أطفال الضالع ينتظمون في مدارس مؤقتة لليونيسيف

بعد أن دمر الكثير من مباني المحافظة ومنشآتها الصحية

محافظ الضالع فضل الجعدي يتفقد مخيمات الطلاب
محافظ الضالع فضل الجعدي يتفقد مخيمات الطلاب
TT

أطفال الضالع ينتظمون في مدارس مؤقتة لليونيسيف

محافظ الضالع فضل الجعدي يتفقد مخيمات الطلاب
محافظ الضالع فضل الجعدي يتفقد مخيمات الطلاب

حددت الأمم المتحدة اليمن كواحدة من أزماتها الإنسانية الأعلى مستوى. وتقول إن أكثر من 21 مليون شخص في اليمن يحتاجون إلى المساعدة، أي ما يمثل نحو 80 في المائة من السكان.
وفي محافظة الضالع تعرضت 32 مدرسة أساسية وثانوية للهدم الكلي والجزئي كحصيلة أولية للحرب التي ما زالت محتدمة في أطراف المحافظة في جنوب البلاد والمتاخمة لمحافظة إب شمالا، كما جاء على لسان المحافظ فضل محمد الجعدي، الذي قال إن الميليشيات دمرت ست مدارس حكومية تدميرا كليا إلى جانب قاعات دراسية تابعة لكلية التربية ومنشآت رياضية لأندية النصر والوصل وشباب قعطبة، والبقية تراوح الدمار فيها بين المتوسط والجزئي.
وأضاف المحافظ الجعدي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن مباني القطاع الصحي تعرضت هي الأخرى لتدمير جزئي، منها مستشفيات السلامة والتضامن والابجر ومستشفى الضالع للعيون، فضلا عن قرابة 600 مبنى ومنزل طالتها أضرار مختلفة جراء الحرب التي شنتها الميليشيات الحوثية وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح. كما قامت مجموعات مسلحة بمهاجمة وتخريب ونهب لعدد من المنشآت الحكومية.
وأشار المحافظ الجعدي إلى أن المحافظة عانت وما زالت تعاني من العدوان الذي شنته ميليشيات الحوثي والرئيس المخلوع، منوها لأن الخسائر البشرية تجاوزت 300 قتيلا وأكثر من ألف جريح، ناهيك عن بنية المحافظة الأساسية التي طالها الخراب والدمار ومنها مجمع السلطة المحلية الذي لم يسلم هو الآخر، نظرا لاستخدامه من قبل الميليشيات كمقر لعملياتها وجنودها وأسلحتها.
ويقوم عمال مؤسسة الكهرباء بدعم من الهلال الأحمر الإماراتي هذه الأيام بإصلاح الأبراج والشبكة التي تصل محافظة الضالع بمحافظتي لحج وعدن جنوبا. وتعاني الضالع ذات الكثافة السكانية البالغة بنحو نصف مليون نسمة وحتى اللحظة دون تيار كهربائي عمومي، منذ انقطاعه مع اليوم الأول للعدوان نهاية مارس (آذار) من العام المنصرم. وتعتبر الضالع من المحافظات النائية التي يعيش أغلب سكانها تحت خط الفقر وتعاني من شحة في الموارد والإمكانات وانعدام الفرص، وفي حاجة إلى جهود وإمكانات كبيرة لاستعادة الخدمات الضرورية مثل الكهرباء والتعليم والصحة والنظافة والأمن والمشتقات النفطية.
وفي الفترة الأخيرة قدمت بدعم منظمة اليونيسيف مدارس بديلة ومؤقتة لتلك المدارس التي تعرضت للتدمير في مدينة الضالع والمناطق المجاورة خلال الفترة من نهاية مارس وحتى تحرير هذه المناطق يوم 25 مايو (أيار) الماضي.
وخلال زيارة المحافظ لتلك المخيمات التعليمية، أعرب عن سعادته بإصرار الطلاب وأولياء أمورهم على مواصلة التعليم في الظروف الصعبة الراهنة، مؤكدا على استمرار المحافظة في استكمال متابعة إعادة إعمار المدارس وتقديم الدعم اللازم لهم في الفترة الحالية.
وأثنى المحافظ على الدعم المقدم من منظمة اليونيسيف والمنظمات الداعمة الأخرى لإعادة الحياة في الضالع إلى وضعها الطبيعي في طريق البناء وتحقيق الطموح الشعبية.
وكان مركز الإغاثة الإنسانية بالمحافظة، أوضح في وقت سابق لـ«الشرق الأوسط» أن نحو 63 ألف أسرة في محافظة الضالع، منها 11 أسرة من مدينة الضالع، نزحت إلى المناطق الريفية النائية مثل جحاف والازارق والحصين والشعيب، لكن منعت الميليشيات مرور وإيصال المواد الإغاثية والمعونات الإنسانية إلى المناطق الواقعة تحت الحصار والحرب في الضالع، رغم الهدن المعلن عن سريانها.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.