نجاة محافظي عدن ولحج ومدير أمن الأولى من محاولة اغتيال

سيارة مفخخة تستهدف موكبهم بعد عودتهم من زيارة إلى مقر قيادة قوات التحالف العربي

ما تبقى من السيارة المفخخة التي استهدفت الموكب الرسمي في عدن (أ.ف.ب)
ما تبقى من السيارة المفخخة التي استهدفت الموكب الرسمي في عدن (أ.ف.ب)
TT

نجاة محافظي عدن ولحج ومدير أمن الأولى من محاولة اغتيال

ما تبقى من السيارة المفخخة التي استهدفت الموكب الرسمي في عدن (أ.ف.ب)
ما تبقى من السيارة المفخخة التي استهدفت الموكب الرسمي في عدن (أ.ف.ب)

تعرض 3 مسؤولين بارزين في جنوب اليمن، بينهم محافظا عدن ولحج، لمحاولة اغتيال من جراء تفجير سيارة مفخخة الثلاثاء استهدف موكبهم، وأدى إلى مقتل أحد مرافقيهم وإصابة ثمانية آخرين، بحسب ما أفادت به مصادر أمنية.
ونجا العميد عيدروس قاسم الزبيدي محافظ عدن والدكتور ناصر الخبجي محافظ لحج والعميد شلال شائع مدير الأمن بالعاصمة عدن من محاولة اغتيال استهدفت موكبهم أثناء مروره في الخط العام الرابط بين مديريتي البريقة والمنصورة أمس (الثلاثاء).
وكشفت مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط» أن هجوم انتحاري عبر سيارة مفخخة استهدف الموكب، ظهر أمس (الثلاثاء)، في طريق عودتهم من زيارة إلى مقر قيادة قوات التحالف العربي غرب عدن.
وأوضحت المصادر أن سيارة مفخخة انفجرت لدى مرور الموكب المسؤولين في حي الإنماء بمدينة عدن (جنوب). وأكد مستشفى البريحي في عدن، ثاني كبرى مدن اليمن، حصيلة التفجير.
وقال نزار أنور الناطق الرسمي باسم السلطة المحلية إن سيارة مفخخة يقودها انتحاري حاولت استهداف موكب العميد الزبيدي محافظ عدن، وكان برفقته شلال شائع مدير أمن المحافظة إلى جانب محافظ لحج. وأكد المتحدث نجاة محافظي عدن ولحج ومدير أمن عدن من محاولة الاغتيال. وأفاد الناطق بمقتل أحد مرافقي المحافظ. ولم تتبنَّ أي جهة مسؤوليتها عن تلك العملية حتى الآن. يُذكر أن مدينة عدن تشهد الكثير من الاضطرابات الأمنية والاغتيالات طالت الكثير من المسؤولين، كان أبرزها اغتيال محافظ عدن السابق جعفر الإدريسي، الشهر الماضي. وفرضت اللجنة الأمنية في محافظة عدن حظر التجوال نتيجة تلك الاضطرابات، من الساعة الثامنة مساء حتى الخامسة صباحًا ابتداء من أول من أمس (الاثنين)، وحتى إشعار آخر.
وأكدت المصادر أن المسؤولين الثلاثة نجو من الاغتيال لكن «استشهد» شخصان احدهم من مرافقي محافظ لحج د. ناصر الخبجي، فيما أصيب عدد من الحراس بجراح متوسطة وطفيفة نقلوا على أثرها إلى عدد من مستشفيات المدينة للعلاج.
وذكرت المصادر الأمنية أن عمليات التفجير تم بسيارة مفخخة نوع «ايكو» لتنفجر لحظة مرور الموكب مقابل حي إنماء على الخط الرابط بين البريقة والمنصورة، وأسفرت عن سقوط «شهيدين» وسبعة جرحى ونجاة المسؤولين دون أي أذى كان.
وبعد ساعات من محاولة الاغتيال لمحافظ عدن العميد عيدروس الزبيدي ورفاقه، تمكنت الشرق الأوسط من الحصول على تصريح مقتضب للمحافظ أكد فيه أن مثل تلك المحاولات لن تثنيه من المضي قدمًا «نحو فرض الأمن والاستقرار في العاصمة الحبيبة عدن، وملاحقة تلك العصابات المسلحة أينما كانوا حتى تطهر عدن من دنسهم بإذن الله» (حد قوله).
وكشف أنور في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» تفاصيل عملية الاغتيال عبر سيارة مفخخة تنبهت لها الحراسة المرافقة للموكب وأطلقت عليها النيران فانفجرت قبل أن تصل إلى الموكب فأوقع الانفجار عدة إصابات في صفوف الحراسة المرافقة للموكب بلغت 7 مصابين إصاباتهم متفاوتة بين الطفيفة والمتوسطة، وسقوط «شهيدين» هما مجدي علي عبيد ومحمد عبد الله محمد لغبر.
وبدأت شوارع عدن في أول يوم لفرض حظر التجوال خالية من المركبات والمارة في عموم مدن ومديريات العاصمة عدن بعد يوم اشتباكات عنيفة خاضتها القوات الأمنية الحكومية مع مجاميع مسلحة حاولت السيطرة على ميناء عدن، قبل أن تتصدى لها القوى الأمنية وتبسط سيطرتها الكاملة على الميناء أول من أمس.
وقوبل قرار حظر التجوال بترحيب واسع واستجابة غير مسبوقة، حيث أفاد العديد من سكان مدينتي المعلا والمنصورة بعدن في أحاديث متفرقة لـ«الشرق الأوسط» بأنهم مع قرار حظر التجوال، وأي قرارات تتخذها اللجنة الأمنية في عدن التي تمكنهم من تنفيذ خطتهم الأمنية المشددة في سبيل استعادة الأمن والاستقرار في المدينة التي شهدت اختلالات أمنية في الأشهر الماضية.
وفي غضون ذلك، أشادت اللجنة الأمنية بالعاصمة عدن برئاسة المحافظ العميد عيدروس قاسم الزبيدي بتجاوب المواطنين في عدن مع قرار حظر التجوال الذي أقرته اللجنة الأمنية من الساعة الثامنة مساء وحتى الساعة الخامسة فجرًا، وبدأ سريانه من مساء يوم أول من أمس وحقق التزامًا طيبًا وتعاونًا مثمرًا من السكان المحليين.
وأشارت اللجنة الأمنية بعدن إلى أن تجاوب المواطنين مع قرار اللجنة الأمنية ساعد الأجهزة الأمنية بشكل كبير على تنفيذ هذا القرار الذي جاء في إطار جهود السلطة المحلية والأمنية لتعزيز الأمن والاستقرار في العاصمة المؤقتة عدن.
وأضافت اللجنة أن «قيادة السلطة المحلية والأجهزة الأمنية تعمل على فرض الأمن والاستقرار في عدن بالتعاون مع قيادات المقاومة بما يؤدي إلى انتقال المحافظة إلى مرحلة البناء من خلال عودة المؤسسات الحيوية فيها إلى نطاق سلطة الدولة كخطوة أولى ستتبعها خطوات أخرى في طريق عودة الدولة.
وأكدت أن أمن عدن واستقرارها «لن يكون ولن يتحقق إلا بأيدي وسواعد أبنائها وجهودهم»، داعيًا في الوقت نفسه المواطنين في عدن إلى مزيد من التعاون مع الأجهزة الأمنية من أجل المضي قدمًا نحو تحقيق الأمن والاستقرار والازدهار لهذه المحافظة.
وعلى صعيد آخر، نفى القيادي بالمقاومة الجنوبية بجبهة كرش يسري العمري الحوشبي ما تردد من أنباء عن سقوط كرش بيد الميليشيات، مؤكدًا أن الأنباء التي تحدثت عن سقوط كرش لا أساس لها من الصحة، مؤكدا أن قوات المقاومة الجنوبية توجد في مواقعها، بينما توجد آخر نقطة للميليشيات في منعطف «الحويمي».
وأشار القيادي بالمقاومة الجنوبية إلى أن المعارك مستمرة، مناشدًا في سياق تصريحه قوات التحالف العربي، بضرورة تعزيز جبهة كرش والخطوط الأمامية بما يلزم لصد أي محاولات تقدم للميليشيات صوب منطقة كرش الحدودية بين محافظتي لحج وتعز.



مدارس لبنانية تفتح أبوابها للتلاميذ لتلقي العلم وسط النازحين

المدارس الحكومية في عمشيت تستأنف مهمتها التعليمية (رويترز)
المدارس الحكومية في عمشيت تستأنف مهمتها التعليمية (رويترز)
TT

مدارس لبنانية تفتح أبوابها للتلاميذ لتلقي العلم وسط النازحين

المدارس الحكومية في عمشيت تستأنف مهمتها التعليمية (رويترز)
المدارس الحكومية في عمشيت تستأنف مهمتها التعليمية (رويترز)

في بلدة عمشيت الساحلية الهادئة التي تبعد 45 دقيقة بالسيارة شمالي بيروت، استأنفت المدارس الحكومية أخيراً مهمتها التعليمية وسط عشرات الآلاف من النازحين الذين اتخذوا من بعض المدارس مأوى مؤقتاً.

وحسب «رويترز»، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إنه مع تصاعد الصراع بين إسرائيل و«حزب الله» في سبتمبر (أيلول) لحق الدمار بمئات المدارس في لبنان أو اضطرت لغلق أبوابها بسبب الأضرار أو المخاوف الأمنية.

وقالت وزارة التربية والتعليم العالي اللبنانية إنه تم تحويل 505 مدارس من بين نحو 1250 مدرسة حكومية في لبنان إلى ملاجئ مؤقتة لبعض النازحين الذين يبلغ عددهم 840 ألف شخص.

وبدأت الوزارة، الشهر الماضي، إعادة فتح المدارس على مراحل، مما سمح بعودة 175 ألف طالب منهم 38 ألف نازح إلى بيئة تعليمية لا تزال بعيدةً عن وضعها الطبيعي.

وفي مدرسة عمشيت الثانوية الحكومية، التي تضم الآن 300 طالب مسجل ويُتوقع انضمام المزيد منهم مع استمرار وصول العائلات النازحة، تحولت المساحات المألوفة ذات يوم إلى مكان مخصص لاستيعاب الواقع الجديد.

وقال مدير المدرسة، أنطوان عبد الله زخيا، إنه قبل شهرين ونصف الشهر اختيرت المدرسة كملجأ.

واليوم، تتدلى الملابس المغسولة من نوافذ الفصول الدراسية، وتملأ السيارات ساحة اللعب التي كانت ذات يوم منطقةً صاخبة، والممرات التي كان يتردد فيها صوت ضحكات التلاميذ أصبحت الآن استراحةً للعائلات التي تبحث عن ملجأ.

وأعربت فادية يحفوفي، وهي نازحة تعيش مؤقتاً في المدرسة، عن امتنانها الممزوج بالشوق. وقالت: «بالطبع، نتمنى العودة إلى منازلنا. لا أحد يشعر بالراحة إلا في المنزل».

كما أعربت زينة شكر، وهي أم نازحة أخرى، عن قلقها على تعليم أطفالها.

وقالت: «كان هذا العام غير عادل. بعض الأطفال يدرسون بينما لا يدرس آخرون. إما أن يدرس الجميع، أو يجب تأجيل العام الدراسي».

التعليم لن يتوقف

قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن الخطة المرحلية لاستئناف الدراسة ستشمل تسجيل 175 ألف طالب من بينهم 38 ألف طفل نازح في 350 مدرسة عامة غير مستخدمة كملاجئ. وقال وزير التربية والتعليم العالي، عباس الحلبي، لـ«رويترز»: «العملية التعليمية هي أحد مظاهر مقاومة العدوان الذي يواجهه لبنان». وأضاف الحلبي أن قرار استئناف العام الدراسي كان صعباً لأن العديد من الطلاب والمدرسين النازحين لم يكونوا مستعدين نفسياً للعودة إلى المدرسة. وفي مبنى مجاور في مدرسة عمشيت الثانوية الرسمية، يتأقلم المعلمون والطلاب مع أسبوع مضغوط مدته 3 أيام ويشمل كل يوم 7 حصص دراسية لزيادة وقت التعلم إلى أقصى حد.

ولا تزال نور قزحيا (16 عاماً)، وهي من سكان عمشيت، متفائلة. وقالت: «لبنان في حالة حرب، لكن التعليم لن يتوقف. سنواصل السعي لتحقيق أحلامنا». ويتأقلم المعلمون مع الظروف الصعبة. وقال باتريك صقر وهو مدرس فيزياء (38 عاماً): «الجميع مرهقون ذهنياً... في نهاية المطاف، هذه الحرب تطولنا جميعاً». وبالنسبة لأحمد علي الحاج حسن (17 عاماً) النازح من منطقة البقاع، يمثل الأسبوع الدراسي الذي يدوم 3 أيام تحدياً لكنه ليس عائقاً. وقال: «هذه هي الظروف. يمكننا أن ندرس رغم وجودها».