ترشيحات الغولدن غلوب وجمعية منتجي أميركا تزيد حرارة المنافسة على جوائز السينما

عشرة أفلام رئيسية تتنوع ما بين الماضي والمستقبل

برايان كرانستون كما يبدو في «ترامبو»، من «مباشرة من كومبتون».
برايان كرانستون كما يبدو في «ترامبو»، من «مباشرة من كومبتون».
TT

ترشيحات الغولدن غلوب وجمعية منتجي أميركا تزيد حرارة المنافسة على جوائز السينما

برايان كرانستون كما يبدو في «ترامبو»، من «مباشرة من كومبتون».
برايان كرانستون كما يبدو في «ترامبو»، من «مباشرة من كومبتون».

الطبول تُقرع أعلى من أي وقت مضى هذا الشهر استعدادا لحفلات توزيع جوائز السينما والتلفزيون ومصدرها مدينة لوس أنجليس ولو أن صداها يتردد في كل مكان.
ففي يوم الأحد، العاشر من هذا الشهر، ستقام حفلة توزيع جوائز «ذا غولدن غلوبس»، وفي الثاني عشر من هذا الشهر، تعلن «جمعية كتاب السينما الأميركية» (DGA) ترشيحاتها لجوائزها التي ستمنحها في السادس من فبراير (شباط) المقبل. أما يوم الخميس 14 من هذا الشهر فتعلن أكاديمية العلوم والفنون السينمائية عن ترشيحاتها الرسمية تمهيدًا لحفلة توزيع جوائز الأوسكار في الثامن والعشرين من الشهر المقبل.
أما يوم السبت في 23 من هذا الشهر فتوزّع «جمعية منتجي أميركا» (PGA) جوائزها، وبعد ذلك بأسبوع تقوم جمعية الممثلين (SAG) بتوزيع جوائزها السنوية أيضًا.
وإلى جانب لوس أنجليس تستعد لندن أيضا لموسم الجوائز، ففي في الثامن من هذا الشهر تعلن «أكاديمية فنون السينما والتلفزيون» المعروفة بـBAFTA ترشيحاتها الرسمية التي ستعلن نتائجها في الرابع عشر من فبراير (شباط). قبل ذلك، وفي السابع عشر من هذا الشهر حفل توزيع جوائز «لندن فيلم سيركل».
كل ما سبق هو الحفلات الأميركية والبريطانية الأكثر شهرة وسخونة، وهناك سواها في الولايات المتحدة وفي أوروبا عمومًا، لكن الاهتمام ينصب على ما سبق، أو معظمه، كون الأفلام والشخصيات المرشّحة للفوز هي - في غالبها – واحدة، ما يجعل التنافس بينها أكثر حرارة وإثارة، خصوصًا عندما يفشل فيلم في نيل جائزة من هذه الجمعية لكنه ينجح في نيل الجائزة في جمعية أخرى، ما يجعل السؤال إذا كان الفوز الأعلى قدرًا (المناط بالأوسكار ذاته) سيميل إلى نتيجة الجمعية الأولى أو الثانية.

* أداءات مميّزة
التوقعات تزداد حرارة بالضرورة. هناك الكثير من الأفلام والكثير من السيناريوهات والكثير من الممثلين والمخرجين ومديري التصوير الذين أنجزوا مهام صعبة وناجحة، كل في مهامه. ولعل ترشيحات جوائز «جمعية الممثلين الأميركية» بمثابة مرآة لهذا الوضع ولو على صعيد التمثيل وحده.
فقد جاءت الترشيحات التي تم الإعلان عنها قبل أسبوع مثيرة للاهتمام وذلك بسبب أداء كل المرشحين في كل قسم من الأقسام التي تمنح فيها الجوائز. وما هو أهم حقيقة أن هذه الجائزة التي تمنحها جمعية الممثلين عادة ما تعكس التوجه العام لمن سيفوز بالأوسكار من الممثلين والممثلات، كون أعضاء الجمعية هم الكتلة الأكبر عددًا بين أعضاء جمعية الأكاديمية التي تمنح جوائز الأوسكار.
في قسم «الأداء المميّز لفريق عمل في فيلم»: مجموعة ممثلي الأفلام التالية: «وحوش بلا أمّة» و«ذا بيغ شورت» و«سبوتلايد» و«مباشرة من كومبتون» و«ترامبو».
في قسم الأداء المميز لممثل في دور رئيس، نجد برايان كرانستون، الذي يلعب دور كاتب السيناريو اليساري دالتون ترامبو، في عداد الخمسة المرشحين. الأربعة الباقون هم إيدي ردماين عن «الفتاة الدنماركية»، ومايكل فاسبيندر عن «ستيف جوبس»، وليوناردو ديكابريو عن «المنبعث»، وجوني دَب عن «القداس الأسود».
على صعيد الممثلات في الأدوار الرئيسية تم ترشيح كايت بلانشيت عن «كارول» وبري لارسون عن «غرفة»، وهيلين ميرين عن «امرأة في الذهب»، وسواريز رونان عن «بروكلين»، وسارا سيلفرمان «أجيب بابتسامة» (I Smile Back).
في عداد الممثلين المساندين نجد كرستيان بايل عن دوره في «ذا بيغ شورت»، وإدريس ألبا عن «وحوش بلا أمّة». البارع بتواضع أدائه مارك ريلانس عن «جسر الجواسيس» ومايكل شأنون عن 99 منزل» ثم جاكوب ترمبلاي عن «غرفة».
على الصعيد ذاته بين الممثلات لدينا روني مارا عن «كارول»، راتشل ماكأدامز عن «سبوتلايت»، هيلين ميرين عن «ترامبو»، أليسا فيكاندر عن «الفتاة الدنماركية»، وكيت بانسليت عن «ستيف جوبس».
ثم هناك ما يوازي ما سبق من أقسام على صعيد الأعمال والمواهب التلفزيونية. من بين اللافت وجود الممثل العربي الأصل رامي مالك في عداد المرشّحين لجائزة أفضل ممثل أول في مسلسل درامي وهو «مستر روبوت». كيفن سبايسي وبيتر دينكلاج وجون هام وبوب أودنكيرك منافسوه في هذه الجائزة.
نسائيًا هناك كلير دانس عن «هوملاند» وفيولا ديفيز عن «كيف تنفذ من جريمة قتل» وجوليان مارغوليز عن «الزوجة الطيبة» وماغي سميث عن «داونتون آبي» وروبين رايت عن «بيت أوراق اللعب» (House of Cards).

* بين الماضي والمستقبل
ترشيحات جوائز «جمعية منتجي أميركا» التي أعلنت يوم الثلاثاء (الخامس من الشهر الحالي) شملت عشرة أفلام بالغة التنوّع وعلى قدر من الاختلافات النوعية أيضًا. لكن معظم الأفلام توزّعت بين حكايات من فترات ماضية مختلفة (لأحداث وقعت بالفعل) وبين خيالات مستقبلية.
ففي المستقبل رمى ريدلي سكوت شباكه في «المريخي» حول ذلك الملاح الذي ينتهي إلى زرع البطاطا فوق سطح المريخ إلى أن يتم إنقاذه بعملية أميركية - صينية مشتركة.
وتقدم جورج ميلر برابع فيلم من مسلسله «ماد ماكس» تحت عنوان «ماد ماكس: طريق الغضب» حول مستقبل على الأرض مشحون بالقتال بين الناجين من دمار كوني.
على منحى مختلف يجيء «إكس ماشينا» لألكس غارلاند مفضلاً دراسة هادئة عما سيكون عليه الحال إذا ما تم استنساخ البشر.
أما الماضي فيعود في معظم الأفلام الأخرى. نجده في «المنبعث»، إخراج أليخاندرو غونزاليس إيناريتو، إلى منتصف القرن التاسع عشر حيث ليوناردو ديكابريو يجاهد في سبيل إنقاذ حياته من القتل على أكثر من صعيد. ضد الهنود الحمر وضد الدب الضاري الذي يهاجمه ويتركه على شفار الموت، ثم ضد الصياد الآخر الذي أراد قتله ليتخلص منه، وقبل ذلك وبعده ضد الصقيع في تلك المنطقة الثلجية المعزولة من العالم حيث تقع الأحداث.
ونجده أيضًا في «بروكلين» لجون فاولي حول امرأة آيرلندية شابة (سواريز أونان) تنتقل للعيش في بروكلين، نيويورك، في خمسينات القرن الماضي.
الأقرب إلينا الدراما التي تقع أحداثها في بوسطن مطلع القرن الحالي (سنوات قليلة قبل كارثة الحادي عشر من سبتمبر (أيلول)، 2001 ‪(‬ بعنوان «سبوتلايت» لتوم مكارثي عن أربعة من محرري صحيفة «ذا بوسطن غلوبس» الذين انبروا لكشف الفساد الأخلاقي في الكنيسة الكاثوليكية، وذلك بناء على أحداث واقعة.
كذلك هي أحداث واقعة (وإن ليست واقعية) في فيلم «ذا بيغ شورت» لأدام ماكاي حول الأزمة الاقتصادية في عام 2008 وكيف استثمرها البعض لصالحه مستغلين أوجاع الناس الاقتصادية (هناك فيلم أفضل منه في هذا الخصوص وهو «99 منزلاً» لكنه لم يجد طريقه للترشيح).
في رحى القرن الحالي ذاته اقتبس المخرج ف. غاري غراي «مباشرة من كومبتون» الوضع الاجتماعي لأحد أشهر وأفقر أحياء السود في مدينة لوس أنجليس التي أنجبت، على ذلك، بعض نجوم الموسيقى من أمثال د. دري (يؤديه في الفيلم كوري هوكينز) وإيزي إ (جاسون ميتشل) وايس كيوب (أوشاي جاكسون) بين آخرين.
وفي الماضي الأبعد هناك، من بين هذه الأفلام المرشّـحة لجائزة أفضل فيلم من قِـبل جمعية المنتجين: «جسر الجواسيس» لستيفن سبيلبرغ معالجًا حكاية واقعة أخرى نشأت عندما قبض الأميركيون على جاسوس سوفياتي والروس على جاسوس أميركي (وأميركي آخر بريء) وكيف تم الاتفاق على تبادل الأسرى و«يا دار ما دخلك شر». أحداث هذا الفيلم تدور أيام الحرب الباردة في الستينات.
الفيلم الوحيد من هذه الأعمال العشرة الذي يدور في الزمن الحاضر هو «سيكاريو» لدنيس فيلينوف الذي يزرع الحدود المكسيكية - الأميركية بمجموعة أبطاله الذين من المفترض بهم تمثيل القانون، لكنهم لا يستطيعون تنفيذه إلا بخرقه على أكثر من نحو كما تكتشف عميلة الإف بي، إميلي بْلْنت.



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».