يتساءل كثيرون من عشاق فريق النصر «حامل لقب دوري المحترفين السعودي في النسختين الأخيرتين» عن سر استعادة البرازيلي ماركينيوس لاعب الفريق السابق، وهل القرار متعلق بحاجة فنية له أم أن ذلك يعود للأزمة المالية التي تعصف بالنادي وتعرقل توقيعه مع لاعبين جدد.
ماركينيوس الذي خاض تجربة قصيرة مع الفريق الأصفر في الموسم المنصرم قبل أن يتم استبداله في فترة الانتقالات الشتوية «أي قبل عام من الآن»، لم تتطلب عودته إنهاء المستحقات المالية المفروضة على النادي من أجل قيده، وذلك بحسب أنظمة لجنة الاحتراف.
وأعلن الدكتور عبد الله البرقان رئيس لجنة الاحتراف بالاتحاد السعودي لكرة القدم أن تسجيل اللاعب في صفوف فريق النصر لا تنطبق عليه شروط التسجيل المحددة مسبقا، موضحا على حسابه عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: ماركينيوس هو لاعب استثمار ينتهي عقده بنهاية 2017 فتسجيله بنادي النصر لا تنطبق عليه شروط التسجيل، حيث يستطيع النادي استرجاعه في أي وقت.
وتضاربت الأقوال حول عودة ماركينيوس لفريقه السابق النصر بين رغبة المدرب الإيطالي فابيو كانافارو باللاعب وبين عدم وصول الفريق أي عرض مغري لبيع عقد اللاعب، حيث يملك النصر عقده لمدة ثلاث سنوات تنتهي في العام المقبل، إضافة إلى عدم إنهاء النصر مستحقاته المالية والرفع بها للجنة الاحتراف، وبالتالي فإن عودة اللاعب كانت أفضل الخيارات.
ابن مدينة ريو غراندي البرازيلية في تجربته الأولى مع فريقه النصر لم يظهر بصورة مميزة يكون من خلالها علامة فارقة في صفوف فريقه الأصفر، حيث سارعت إدارة النادي لاستبداله في فترة الانتقالات الشتوية والتعاقد مع الأوروغواياني فابيان إيستانوف، ليخوض البرازيلي ماركينيوس تجربة احترافية قصيرة بعد رحيله عن فريق النصر مع فريق سانتوس البرازيلي بنظام الإعارة، حيث يملك بطاقته الدولية الفريق الأصفر.
وشارك البرازيلي ماركينيوس مع فريقه في 11 مباراة منها تسع مباريات كلاعب أساسي ومباراتان كلاعب بديل، وذلك بحسب موقع إحصائيات رابطة دوري المحترفين السعودي التي تشير إلى أن اللاعب لعب مباراتين فقط كاملة دون أن يتم استبداله وذلك بإجمالي عدد الدقائق 662 دقيقة.
وخلال هذه المشاركة القصيرة سجل هدفا يتيما في شباك فريق نجران، وأسهم بصناعة ثلاثة أهداف أحدها أمام نجران واثنان أمام فريق الرائد، وسجل هذه الأهداف الثلاثة اللاعب البولندي أدريان ميرزيفسكي الذي ما زال يلعب في صفوف فريق النصر، وأخيرا تحصل اللاعب على بطاقتين صفراوين في مسيرته في دوري المحترفين السعودي.
الآراء الفنية حول عودة البرازيلي ماركينيوس لصفوف فريقه السابق النصر أشارت إلى تميز اللاعب على الصعيد الفني، وأنه في الأصل لم يتحصل على فرصته الكافية لإظهار ما لديه إضافة إلى ضيق الوقت في فترة الانتقالات الشتوية.
وأشار المدرب الوطني تركي السلطان إلى أن عودة اللاعب لصفوف فريقه مجددا جاءت لحاجة فنية وليس بداعي الأزمة المالية التي تحيط بإدارة فريق النصر، موضحا في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: فنيا ومقارنة بالمغربي يونس مختار أعتقد أنه يعتبر خيارا أفضل.
وأضاف السلطان: أعتقد أنه في الأساس كان قرار عدم استمراره مع الفريق الموسم الماضي غير موفق، فاللاعب لم يتحصل على فرصته الكاملة مع الفريق، مواصلا حديثه بالجانب ذاته: واحد من أهم المراكز التي يحتاج فيها النصر تدعيم صفوفه هو الطرف الأيسر، واختتم السلطان حديثه: شخصيا أرى أن عودته هي حاجة فنية شريطة أن يلعب بشكل أساسي وبصورة مستمرة.
من جانبه، أوضح المدرب الوطني علي كميخ أن الاستثمار الحقيقي في اللاعبين طبقه نادي النصر في ماركينيوس، مضيفا: النادي قام بشراء عقده ثم قام بإعارته لنادي سانتوس البرازيلي وشارك في الدوري البرازيلي وعاد إلى النصر لثلاثة أسباب، أولاً هي الحاجة الفنية للاعب ولخدماته.
وواصل في حديثه عن ماركينيوس: العرض الذي قدم لإدارة النصر لشراء خدمات اللاعب كان أقل من المطلوب، كما أن ضيق الوقت للتعاقد مع لاعبين يشكل سببا، إضافة إلى ذلك فاللاعب لم يأت وهو عاطل عن اللعب بل قدم بعد أن أتم مشاركته في الدوري البرازيلي مع فريقه سانتوس ويملك سجلا مميزا في المشاركة.
واختتم كميخ حديثه: خطوة النصر بإعادة اللاعب ماركينيوس تذكرنا بما فعله فريق الهلال مع المغربي عادل هرماش الذي قام بإعارته لفريق تولوز الفرنسي ثم أعاده لصفوفه مجددا، وهذه أطلق عليها مسمى النقلة النوعية في استثمار اللاعبين.
من جانبه، اعتبر المدرب الوطني أمين دابو في حديثه عن الشأن ذاته أن ماركينيوس قدم مستوى مميزا لا بأس به عندما قدم للمرة الأولى مع فريقه النصر، مضيفا: لكن نستطيع القول إن النصر يملك عددا كبيرا من اللاعبين من الممكن أن يشغلوا المركز الذي يلعب به ماركينيوس دون الحاجة لعودته، وأعنى الجهة اليسرى أو كمهاجم من الخلف وليس كرأس حربة.
وواصل دابو حديثه: بصراحة قد يكون العجز المالي أو الأزمة المالية في النادي أحد الأسباب التي أدت إلى عودته لصفوف الفريق مجددًا، مضيفا: أعتقد أن حاجة النصر في التعاقد كانت في قلبي الدفاع، ومن الممكن في وسط الميدان الدفاعي.
وبعيدًا عن عودة اللاعب ماركينيوس لصفوف فريق النصر، فإن إدارة النادي الأصفر ما زالت بعيدة عن إبرام صفقات مميزة على صعيد المحترفين الأجانب منذ فترة ليست بالقصيرة، ففي الموسم الحالي أعلن النصر عن تعاقده مع الأوروغواياني رودريغو مورا مهاجم فريق ريفر بليت الأرجنتيني واستمرار الثنائي محمد حسين والبولندي أدريان ميرزيفسكي، قبل أن يرفض مورا الانضمام لصفوف الفريق ويؤكد بقاءه مع فريقه الأرجنتيني من أجل المشاركة في مونديال الأندية.
اضطر معها النصر لإعادة الأوروغواياني فابيان إيستانوف لينضم للثنائي محمد حسين والبولندي أدريان، إلا أن خسارة الفريق لكأس السوبر أمام غريمه التقليدي الهلال، وتعثر النصر في الجولة الأولى بالدوري بالتعادل أمام هجر أثار غضب الجماهير التي طالبت الإدارة الصفراء بالتغيير وترميم صفوف الفريق بشكل عاجل.
أعلن النصر بعدها فض تعاقده مع الأوروغواياني فابيان والتعاقد مع المهاجم المالي موديبو مايغا إضافة إلى الهولندي ذي الأصول العربية يونس مختار ليكمل ملف أجانبه، ولكن ما زالت الصفقات الجديدة دون المستوى المأمول وخصوصا الهولندي مختار الذي لم يقدم أي إضافة جديدة مع فريقه لتسارع إدارة النادي بإلغاء التعاقد معه وإعادة البرازيلي ماركينيوس بديلا عنه.
ورغم المطالبات الجماهيرية لإدارة النادي الأصفر بقيادة الأمير فيصل بن تركي بتحسين أوضاع الفريق خلال فترة الانتقالات الحالية، والتعاقد مع عدد من الأسماء الأجنبية لتحل مكان البحريني محمد حسين في قلب الدفاع بعد أن افتقد الثقة من أنصار فريقه في ظل تراجع مستوياته التي يقدمها، فإن إدارة النادي اكتفت بالبرازيلي ماركينيوس مع استمرار محمد حسين والبولندي أدريان والمالي موديبو مايغا.
ماركينيوس.. هل يكون ورقة إنقاذ النصر في الأزمة «الشتوية»؟!
«الشرق الأوسط» تستطلع آراء مدربين وخبراء حول عودة البرازيلي
ماركينيوس.. هل يكون ورقة إنقاذ النصر في الأزمة «الشتوية»؟!
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة