغربي، عقب تمكنه من فتح طريق إمداد جديد من ريف دير الزور إلى البغيلية عبر منطقة عياش».
وبينما تواصل تقدم «داعش»، أبلغ النظام السوري، الأمم المتحدة، بـ«المجزرة» التي ارتكبها التنظيم في دير الزور السبت الماضي، وأسفرت عن مقتل «أكثر من 280 قتيلاً واختطاف 400 مدني»، بحسب ما قال النظام.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.