نتنياهو يهدد البرازيل بخفض العلاقات إن لم تقبل القائد الاستيطاني سفيرًا لإسرائيل

في عهده: أزمات دبلوماسية مع السويد والاتحاد الأوروبي أيضًا

نتنياهو يهدد البرازيل بخفض العلاقات إن لم تقبل القائد الاستيطاني سفيرًا لإسرائيل
TT

نتنياهو يهدد البرازيل بخفض العلاقات إن لم تقبل القائد الاستيطاني سفيرًا لإسرائيل

نتنياهو يهدد البرازيل بخفض العلاقات إن لم تقبل القائد الاستيطاني سفيرًا لإسرائيل

بعد يوم واحد من تفجير أزمة دبلوماسية مع السويد، فجّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أزمة دبلوماسية أكبر مع البرازيل، وبهدف إرضاء حلفائه من اليمين المتطرف، فقد هدد بخفض مستوى العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، إذا أصرت البرازيل على رفضها تعيين أحد قادة المشروع الاستيطاني في المناطق الفلسطينية المحتلة سفيرًا لإسرائيل في بوينس آيرس، وهو داني ديان، الرئيس السابق لمجلس المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية، الذي يقيم علاقات مع جهات يمينية في شتى أنحاء العالم، عندما كان بمثابة «وزير الخارجية» لمجلس المستوطنات. وعندما قرر نتنياهو تعيينه سفيرًا لإسرائيل، قبل خمسة شهور، امتنعت الحكومة البرازيلية عن الرد. لكنها لمحت لإسرائيل بأن هذا التعيين ينطوي على مشكلات كبيرة في البلاد، وأنها تفضل بأن تغير الحكومة الإسرائيلية قرارها. وقد بادرت الجالية الفلسطينية في البرازيل، مع قوى محلية مناصرة لها، إلى ممارسة الضغوط على الحكومة حتى ترفض رسميًا هذا التعيين. وبالمقابل، راح المستوطنون وممثلوهم في الحكومة الإسرائيلية يمارسون الضغوط على نتنياهو لكي يقوم بجهد دولي يجبر البرازيل على قبول التعيين.
وظهر ديان أمام وسائل الإعلام الإسرائيلية، محتجًا على «قنوط نتنياهو وتقاعسه». وقال إنه من الناحية الشخصية لم يعد يرغب في المنصب، ولكنه في سبيل الحفاظ على مكانة الاستيطان اليهودي في إسرائيل والعالم يصر على التعيين.
وعلى أثر ذلك، أعلن نتنياهو، أمس، إنه يصر على تعيين داني ديان، سفيرًا في البرازيل، رغم المعارضة الشديدة لذلك في بيونس آيرس. وقال إنه «إذا واصلت البرازيل رفضها تعيين ديان، فإن إسرائيل لن ترسل سفيرًا آخر إلى هناك مهما تكن النتيجة»، مما يعني أن يصبح التمثيل الإسرائيلي هناك بمستوى دبلوماسي منخفض. وأعرب مقرب من نتنياهو، عن أمله في أن يؤدي هذا القرار إلى إقناع البرازيل بالتراجع عن معارضتها لتعيين ديان.
تجدر الإشارة إلى أن نتنياهو الذي يؤدي مهام وزير الخارجية أيضًا، قرر مقاطعة وفود حكومية سويدية، بسبب مطالبة وزيرة خارجيتها، مارغوت وولستروم، بالتحقيق في الشكاوى الفلسطينية ضد إسرائيل حول إعدام شبان فلسطينيين دون محاكمة في الشهور الأخيرة. كما أنه يقاطع مؤسسات الاتحاد الأوروبي، بسبب قرار البرلمان في بروكسل وسم البضائع الإسرائيلية التي تصنع في المستوطنات. ويتعرض نتنياهو بسبب ذلك، إلى انتقادات واسعة في الصحافة الإسرائيلية، ووصفته صحيفة «هآرتس» بأنه أسوأ وزير خارجية في تاريخ إسرائيل.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.