مجلس النواب المغربي يشرع في مناقشة قانون الحصول على المعلومة

الحكومة والمعارضة تتوصلان إلى صيغة توافقية لتجاوز المأزق

مجلس النواب المغربي يشرع في مناقشة قانون الحصول على المعلومة
TT

مجلس النواب المغربي يشرع في مناقشة قانون الحصول على المعلومة

مجلس النواب المغربي يشرع في مناقشة قانون الحصول على المعلومة

شرعت لجنة العدل والتشريع بمجلس النواب (الغرفة الأولى بالبرلمان) المغربي، مساء أول من أمس، في عقد أولى جلسات مناقشة مشروع قانون الحصول على المعلومة، الذي ينص عليه الفصل 27 من الدستور، وذلك بعد سنتين من الجمود بسبب خلاف بين الحكومة وحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المعارض، الذي كان مبادرا إلى وضع مقترح ينظم كيفية الوصول إلى المعلومة بمكتب مجلس النواب منذ سنة 2012، وقبل أن تقدم الحكومة خلال 2013 مشروع قانون مشابه، وهو الأمر الذي أثار جدلا قانونيا حول مشروعية المبادرتين.
وساهم التوصل إلى اتفاق داخل لجنة العدل والتشريع، بين ممثل الحكومة والفريق النيابي الاشتراكي، في تجاوز المأزق القانوني والتشريعي بين الحكومة والمعارضة، وذلك عبر الاتفاق على مسطرة توافقية تسمح بمناقشة عامة تشمل النص الحكومي والمبادرة البرلمانية، وبعد ذلك الاحتكام إلى لجنة تقنية مشتركة بين الغالبية والمعارضة للخروج بنص واحد.
في سياق ذلك، اتهم النائب الاشتراكي حسن طارق الحكومة بممارسة الأنانية المؤسساتية المفرطة، من خلال استخفافها بالمبادرة التشريعية للنواب. وحذر طارق من التنزيل الدستوري المعيب، الذي يجعل من مشروع الحكومة حول الحق في ولوج المعلومة مناسبة للالتفاف على حق دستوري، عوض أن يكون مناسبة لتنظيمه.
وعدّ طارق نتائج الانتخابات البلدية الأخيرة، التي جرت يوم 4 من سبتمبر (أيلول) الماضي، أكبر مثال على أزمة المعلومات في المغرب، وتساءل حول أسباب عدم نشر معطيات تفصيلية بشأنها، مضيفا أنه راسل محمد حصاد، وزير الداخلية، من خلال سؤال برلماني، بيد أنه ما زال ينتظر الجواب. وأضاف طارق موضحا أنه «من المفروض أن تدمج نتائج الانتخابات في قائمة النشر الاستباقي من طرف الحكومة وليس إخفاءها»، مؤكدا أن البناء الديمقراطي ومحاربة الفساد يقتضي مجتمعًا مفتوحًا، تتداول فيه المعلومة بسلاسة.
كما اتهم طارق المشروع الحكومي المتعلق بالحق في الولوج للمعلومة بتجاهل توصيات المجلس الوطني لحقوق الإنسان، ومذكرات الشبكة المدنية الموضوعاتية، وبقية فعاليات المجتمع المدني والحقوقي، بل وكذلك توصيات المناظرة الحكومية نفسها.
من جهتها، عدّت النائبة أمينة ماء العينين من حزب العدالة والتنمية، ذي المرجعية الإسلامية، متزعم التحالف الحكومي، المشروع الذي قدمته الحكومة بـ«المهم». وقالت إن «هناك قوى محافظة، من جهة، تخشى شفافية المعلومة، وهناك قوى جديدة، من جهة أخرى، تطالب بالانفتاح وبالحق في المعلومة، والقانون يجب أن يخلق توازنا في الأمر»، مضيفة أن المشروع الحكومي يطرح قضية السر المهني في علاقة مع مبدأ الحق في المعلومة.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.