رحيل السعودي «الصمعاني» أحد أشهر المعالجين الشعبيين

ينصح مرضاه بمراجعة المستشفيات قبل علاجهم

الصمعاني
الصمعاني
TT

رحيل السعودي «الصمعاني» أحد أشهر المعالجين الشعبيين

الصمعاني
الصمعاني

ودّعت السعودية أحد أشهر المعالجين البارزين في الطب الشعبي في الدول العربية، أمس، خصوصًا في مجال العلاج بالكي، وحقق على مدى أربعين عامًا شهرة كبيرة تعدت بلاده السعودية، وامتدت إلى دول الخليج، والدول العربية.
وزاول المعالج الشعبي الشيخ صالح بن محمد بن عبد الكريم الصمعاني الذي ولد ونشأ في بريدة بمنطقة القصيم، وانتقل منها إلى الرياض وهو في سن الشباب طلبًا للرزق، واستقر بها مزاولاً العمل التجاري، واكتشفه الناس بقدرته على العلاج، وفرغ نفسه لذلك العمل التطوعي احتسابًا للأجر من الله، وخصص منزله مكانًا مريحًا لانتظار المرضى وغرف لاستقبال المريض والكشف عليه والاستماع إلى شكواه مجهزة بأدوات الكي. وفي كل الأوقات، ووفقًا لموسوعة الثقافة التقليدية في السعودية الصادرة عن دار الدائرة للنشر والتوثيق التي أدرجت الراحل الصمعاني كواحد من أشهر الأطباء البارزين في الطب الشعبي، خصوصًا في العلاج بالكي، الذي قال للموسوعة: «موضوع العلاج بالكي يعتمد بشكل أساسي على الخبرة والمهارة، وطريقة تطبيقه متناهية الدقة، وتعتمد على قوة الطبيب المعالج ودقة ملاحظته ومهارته، في أخذ أعراض المرض من وصف المريض»، وزاد بالقول: «عندما نتعامل مع الكي، فإننا نأخذ بمبدأ القول العربي (آخر الدواء الكي)».وحدد الراحل الأمراض التي يقوم بعلاجها بـ: الشلل النصفي، والشلل الكامل، والهذيان، والنسيان، والتوتر العصبي، وشلل الوجه، وآلام القدم، والصرع، والربو، والنوط، والبواسير، والنواسير، والصفار، والغرغرينا، والنزيف بأنواعه، وخروج السوائل من الأعضاء التناسلية، وآلام اليد، والظهر من خلال معالجتها بالكي والتكميد والحمية، أو بأحدها.
وما يروى عن الراحل أنه أثناء وجوده في محله التجاري بالرياض (دكانه)، جاءه شخص وأبلغه بأنه مكلف من قبل الملك سعود بإحضاره إلى جدة لمعالجة مريض فيها، وسافر إلى هناك ووقف على علة المريض، وعالجه بالكي، وشفي المريض، ولما علم الملك سعود بشفاء المريض منح الطبيب الصمعاني مائتي جنيه ذهبًا، وهو مبلغ كبير في ذلك الوقت، لكن الطبيب اعتذر عن عدم أخذها، وشكر الملك، وقال إنه يعيش من تجارته، وإنه لا يتقاضى أجرًا على العلاج، فأكبر الملك سعود روح الرجل وطيب نفسه وأمر بإعادته إلى أهله بالرياض مكرمًا معززًا.
ولا يقلل الصمعاني من دور الطب الحديث في العلاج ودائمًا ما ينصح المرضى المراجعين له بمراجعة المستشفيات، واستكمال جميع العلاجات الممكنة، قبل أن يبدأ معهم بالعلاج الشعبي الذي يتقنه ويتعلمه بالوراثة والفراسة والممارسة الذاتية، ويحسب للراحل أن بينه وبين بعض الأطباء المتخصصين العاملين في المستشفيات وجلهم من الشباب تعاونًا وروابط مهنية، معتبرًا أنه وهم في قارب واحد لمصلحة المريض وتخفيف معاناته وذلك بتقديم ميزات الطبين الشعبي والحديث.



هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.