سوسن ميخائيل: أفكّر في دخول عالم الإخراج.. ولديَّ رؤية وأفكار

الفنانة السورية تقول إن ما قدمته بعض المسلسلات السورية في الموسم الماضي ليس جريئاً

سوسن ميخائيل
سوسن ميخائيل
TT

سوسن ميخائيل: أفكّر في دخول عالم الإخراج.. ولديَّ رؤية وأفكار

سوسن ميخائيل
سوسن ميخائيل

تقوم حاليًا الفنانة السورية سوسن ميخائيل بتصوير عدد من المسلسلات التلفزيونية التي ستعرض في الموسم الرمضاني المقبل، وفي حوار معها تتحدث سوسن لـ«الشرق الأوسط» قائلة: «أصور حاليًا دوري في المسلسل الشامي (عطر الشام) للمخرج محمد زهير رجب، وشخصيتي فيه الداية (أم سعيد)، والظريف هنا - تضحك سوسن - أن الداية صغيرة وليس كباقي مسلسلات البيئة الشامية، حيث إن الداية يكون عمرها كبيرًا مثل (أم زكي) بمسلسل (باب الحارة)، والدور مكتوب بشكل مختلف، حيث تعيش الداية قصة درامية، فهي متزوجة ولديها بنت صغيرة يتم اغتصابها، أي لديها معاناة، وليست شخصية كلاسيكية تدور بين بيوت الحارة، ولا أخفي عليك - توضح سوسن - أنني كنت مترددة في قبولي لهذه الشخصية بمسلسل (عطر الشام)، حيث ستتم مقارنتها مع الداية أم زكي في (باب الحارة)، ولكن المخرج أقنعني بأن الدور هنا مختلف تمامًا من حيث سير الشخصية وحتى الألفاظ تستخدم الداية كلمات لطيفة، ولكن عندما تُصْدَمْ بابنتها تنقلب حياتها رأسًا على عقب، كذلك أصور دوري في مسلسل اجتماعي معاصر يحمل عنوان (لست جارية) مع المخرج ناجي طعمة وأجسّد فيه شخصية (إلهام) سيدة أعمال ومتزوجة من رجل أعمال (يؤدي الدور الفنان زهير رمضان)، والذي يخونها فيتحولان إلى نديّن يعمل كل واحد على إفشال الآخر في أعماله مع حصول أحداث مزعجة للطرفين ومنها السجن ودخول المشافي ولتنتهي العلاقة بالطلاق. كذلك صورت دوري في مسلسل مدرسة الحب بجزء منه تحت عنوان (لم شمل). ووقّعت مؤخرًا عقد مشاركة في الجزء الجديد من المسلسل الكوميدي الساخر (بقعة ضوء) الذي سينطلق تصويره قريبًا، وهناك أيضًا مشاركة لي في الجزء الثامن من مسلسل (باب الحارة)، حيث سأوقع عقدي مع الشركة المنتجة له (شركة قبنض)، ولكن لم يصلني بعد النص والشخصية التي سأجسدها في هذا الجزء».
وحول واقع دراما البيئة الشامية والأجزاء الجديدة من «باب الحارة» وما تعانيه من تكرار بقصصها تقول سوسن: «بالنسبة لي لم أشاهد (باب الحارة) من الجزء الثالث، ولكن يبقى عملا وعليّ أن أؤديه فهو مهنتي وأنا أشارك فيها منذ ثلاث سنوات، قد لا تحقق هذه المسلسلات طموحي وهو العمل على دور مركب وصعب، بينما الشخصية بالمسلسل الشامي محدودة فمهما حاول الممثل العمل عليها يبقى هناك قناطر محددة لها لا يمكنه تجاوزها وفي المحصلة علينا أن نعمل في هذا النوع من المسلسلات، والتي يُنْتَجْ منها الكثير لأنها مطلوبة من الناس وهناك محاولات لتقديم قصص وحكايات جديدة، ولكن تبقى الشخصيات الرئيسية في أي مسلسل شامي يجب أن تكون موجودة مثل الحلاق والداية وعضوات الحارة، هم مثل الباب والجرس فلا يمكن تجاوزها مهما حاول القائمون عليها التحليق خارجها, وبرأيي أن دراما البيئة الشامية محاصرة بحدود معينة وتبقى قصصها من الخيال أي فانتازيا».
وحول اتهام بعض المسلسلات السورية في الموسم الماضي بتجاوزها للخطوط الحمراء والجرأة الزائدة تقول سوسن: «أنا لا أعتبر ما قدّم جرأة، بل هو قلة أدب، نحن لم نتعود على مثل هذه المناظر والكلام وهو لا يناسبنا، وبرأيي أن هناك من أراد تلبية السوق بهذه المسلسلات أو أن هناك مؤامرة فعندما يُطْلَب من البعض تنفيذ مثل هذه المسلسلات ويقومون بتنفيذها من منطلق أن هذا عمل، بالنسبة لي كفنانة يهمني مستوى الدراما، ليس هكذا تتطور الدراما السورية وعندما تطورت في سنوات سابقة لم نكن نقدم مثل هذه النوعية من المسلسلات، أنا شخصيًا قدّمت عدة مرات دور راقصة في مسلسلات سورية ولكن لم يكن مثل هذا الفجور، وكأن بعض الممثلات كانوا منتظرين الفرصة المناسبة ليقدموا هذا النوع من الأدوار».
وأسأل سوسن عن مدى ملامسة المسلسلات السورية الأخيرة للأزمة والحرب السورية فتجيب قائلة: «قد تكون لامستها من ظاهرها، حيث يعرفه الكثيرون، ولكنّ هناك خفايا وقصصًا لدى أناس وأسر ستبقى مائة عام مصدرًا للدراما، هناك انعكاسات كثيرة للأزمة على الناس والأطفال وستبقى يُحْكَى عنها لقرن قادم».
ولسوسن رأي في دراما السيرة الذاتية توضحه: «أنا مع هذا النوع من الدراما، ولكن بشرط تقديم شخصية غائبة عن الذاكرة منذ فترة من الزمن بحيث يشتاق الجمهور لمشاهدتها على الشاشة ومتابعة تفاصيلها وليس شخصية موجودة أمامنا ومحفورة بأذهان الناس لأنه مهما حاولنا وعملنا لن نصل لتقديمها بشكل حقيقي، وبالنسبة لي أي شخصية تعرض عليّ سأؤديها فأنا ممثلة في النتيجة وأحب بشكل خاص تجسيد شخصية مبدعة معروفة كانت تعاني مثلاً من مرض نفسي أو من الجنون وأتمنى تجسيد مثل هذا الدور».
وحول معاناتها من الشللية الموجودة في الوسط الفني تقول سوسن: «ما زالت موجودة، وما زلت أعاني منها، وللأسف الآن موجودة وبشكل (وقح)، حيث صار هناك شللية خارج وداخل البلد (هناك شلل داخلية وشلل خارجية) - تضحك سوسن - فأنا وغيري من يعمل داخل البلد لا يعرضون علينا المشاركة في مسلسلات تصوّر خارج سوريا لا أدري لماذا».
«أحب الكوميديا»، تبتسم سوسن.. «وأعتز بأنني تلميذة الفنان دريد لحام ولو لم أكن ناجحة كوميديًا لما قدمني في مسلسله (عودة غوار) وأعتبر دوري فيه من أهم أدوار حياتي الفنية، ولذلك يهمني أن أعمل في الكوميديا، ولكن بشرط أن يكون المسلسل منفذًا بشكل صحيح وله هدف أي كوميديا الموقف وليس التهريج والضحك من أجل الضحك فقط، فالجمهور لم يعد يتقبل مثل هذا النوع من التهريج».
ولا ترى سوسن مانعًا من أن تقدّم برنامجًا تلفزيونيًا كبعض زملائها، بل تحب هذا النوع من النشاطات.. «أنا أحب التقديم مثلما أحب التمثيل»، توضح سوسن.. «وما يستهويني هنا تقديم البرامج التي لها علاقة مباشرة بالناس وقضاياهم».
كذلك لا ترى مشكلة في إخراج مسلسل تلفزيوني.. «ولكن ليس الآن»، تعلّق سوسن.. «فليست صعبة بالنسبة لي حيث تتوفر الخبرة والرؤية موجودة لدي والتي برأيي أفضل من خبرة مائة مخرج من الوافدين حديثًا للدراما».



إيلي فهد لـ«الشرق الأوسط»: المدن الجميلة يصنعها أهلها

بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
TT

إيلي فهد لـ«الشرق الأوسط»: المدن الجميلة يصنعها أهلها

بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})

لا يمكنك أن تتفرّج على كليب أغنية «حبّك متل بيروت» للفنانة إليسا من دون أن تؤثر بك تفاصيله. فمخرج العمل إيلي فهد وضع روحه فيه كما يذكر لـ«الشرق الأوسط»، ترجم كل عشقه للعاصمة بمشهديات تلامس القلوب. أشعل نار الحنين عند المغتربين عن وطنهم. كما عرّف من يجهلها على القيمة الإنسانية التي تحملها بيروت، فصنع عملاً يتألّف من خلطة حب جياشة لمدينة صغيرة بمساحتها وكبيرة بخصوصيتها.

ويقول في سياق حديثه: «أعتقد أن المدن هي من تصنع أهلها، فتعكس جماليتهم أو العكس. الأمر لا يتعلّق بمشهدية جغرافية أو بحفنة من العمارات والأبنية. المدينة هي مرآة ناسها. وحاولت في الكليب إبراز هذه المعاني الحقيقية».

تلعب إليسا في نهاية الكليب دور الأم لابنتها {بيروت} (حساب فهد إيلي على {إنستغرام})

من اللحظات الأولى للكليب عندما تنزل إليسا من سلالم عمارة قديمة في بيروت يبدأ مشوار المشاهد مع العاصمة. لعلّ تركيز فهد على تفاصيل دقيقة تزيح الرماد من فوق الجمر، فيبدأ الشوق يتحرّك في أعماقك، وما يكمل هذه المشهدية هو أداء إليسا العفوي، تعاملت مع موضوع العمل بتلقائية لافتة، وبدت بالفعل ابنة وفيّة لمدينتها، تسير في أزقتها وتسلّم على سكانها، وتتوقف لبرهة عند كل محطة فيها لتستمتع بمذاق اللحظة.

نقل فهد جملة مشاهد تؤلّف ذكرياته مع بيروت. وعندما تسأله «الشرق الأوسط» كيف استطاع سرد كل هذه التفاصيل في مدة لا تزيد على 5 دقائق، يرد: «حبي لبيروت تفوّق على الوقت القليل الذي كان متاحاً لي لتنفيذ الكليب. وما أن استمعت للأغنية حتى كانت الفكرة قد ولدت عندي. شعرت وكأنه فرصة لا يجب أن تمر مرور الكرام. أفرغت فيه كل ما يخالجني من مشاعر تجاه مدينتي».

من كواليس التصوير وتبدو إليسا ومخرج العمل أثناء مشاهدتهما إحدى اللقطات من الكليب (فهد إيلي)

يروي إيلي فهد قصة عشقه لبيروت منذ انتقاله من القرية إلى المدينة. «كنت في الثامنة من عمري عندما راودني حلم الإخراج. وكانت بيروت هي مصدر إلهامي. أول مرة حطّت قدمي على أرض المدينة أدركت أني ولدت مغرماً بها. عملت نادلاً في أحد المطاعم وأنا في الـ18 من عمري. كنت أراقب تفاصيل المدينة وسكانها من نوافذ المحل. ذكرياتي كثيرة في مدينة كنت أقطع عدداً من شوارعها كي أصل إلى مكان عملي. عرفت كيف يستيقظ أهاليها وكيف يبتسمون ويحزنون ويتعاونون. وهذا الكليب أعتبره تحية مني إلى بيروت انتظرتها طويلاً».

لفت ايلي فهد شخصية إليسا العفوية (حسابه على {إنستغرام})

يصف إيلي فهد إليسا بالمرأة الذكية وصاحبة الإحساس المرهف. وهو ما أدّى إلى نجاح العمل ورواجه بسرعة. «هذا الحب الذي نكنّه سوياً لبيروت كان واضحاً. صحيح أنه التعاون الأول بيني وبينها، ولكن أفكارنا كانت منسجمة. وارتأيت أن أترجم هذا الحبّ بصرياً، ولكن بأسلوب جديد كي أحرز الفرق. موضوع المدينة جرى تناوله بكثرة، فحاولت تجديده على طريقتي».

تبدو إليسا في الكليب لطيفة وقريبة إلى القلب وسعيدة بمدينتها وناسها. ويعلّق فهد: «كان يهمني إبراز صفاتها هذه لأنها حقيقية عندها. فالناس لا تحبها عن عبث، بل لأنها تشعر بصدق أحاسيسها». ويضعنا فهد لاشعورياً في مصاف المدن الصغيرة الدافئة بعيداً عن تلك الكبيرة الباردة. ويوضح: «كلما كبرت المدن خفت وهجها وازدادت برودتها. ومن خلال تفاصيل أدرجتها في الكليب، برزت أهمية مدينتي العابقة بالحب».

لقطة من كليب أغنية "حبّك متل بيروت" الذي وقعه إيلي فهد (حسابه على {إنستغرام})

كتب الأغنية الإعلامي جان نخول ولحّنها مع محمد بشار. وحمّلها بدوره قصة حب لا تشبه غيرها. ويقول فهد: «لقد استمتعت في عملي مع هذا الفريق ولفتتني إليسا بتصرفاتها. فكانت حتى بعد انتهائها من تصوير لقطة ما تكمل حديثها مع صاحب المخبز. وتتسامر مع بائع الأسطوانات الغنائية القديمة المصنوعة من الأسفلت». ويتابع: «كان بإمكاني إضافة تفاصيل أكثر على هذا العمل. فقصص بيروت لا يمكن اختزالها بكليب. لقد خزّنت الكثير منها في عقلي الباطني لاشعورياً. وأدركت ذلك بعد قراءتي لتعليقات الناس حول العمل».

في نهاية الكليب نشاهد إليسا تمثّل دور الأم. فتنادي ابنتها الحاملة اسم بيروت. ويوضح فهد: «الفكرة هذه تعود لإليسا، فلطالما تمنت بأن ترزق بفتاة وتطلق عليها هذا الاسم». ويختم إيلي فهد متحدثاً عن أهمية هذه المحطة الفنية في مشواره: «لا شك أنها فرصة حلوة لوّنت مشواري. وقد جرت في الوقت المناسب مع أنها كانت تراودني من قبل كثيراً».