سماحة.. من عرّاب الاتفاقات السياسية إلى السجن

تاريخ حافل من أيام الحرب الأهلية في لبنان

سماحة.. من عرّاب الاتفاقات السياسية إلى السجن
TT

سماحة.. من عرّاب الاتفاقات السياسية إلى السجن

سماحة.. من عرّاب الاتفاقات السياسية إلى السجن

حفل تاريخ الوزير السابق ميشال سماحة بالمحطات السياسية منذ أيام الحرب الأهلية في لبنان، حيث لعب دور الوسيط بين القوى المتحاربة خصوصًا بين القوى المسيحية، لكنه أنهى مسيرته بعمل أمني خطير قاده إلى السجن.
عام 1985 برز دوره السياسي بشكل واضح عندما لعب دور العرّاب للاتفاق الثلاثي الذي عقد في دمشق، وجمع (رئيس مجلس النواب الحالي) نبيه بري رئيسًا لحركة «أمل»، ووليد جنبلاط رئيسًا للحزب التقدمي الاشتراكي، وإيلي حبيقة رئيس «القوات اللبنانية»، من أجل وقف الحرب الأهلية في لبنان بين هذه القوى المتصارعة، مستندًا بذلك إلى رصيده الكبير عند الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد.
عام 1992 انتخب نائبًا عن منطقة المتن، ثمّ عين وزيرًا للإعلام في أولى حكومات الرئيس رفيق الحريري، وشغل منصب وزير الإعلام في آخر حكومة شكلها رفيق الحريري في عام 2004.
بعد اغتيال رفيق الحريري عام 2004، شغل سماحة منصب المستشار السياسي للرئيس السوري بشار الأسد، وعرف عنه أنه ناقل رسائل الأسد إلى الولايات المتحدة الأميركية وعدد من الدول الأوروبية، مستندًا إلى صداقاته مع شخصيات مؤثرة في هذه الدول.
في 12 أغسطس (آب) 2012 ألقي القبض عليه بعد ضبط المتفجرات التي نقلها من سوريا إلى لبنان، والتثبت من تورطه في جريمة إرهابية بتسجيلات له بالصوت والصورة التقطها له المخبر ميلاد كفوري أثناء لقاءات جمعتهما وكانا يحضران خلالها مخطط التفجيرات.
في 13 مايو (أيار) 2015 أصدرت المحكمة العسكرية الدائمة برئاسة العميد خليل إبراهيم حكمها بحق سماحة، وقضى بالأشغال الشاقة مدة أربع سنوات ونصف السنة، لمحاولة القيام بأعمال إرهابية.
في 2 يونيو (حزيران) 2015 قررت محكمة التمييز العسكرية قبول الطعن المقدم من النيابة العامة العسكرية بحكم سماحة، وقررت إبطاله وإعادة محاكمته من جديد.
في 14 يناير (كانون الثاني) الحالي اتخذت محكمة التمييز العسكرية قرارًا بإطلاق سراح سماحة الذي عاد إلى الحرية بعد ثلاث سنوات وخمسة أشهر قضاها في السجن.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.