الحزب الديمقراطي الكردستاني: ديباجة الدستور العراقي أساس تحذير بارزاني لبغداد

مظاهرات في أربيل تأييدا لتلويح رئيس الإقليم بالانفصال

الحزب الديمقراطي الكردستاني: ديباجة  الدستور العراقي أساس تحذير بارزاني لبغداد
TT

الحزب الديمقراطي الكردستاني: ديباجة الدستور العراقي أساس تحذير بارزاني لبغداد

الحزب الديمقراطي الكردستاني: ديباجة  الدستور العراقي أساس تحذير بارزاني لبغداد

أكد الحزب الديمقراطي الكردستاني أن زعيمه رئيس إقليم كردستان، مسعود بارزاني، جاد في ما قاله حول الموقف الذي ستتخذه القيادة الكردية إذا لم تكف بغداد عن تصرفاتها حيال الإقليم. جاء ذلك على لسان المتحدث الرسمي باسم الحزب وعضو مكتبه السياسي جعفر إبراهيم إيمينكي.
وبين إيمينكي أن ديباجة دستور العراق الاتحادي «تؤكد على أن تنفيذ هذا الدستور والعمل به يضمن بقاء العراق موحدا»، وأن هذا ما «أكده رئيس الإقليم دائما». وأوضح إيمينكي في تصريحات أن «وحدة العراق مرهونة بتنفيذ هذا الدستور، فإن لم ينفذ أو جرى تجاهله فلا حاجة لأن يبقى الكرد ضمن حدود العراق»، مضيفا أن الدستور «صوتت عليه غالبية الشعب العراقي ولا يمكن تجاهل هذا الدستور بهذه السهولة (...) فجميع الأطياف العراقية حين صوتت على هذا الدستور اختارت الاتحاد الاختياري بينها في عراق يحترم كل القوميات والأديان والطوائف (...) وعدم تطبيق الدستور لن يحقق هذا المطلب».
بدوره، أكد القيادي في الجماعة الإسلامية الكردية، سوران عمر، أن إقليم كردستان «سيضغط على بغداد في ما يتعلق بهذه المسألة»، مشيرا إلى أن الإقليم «كان متساهلا ومرنا أكثر من اللازم مع بغداد». وقال عمر في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن إقليم كردستان يجب أن يبدأ بالضغط على بغداد حول مسألة كركوك وإعادة الأراضي المستقطعة من الإقليم، إذ نص الدستور العراقي على خارطة طريق بهذا الشأن لكن الحكومة العراقية لم تتحرك لتنفيذها وأجلتها أكثر من مرة».
من جهته، أوضح النائب في برلمان الإقليم عن قائمة الاتحاد الوطني الكردستاني، سالار محمود، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن أي خطوة يمكن أن يقوم بها الإقليم للرد على بغداد «يجب ألا تكون انفرادية، بل يجب أن تكون مدروسة يتفق عليها الجميع في إجماع وطني كردستاني بعيد عن ردود الفعل والعاطفة». وبين محمود أنه على الإقليم «أن يكون حذرا في خطواته تجاه بغداد، وأن يراعي مسألة المشتركات التي يمكن أن توصل الطرفين إلى حل جذري بعيد عن أي ردود فعل من الممكن ألا يكون لها مردود إيجابي على الإقليم».
على صعيد آخر ذي صلة، شهدت أربيل أمس مظاهرة نظمها عدد من الناشطين السياسيين المدنيين تأييدا لتصريحات بارزاني الأخيرة بشأن اتخاذ موقف سيفاجئ السلطات في بغداد إذا لم تكف عن سياساتها تجاه الإقليم. وأكد المتظاهرون في بيان رفعوه إلى رئاسة برلمان الإقليم ورئاسة مجلس الوزراء أن الاختلافات بين الأحزاب المكونات السياسية في الإقليم «لن تمنع المواطنين عن توحيد الموقف تجاه التصرفات التي تقوم بها بغداد». ودعا المتظاهرون الحكومة العراقية إلى أن «تراجع نفسها ومواقفها وأن تكف عن التعامل مع الإقليم كأي محافظة أخرى، وتراعي الخصوصية التي يتمتع بها الإقليم، وألا تلعب بورقة المرتبات والمستحقات المالية لموظفي الإقليم للضغط على حكومة إقليم كردستان للانصياع لأوامرها».



خطوات يمنية لمحاسبة مسؤولين متهمين بالفساد

الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
TT

خطوات يمنية لمحاسبة مسؤولين متهمين بالفساد

الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)

في خطوة إضافية نحو مكافحة الفساد ومنع التجاوزات المالية، أحال رئيس الوزراء اليمني، الدكتور أحمد عوض بن مبارك، رئيس إحدى المؤسسات النفطية إلى النيابة للتحقيق معه، بعد أيام من إحالة مسؤولين في مصافي عدن إلى المحاكمة بتهمة الفساد.

تأتي الخطوة متزامنة مع توجيه وزارة المالية خطاباً إلى جميع الجهات الحكومية على المستوى المركزي والسلطات المحلية، أبلغتها فيه بالامتناع عن إجراء أي عقود للشراء أو التزامات مالية جديدة إلا بعد الحصول على موافقة مسبقة من الوزارة.

الخزينة اليمنية خسرت نحو 3 مليارات دولار نتيجة توقف تصدير النفط (إعلام محلي)

وقال بن مبارك في حسابه على «إكس» إنه أحال ملفاً جديداً في قضايا الفساد إلى النائب العام، ضمن إجراءات مستمرة، انطلاقاً من التزام الحكومة المطلق بنهج مكافحة الفساد وإعلاء الشفافية والمساءلة بوصفه موقفاً وليس مجرد شعار.

وأكد أن الحكومة والأجهزة القضائية والرقابية ماضون في هذا الاتجاه دون تهاون، مشدداً على أنه لا حماية لمن يثبت تورطه في نهب المال العام أو الفساد المالي والإداري، مهما كان موقعه الوظيفي.

في السياق نفسه، أوضح مصدر حكومي مسؤول أن مخالفات جديدة في قضايا فساد وجرائم تمس المال العام تمت إحالتها إلى النائب العام للتحقيق واتخاذ ما يلزم، من خلال خطاب وجّه إلى النيابة العامة، يتضمن المخالفات التي ارتكبها المدير التنفيذي لشركة الاستثمارات النفطية، وعدم التزامه بالحفاظ على الممتلكات العامة والتصرف بشكل فردي في مباحثات تتعلق بنقل وتشغيل أحد القطاعات النفطية.

وتضمن الخطاب -وفق المصدر- ملفاً متكاملاً بالمخالفات التي ارتكبها المسؤول النفطي، وهي الوقائع التي على ضوئها تمت إحالته للتحقيق. لكنه لم يذكر تفاصيل هذه المخالفات كما كانت عليه الحال في إحالة مسؤولين في مصافي عدن إلى المحاكمة بتهمة التسبب في إهدار 180 مليون دولار.

وجدّد المصدر التزام الحكومة المُطلق بالمحافظة على المال العام، ومحاربة جميع أنواع الفساد، باعتبار ذلك أولوية قصوى. وأشار إلى أن القضاء هو الحكم والفيصل في هذه القضايا، حتى لا يظن أحد أنه بمنأى عن المساءلة والمحاسبة، أو أنه فوق القانون.

تدابير مالية

في سياق متصل بمكافحة الفساد والتجاوزات والحد من الإنفاق، عمّمت وزارة المالية اليمنية على جميع الجهات الحكومية عدم الدخول في أي التزامات مالية جديدة إلا بعد موافقتها على المستويات المحلية والمركزية.

تعميم وزارة المالية اليمنية بشأن ترشيد الإنفاق (إعلام حكومي)

وذكر التعميم أنه، وارتباطاً بخصوصية الوضع الاقتصادي الراهن، واستناداً إلى قرار مجلس القيادة الرئاسي رقم 30 لعام 2022، بشأن وضع المعالجات لمواجهة التطورات في الوضع الاقتصادي والمالي والنقدي، وفي إطار دور وزارة المالية بالموازنة بين النفقات والإيرادات، فإنها تهيب بجميع الجهات المشمولة بالموازنة العامة للدولة والموازنات الملحقة والمستقلة الالتزام بالإجراءات القانونية وعدم الدخول في أي التزامات جديدة أو البدء في إجراءات عملية الشراء إلا بعد أخذ الموافقة المسبقة منها.

وأكد التعميم أن أي جهة تُخالف هذا الإجراء ستكون غير مسؤولة عن الالتزامات المالية المترتبة على ذلك. وقال: «في حال وجود توجيهات عليا بشأن أي التزامات مالية فإنه يجري عرضها على وزارة المالية قبل البدء في إجراءات الشراء أو التعاقد».

دعم صيني للإصلاحات

وناقش نائب محافظ البنك المركزي اليمني، محمد باناجة، مع القائم بالأعمال في سفارة الصين لدى اليمن، تشاو تشنغ، مستجدات الأوضاع المتعلقة بتفاقم الأزمات المالية التي يشهدها اليمن، والتقلبات الحادة في أسعار الصرف التي تُعد نتيجة حتمية للوضع الاقتصادي المتدهور في البلاد، والذي أثر بشكل مباشر على القطاع المصرفي والمالي.

وأعاد المسؤول اليمني أسباب هذا التدهور إلى اعتداء «ميليشيات الحوثي» على منشآت تصدير النفط، ما أدى إلى توقف التصدير، الذي يُعد أهم مصدر لتمويل خزينة الدولة بالنقد الأجنبي، والذي تسبب في مضاعفة العجز في الموازنة العامة وميزان المدفوعات.

نائب محافظ البنك المركزي اليمني خلال لقائه القائم بالأعمال الصيني (إعلام حكومي)

وخلال اللقاء الذي جرى بمقر البنك المركزي في عدن، أكد نائب المحافظ أن إدارة البنك تعمل جاهدة على تجاوز هذه التحديات، من خلال استخدام أدوات السياسة النقدية المُتاحة. وأشار إلى استجابة البنك بالكامل لكل البنود المتفق عليها مع المبعوث الأممي، بما في ذلك إلغاء جميع الإجراءات المتعلقة بسحب «نظام السويفت» عن البنوك التي لم تنقل مراكز عملياتها إلى عدن.

وأعاد المسؤول اليمني التذكير بأن الحوثيين لم يتخذوا أي خطوات ملموسة، ولم يصدروا بياناً يعبرون فيه عن حسن نياتهم، في حين أكد القائم بأعمال السفارة الصينية دعم الحكومة الصينية للحكومة اليمنية في كل المجالات، ومنها القطاع المصرفي، للإسهام في تنفيذ الإصلاحات.