ابن كيران يؤكد إجراء الانتخابات التشريعية في سبتمبر أو نوفمبر المقبلين

وعد باتخاذ القرار المناسب بشأن التدخل الأمني في حق الأساتذة المتدربين

ابن كيران خلال إلقاء كلمته أمس (تصوير: مصطفى حبيس)
ابن كيران خلال إلقاء كلمته أمس (تصوير: مصطفى حبيس)
TT

ابن كيران يؤكد إجراء الانتخابات التشريعية في سبتمبر أو نوفمبر المقبلين

ابن كيران خلال إلقاء كلمته أمس (تصوير: مصطفى حبيس)
ابن كيران خلال إلقاء كلمته أمس (تصوير: مصطفى حبيس)

وضع عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة المغربية، حدا للشكوك التي تتحدث عن تأجيل موعد الانتخابات التشريعية، التي ينص الدستور على إجرائها كل خمس سنوات.
وأكد ابن كيران في خطاب، ألقاه أمس بمناسبة انعقاد المجلس الوطني لحزبه (برلمان الحزب) بضواحي الرباط، أن الانتخابات التشريعية ستجري خلال السنة الحالية، معترفا بعدم وجود قرار حاسم بخصوص موعدها النهائي، بيد أن كل المؤشرات تتجه إلى إجرائها في شهر سبتمبر (أيلول) المقبل، مع إمكانية تأخيرها لشهر نوفمبر (تشرين الثاني) إذا تطلب الأمر ذلك، حسب قوله.
وتوقع ابن كيران فوز حزبه بنتائج الانتخابات التشريعية المقبلة، مضيفا «سنكون بإذن الله الحزب الأول في الاستحقاقات المقبلة، إلا إذا كانت هناك قوة خارقة من شأنها تغيير هذا المنحى، الذي عبرت عنه نتائج انتخابات البلدية، التي جرت في 4 سبتمبر الماضي».
وشكر ابن كيران العاهل المغربي على إنقاذه للبلد من الدخول في متاهات خلال موجة الربيع المغربي، مضيفا أن تنبيهات من القصر الملكي وجهت للخصوم، تتهمهم بالمبالغة في تبخيس عمل الحكومة.
وأقسم ابن كيران أنه لولا الخطوات الرشيدة للملك، التي تضمنها خطاب 9 مارس (آذار) 2011، وضمان العاهل المغربي لنزاهة للانتخابات التي جرت في السنة نفسها، لما حصل حزب العدالة والتنمية على نتائج مبهرة. كما نوه ابن كيران بمواقف حزب الاستقلال الذي فك ارتباطه بتحالف المعارضة، معتبرا أن وقوفه في وجه التحكم ورموزه كان سببا في الرفع من شعبية الحزب لدى المواطنين.
وطلب ابن كيران من حميد، الأمين العام لحزب الاستقلال، توضيح خبايا قراره بالخروج من الحكومة في نسختها الأولى في سنة 2013، والجهة التي أوحت له بالانتقال من موقع الحكومة إلى موقع المعارضة.
وبشأن موضوع تعنيف القوات الأمنية لاحتجاجات الأساتذة المتدربين، قال ابن كيران إنه ضد الاستعمال غير المناسب للقوة من طرف السلطات العمومية، بيد أنه أبدى رفضه التام لمظاهر مخالفة القانون، مضيفا أن التعامل مع هذه الواقعة يتطلب نوعا من التوازن بقوله إنه «لا يجب أن نكون مع الطلبة الأساتذة ضد كل قرار صادر عن الإدارة، نحن معهم حين يكونون على صواب، ولسنا معهم حين يكونون عكس ذلك». وكشف رئيس الحكومة المغربية أنه اتصل بوزير الداخلية مرتين لمعرفة حقيقة ما وقع، واعدا باتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب بخصوص هذا الموضوع، وذلك «عندما تتوفر لدينا جميع المعطيات». وعاد ابن كيران مجددا لمهاجمة ضاحي خلفان، النائب السابق لرئيس الشرطة والأمن العام في دبي، الذي تنبأ بسقوط مدوي للإسلاميين خلال الانتخابات البلدية السابقة. وقال بهذا الخصوص إن «خلفان كان نذير شؤم علينا. فبعد زيارته المغرب توفي وزير الدولة عبد الله بها»، مضيفا أن «فوز العدالة والتنمية خلال الانتخابات البلدية كذبت توقعات خلفان، ولم يصدق الله ظنه».
من جهته، نفى سعد الدين العثماني، رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، في كلمة له خلال افتتاح الجلسة وجود صراع تنظيمي داخلي لخلافة الأمين العام الحالي، الذي سينهي ولايته خلال السنة الحالية. وقال العثماني إن الأمانة العامة على قلب رجل واحد، معتبرا الأنباء التي تتحدث عن انشقاقات مجرد «تشويشات».
بيد أن العثماني، الذي سبق أن شغل منصب وزير الخارجية، اعترف بوجود «اختلاف في الآراء بين قادته، يكون أحيانا ساخنا، لكننا نعمل وفق قاعدة مفادها أن وحدة الحزب تبقى فوق كل شيء، وهذا شيء ثابت»، داعيا فروع الحزب وتنظيماته الموازية إلى التحلي بروح المسؤولية، والتماسك الذي تكمن فيه قوة الحزب.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».