تحقيقات خلية «القاعدة» في مصر: المتهمون الأربعة خططوا لاستهداف سفارات غربية وكنائس

قالت إنهم تلقوا تدريبات عسكرية في باكستان وقاتلوا مع التنظيم بأفغانستان

تحقيقات خلية «القاعدة» في مصر: المتهمون الأربعة خططوا لاستهداف سفارات غربية وكنائس
TT

تحقيقات خلية «القاعدة» في مصر: المتهمون الأربعة خططوا لاستهداف سفارات غربية وكنائس

تحقيقات خلية «القاعدة» في مصر: المتهمون الأربعة خططوا لاستهداف سفارات غربية وكنائس

قالت التحقيقات التي تجريها السلطات المصرية أمس إن المتهمين الأربعة في خلية «تنظيم القاعدة» التي ضبطت أخيرا في البلاد، خططوا لاستهداف سفارات غربية وكنائس، وذلك بعد أن تلقوا تدريبات عسكرية في باكستان وقاتلوا مع التنظيم بأفغانستان، بينما حكم القضاء أمس بحبس 77 إخوانيا لمدة ثلاث سنوات بالتزامن مع إعلان السلطات الأمنية عن ضبط 18 «إرهابيا» في سيناء قائلة إن بينهم اثنين شديدي الخطورة.
وكشفت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا في قضية الخلية الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة، والتي أحيل أعضاؤها الأربعة إلى محكمة الجنايات قبل أيام، أن الخلية كانت تستهدف رجال القوات المسلحة والشرطة والسفارتين الأميركية والفرنسية لدى القاهرة وأماكن عبادة المسيحيين.
وأسندت النيابة للمتهمين ارتكابهم جرائم التخابر مع تنظيم القاعدة، وإمداده بمعلومات وبيانات تتعلق بأفراد القوات المسلحة ومواقع انتشارها بشبه جزيرة سيناء، وقيامهم بإدارة وتأسيس جماعة على خلاف أحكام القانون تستخدم الإرهاب لتحقيق أغراضها في تعطيل أحكام الدستور والقوانين ومنع مؤسسات الدولة من ممارسة أعمالها، والاعتداء على الحريات العامة والحرية الشخصية للمواطنين، والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي، ومحاولة تغيير نظام الحكم بالقوة، والاعتداء على أفراد ومنشآت القوات المسلحة والشرطة، واستهداف مصالح الدول الأجنبية وممثليها من الدبلوماسيين بغية الإخلال بالنظام العام وتعريض سلامة المجتمع للخطر.
وأظهرت التحقيقات أن اثنين من المتهمين كانا يستهدفان من وراء إنشاء الخلية الإرهابية في مصر والتي تتبع تنظيم القاعدة، القيام بعمليات عدائية بالبلاد ضد منشآتها ومؤسساتها ورجال القوات المسلحة والشرطة، كما خططا لاستهداف الأقباط ودور عبادتهم وممتلكاتهم، وسفارات الدول الأجنبية وممثليها الدبلوماسيين في البلاد.
وقالت التحقيقات إن المتهم الأول اشترك في العمليات المسلحة التي يضطلع بها تنظيم القاعدة وحركة طالبان بدولة أفغانستان، ضد القوات الأفغانية والجيش الأميركي هناك، والجيش الباكستاني. وذكرت التحقيقات أيضا أن المتهم الأول تعرف على المتهم الرابع (كردي الجنسية من تنظيم القاعدة) والذي عمل على تسفيره لدولة اليمن عبر سلطنة عمان، غير أنه ضبط في الدولة الأخيرة وتم ترحيله للبلاد في غضون عام 2011 واستمر في التواصل مع المتهمين الآخرين من عناصر تنظيم القاعدة.
وتضمنت قائمة أدلة الثبوت شهادة أربعة من ضباط قطاع الأمن الوطني، والذين جاء بشهادتهم أن المتهمين التحقوا بتنظيم القاعدة وحركة طالبان بمنطقة «مسعود» الباكستانية وتلقوا تدريبات عسكرية على الأسلحة وتصنيع العبوات المتفجرة واستعمالها، وعلى الفنون القتالية، وأن المتهمين كانوا على اتصال بعناصر من تنظيم القاعدة بباكستان، وتلقوا منهم تكليفات حول أنشطة الجماعات التكفيرية والجهادية بمنطقة سيناء، وأفراد القوات المسلحة.
على صعيد متصل واصلت أجهزة الأمن أمس حملاتها المكثفة لتعقب «الإرهابيين» في البلاد، والمتورطين في أعمال عنف. وأعلنت القوات المسلحة القبض على 18 عنصرا «إرهابيا» بينهم «تكفيريان» شديدا الخطورة بشمال سيناء، فيما قضت إحدى المحاكم المصرية بحبس المتهمين من أنصار الإخوان المسلمين، المصنفة كجماعة إرهابية، ثلاث سنوات، لإدانتهم بإثارة الشغب ومقاومة السلطات، في «أحداث رمسيس الثانية»، والتي وقعت في أغسطس (آب) الماضي. وتشن القوات المسلحة بالتعاون مع الشرطة حملات أمنية موسعة خاصة في سيناء، التي تزايدت فيها أعمال العنف واستهداف عناصر ومقار أمنية منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي في يوليو (تموز) الماضي. وقال العقيد أركان حرب أحمد علي، المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة، إن عناصر إنفاذ القانون من القوات المسلحة والشرطة المدنية المكلفة، نفذت عدة مداهمات لبؤر إرهابية وإجرامية في محافظات (شمال سيناء، المنيا، الفيوم، الإسماعيلية، بورسعيد، الشرقية، دمياط، الدقهلية)، وذلك خلال الفترة من الثامن إلى العاشر من مارس (آذار) الحالي.
وأضاف، في بيان له أمس، أن الحملة أسفرت عن تدمير ستة أنفاق تستخدم لتهريب الأفراد والبضائع لقطاع غزة، والقبض على 18 فردًا من العناصر الإرهابية والإجرامية من بينهم فردان تكفيريان شديدا الخطورة بشمال سيناء، إلى جانب القبض على هاربين من تنفيذ أحكام في قضايا حيازة أسلحة نارية دون ترخيص، وحيازة مخدرات، ومشتبه بهم وجارٍ فحصهم أمنيًا.
كما ضبطت الحملة بندقية آلية، وخمسة أسلحة فرد خرطوش، وكميات كبيرة من زجاجات المولوتوف - وقنبلتين يدويتين ومفجرا ومواد لتصنيع العبوات الناسفة، ومسامير، وشرائح ألمنيوم، وكميات كبيرة من الورق الفضي والألواح البلاستيكية المستخدمة في تصنيع وتغليف العبوات الناسفة، وأربع مواسير نصف بوصة، وذخائر متنوعة وأسلحة بيضاء، إلى جانب كميات من البضائع المهربة غير خالصة الرسوم الجمركية تزن نحو 10 أطنان.
في السياق ذاته، نشرت وزارة الداخلية أمس اعترافات مسجلة بالفيديو لما قالت إنه «إرهابي متورط في تنفيذ واقعة تفجير سينما رادوبيس بالهرم»، الشهر الماضي. وقال بيان للوزارة إن «تحريات ومعلومات الأجهزة الأمنية أكدت ضلوع هذا الإرهابي البالغ من العمر 35 عاما في ارتكاب واقعة تفجير عبوة ناسفة بجوار سينما رادوبيس بشارع الهرم بمحافظة الجيزة والتي نتج عنها وفاة أحد المارة، وأن المذكور من العناصر التكفيرية المتشددة، وسبق سفره إلى دولتي سوريا وليبيا». وألقت مباحث المنوفية القبض على المتهم وبحوزته ثلاث بنادق آلية بعد مطاردة مع الشرطة، حيث أصيب بطلقة بالكتف أثناء محاولته الهرب. وقد تقرر حبسه 15 يوما على ذمة التحقيق.
من جانبها، قضت محكمة جنح عابدين أمس بحبس 77 متهما من أنصار جماعة الإخوان المسلمين، ثلاث سنوات، في قضية «أحداث رمسيس الثانية»، لإدانتهم بإثارة الشغب وقطع الطريق ومقاومة السلطات. وكان المتهمون قد نظّموا مظاهرات عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة لأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، لإحداث حالة من الفوضى في البلاد، وقبض على المتهمين أثناء توجههم إلى ميدان رمسيس، للانضمام إلى عناصر تنظيم الإخوان بمسجد الفتح.
وفي قضية أخرى، قررت محكمة جنايات شبرا الخيمة أمس تأجيل محاكمة 48 متهما من قيادات وأعضاء جماعة الإخوان، يتقدمهم محمد بديع المرشد العام، وصفوت حجازي ومحمد البلتاجي وأسامة ياسين وباسم عودة (القياديون بالجماعة) وآخرين، إلى جلسة 19 مارس (آذار) الحالي، في قضية اتهامهم بالتحريض على القتل والعنف بمدينة قليوب (محافظة القليوبية) أواخر يوليو الماضي. وجاء قرار التأجيل لعدم إحضار المتهمين من محبسهم خلال الجلسة، وكلفت المحكمة النيابة العامة بإحضارهم بالجلسة المقبلة، وإخطار الشهود للمثول لمناقشتهم.



الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)

كثّفت الجماعة الحوثية استهدافها مدرسي الجامعات والأكاديميين المقيمين في مناطق سيطرتها بحملات جديدة، وألزمتهم بحضور دورات تعبوية وزيارات أضرحة القتلى من قادتها، والمشاركة في وقفات تنظمها ضد الغرب وإسرائيل، بالتزامن مع الكشف عن انتهاكات خطيرة طالتهم خلال فترة الانقلاب والحرب، ومساعٍ حثيثة لكثير منهم إلى الهجرة.

وذكرت مصادر أكاديمية في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن مدرسي الجامعات العامة والخاصة والموظفين في تلك الجامعات يخضعون خلال الأسابيع الماضية لممارسات متنوعة؛ يُجبرون خلالها على المشاركة في أنشطة خاصة بالجماعة على حساب مهامهم الأكاديمية والتدريس، وتحت مبرر مواجهة ما تسميه «العدوان الغربي والإسرائيلي»، ومناصرة فلسطينيي غزة.

وتُلوّح الجماعة بمعاقبة مَن يتهرّب أو يتخلّف من الأكاديميين في الجامعات العمومية، عن المشاركة في تلك الفعاليات بالفصل من وظائفهم، وإيقاف مستحقاتهم المالية، في حين يتم تهديد الجامعات الخاصة بإجراءات عقابية مختلفة، منها الغرامات والإغلاق، في حال عدم مشاركة مدرسيها وموظفيها في تلك الفعاليات.

أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

وتأتي هذه الإجراءات متزامنة مع إجراءات شبيهة يتعرّض لها الطلاب الذين يجبرون على حضور دورات تدريبية قتالية، والمشاركة في عروض عسكرية ضمن مساعي الجماعة لاستغلال الحرب الإسرائيلية على غزة لتجنيد مقاتلين تابعين لها.

انتهاكات مروّعة

وكان تقرير حقوقي قد كشف عن «انتهاكات خطيرة» طالت عشرات الأكاديميين والمعلمين اليمنيين خلال الأعوام العشرة الماضية.

وأوضح التقرير الذي أصدرته «بوابة التقاضي الاستراتيجي»، التابعة للمجلس العربي، بالتعاون مع الهيئة الوطنية للأسرى والمختطفين، قبل أسبوع تقريباً، وغطّي الفترة من مايو (أيار) 2015، وحتى أغسطس (آب) الماضي، أن 1304 وقائع انتهاك طالت الأكاديميين والمعلمين في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية التي اتهمها باختطافهم وتعقبهم، ضمن ما سمّاها بـ«سياسة تستهدف القضاء على الفئات المؤثرة في المجتمع اليمني وتعطيل العملية التعليمية».

أنشطة الجماعة الحوثية في الجامعات طغت على الأنشطة الأكاديمية والعلمية (إكس)

ووثّق التقرير حالتي وفاة تحت التعذيب في سجون الجماعة، وأكثر من 20 حالة إخفاء قسري، منوهاً بأن من بين المستهدفين وزراء ومستشارين حكوميين ونقابيين ورؤساء جامعات، ومرجعيات علمية وثقافية ذات تأثير كبير في المجتمع اليمني.

وتضمن التقرير تحليلاً قانونياً لمجموعة من الوثائق، بما في ذلك تفاصيل جلسات التحقيق ووقائع التعذيب.

ووفق تصنيف التقرير للانتهاكات، فإن الجماعة الحوثية نفّذت 1046 حالة اختطاف بحق مؤثرين، وعرضت 124 منهم للتعذيب، وأخضعت اثنين من الأكاديميين و26 من المعلمين لمحاكمات سياسية.

وتشمل الانتهاكات التي رصدها التقرير، الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري والتعذيب الجسدي والنفسي والمحاكمات الصورية وأحكام الإعدام.

عشرات الأكاديميين لجأوا إلى طلب الهجرة بسبب سياسات الإقصاء الحوثية وقطع الرواتب (إكس)

وسبق أن كشف تقرير تحليلي لأوضاع الأكاديميين اليمنيين عن زيادة في طلبات العلماء والباحثين الجامعيين للهجرة خارج البلاد، بعد تدهور الظروف المعيشية، واستمرار توقف رواتبهم، والانتهاكات التي تطال الحرية الأكاديمية.

وطبقاً للتقرير الصادر عن معهد التعليم الدولي، ارتفعت أعداد الطلبات المقدمة من باحثين وأكاديميين يمنيين لصندوق إنقاذ العلماء، في حين تجري محاولات لاستكشاف الطرق التي يمكن لقطاع التعليم الدولي من خلالها مساعدة وتغيير حياة من تبقى منهم في البلاد إلى الأفضل.

إقبال على الهجرة

يؤكد المعهد الدولي أن اليمن كان مصدر غالبية الطلبات التي تلقّاها صندوق إنقاذ العلماء في السنوات الخمس الماضية، وتم دعم أكثر من ثلثي العلماء اليمنيين داخل المنطقة العربية وفي الدول المجاورة، بمنحة قدرها 25 ألف دولار لتسهيل وظائف مؤقتة.

قادة حوثيون يتجولون في جامعة صنعاء (إعلام حوثي)

لكن تحديات التنقل المتعلقة بالتأشيرات وتكلفة المعيشة والاختلافات اللغوية الأكاديمية والثقافية تحد من منح الفرص للأكاديميين اليمنيين في أميركا الشمالية وأوروبا، مقابل توفر هذه الفرص في مصر والأردن وشمال العراق، وهو ما يفضله كثير منهم؛ لأن ذلك يسمح لهم بالبقاء قريباً من عائلاتهم وأقاربهم.

وخلص التقرير إلى أن العمل الأكاديمي والبحثي داخل البلاد «يواجه عراقيل سياسية وتقييداً للحريات ونقصاً في الوصول إلى الإنترنت، ما يجعلهم يعيشون فيما يُشبه العزلة».

وأبدى أكاديمي في جامعة صنعاء رغبته في البحث عن منافذ أخرى قائمة ومستمرة، خصوصاً مع انقطاع الرواتب وضآلة ما يتلقاه الأستاذ الجامعي من مبالغ، منها أجور ساعات تدريس محاضرات لا تفي بالاحتياجات الأساسية، فضلاً عن ارتفاع الإيجارات.

إجبار الأكاديميين اليمنيين على المشاركة في الأنشطة الحوثية تسبب في تراجع العملية التعليمية (إكس)

وقال الأكاديمي الذي طلب من «الشرق الأوسط» التحفظ على بياناته خوفاً على سلامته، إن الهجرة ليست غاية بقدر ما هي بحث عن وظيفة أكاديمية بديلة للوضع المأساوي المعاش.

ويقدر الأكاديمي أن تأثير هذه الأوضاع أدّى إلى تدهور العملية التعليمية في الجامعات اليمنية بنسبة تتجاوز نصف الأداء في بعض الأقسام العلمية، وثلثه في أقسام أخرى، ما أتاح المجال لإحلال كوادر غير مؤهلة تأهيلاً عالياً، وتتبع الجماعة الحوثية التي لم تتوقف مساعيها الحثيثة للهيمنة على الجامعات ومصادرة قرارها، وصياغة محتوى مناهجها وفقاً لرؤية أحادية، خصوصاً في العلوم الاجتماعية والإنسانية.

وفي حين فقدت جامعة صنعاء -على سبيل المثال- دورها التنويري في المجتمع، ومكانتها بصفتها مؤسسة تعليمية، تُشجع على النقد والتفكير العقلاني، تحسّر الأكاديمي اليمني لغياب مساعي المنظمات الدولية في تبني حلول لأعضاء هيئة التدريس، سواء في استيعابهم في مجالات أو مشروعات علمية، متمنياً ألا يكون تخصيص المساعدات لمواجهة المتطلبات الحياتية للأكاديميين غير مشروط أو مجاني، وبما لا يمس كرامتهم.