التتويج بلقب المونديال الحلم الأخير لميسي

حصد الجوائز نفسها مجرد تضخيم للإحصائيات الرقمية

ميسي يجفف دموعه بعد ضياع حلم الفوز بلقب مونديال 2014 («الشرق الأوسط»)
ميسي يجفف دموعه بعد ضياع حلم الفوز بلقب مونديال 2014 («الشرق الأوسط»)
TT

التتويج بلقب المونديال الحلم الأخير لميسي

ميسي يجفف دموعه بعد ضياع حلم الفوز بلقب مونديال 2014 («الشرق الأوسط»)
ميسي يجفف دموعه بعد ضياع حلم الفوز بلقب مونديال 2014 («الشرق الأوسط»)

«هذا هو أكبر إنجاز»، هكذا وصف النجم العالمي ليونيل ميسي ما يعنيه تتويجه بلقب بطولة كأس العالم مع المنتخب الأرجنتيني، لكن في الحقيقة كان يجب أن يقول إن هذا الإنجاز هو الوحيد المتبقي له لكي يحققه، حيث لم يتبق له شيء من الأرقام القياسية والجوائز الأخرى إلا وتمكن النجم الأرجنتيني من حصده، كما يعد الاستمرار في حصد الجوائز نفسها مجرد تضخيم للإحصائيات الرقمية لا أكثر.
وحقق صاحب القميص رقم «10» أرقاما قياسية، يمكن اعتبارها من كوكب آخر، فقد حصد جائزة الكرة الذهبية خمس مرات، وحصل على أربعة ألقاب لبطولة دوري أبطال أوروبا، وتوج بلقب الدوري الإسباني سبع مرات، بالإضافة إلى ثلاثة ألقاب في مونديال الأندية، ليجمع في جعبته 26 بطولة و430 هدفا سجلها في 503 مباراة رسمية مع برشلونة. ولو كان ميسي سويسريا كان يمكن القول حينئذ إنه حقق جميع أهدافه بوصفه لاعب كرة قدم، لكن الأمر يختلف عندما يولد أحدهم في الأرجنتين، حيث لا يتم اكتمال عمله على الوجه الأمثل قبل التتويج بلقب المونديال، الإنجاز الذي يتوق إليه كل لاعب ومشجع للمنتخب الأرجنتيني. وفي معرض رده على سؤال عما إذا ما كان يفضل الحصول على لقب المونديال بدلا من حصد الجوائز الفردية، أجاب ميسي أثناء وجوده في زيوريخ، وبعد أن حصل على كرته الذهبية الخامسة: «بالطبع أفضل الفوز بالمونديال». وكاد ميسي يحقق هذا الحلم في 2014 في المباراة، التي أوشكت أن تجعل منه اللاعب الأفضل في كل العصور، عندما سقط مع منتخب بلاده أمام المنتخب الألماني على ملعب «ماراكانا» معقل الغريم التاريخي، المنتخب البرازيلي، في نهائي المونديال بعد أن قدم مباراة باهتة.
وجاء أداء الأسطورة الأرجنتينية في تلك المباراة نتيجة طبيعية لمسيرته المتراجعة خلال العام ونصف العام الذي سبقها. وعانى ميسي خلال الفترة السابقة على مونديال البرازيل من الإصابات، بالإضافة إلى قيامه بفك ارتباطه مع اختصاصي العلاج الطبيعي خوانخو براو، والركون إلى الراحة والرتابة وعدم الاكتراث، حتى إن أحد مكتشفيه في برشلونة، كارليس ريكساش، أكد أن «البرغوث» كان يأكل الكثير من «البيتزا». وأدت كل العوامل والظروف المذكورة إلى إصابة النجم الأرجنتيني بحالة من اللامبالاة الواضحة. وكان البرتغالي كريستيانو رونالدو قد فاز بالكرة الذهبية خلال عامين متتاليين، في وقت بدا فيه أن التراجع الذي أصاب ميسي بات أبديا.
وترددت الأقاويل في برشلونة خلال تلك الفترة عن احتمالات بيع المهاجم الأرجنتيني. ولا أحد يعلم ما كان يمكن أن يحدث إذا نجحت الأرجنتين في الفوز بالمباراة النهائية للمونديال، ولكن ما يبدو جليا هو أن الإخفاق كان بمثابة جرس إنذار لميسي. وقال النجم الأرجنتيني وهو يحمل الكرة الذهبية بين يديه الاثنين الماضي: «لقد عشت سنوات لم أكن أشعر فيها أنني على ما يرام، بسبب مواقف وظروف مختلفة، لكن لحسن الحظ تمكنت من تجاوز هذا الموقف والوصول إلى هنا». وكان الاختيار قد وقع على صورته التي التقطت له وهو يمر بجوار كأس العالم بعد نهائي 2014 بوصفها أفضل صورة رياضية في العام.
وأصبح ميسي في 2012 أبا للمرة الأولى، الأمر الذي يمكن أن يحدث تغييرا في حياة أي شخص وبصورة أكبر في حياة شخص مثله يهتم بالحياة العائلية. وعقب انتهاء المونديال، عاد ميسي إلى وضع الأمور في نصابها، فقد وضع نظاما قاسيا لحميته الغذائية واستعاد بريقه الذي كان مفقودا. ورزق ميسي بمولوده الثاني قبل ثلاثة أشهر، حيث جاء هذا الابن ليجد والده أكثر قوة وثباتا وعلى دراية أكبر بما يتطلع إليه في المستقبل. وكالت الصحف ووسائل الإعلام العالمية أول من أمس وابلا من عبارات المديح والإشادة للنجم الأرجنتيني، وتوافقت جميعها على أنه «اللاعب الأفضل»، ولم يقتصر هذا الأمر على الإعلام فحسب، ولكنه امتد ليشمل زملاءه في برشلونة والمنتخب الأرجنتيني، الذين لم يكتفوا بالإشادة بمستواه الفني فقط، لكن أيضًا بسماته الشخصية والأخلاقية مثل التواضع والتلقائية. ورغم كل ذلك فلا يعد ميسي شخصية ملائكية، فقد تورط النجم الكبير مع والده في كثير من المشكلات القضائية في إسبانيا بداعي التهرب الضريبي. وقالت صحيفة «لا بانغوارديا» إن «ميسي أعاد إلى الضرائب مبلغا يقدر بـ53 مليون يورو منذ ذيوع فضيحة التهرب الضريبي. ويعد ميسي، مع كل ما لديه من مميزات وأخطاء، شخصية استثنائية، يتمتع بالقدرة على التطلع لتحقيق طموحات أكبر رغم حصوله على ما هو أكثر مما كان يتوقع». وأضاف ميسي: «الفوز ليس أصعب الأشياء، لكنه الفوز مجددا». ويحتفظ ميسي بدوافعه لتحقيق إنجاز مع المنتخب الأرجنتيني رغم الإخفاقات الماضية، ورغم أنه سيخوض منافسات مونديال روسيا 2018 في عمر الـ31، لتكون تلك هي الفرصة الأخيرة له لحصد لقب المونديال، حيث لا يملك فرصة كبيرة في اللحاق بمونديال قطر 2022.



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.