سلم أمس، ثامر السبهان، السفير السعودي المعين لدى العراق، أوراق اعتماده إلى الدكتور إبراهيم الجعفري، وزير خارجية العراق. وقدم السفير السبهان نسخة من أوراق اعتماده سفيرًا لخادم الحرمين الشريفين لدى العراق إلى الدكتور الجعفري، تمهيدا لتقديم أوراق اعتماده إلى رئيس العراق، ونقل السبهان خلال اللقاء تحيات خادم الحرمين الشريفين، وتمنياته لشعب العراق بالأمن والرخاء والاستقرار، كما نقل تحيات ولي العهد، وولي ولي العهد السعودي، إلى حكومة وشعب العراق. كما نقل تحيات عادل الجبير، وزير الخارجية، إلى نظيره وزير خارجية العراق.
ورحب الجعفري بسفير خادم الحرمين الشريفين في بغداد، متمنيًا له التوفيق في مهام عمله، واستعرض السفير السبهان مع وزير خارجية العراق العلاقات بين البلدين وسبل النهوض بها لما يحقق مصالح البلدين والشعبين.
والسفير السعودي الجديد لدى العراق هو أول سفير للسعودية في العراق منذ عام 1990 على أثر الغزو العراقي للكويت. وقالت وزارة الخارجية العراقية، في بيان لها تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، إن «السبهان أكد خلال لقائه الجعفري أن بلاده تؤمن بضرورة الحفاظ على وحدة وسيادة العراق، وأن وحدة وقوة الشيعة والسنة والكرد هي قوة للعراق والمنطقة».
وأشار السبهان، بحسب البيان، إلى أن «العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز شدد على ضرورة الحضور الفاعل للسفارة، والعمل إلى جانب الحكومة العراقية باعتبار العراق ركنًا من أركان العالم العربي والإسلامي، وزاوية من زوايا الأمن والاستقرار في المنطقة».
وعبر سفير السعودية في بغداد عن «تطلعاته إلى أن تشهد المرحلة المقبلة تفعيل العلاقات بين بغداد والرياض في المجالات السياسية، والاقتصادية، والأمنية».
من جانبه، أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أحمد جمال، إن «الجعفري والسبهان بحثا خلال اللقاء الأزمة بين طهران والرياض ووساطة العراق للتهدئة بين البلدين»، مشيرا إلى أن «الجعفري أبلغ السبهان بأنه سيزور الرياض قريبًا، من أجل طرح رؤية العراق للتهدئة بين إيران والسعودية».
إلى ذلك، رحب تحالف القوى العراقية بهذه الخطوة التي من شأنها الإسهام في استقرار المنطقة. وقال عصام العبيدي، القيادي في تحالف القوى العراقية، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «هذه الخطوة في غاية الأهمية وفي هذا الظرف بالذات، حيث كانت المنطقة قد شهدت مؤخرا توترا وتصعيدا بين السعودية وإيران، وبالتالي فإن تخطي تلك الأزمة من خلال تقديم السفير أوراقه إلى الخارجية أمر يحسب للدبلوماسية العراقية، وهو ما يجعلنا نشد على أيديهم، لأن من شأن ذلك أن يكون عامل دفع إيجابي باتجاه عودة العراق إلى محيطه العربي». وأضاف العبيدي أن «ما نتمناه أن تكون هذه الخطوة في سلسلة حلقات متتابعة وفي كل الميادين والمجالات، من أجل أن يفوت البلدان الفرصة على من لا يزال يحاول عرقلة مثل هذه التطورات الإيجابية على صعيد العلاقة بين الرياض وبغداد».
وأكد العبيدي أن «العراق بحاجة إلى العرب اليوم مثلما أن العرب بحاجة إلى العراق بعد سنوات طويلة من القطيعة التي آن لها أن تنتهي من خلال طي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة». لكن رئيس المركز العراقي للتنمية الإعلامية، عدنان السراج، يرى أن «التقدم في العلاقة بين العراق والسعودية يبقى مرهونا بالعلاقة العراقية - الإيرانية من جهة والسعودية - الإيرانية من جهة أخرى، وبالتالي فإن السؤال الذي يبقى مطروحا هو هل يمكن أن يصبح العراق عنصر توازن في هذه العلاقة القوية بين بغداد وطهران التي تعاني من توترات بين إيران والسعودية؟».
الجعفري يتسلم أوراق اعتماد أول سفير سعودي لدى العراق بعد قطيعة ربع قرن
استعرضا تداعيات الأزمة بين الرياض وطهران وسبل النهوض بالعلاقات بين البلدين
الجعفري يتسلم أوراق اعتماد أول سفير سعودي لدى العراق بعد قطيعة ربع قرن
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة