سباق مصري إسرائيلي على غاز المتوسط

تل أبيب تعلن كشفًا جديدًا.. والقاهرة تخطط لمزيد من التنقيب

سباق مصري إسرائيلي على غاز المتوسط
TT

سباق مصري إسرائيلي على غاز المتوسط

سباق مصري إسرائيلي على غاز المتوسط

في إطار التنافس الشديد على مصادر الطاقة في البحر المتوسط، أعلنت مجموعة تنقيب إسرائيلية مساء الأحد أنها اكتشفت حقلا جديدا كبيرا للغاز الطبيعي في البحر المتوسط قبالة سواحلها، في وقت أكد خلاله مسؤول مصري بارز أن القاهرة تخطط لطرح مزايدات جديدة للتنقيب في مياهها الإقليمية.
وأوضحت المجموعة الإسرائيلية التي تقودها شركتا «إسرامكو النقب» و«مودين» للطاقة أن تقريرًا للموارد أظهر وجود احتياطات بنحو 8.9 تريليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي في حقول دانيال الشرقية والغربية قبالة سواحل إسرائيل. وقال تساحي سلطان، أحد ملاك «مودين» التي قفزت أسهمها 439 في المائة بعد الإعلان عن الاكتشاف: «قد تغير احتياطات غاز بهذا الحجم سوق الغاز الإسرائيلية»، وفقا لوكالة «رويترز».
وتعد إسرائيل واحدة من أكبر مستهلكي الغاز الطبيعي في البحر المتوسط، ويصل استهلاكها السنوي إلى نحو 9.5 مليار متر مكعبة. وصنفت حجم الاحتياطات المعلن عنها من أكبر وأهم اكتشافات الغاز في إسرائيل منذ اكتشاف حقل ليفثان الضخم – أكبر حقول الغاز بالبلاد - وفقا لتقديرات شركة «مودين» الإسرائيلية.
ويرى نعوم بينكو المحلل في شركة بساجوت «Psagot» في تل أبيب، أنه في حال وجود الغاز الطبيعي في حقول دانيال، بالإضافة إلى الحقول الأخرى العاملة بالفعل، سيحول ذلك اقتصاد إسرائيل إلى اقتصاد مكتف ذاتيا من الغاز الطبيعي، بل سيتحول إلى مصدّر للغاز، ومن الممكن أن يحول إسرائيل إلى ميناء إقليمي لنقل وتصدير الطاقة في المنطقة، وتوليد عوائد مالية بمليارات الدولارات لخزانة إسرائيل.
وقال بينكو: «يجب أن نتحلى بالصبر والحذر حتى يتم الحفر الفعلي والتأكد من حجم الغاز، وقد يستغرق الأمر نحو عام لمعرفة الحجم الدقيق للاحتياطات»، وأضاف في تصريحه لموقع «بلومبيرغ» الإخباري: «في حال تم اكتشاف الغاز بالفعل سيكون اكتشافا لا يقل ضخامة عن اكتشاف حقل غار (تمار) - تبلغ احتياطياته نحو 10 تريليونات قدم مكعبة - وسيزيد بالتأكيد من احتياطات إسرائيل من الغاز، ويساعد في تحقيق استقلال قطاع الطاقة وتحسين تنافسيته في السوق العالمية».
وجدير بالذكر أنه في عام 2012 كانت «مودين» شريكًا في حقلين للغاز، أظهرت تقديرات مبدئية أنهما يحويان احتياطيات ضخمة، لكن تبين في وقت لاحق أنهما جافان وأن التقديرات غير صحيحة.
وقال وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتز في تصريحات سابقة، إن الخبراء يقدرون وجود ما بين عشرة آلاف و15 ألف مليار متر مكعبة من الغاز في حوض البحر المتوسط، بما في ذلك في مياه إسرائيل ومصر وقبرص وهو ما يكفي لتغطية احتياجات تلك الدول والتوريد لأوروبا.
وبعد الإعلان عن الاكتشاف، ارتفع سهم «إسرامكو» 3.1 في المائة. وتملك الشركة بالفعل حصة في حقل تمار الإسرائيلي، وهو حقل غاز مقارب في حجمه للحقل المكتشف. وتملك «إسرامكو» حصة قدرها 75 في المائة في امتياز دانيال، بينما تملك مودين 15 في المائة. وتحوز «إيه تي بي» للنفط والغاز و«إيه جي آر» خمسة في المائة لكل منهما.
وأشارت تقديرات تقرير الموارد إلى أن أفضل تقدير لحقل دانيال الشرقي هو 1.1 تريليون قدم مكعبة من الغاز، مع احتمال للنجاح بنسبة 38 إلى 43 في المائة، بينما قُدرت احتياطات حقل دانيال الغربي بنحو 7.8 تريليون قدم مكعبة مع احتمال نجاح 24 إلى 57 في المائة.
وعلى الجانب المصري، الذي يطمح في زيادة إنتاجه من النفط والغاز للوفاء بالطلب المحلي المتنامي على الطاقة في السنوات الأخيرة، قال خالد عبد البديع رئيس الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية (إيغاس) مساء الأحد إن مصر تخطط لطرح مزايدة جديدة للتنقيب عن الغاز والزيت في 11 قطاعا بالبحر المتوسط ودلتا النيل في النصف الثاني من السنة المالية 2015 - 2016.
وأضاف عبد البديع في بيان صحافي لوزارة البترول المصرية أن «إيغاس» تنوي توقيع ثلاثة عقود تنمية بالبحر المتوسط بإجمالي استثمارات 500 مليون دولار.
وكانت شركة «إيني» الإيطالية قد أعلنت في أغسطس (آب) الماضي اكتشاف حقل «ظهر» وهو أكبر حقل معروف للغاز قبالة السواحل المصرية على البحر المتوسط، وتكهنت بأن يساعد الكشف في تلبية احتياجات مصر من الطاقة لعقود مقبلة.
ويحتوي الحقل على احتياطيات تُقدر بنحو 30 تريليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي. ويوازي أكثر من ثلاثة أمثال حقول دانيال المكتشفة في إسرائيل، وحقل «تمار» الذي تبلغ احتياطاته نحو 10 تريليونات قدم مكعبة.
وفي ذات السياق، قال عبد البديع إن المستهدف لإجمالي الإنتاج الأولي من المشروعات الجديدة والآبار التنموية للغاز في 2015 - 2016، بلوغ 760 مليون قدم مكعبة يوميا، ومن المخطط أن يشهد 2016 - 2017 تنفيذ خمسة مشروعات جديدة، واستكمال أربعة مشروعات من خلال حفر 41 بئرا بإنتاج أولي يبلغ 995 مليون قدم مكعبة.
هذا وتمتلك مصر احتياطيات من الغاز تُقدر بنحو 90 تريليون قدم مكعبة بما فيها حقل «ظهر»، فيما تستورد حاليا نحو ست إلى ثماني شحنات من الغاز الطبيعي المسال شهريا قيمة الواحدة منها ما بين 20 و25 مليون دولار.
واكتشفت في الأعوام الأخيرة حقول كبيرة للغاز الطبيعي في المياه القريبة من إسرائيل ومصر وقبرص واليونان منها ما هو متنازع عليه بين تلك الدول المتجاورة. وتنفق شركات النفط والغاز أموالاً طائلة لاكتشاف المزيد منها وتلبية حاجات دول المنطقة المتعطشة للطاقة مع الزيادة المستمرة لحجم السكان ومستويات الاستهلاك البشري والصناعي.

* الوحدة الاقتصادية بـ«الشرق الأوسط»



شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
TT

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)

سجلت شركات البتروكيميائيات المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) تحولاً كبيراً نتائجها المالية خلال الربع الثالث من 2024، مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، لتتحول إلى الربحية وبنسبة نمو تجاوزت 200 في المائة.إذ وصلت أرباحها إلى نحو 525 مليون دولار (1.97 مليار ريال) مقارنةً بتسجيلها خسائر في العام السابق وصلت إلى 516 مليون دولار (1.93 مليار ريال).

ويأتي هذا التحول للربحية في النتائج المالية لشركات القطاع، وتحقيقها لقفزة كبيرة في الأرباح، بفعل ارتفاع الإيرادات ودخل العمليات والهامش الربحي وزيادة الكميات والمنتجات المبيعة.

ومن بين 11 شركة تعمل في مجال البتروكيميائيات مدرجة في «تداول»، حققت 8 شركات ربحاً صافياً، وهي: «سابك»، و«سابك للمغذيات»، و«ينساب»، و«سبكيم»، و«المجموعة السعودية»، و«التصنيع»، و«المتقدمة»، و«اللجين»، في حين واصلت 3 شركات خسائرها مع تراجع بسيط في الخسائر مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، وهي: «كيمانول»، و«نماء»، و«كيان».

وبحسب إعلاناتها لنتائجها المالية في «السوق المالية السعودية»، حققت شركة «سابك» أعلى أرباح بين شركات القطاع والتي بلغت مليار ريال، مقارنةً بتحقيقها خسائر بلغت 2.88 مليار ريال للعام السابق، وبنسبة نمو تجاوزت 134 في المائة.

وحلت «سابك للمغذيات» في المركز الثاني من حيث أعلى الأرباح، رغم تراجع أرباحها بنسبة 21 في المائة، وحققت أرباحاً بقيمة 827 مليون ريال خلال الربع الثالث 2024، مقابل تسجيلها لأرباح بـ1.05 مليار ريال في الربع المماثل من العام السابق.

وفي المقابل، حققت «اللجين»، أعلى نسبة نمو بين الشركات الرابحة، وقفزت أرباحها بنسبة 1936 في المائة، بعد أن سجلت صافي أرباح بلغ 45.8 مليون ريال في الربع الثالث لعام 2024، مقابل أرباح بلغت 2.25 مليون ريال في العام السابق.

مصنع تابع لشركة كيميائيات الميثانول (كيمانول) (موقع الشركة)

توقعات استمرار التحسن

وفي تعليق على نتائج شركات القطاع، توقع المستشار المالي في «المتداول العربي» محمد الميموني خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن تستمر حالة التحسن في أرباح شركات قطاع البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، بفعل حالة ترقب التحسن في الاقتصاد الصيني الذي يعد من أهم وأكبر المستهلكين لمنتجات شركات البتروكيميكال، والاستقرار المتوقع في الأوضاع الجيوسياسية، مضيفاً أن تلك العوامل ستعمل على بدء انفراج في أسعار منتجات البتروكيميكال، وتجاوزها للمرحلة الماضية في تدني وانخفاض أسعارها. وقال «لا أتوقع أن يكون هناك مزيد من التراجع، ومن المتوقع أن يبدأ الاستقرار في أسعار منتجات البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، وهو مرهون بتحسن أسعار النفط، وتحسن الطلب على المنتجات».

وأشار الميموني إلى أن أسباب تراجع أرباح بعض شركات القطاع أو استمرار خسائرها يعود إلى انخفاض متوسط أسعار مبيعات منتجات البتروكيميكال نتيجة لاتجاه السوق والأسعار نحو الانخفاض بالإضافة إلى فترة الصيانة الدورية لعدد من مصانع شركات القطاع، وكذلك ارتفاع تكلفة وقود الديزل في الفترة منذ بداية يناير (كانون الثاني) 2024 وارتفاع تكلفة الشحن بسبب الاضطرابات الجيوسياسية التي أثرت على مسار الشحن من خلال مسار البحر الأحمر، وارتفاع تكاليف التمويل، ورغم اتجاه أسعار الفائدة نحو الانخفاض منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، فإنه لم ينعكس بشكل جيد على وضع نتائج شركات البتروكيميكال حتى الآن، مجدِّداً توقعه بتحسن النتائج المالية لشركات القطاع خلال الربعين المقبلين.

تحسن الكفاءة التشغيلية

من جهته، قال المحلل المالي طارق العتيق، خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» إن شركات القطاع أظهرت منذ بداية السنة تحسناً في الكفاءة التشغيلية لجميع عملياتها وأدائها، وارتفاع في أعداد الكميات المنتجة والمبيعة، وتكيّف شركات القطاع مع تغير ظروف السوق. وقابل ذلك تحسّن ظروف السوق وزيادة الطلب على المنتجات البتروكيماوية، وتحسّن الهوامش الربحية ومتوسط الأسعار لبعض منتجات البتروكيميائيات الرئيسة.

وعّد العتيق تسجيل 8 شركات من أصل 11 شركة تعمل في القطاع، أرباحاً صافية خلال الربع الثالث، أنه مؤشر مهم على تحسن عمليات وأداء شركات القطاع، ومواكبتها لتغير الطلب واحتياج السوق، مضيفاً أن القطاع حساس جداً في التأثر بالظروف الخارجية المحيطة بالسوق وأبرزها: تذبذب أسعار النفط، والظروف والنمو الاقتصادي في الدول المستهلكة لمنتجات البتروكيميائيات وأهمها السوق الصينية، والأحداث الجيوسياسية في المنطقة وتأثيرها على حركة النقل والخدمات اللوجستية، لافتاً إلى أن تلك الظروف تؤثر في الطلب والتكاليف التشغيلية لمنتجات البتروكيميائيات، إلا أنها قد تتجه في الفترة الراهنة باتجاه إيجابي نحو تحسن السوق والطلب على منتجات البتروكيميائيات.