نافذة على مؤسسة تعليمية: ساو باولو.. كبرى جامعات أميركا اللاتينية

تقدم جامعة ساو باولو 229 تخصصا عبر كلياتها ومعاهدها المختلفة
تقدم جامعة ساو باولو 229 تخصصا عبر كلياتها ومعاهدها المختلفة
TT

نافذة على مؤسسة تعليمية: ساو باولو.. كبرى جامعات أميركا اللاتينية

تقدم جامعة ساو باولو 229 تخصصا عبر كلياتها ومعاهدها المختلفة
تقدم جامعة ساو باولو 229 تخصصا عبر كلياتها ومعاهدها المختلفة

في وقت تعد فيه البرازيل إحدى أبرز القوى العالمية الصاعدة، خصوصا على مستوى أميركا اللاتينية، يحظى التعليم البرازيلي بجودة كبيرة وسمعة رفيعة على مستوى العالم. وتعد جامعة «ساو باولو» إحدى أرقى جامعات البرازيل وأشهرها.
تقع الجامعة المرموقة التي تأسست عام 1934 في ساو باولو، كبرى مدن البرازيل وعاصمتها المالية، بل كبرى مدن النصف الجنوبي من الكرة الأرضية من حيث تعداد السكان. ويقرب عدد طلبة الجامعة اليوم من 90 ألف طالب وطالبة، نحو 26 ألفا منهم يتابعون أبحاث الشهادات العليا المتقدمة (الماجستير والدكتوراه). في حين يقارب أعضاء هيئة التدريس 5800 أستاذ ومحاضر ومدرس.
جامعة ساو باولو مؤسسة تعليم عال حكومية تنتشر مجمعاتها الأكاديمية الـ11 داخل مدينة ساو باولو، حيث توجد أربعة مجمعات، وفي عدد من ضواحيها ومدن ولايتها. وهي جامعة بحثية نشطة ومتميزة، تقدر وزارة العلوم والتكنولوجيا في البرازيل أنها تقدم اليوم بمفردها ربع مجموع الأبحاث العلمية الكبرى في البرازيل.
عام 1934 أسس عدد من رجال الأعمال نواة الجامعة، وهي الكلية الحرة للفلسفة والعلوم واللغات، وما لبثت أن ضمت إليها عدة معاهد بارزة بعضها كان موجودا أصلا، مثل كلية الطب والمدرسة البوليتكنيكية وكلية لويس دي كيروش العليا للزراعة، وكلية الحقوق.
وعبر السنين والعقود نمت الجامعة وتطورت، حتى باتت تقدم ما لا يقل عن 229 تخصص عبر كلياتها ومعاهدها التخصصية المختلفة، ومنها كليات: العمارة والتنظيم المدني، وطب الأسنان، والصيدلة، والحقوق، وإدارة الأعمال، والفلسفة واللغات والعلوم الإنسانية، والطب، والتمريض، والطب البيطري، والصحة العامة، وعلوم الحيوانات والهندسة الغذائية، والهندسة، والزراعة، والآداب، والفنون، بالإضافة إلى مجموع من المعاهد المتخصصة مثل معهد علوم البحار، ومعهد علم الفلك والفضاء، ومعهد العلوم الأحيائية، ومعهد علوم الأرض ومعهد الرياضيات والإحصاء، ومعهد السياسة الخارجية. وملحق بالجامعة مجموعة من المرافق المهمة كالمتاحف والمستشفيات والمختبرات والمعارض. وعلى صعيد المكانة الأكاديمية لجامعة ساو باولو، وضعها تقرير «سير» العالمي لعام 2013 في المرتبة الـ12 عالميا، وفي تقييم «ترتيب الجامعات وفق الأداء الأكاديمي (أوراب)»، احتلت الجامعة المرتبة الأولى بين جامعات العالم في الدول الناطقة بالإسبانية والبرتغالية، أما تقييم «كيو إس» لترتيب جامعات العالم فجعلها في المرتبة 127، وفيما يخص سمعتها الأكاديمية في المرتبة 51، وجعلها «تقييم التايمز للتعليم العالي لجامعات العالم» في المرتبة 158 عالميا.
أما على صعيد أشهر خريجي جامعة ساو باولو وقدامى طلبتها، فبينهم: رئيس جمهورية البرازيل جانيو كوادروش، وفرناندو هنريكي كاردوسو، والمرشح الرئاسي وعمدة ساو باولو السابق باولو سليم معلوف. وكذلك عمدة ساو باولو الحالي ووزير التربية السابق فرناندو حداد، ومن العمد السابقين للمدينة جوزيه سيرا وآبريو سودريه وماريو كوفاش، ومن الوزراء الحاليين غيدو مانتيغا (المالية) وآلويزيو ميركادانتي (التربية والتعليم). بالإضافة إلى مئات من أبرز العلماء والأدباء والفنانين والاقتصاديين، منهم جوزيه غرازيانو دا سيلفا المدير العالم لمنظمة الغذاء والزراعة الدولية (فاو) وآلكسندر شواتزمان الحاكم السابق للبنك المركزي، والمغنية آنا كانياش، والمخرج السينمائي فرناندو ميراييش.



جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة

جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة
TT

جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة

جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة

تم تصنيف جامعة ياغيلونيا في مدينة كراكوف البولندية كأفضل مؤسسة تعليمية جامعية في البلاد، إلى جانب كونها واحدة من أعرق الجامعات في العالم. بدأت قصتها عام 1364 عندما نجح الملك كازيمير الأعظم بعد سنوات طويلة في إقناع البابا أوربان الخامس بمنح تصريح لإنشاء مؤسسة للتعليم الجامعي في مدينة كراكوف، قام الملك بتمويلها بعائدات مناجم فياليتشكا الملحية القريبة.
بعد ثلاث سنوات كان الجرس يدق في أرجاء المؤسسة معلناً عن بدء الدروس والتي كانت في الفلسفة والقانون والطب. وبدأت الجامعة، التي كان أول اسم يطلق عليها هو أكاديمية كراكوف، في الازدهار والنجاح خلال القرن التالي عندما بدأت في تدريس الرياضيات واللاهوت والفلك، حيث جذبت تلك المواد الباحثين والدارسين البارزين من مختلف أنحاء أوروبا. وتطلب توسعها بخطى سريعة إنشاء حرم جامعي أكبر. وقد التحق نيكولاس كوبرنيكوس، الذي أحدث بعد ذلك ثورة في فهم الكون، بالجامعة منذ عام 1491 حتى 1495.
مع ذلك، لم يستمر ما حققته الجامعة من نجاح وازدهار لمدة طويلة كما يحدث طوال تاريخ بولندا؛ ففي عام 1939 احتل النازيون مدينة كراكوف وألقوا القبض على الأساتذة بالجامعة وقاموا بنقلهم إلى معسكري التعذيب زاكزينهاوسين، وداخاو؛ ولم يعد الكثيرون، لكن من فعلوا ساعدوا في تأسيس جامعة مناهضة سرية ظلت تعمل حتى نهاية الحرب. كذلك اضطلعت جامعة ياغيلونيا بدور في الاحتجاجات المناهضة للنظام الشمولي في الستينات والثمانينات، واستعادت حالياً مكانتها المرموقة كمؤسسة لتدريب وتعليم النخبة المتعلمة المثقفة في بولندا.
ساعد انضمام بولندا إلى الاتحاد الأوروبي عام 2004 في زيادة موارد الجامعة، وفتح أقسام جديدة، وإنشاء مرافق أفضل منها ما يسمى بـ«الحرم الجامعي الثالث» أو «الحرم الجامعي للذكرى الـ600» في منطقة بيخوفيسه. وبلغ عدد الملتحقين بالجامعة في 87 برنامجا دراسيا خلال العام الدراسي 2015-2016 47.494 طالباً.
وطوال قرون التحق خلالها عدد كبير من الطلبة بالجامعة، كان التحاق أول طالبة بالجامعة يمثل حدثاً بارزاً، حيث قامت فتاة تدعى نوفويكا، بالتسجيل في الجامعة قبل السماح للفتيات بالالتحاق بالجامعة بنحو 500 عام، وكان ذلك عام 1897، وتمكنت من فعل ذلك بالتنكر في زي شاب، وكانت الفترة التي قضتها في الدراسة بالجامعة تسبق الفترة التي قضاها زميل آخر لحق بها بعد نحو قرن، وكان من أشهر خريجي الجامعة، وهو نيكولاس كوبرنيكوس، الذي انضم إلى مجموعة عام 1492، وربما يشتهر كوبرنيكوس، الذي يعد مؤسس علم الفلك الحديث، بكونه أول من يؤكد أن الأرض تدور حول الشمس، وهو استنتاج توصل إليه أثناء دراسته في الجامعة، ولم ينشره إلا قبل وفاته ببضعة أشهر خوفاً من الإعدام حرقاً على العمود. من الطلبة الآخرين المميزين كارول فويتيالا، والذي يعرف باسم البابا يوحنا بولس الثاني، الذي درس في قسم فقه اللغة التاريخي والمقارن بالجامعة.