الفلسطينيون يتطلعون إلى تدخل دولي على غرار مفاوضات {5+1}

تنسيق مع السعودية ومصر والأردن لعقد مؤتمر دولي للسلام

عناصر من قوات الأمن التابعة لحماس تقدم عرضًا عسكريًا أثناء حفل تخريج في غزة (أ.ف.ب)
عناصر من قوات الأمن التابعة لحماس تقدم عرضًا عسكريًا أثناء حفل تخريج في غزة (أ.ف.ب)
TT

الفلسطينيون يتطلعون إلى تدخل دولي على غرار مفاوضات {5+1}

عناصر من قوات الأمن التابعة لحماس تقدم عرضًا عسكريًا أثناء حفل تخريج في غزة (أ.ف.ب)
عناصر من قوات الأمن التابعة لحماس تقدم عرضًا عسكريًا أثناء حفل تخريج في غزة (أ.ف.ب)

أعلن المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، أمس، أن الأسابيع والأشهر المقبلة «ستشكل مسارا جديدا» في الصراع العربي - الإسرائيلي و«مستقبل القضية الفلسطينية». وقال أبو ردينة في بيان، إن التنسيق مستمر «مع مصر والسعودية والأردن على أعلى المستويات في ما يتعلق بالتحرك على الساحة الدولية»، مشيرًا إلى «خطوات فلسطينية لإنهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي» من دون أن يحدد هذه الخطوات.
ويتحدث أبو ردينة عن المسار الجديد، مستندا إلى خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس في بيت لحم، الأسبوع الماضي، والذي أكد فيه عباس أن الفلسطينيين يسعون لمؤتمر دولي يشكل لجنة تتولى إدارة عملية السلام بدلا من الرباعية.
وقال أبو ردينة: «سنرى ردة فعل المجتمع الدولي حول فكرة عقد مؤتمر دولي للسلام، وهنا الاختبار للإدارة الأميركية والمجتمع الدولي»، مضيفًا: «نحن واثقون بأن روسيا الاتحادية جاهزة لهذا العمل، وعليهم أن يتحدوا مرة أخرى، كما فعلوا وقت الأزمة مع إيران وتم حلها بهذه الطريقة».
وأشار الناطق باسم الرئاسة إلى حراك القيادة الفلسطينية من أجل تحقيق هذا الهدف بالتشاور مع الدول العربية، لافتا إلى حراك فلسطيني في الجامعة العربية، لدراسة كيفية التحرك على الساحة الدولية، سواء في ما يتعلق في مجلس الأمن والجمعية العامة والمنظمات الدولية، أو عقد المؤتمر.
وأكد أبو ردينة أن الرئيس محمود عباس يجري مشاورات بهذا الشأن مع خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز، ومع الأردن ومصر، ومع بقية الدول العربية، مضيفا: «إن على العالم أن يلتقط فرصة إعادة السلام إلى المنطقة».
وشدد أبو ردينة، على أن بداية الحلول يجب أن تنطلق من حل القضية الفلسطينية، وأن السلم يبدأ من القدس، مؤكدًا أنه من دون حل قضية القدس وفلسطين سيبقى العنف في كل مكان، ليس فقط في الشرق الأوسط، وإنما سينتقل إلى كل العالم. وتابع: «إن خطاب الرئيس وجه رسالة للمجتمع الدولي، مفادها أنه إذا ما كان جادا في حل القضية الفلسطينية، فعليه أن يلجأ إلى ما فعله أثناء الأزمة الإيرانية». وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط» إن القيادة الفلسطينية تأمل من روسيا ودول أوروبية دورا ضاغطا على الولايات المتحدة، من أجل التوافق على عقد مؤتمر دولي للسلام، يفرز وفدا جماعيا على غرار «5+1» (المفاوضات الإيرانية) ويشرف على مفاوضات لوضع اتفاق نهائي مع إسرائيل. وأكدت المصادر أن هذا هو المسار الجديد الذي تتحدث عنه الرئاسة، إضافة إلى تفعيل قرارات المجلس المركزي المتعلقة بإعادة صياغة العلاقة مع إسرائيل، بما يشمل وقف التنسيق الأمني. ومن المفترض أن تجتمع القيادة الفلسطينية، إضافة إلى اجتماعات لمركزية فتح مع اللجنة المكلفة بمتابعة تطبيق قرارات المركزي لمناقشة التوصيات النهائية لها وإقرارها. وأكد عضو اللجنة التنفيذية واصل أبو يوسف في «منظمة التحرير الفلسطينية»: «لم يعد أمامنا إلا الالتزام بما صدر عن المجلس المركزي، خصوصا التحلل من الاتفاقيات مع الجانب الإسرائيلي». وكان عباس قال في خطاب صريح في بيت لحم الأسبوع الماضي، إنه يريد حلا دوليا للقضية الفلسطينية، على غرار الحلول التي نفذت وتنفذ في القضايا الإيرانية والليبية والسورية، مؤكدا أن حل السلطة الفلسطينية ليست من ضمن السيناريوهات المطروحة على الطاولة، ومشددا على تمسكه بحل سياسي مع إسرائيل واتفاق مصالحة مع حماس. وغمز أبو مازن ساخرا من قناة الدول الكبيرة، وكيف استطاعت إيجاد حلول سريعة وفورية للمشكلات الإيرانية والسورية والليبية، قائلا: «عندما أرادوا حلولا جاءوا بـ5+1 وجاءوا بمجلس الأمن فورا.. نحن مشكلتنا قبل الكل.. اللهم لا حسد». وأضاف: «نريد مؤتمرا دوليا يفرز لجنة من دول غربية وعربية، وأي دول أخرى لحل مشكلتنا.. الرباعية كتر خيرهم ما ظبطت معهم». وتساءل عباس إلى متى سيصبر على وعود بلا طائل؟ وأعاد التأكيد أن مؤتمرا دوليا ليس هو الحل للقضية الفلسطينية وحسب، رابطا بين إنهاء الإرهاب في العالم وإيجاد حل للقضية الفلسطينية. كما أكد عباس أنه خلال أسبوع واحد، سيعقد اجتماعات سياسية وأمنية عدة لتطبيق قرارات المجلس المركزي المتعلقة بالعلاقة مع إسرائيل.



بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.