«سكر القالب».. علاقته بالمغاربة أحلى منه

يستهلك الفرد 36 كيلوغرامًا منه سنويًا

أحد معامل تصنيع السكر في المغرب  -  المغاربة من بين أكثر من يستهلك السكر -  صناعة سكر القالب في المغرب لا تزال تحافظ على أصالتها  -  قوالب السكر بأشكالها المميزة
أحد معامل تصنيع السكر في المغرب - المغاربة من بين أكثر من يستهلك السكر - صناعة سكر القالب في المغرب لا تزال تحافظ على أصالتها - قوالب السكر بأشكالها المميزة
TT

«سكر القالب».. علاقته بالمغاربة أحلى منه

أحد معامل تصنيع السكر في المغرب  -  المغاربة من بين أكثر من يستهلك السكر -  صناعة سكر القالب في المغرب لا تزال تحافظ على أصالتها  -  قوالب السكر بأشكالها المميزة
أحد معامل تصنيع السكر في المغرب - المغاربة من بين أكثر من يستهلك السكر - صناعة سكر القالب في المغرب لا تزال تحافظ على أصالتها - قوالب السكر بأشكالها المميزة

تتجاوز علاقة المغاربة بالسكر حدود مطبخ العائلة ومائدة الأكل والشرب ليصير عنوانا يكرس اللحمة الاجتماعية المتأصلة في أعماق التاريخ، خاصة حين يتعلق الأمر بـ«سكر القالب»، الذي يتفرد به المغرب، والذي يرتبط استهلاكه بلحظات هامّة في حياة كل مغربي، إذ يتم إهداؤه في كل المناسبات الاجتماعية، سواء كانت سعيدة أو حزينة، يتقاسم خلالها المغاربة حلاوته كعربون محبة وتضامن، حتى إنهم يختصرون القيمة التي يحتلها لديهم، بقولهم إنه «المساند الرسمي للمواطن المغربي في كل المناسبات».
ويختصر معظم المغاربة مادة السكر في «سكّر القالب»، حتى إنهم لا يرتاحون بالقدر نفسه إلى المنتجات السكرية الأخرى، من قبيل «السكر المحبب» (المشهور بـ«سنيدة»)، وقطع السكر الصغيرة والكبيرة (تعرف بـ«المقرط»)، وهي على شكل مكعبات، بشكل يترك انطباعًا ويؤكد اقتناعًا بأن «سكر القالب» قد يكون أكثر حلاوة من باقي المنتجات السكرية، إلى درجة أن متعة إعداد «الشاي» لا تكتمل من دون أن تكون حلاوة «قالب السكر» حاضرة، خاصة في القرى والبوادي.
ويتخذ «سكر القالب» شكلا هرميا مخروطيا، يزن كيلوجرامين، ويعبأ في ورق بين الأبيض والأزرق، في صناديق ورقية من 8 و12قطعة.
ويرجع عدد من المتتبعين رمزية «قالب السكر» إلى «شكله الهرمي الذكوري، من جهة، ولونه الأبيض الناصع، الذي يرمز إلى لون جسم المرأة، من جهة ثانية».
وركز محمد فيكرات، الرئيس المدير العام لـ«كوزيمار»، الشركة المتخصصة في إنتاج وتصنيع السكر بالمغرب، في تقديمه لـ«سكر القالب»، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، على «رمزية وأصالة هذا المنتج بالنسبة للمغاربة»، مشددا على أنه «يختصر أواصر العلاقات التي ظلت تجمع بينهم، في الماضي كما الحاضر».
ويمثل استهلاك مادة «قالب السكر» نسبة الثلث من مجموع استهلاك المغاربة لمختلف أنواع السكر، حيث يتم تسويق 400 ألف طن من «قالب السكر»، فيما يناهز مجموع التسويق الوطني من المنتجات المكونة لمادة السكر مليون و200 ألف طن.
ويحتل المغرب المركز الثالث على مستوى الطاقة الإنتاجية للسكر بأفريقيا بمليون و650 ألف طن، وذلك خلف جنوب أفريقيا ومصر، كما يبقى من بين أهم الدول المستهلكة لهذه المادة، إلى جانب مصر وجنوب أفريقيا ونيجيريا والسودان والجزائر وكينيا.
وتبرز الإحصائيات المتعلقة باستهلاك هذه المادة أن متوسط الاستهلاك الفردي السنوي من السكر عند المغاربة يناهز 36 كيلوغراما.
وتشير المصادر التاريخية إلى أن المغرب، الذي يستورد، اليوم، نحو 58 في المائة من حاجاته من السكر، عرف زراعة قصب السكر منذ نهاية القرن التاسع للميلاد، قبل أن يزدهر إنتاج السكر بين القرنين 16 و17 في عهد السلطان المنصور الذهبي السعدي، الذي حكم المغرب ما بين 1578 و1603، إلى درجة أصبح معها المغرب، وقتها، مركزا مهما لإنتاج مادة السكر وتصديرها على الصعيد العالمي.
ويتوقف الباحث محمد إستيتو عند الازدهار الذي عرفته صناعة السكر خلال فترة الحكم السعدي، مشيرا إلى أن السعديين جنوا من صناعة السكر «عائدات مالية مهمة للغاية»، كما «تمت مقايضة السكر بمواد وسلع أجنبية كثيرة ومن أبرزها الرخام»، الذي كان المنصور في حاجة إليه بكميات كبيرة لبناء «قصر البديع» بمراكش، وغيره من البنايات التي ظلت شاهدة على ازدهار الحكم السعدي، حيث جلب الرخام من إيطاليا، بشكل خاص، فـ«كان يشتريه منهم بالسكر وزنا بوزْن»، كما كتب المؤرخ محمد الصغير اليفراني، في مؤلفه «نزهة الحادي بأخبار ملوك القرن الحادي عشر».
وتذكر بعض الدراسات، حسب إستيتو، أن «التجار الإنجليز خاصة، كانوا يتقاطرون على المغرب بكثرة، من أجل التجارة، ولا سيما من أجل استبدال السكر المغربي بالأسلحة وبذخائر الحرب، وأيضًا بالذهب، بدلاً من سلع ومنتجات أخرى كالأقمشة، حتى إن بعض الأوساط الإنجليزية اتهمتهم بأنهم يحرمون بذلك ملكة بلادهم من الرسوم الجمركية المفروضة على الصادرات، وبأنهم يدمرون صناعة المنسوجات الإنجليزية. والواقع أنه كان للسكر أيضًا فوائد أخرى كثيرة غير مباشرة، ومن ذلك، مثلاً، أن هذه المادة لم تكن مجرد سلعة استهلاكية فقط، بل كانت كذلك مادة تستعمل لعلاج عدة أمراض، كما كانت سلعة إشهارية لمصْدرها (المغرب)، وذلك بفضل الطلب الأجنبي عليها وتوفرها في كثير من أسواق أوروبا عامة، وفي أسواق إنجلترا وبلاطاتها الملكية خاصة، حتى إن إدارة مخازن الملكة إليزابيث الأولى، كانت تحرص بنفسها على استيراد السكر المغربي، لا سيما الأنواع الجيدة منه. وكيف لا والسكر كان يعتبر، منذ العصور الوسطى، مادة كمالية رفيعة، لا يقدر عليها إلا المترفون، ولا تستهلك إلا في المناسبات العزيزة. والراجح أن سلاطين المغرب استثمروا كل هذه المزايا التي كانت لمادة السكر وقيمتها الاعتبارية في الحقل السياسي والدبلوماسي من أجل توطيد العلاقات مع الدول الأجنبية، وذلك بتقديم هذه السلعة النفيسة هدايا للملوك وغيرهم، وقد تكون الملكة الإنجليزية إليزابيث الأولى توصلت من المنصور السعدي، أحيانا، بكميات مهمة من السكر الجيد في هذا الإطار، لا سيما وأن العاهل المغربي كانت تربطه بالملكة الإنجليزية علاقات متينة كادت أن تتحول، في بعض الفترات، إلى تحالف سياسي وعسكري. وقد استفاد المغرب من تسويق مادة السكر في الأسواق الخارجية والأوروبية منها بشكل خاص، بفضل جودة منتجه وقلة الدول المنافسة، إذ إن المستعمرات الإيبيرية في جزر المحيط الأطلسي مثل ماديرا وجزر البحر الكاريبي كالأنتيلو جامايكا وكوبا وغيرها، لم تكن قد بلغت بعد شأوًا بعيدًا في إنتاج هذه المادة إلى حد الاستفادة منها كثيرًا على المستوى التجاري».
لا ينسى إستيتو أن يتحسر على مآل صناعة السكر في المغرب، في القرن السادس عشر، حيث يقول: «ومما يدعو للسخرية أن مشروع صناعة السكر في المغرب خلال القرن 16، الذي سار في خط متواز مع مراحل تطور النظام السياسي للدولة السعدية ونما بنموها، انتكس وهو في أوج الازدهار وذلك في الوقت نفسه تمامًا الذي انتكست فيه تلك الدولة وهي في عز قوتها، أي مباشرة بعد وفاة المنصور الذهبي، سنة 1603، الذي يعتبر أحد أعظم السلاطين السعديين».
والملفت للانتباه أن صناعة السكر أفلت بشكل سريع جدًا، بعد وفاة المنصور، حتى أصبح الحديث عنها بعده بزمن يسير في خبر كان. وبذلك يكون المغرب قد فقد صناعة غذائية كان رائدًا فيها، وسلعة تجارية رائجة كان شبه محتكر لتجارتها، ومادة إشهارية لحضوره على المستوى التجاري في كثير من أقطار أوروبا وغيرها، وخسر فوائد مادية مهمة للغاية، وأسواقًا خارجية كثيرة استفادت منها بعد ذلك المستعمرات الإيبيرية خاصة. إلا أن أكبر خسارة تعرض لها المغرب نتيجة لخراب صناعة السكر هي خسارته لتقنيات تلك الصناعة ولطرق إدارتها وتدبيرها، وهو الأمر الذي ظل على حاله إلى أن أحيت الحماية تلك الصناعة في النصف الأول من القرن العشرين. ليتساءل إستيتو، رابطا معطيات الماضي بالحاضر: «كيف يا ترى تحول المغرب من أكبر البلدان المنتجة والمصدرة لمادة السكر في القرن السادس عشر إلى بلد فقد كل تلك الخبرات والتجارب التي اكتسبها في زمن ازدهار تلك الصناعة، إلى أن أصبح مستوردًا لها بشكل متصاعد باستمرار في القرن 19؟».
وتجد هذه المفارقة، التي يرصدها الباحثون، بين واقع صناعة وإنتاج السكر في المغرب، بين الأمس واليوم، معطياتها في الأرقام التي تهم اقتصاد السكر في المغرب في السنوات الأخيرة وآفاق تطويره، حيث لم يحقق المغرب إلا نسبة 42 في المائة من اكتفائه الذاتي من هذه المادة، عند نهاية الموسم السكري 2014 - 2015، مقابل 29 في المائة، فقط، في موسم 2012 - 2013، فيما يتوقع المسؤولون المغاربة الوصول إلى نسبة 56 في المائة في أفق 2020.



أفكار لتحضير صلصات «الغمس» رفيقة موائد العيد

يعتبر البابا غنوج من أطباق التغميس الشهيرة (إنستغرام)
يعتبر البابا غنوج من أطباق التغميس الشهيرة (إنستغرام)
TT

أفكار لتحضير صلصات «الغمس» رفيقة موائد العيد

يعتبر البابا غنوج من أطباق التغميس الشهيرة (إنستغرام)
يعتبر البابا غنوج من أطباق التغميس الشهيرة (إنستغرام)

يختصرها متذوقوها بكلمة «Dip» وتعني صلصة الغمس أو «التغميس». تحضر في الجلسات الدافئة بين الأصدقاء. كما ترافق المناسبات والسهرات والأعياد. تعتمدها المطاعم كما ربّات المنازل في دعوات على الغداء والعشاء. بوصفها مصممة لإضافة نكهة وملمس للأطعمة التي تؤكل باليد ومع المقبلات والأطباق الرئيسية. وعادة ما يدخل في تحضيرها الجبن والخردل والعسل. وكذلك يمكن إعدادها مع الـ«أفوكادو» والثوم والأعشاب والبهارات.

لا يستغرق إعدادها وقتاً طويلاً، إذ يكفي وضع ثلاثة مكونات أو أكثر لولادة صلصة جديدة. ويميل جيل الشباب خصوصاً إلى تناولها مع رقائق البطاطس (شيبس) خلال جلساتهم. وتتباهى ربات المنازل بابتكار نكهات غريبة وجديدة. فهي تضفي على الموائد متعة الاستكشاف والتذوق. وبين الحلو والمالح، والساخن والبارد، تبقى «صلصة الغمس» الرفيق الأمثل لأطباق الدجاج والسمك واللحم.

صلصة يدخل فيها جبن الريكوتا (إنستغرام)

لائحة صلصلة الغمس متنوعة

طويلة هي لائحة صلصات الغمس المشهورة حول العالم. ومن أشهرها تلك المحضّرة من الكاتشاب والمايونيز، إضافة إلى صلصة الباربكيو التي ترافق أطباق اللحم، وصلصة مارينارا المصنوعة من البندورة والتي تُقدّم عادةً مع البيتزا. وتندرج على هذه اللائحة صلصات معروفة في الشرق الأوسط، يتقدّمها الحمص بالطحينة والبابا غنوج؛ وهما نوعان من الأطباق المحضّرة من الحمص المسلوق والمطحون، والباذنجان المشوي المهروس، مع صلصة الطحينة بالليمون الحامض. وإليكم 6 أنواع من صلصات الغمس وكيفية تحضيرها.

- صلصة الـ«جواكامولي» بالأفوكادو

لتحضير هذه الصلصة اللذيذة يلزمنا حبتا أفوكادو وملعقة كبيرة من البصل المفروم. وحبة بندورة متوسطة الحجم مقطّعة بأحجام صغيرة. وملح وليمون حامض وكزبرة طازجة مفرومة حسب الرغبة.

يتم مزج كل هذه المكونات مع بعضها لتؤلف صلصة شهية. ويمكن تناولها مع رقائق البطاطس المكسيكية (ناتشوز) والتورتيلا شيبس ومع عيدان جبن الموزاريلا المقلية.

صلصة «الشيدر» الشهية

لتحضير هذه الصلصة التي يحلو تناولها مع الناتشوز والبطاطا «الودجز» والبرجر، يلزمنا: كوب حليب وكوب جبنة شيدر مبروشة وملعقة زبدة ومثلها طحين ورشّة بابريكا. يتم دمج الزبدة مع الطحين على النار ويضاف إليهما الحليب تدريجياً حتى يأخذ سماكة متوسطة، ومن ثم يضاف إلى المزيج كمية جبن الشيدر حتى يذوب وتقدم هذه الصلصة ساخنة.

صلصة «الرانش» مع النقانق

يحلو تناول هذه الصلصة مع الخضار الطازج المقطع (جزر وخيار وكوسى). وكذلك مع البطاطا المقلية والنقانق. وتتألف من نصف كوب من اللبنة ومثله من المايونيز، وتضاف إليهما ملعقتا بصل وثوم بودرة وملعقة أعشاب مجففة (بقدونس أو شبت)، مع ملح وليمون حامض حسب الرغبة. ويتم خلط كل هذه المكونات وتقدم باردة.

صلصة رانش اللذيذة (إنستغرام)

صلصة «بابا غنوج» اللبنانية

تعدّ من الصلصات اللبنانية المشهورة في العالم. ويلزم لتحضيرها حبتا باذنجان من الحجم المتوسط والمشوي. وثلاث ملاعق كبيرة من الطحينة ومثلها من اللبنة (حسب الرغبة) ليصبح قوامها ممتازاً. ويتم هرس فصي ثوم مع عصير حبة ليمون حامض، ويضاف إليهما الملح والبهار الحلو حسب الرغبة.

يتم هرس الباذنجان المشوي بالشوكة، ويضاف إليه الثوم والطحينة وعصير الحامض والملح. يخلط المزيج جيداً ويتم تزيينه برشة بقدونس مفروم وبعض حبات الرمان الحامض الطعم. وقبل تقديمه على المائدة يضاف إلى سطح الخليط كمية زيت الزيتون بمقدار ملعقة كبيرة.

صلصة الـ«تزاتزيكي» اليونانية المنعشة

تقدّم هذه الصلصة مع أطباق اللحوم المشوية على أنواعها. فمكوناتها المنعشة يصلح تناولها مع الكباب والدجاج المشوي كما مع السمك وقطع لحم الضأن أو البقر المشوية.

ولتحضير هذه الصلصة يلزمنا كوب لبن يوناني وخيارة كبيرة مبروشة وفصا ثوم مهروسان. وكذلك ملعقة صغيرة شبت مفروم وملعقتان من الليمون الحامض ورشة ملح.

يتم برش الخيار ناعماً ويوضع في مصفاة كي يجف من مياهه الزائدة. ومن ثم نضع في وعاء الخيار المبشور واللبن والحامض والثوم والشبت والملح وملعقة كبيرة من زيت الزيتون. يتم خلطها جيداً وتقدم الصلصة باردة.

صلصة جبن الـ«ريكوتا» مع الأعشاب

تعدّ هذه الوصفة لذيذة وسريعة في آن. وتتألف من قطعة الجبن الفرنسي «بورسان» مع الأعشاب والثوم. ويضاف إليها قطعة بوزن 10 غرامات من جبن الريكوتا الإيطالي. يخفق المكونان معاً ويضاف إليهما الثوم المهروس وعصير حبة واحدة من الليمون الحامض. تخلط المكونات جيداً وتقدم على المائدة بعد إضافة رشة أعشاب حسب الرغبة وملعقة عسل على سطح المزيج. يمكن تناول هذه الصلصة مع رقائق البطاطا المقلية، وكذلك مع الخبز المقرمش والخضار المشوي.


الشوكولاته أشكال وألوان... ونكهة الـ«تيراميسو» جديدها

الأزرق والأبيض أحدث موضة في ألوان الشوكولاته (الشرق الأوسط)
الأزرق والأبيض أحدث موضة في ألوان الشوكولاته (الشرق الأوسط)
TT

الشوكولاته أشكال وألوان... ونكهة الـ«تيراميسو» جديدها

الأزرق والأبيض أحدث موضة في ألوان الشوكولاته (الشرق الأوسط)
الأزرق والأبيض أحدث موضة في ألوان الشوكولاته (الشرق الأوسط)

خلال الأعياد، تصبح الشوكولاته أكثر من مجرد متعة؛ فهي ترمز إلى المشاركة والترابط. تتجسد التقاليد التي تربط الأعياد والمناسبات بالشوكولاته، في وصفات متوارثة عبر الأجيال. كما موس الشوكولاته، والـ«فوندو» والـ«Marron glace» فإن أصنافها تثري كل مائدة بنكهات عريقة ومبتكرة. كل لقمة هي احتفال وجرعة فرح. وكل مربع مشترك هو لفتة صداقة ومحبة. ويحلو في العادات الاحتفالية إحاطتها بهذه الحلوى اللذيذة.

الشوكولاته: الهدية التي لا تخيّب الظن

عندما يودّ أحدهم اختصار الوقت في البحث عن هدية مناسبة، يلجأ فوراً إلى الشوكولاته، نكهاتها اللامتناهية تخلق باقة واسعة من الخيارات، فترضي جميع الأذواق، على اختلاف الأعمار. يجد فيها العاشق ترجمة لمشاعره، ويقدّمها الصديق تعبيراً عن حلاوة العلاقة، فيما يتبادلها أفراد العائلة لزيادة جرعة الفرح فيما بينهم.

محلات الشوكولاته... منافسة على الذوق والعرض

جولة سريعة في بيروت أو خارجها كفيلة بإظهار العدد المتزايد من محلات الشوكولاته التي افتُتحت حديثاً. البعض يعدّها تجارة مربحة، فيما يراها آخرون مساحة فنية يحققون من خلالها شغفهم. مع اقتراب عيدَي الميلاد ورأس السنة، تتنافس هذه المحلات على اجتذاب الزبائن عبر أساليب عرض مبتكرة، وأطعمة جديدة يستحدثونها كل موسم.

الـ«تيراميسو»... أحدث ابتكارات عالم الشوكولاته

لجأت محلات عدة بمناسبة الأعياد إلى إدخال نكهة الـ«تيراميسو» على قطع الشوكولاته، فمنحتها طابعاً يجمع بين النعومة الإيطالية والغنى الذي يميّز الشوكولاته اللبنانية. وتتنوع هذه الابتكارات بين حشوات كريمة خفيفة وأخرى أكثر كثافة، تُغلَّف بطبقات رقيقة من الشوكولاته الداكنة أو بالحليب، لتقدّم مذاقاً مختلفاً يستهوي محبّي التجديد. هكذا تتحوّل الـ«تيراميسو» إلى نكهة موسمية رائجة، فتزيّن صناديق الهدايا وتستقطب الفضوليين لتجربتها.

تحافظ زينة الشوكولاته التقليدية على مكانتها في عيد الميلاد (الشرق الأوسط)

الموسيقى والشوكولاته... تناغمٌ بنكهة لبنانية

مؤخراً، افتتح «دار شوكولاته أوسكا» في منطقة السهيلة الجبلية، حيث استحدثت سوزي عطية وابنتها ماريلين فكرة تقوم على الجمع بين عالمَي الشوكولاته والموسيقى. فمن يدخل هذا المكان يستمتع أولاً بتذوّق أصناف الشوكولاته، ويمكنه في الوقت نفسه اصطحاب أولاده إلى الأكاديمية الموسيقية الموجودة في الدار. وهكذا، وفي أجواء تجمع بين حلاوة الشوكولاته ومتعة الإيقاع، يعيش الزائر لحظات لا تُنسى.

وتقول سوزي لـ«الشرق الأوسط» إن ما يبحث عنه الزبون في عالم الشوكولاته هو التجدد الدائم، مضيفة: «نحاول، ابنتي وأنا، من خلال مشروعنا هذا تحقيق المختلف. فمن يدخل دارنا تغمره مشاعر الاحتفاء بالحياة على طريقتنا». وتتابع: «أحاول جذب الزبون من خلال نكهات أبتكرها بنفسي. وقد لاحظتُ مؤخراً تقدّم نكهة الـ(تيراميسو) عالمياً في صناعة الشوكولاته. وهي نكهة تنسحب أيضاً على كعكة الميلاد الشهيرة بوش دو نويل. ومن جهتي، أدرجتُ هذا الطعم على لائحة الأصناف التي أقدّمها».

لكن سوزي لم تكتفِ بمجاراة «تريند» الـ«تيراميسو» ذي النكهة الإيطالية الغنية بالقهوة، بل استعدّت لموسم الأعياد بمجموعة أخرى تستند إلى مكوّنات لبنانية. فأدخلت نكهة الزعتر البري، وأغرقت قطعاً صغيرة من البقلاوة والمعمول بالشوكولاته. وأضافت مربّى التين وحبوب الكرز المجفّف، إلى جانب التمر وحلوى الكنافة بالجبن التي غلّفتها بالشوكولاته السوداء.

وتعلّق: «ما يميّز صناعة الشوكولاته في لبنان هو هذا المزج بين النكهة المحلية والشوكولاته العالمية».

وتتدخّل ابنتها ماريلين قائلة: «أطلقنا أيضاً قسماً خاصاً بالشوكولاته الصحية؛ فلا نستخدم السكر المصنّع، بل نعتمد مكوّنات طبيعية كالعسل، أو تلك المناسبة لمرضى السكري».

«المارون غلاسي» ضيافة العيد الأغلى سعراً في لبنان (الشرق الأوسط)

تغليفة الشوكولاته... وألوان الموسم

تركّز معظم محلات الشوكولاته كما كل عام على التغليفات الورقية التي تعكس أجواء الأعياد. ويوضح ناجي، من مديري أهم محلات الشوكولاته في لبنان، لـ«الشرق الأوسط»: «كل عام يحمل معه تشكيلة جديدة من أوراق التغليف. وهذه السنة تتصدّر ألوان الأحمر، والزهري، والأزرق، والأبيض. أحياناً نقدّم مزيجاً من لونين، وأحياناً نكتفي بلون واحد. وغالبية هذه الألوان تبعث البهجة في النفوس وتمنح متذوّقها شعور الاحتفال من خلال الطعم والشكل الخارجي».

وفي المقابل، تمسّكت محلات أخرى بالألوان التقليدية لتغليف منتجاتها، فبرز الفضي والذهبي والأحمر في المقدمة، إلى جانب تغليفات أخرى من اللون البني المحروق، أضيفت إليها حبيبات البندق واللوز المغموسة بالشوكولاته لتزيينها.

الـ«مارون غلاسي» والـ«تروفل» الأشهر والأقدم

يعدّ الـ«مارون غلاسي» والـ«تروفل» بالشوكولاته من الكلاسيكيات التي لا غنى عنها في موسم الميلاد. فالأول هو كستناء مُحلّى بالقطر، طريّ المذاق وغنيّ بالطاقة. أما الثاني فهو غاناش شوكولاته فاخرة بقشرة خارجية مقرمشة وقلب يذوب نعومة، وغالباً ما يُغلَّف بمسحوق الكاكاو.

ويحمل هذان الصنفان رمزية خاصة في الأعياد، فيجمعان بين تباين القوام وغنى النكهات، ما يجعلهما خياراً مثالياً لصناديق الهدايا في نهاية العام. كما يعدّان من أصناف الحلو الباهظة الثمن نسبة إلى غيرهما من أنواع الشوكولاته.


«اﻟﻮﻟﻴﻤﺔ» في الرياض... الاحتفاء بهوية اﻟﻤﺎﺋﺪة اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ

موروث ﺛﻘﺎفي ﻣﺘﻨوع ﻳﻤﺜﻞ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﻨﺎطق السعودية الـ13 (هيئة فنون الطهي)
موروث ﺛﻘﺎفي ﻣﺘﻨوع ﻳﻤﺜﻞ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﻨﺎطق السعودية الـ13 (هيئة فنون الطهي)
TT

«اﻟﻮﻟﻴﻤﺔ» في الرياض... الاحتفاء بهوية اﻟﻤﺎﺋﺪة اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ

موروث ﺛﻘﺎفي ﻣﺘﻨوع ﻳﻤﺜﻞ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﻨﺎطق السعودية الـ13 (هيئة فنون الطهي)
موروث ﺛﻘﺎفي ﻣﺘﻨوع ﻳﻤﺜﻞ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﻨﺎطق السعودية الـ13 (هيئة فنون الطهي)

يحتفي ﻣﻬﺮﺟﺎن اﻟﻮﻟﻴﻤﺔ، الذي احتضنه مدينة الرياض، بهوية اﻟﻤﺎﺋﺪة اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ، ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ موروثاً ﺛﻘﺎﻓﻴاً ﻣﺘﻨﻮﻋاً ﻳﻤﺜﻞ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﻨﺎﻃﻖ السعودية اﻟـ13، وبتجارب رواد ورائدات أعمال سعوديين، حوّلوا قصصهم الخاصة إلى مشاريع ناجحة وفريدة في حكاياتها ومنتجاتها.

احتضنت جامعة الملك سعود النسخة الخامسة من مهرجان الوليمة للطعام السعودي، الذي هو من تنظيم هيئة فنون الطهي التابعة لوزارة الثقافة، ويهدف إلى إبراز تنوع المائدة السعودية، حيث ضمّت فعاليات المهرجان 13 قسماً رئيسياً للأطباق المحلية، بمشاركة أكثر من 200 جهة دولية، وجاءت دولة تايلاند ضيفاً رئيسياً، ضمن جناح مخصص يعكس هوية وثقافة المطبخ التايلاندي التقليدي.

تحتضن جامعة الملك سعود النسخة الخامسة من مهرجان الوليمة للطعام السعودي (هيئة فنون الطهي)

من مزرعة عائلية إلى مصنع يصدّر العطور

وضمن المهرجان، استعرض مشروع «بيت الورد الطائفي» حكاية سعودية، امتدت من أرض زراعية محدودة إلى مشروع صناعي متكامل، ينتج أحد أغلى الزيوت العطرية في العالم، حيث يصل سعر لتر دهن الورد الطائفي إلى 120 ألف ريال.

بدأت الحكاية عند سفوح مدينة الطائف، حيث نشأ نايف الخالدي وأسرته في مزرعة عريقة اشتهرت بزراعة الورد الطائفي، وتحدث الخالدي لصحيفة «الشرق الأوسط» عن ملامح رحلة نجاح «بيت الورد الطائفي»، وقال: «كنا نملك مزرعة تقليدية في الطائف، نهتم بزراعة الورد الطائفي، ومنذ ولادتي وأنا أرى والدي يزرع الورد ويعتني به»، ويمثل ذلك للخالدي هويته وإرثه العائلي؛ إذ تربت الأسرة على هذه الأرض منذ الصغر، واصفاً المشروع بأنه «مسؤولية تجاه إرث عائلي، وليس مجرد تجارة»، مستحضراً جانباً من بداياته: «وُلدت في المزرعة وفي ظروف بسيطة، حيث كانت الأسرة تقضي معظم وقتها في العمل بالأرض».

«بيت الورد الطائفي» حكاية سعودية امتدت من أرض زراعية محدودة إلى مشروع صناعي متكامل (الشرق الأوسط)

وأضاف الخالدي: «مع مرور الوقت طوّرنا آليات العمل في المزرعة، وتوسع نشاطنا لنؤسس مصنع التقطير لاستخراج الزيوت العطرية والمياه المركزة المخصصة لمستحضرات التجميل، وذلك عام 2018. ثم انتقلنا إلى استخراج زيت بذور التين الشوكي، إلى أن أصبح لدينا مصنع لمستحضرات التجميل ومصنع للعطور داخل المزرعة نفسها».

وأكد الخالدي أن الجهات الحكومية قدّمت دعماً كبيراً، أسهم في انتقال المشروع من مزرعة إلى مصنع متكامل، موضحاً: «وزارة الصناعة وقفت معنا وقدمت تسهيلات مهمة، إلى جانب الدعم المقدم من هيئة الدواء والغذاء بمعايير صارمة، ويمثل وجود مختبرات معتمدة داخل المزرعة مصدر ثقة وفخر لنا».

ويمتد عمر المزرعة لأكثر من 50 عاماً، بينما تمتد خبرة العائلة في زراعة الورد الطائفي لأكثر من 100 عام، ويعدّ تأسيس المصنع عام 2018 استثماراً للتسهيلات الحكومية وبداية مرحلة جديدة من التصنيع الاحترافي.

وأشار الخالدي إلى أن نقطة التحول بدأت مع «رؤية السعودية 2030»، حيث كانت المصانع تتركز في المدن، لكن المزرعة حصلت على تصريح خاص لتصبح أول مصنع في الطائف يحصل على اعتماد إنتاج مستحضرات التجميل، تحت إشراف وزارة الصناعة وهيئة الدواء والغذاء، داخل الأرض نفسها.

وأضاف: «وصلنا اليوم إلى مرحلة التصدير لدول الخليج، وسنبدأ التوجه نحو أوروبا الشرقية وآسيا والولايات المتحدة، فهناك اهتمام لافت بالعطر السعودي، وتركيزنا الأول حالياً على الأسواق الخليجية، إلى جانب سعينا نحو المشاركة في (إكسبو 2030)».

مهرجان الوليمة للطعام السعودي منصة تجمع بين التراث والابتكار في المطبخ المحلي (هيئة فنون الطهي)

من طلب مريض السكري إلى مصنع شوكولاتة

قصة أخرى تبرز وسط أجنحة «مهرجان الوليمة» للطعام السعودي؛ إذ لفتت فاطمة السالم، صانعة الشوكولاتة وخريجة حاضنة «كون» لفنون الطهي والأكاديمية العالمية لفنون الطهي، الأنظار بعلامتها «سمراء شوكولاتة» ومشروعها الذي بدأ من مطبخ المنزل، قبل أن يتحول إلى مصنع متكامل، مخصص لإنتاج شوكولاتة صحية مصنوعة من الصفر، وجاءت البداية حين طلب أحد أفراد عائلتها، الذي يعاني من السكري، شوكولاتة مناسبة لحالته الصحية، في وقت تمتلئ فيه السوق بمنتجات عالية بالسكر المكرر والمواد الحافظة.

ووجّهت فاطمة السالم تساؤلاتها في التعلم والتجربة، مشيرةً إلى أن تحول المادة السائلة إلى شوكولاتة صلبة أثار فضولها، وفي ذلك الوقت صنعت أول وصفة مخصصة لمرضى السكري، واصفةً بأنها «فرحة لا تقدر... وزادت ثقتي بنفسي وبقدراتي»، وبدأت صناعة الشوكولاتة من بداية حبوب ثمرة الكاكاو باستخدام بدائل صحية مثل سكر التمر، وموضحةً صعوبة البدايات ومراحل التعلم حتى طوّرت عملها من آلة إذابة بسيطة إلى معدات طحن وتعديل حرارة الشوكولاتة متخصصة داخل طابق كامل في منزلها، لتؤسس مصنعاً صغيراً يلبي الطلب المتزايد.

«سمراء شوكولاتة» مشروع بدأ من مطبخ المنزل قبل أن يتحول إلى مصنع متكامل لإنتاج شوكولاتة صحية (الشرق الأوسط)

وكشفت السالم، خلال حديثها لصحيفة «الشرق الأوسط»، عن أن «الإقبال نحو الشوكولاتة الصحية جعلني أدرك تجاوز مرحلة التجربة ليكون نشاطاً تجارياً حقيقياً، حيث شريحة واسعة من مرضى السكري والمهتمين بالخيارات الصحية ظلوا يشكلون جزءاً كبيراً من عملائي».

ونتيجةً للوعي المتنامي، صارت المنتجات الصحية عاملاً مهماً في توسع المشروع، وخاصةً بعد مشاركتها في نسخة سابقة من مهرجان الوليمة.

وأضافت: «أهدف إلى رفع الوعي والذائقة بالشوكولاتة الحرفية، من المهم أن يتعرف المستهلك على الشوكولاتة الحقيقية المصنوعة من الصفر، حيث سعيتُ لإنتاجها بنكهات سعودية لاقت إعجاب الزوار، مثل الورد الطائفي مع جناش الفانيليا، ونكهة الكليجة المميزة».

ويعدّ مهرجان الوليمة للطعام السعودي منصة تجمع بين التراث والابتكار في المطبخ المحلي، يمنح رواده تجربة متنوعة تشمل الأطعمة التقليدية، والأسواق التراثية، والحرف اليدوية، والعروض الموسيقية والفلكلورية، ومتحف العسل، ويسهم في تمكين الهوية الوطنية وإبراز الموروث الغذائي السعودي، كما يعزز التبادل الثقافي مع ضيوف الدول المختلفة، ويُعرّف بالمطبخ السعودي على الخريطة الدولية، من خلال إقامة ورش تعليمية وتفاعلية لجميع الفئات العمرية.