رحيل الصمعاني.. أشهر المعالجين الشعبيين بالكي في الوطن العربي

تفرغ لعلاج المرضى في منزله المجهز بالمعدات.. وفي كل الأوقات

الشيخ صالح الصمعاني
الشيخ صالح الصمعاني
TT

رحيل الصمعاني.. أشهر المعالجين الشعبيين بالكي في الوطن العربي

الشيخ صالح الصمعاني
الشيخ صالح الصمعاني

ووري في الرياض أمس جثمان الشيخ صالح بن محمد بن عبد الكريم الصمعاني أحد أشهر المعالجين الشعبيين بالكي في الوطن العربي، بعد الصلاة عليه في جامع الملك خالد بحي أم الحمام.
وسجل الصمعاني الذي أخذ شهرته بعد شفاء حالات مرضية على يده، اسمه في سجل الزاهدين الذين لا يتاجرون بالعلم أو ما يتوفر لهم من علم، حيث فرغ نفسه للعلاج الشعبي، وخصص في منزله مكانا مريحا لانتظار المرضى وغرفا لاستقبالهم والكشف عليهم، وفي كل الأوقات، كانت أدوات الكي حاضرة.
وأدرجت موسوعة الثقافة التقليدية في السعودية، الصادرة عن دار الدائرة للنشر والتوثيق، الصمعاني كواحد من أشهر الأطباء البارزين في الطب الشعبي، وخاصة في العلاج بالكي؛ إذ جاء في الموسوعة أن المعالج الراحل وصف العلاج بالكي بكونه يعتمد على المهارة والخبرة وطريقة تطبيقه متناهية الدقة. وكان الراحل الصمعاني يؤمن بأن «آخر الدواء الكي»، ولذلك فقد كان ينصح مراجعيه أن يراجعوا المستشفيات أولاً وبعد ذلك يعودون إليه.
وبعد أن زاد الضغط على عيادته بأعداد المراجعين الهائلة، لم يتوقف عن استقبالهم، لكنه حاول تنظيم ذلك بوضع لوحة تحدد أوقات الزيارة، طالبا من المراجعين الاتصال مسبقًا.
لم يكل الصمعاني أو يمل من علاج جميع الوافدين إليه من كل حدب وصوب، إذ استمر في مهنته مدة تزيد عن 40 عامًا. لم يبدأ حياته معالجا شعبيًا، بل انتقل في شبابه إلى العاصمة السعودية الرياض لمزاولة التجارة، وبعد شفاء حالات على يده وزيادة حاجة الناس إليه فرّغ نفسه للطب الشعبي والكي، ومنها أصبح أشهر معالج شعبي في الوطن العربي يضرب به المثل في علاج الحالات التي يعجز الطب عن علاجها.
وما يروى عن الراحل أنه كان في محله التجاري بالرياض في الخمسينات من القرن الماضي، وجاءه شخص أبلغه أنه مكلف من الملك سعود بن عبد العزيز بإحضاره إلى جدة لمعالجة مريض فيها، فسافر إلى هناك ووقف على علة المريض، وعالجه بالكي، وشفي المريض. ولما علم الملك سعود بشفاء المريض منح الطبيب الصمعاني مائتي جنيه ذهبًا وهو مبلغ كبير في ذلك الوقت، لكن الطبيب اعتذر عن عدم أخذها، وشكر الملك.
...المزيد



رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

إيلي شويري مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017
إيلي شويري مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017
TT

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

إيلي شويري مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017
إيلي شويري مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.
عُرف شويري بحبِّه للوطن، عمل مع الرحابنة، فترة من الزمن، حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني، وتعاون معه أهم الفنانين الكبار؛ بدءاً بفيروز، وسميرة توفيق، والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي.
غنَّى المطرب المخضرم جوزيف عازار لشويري، أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»، التي لقيت شهرة كبيرة، وعنها أخبر «الشرق الأوسط» بأنها وُلدت في عام 1974، وأكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة الموسيقار ومشواره الفني معه، بكلمات قليلة.
وتابع أن لبنان «خسر برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر، بالنسبة لي».
ومع الفنان غسان صليبا، أبدع شويري، مجدداً، على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية، التي لا تزال تُردَّد حتى الساعة.
ويروي صليبا، لـ«الشرق الأوسط»: «كان يُعِدّ هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل، فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير».
كُرّم شويري رسمياً في عام 2017، حين قلَّده رئيس الجمهورية، يومها، ميشال عون، وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة، أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي «كرمى» لهذا الوطن.